العلاج النفسي-الجسدي psychosomatique

ان مسألة التداخل بين المظاهر النفسية وبين تلك الجسدية هي مسألة معروفة منذ عهد أفلاطون الذي دعى أطباء عصره الى دمج النفس والجسد في علاجهم للمرضى،وقد حافظت هذه النظرة الأفلاطونية على ديمومتها واستمرارها حتى نشأت المدرسة النفسية-الجسدية (البسيكوسوماتيك).وبما أننا في صدد الحديث عن العلاج النفسي فإننا سنتقصر كلامنا موضوع العلاج النفسي للمرضى الجسدين.ولهذا العلاج اكثر من مدرسة اهمها هي التالية:
البسيكوسومانيك التحليلي:
وكان نشوء هذه المدرسة على يد علماء من امثال الكسندر وثم تطورت على ايدي ساشا ناخت ومصطفى زيور ومن ثم بيار مارتي وسامي على وغيرهم .وتعتمد هذه المدرسة التحليل النفسي في علاجها للمرضى الجسدين.
على ان التحليل البسيكوسوماتي يختلف بغض الاختلاف عن التحليل التقليدي وخاصة من حيث الاهداف العلاجية اذ يهدف العلاج البسيكوسوماتي للوصول بالمريض الى أفضل حالات التوازن النفسي-الجسدي وافضل حالات القدرة على التعقيل .
البسيكوسوماتيك السلوكي:
نتيجة لطغيان الدرسة السلوكية في الولايات المتحدة مال البسيكوسوماتيون الاميركيون نحو هذه المدرسة .فعندوا الى تحديد انماط سلوكية خاصة مشتركة بين مرضى المرض الواحد.فوضعوا انماطا سلوكية خاصة بمرضى القرحة والبو والسرطان والذبحة القلبية...الخ.وانطلاقا من هذه الانماط السلوكية(مجموعة تصرفات ومسالك لا علاقة لها بالشخصية الأساسية للمريض) فان هؤلاء الباحثين يرون بأن العلاج النفسي لهؤلاء المرضى انما يكمن في تعديل هذه الانماط السلوكية.فمريض الذبحة مثلا يتبع نمطا سلوكيا متميز بالجمود والعدائية والرغبة القوية بالمنافسة.وعلى العلاج النفسي ان يتوجه لتعديل هذه الصفات.وقس عليه.
البسيكوسوماتيك الظواهرية :
وتختص هذه الطريقة في علاج الآثار النفسية الناجمة عن المرض الجسدي.وخاصة عندما يكون هذا المرض قادرا على تفجير قلق المريض او على تفجير هوام الموت لدى المريض وفي وقتنا الحالي يتم استخدام هذا العلاج على نطاق واسع لا يزال يتسع تدريجيا وهو يقسم الامراض الجسدية الى :
-الامراض ذات النوبات كمثل الربو والذبحة والقرحة...الخ وهذه الامراض تتسبب في احداث الجروح النرجسية اضافة الى تسبببها في احياء قلق من نوع متوقع وهذا القلق هو قلق النوبة اوم ما يسميه الاختصاصيون بهوام لحظة النوبة.
- الامراض الخطرة ذات التطور التدريجي كمثل السرطان والسل والايدز...الخ وغالبا ما تفجر هذه الامراض الهستيريا مضافا اليها مظاهر النقمة والعدائية.
- الجراحات وهي على درجات متفاوتة من الخطورة والاهمية اما المظاهر النفسية المتبدية لدى المريض الجراحي فهي تختلف باختلاف الشخصية الاساسية للمريض وباختلاف خطورة المرضى الذي يستدعى اجراء الجراحة.
-الامراض المتسببة بالوساوس وهذه الامراض اكثر من ان تحصر ذلك ان المريض صاحب الشخصية الوسواسية او العظامية يكون عرضة لتوهم المرض انطلاقا من اي مظهر جسدي ذاتي يحسه او اي اضطراب وظيفي يصيبه وكان فرويد قد تكلم في هذا المجال عن العصاي العضوي"Névrose d'organe" .

» العلاج النفسي المعاصر
» :: الألــــــــوان :: [العلاج بها - أسرارها - التحليل النفسي ]:::
» ماهوالفرق بين الطبيب النفسي والاخصائي النفسي؟؟
» الطبيب النفسي هل يصاب بالاضطراب النفسي ؟
» العلاج بخط الزمن