العلاج النفسي المعاصر
الدكتور /رياض نايل العاسمي
أستاذ في قسم الإرشاد النفسي ـ جامعة دمشق
بسم الله الرحمن الرحيم
فهرس المحتويات 1-10
مقدمة الكتاب 11-14
الفصل الأول: العلاج النفسي، مفهومه ، أهميته، وعلاقته بالعلوم الأخرى 15-67
ـ مفهوم العلاج النفسي وتعريفه
ـ المفاهيم المتعلقة والمشابهة للعلاج النفسي
ـ أهمية العلاج النفسي والحاجة إليه
ـ أهداف العلاج النفسي
ـ نشأة العلاج النفسي قديماً وحديثاً وتطوره
ـ علاقة العلاج النفسي بالعلوم الأخرى
ـ العلاج النفسي بين العلم والفن
ـ استنتاج ومناقشة
الفصل الثاني
نماذج من النظريات العلاجية النفسية الأساسية 117-195
ـ طبيعة النظرية
أولاًـ نظرية العلاج النفسي التحليلي
ثانياً ـ نظرية العلاج النفسية السلوكية
ثالثاً ـ نظرية العلاج المعرفي ـ السلوكي
رابعاًـ نظرية العلاج العقلاني الانفعالي
خامساًـ نظرية العلاج المتمركز على العميل( المتعالج)
سادساً ـ نظرية العلاج الأسري
ـ النظريات العلاجية في الميزان
ـ استنتاج وأسئلة
الفصل الثالث:
المعالج النفسي، إعداده ومؤهلاته ومعاييره الأخلاقية والمنهج المتبع
ـ المعالج النفسي ومهامه
ـ سمات وخصائص المعالج النفسي
ـ إعداد المعالج النفسي مهنياً
ـ المهارات المهنية للمعالج النفسي
ـ مهام المعالج في التأهيل والتدريب
ـ مسؤوليات المعالج النفسي
ـ أخلاقيات المعالج النفسي
ـ أسس العمل الأخلاقي
ـ المعايير الأخلاقية.
ـ مناهج علم النفس العلاجي
ـ استنتاج وأسئلة 197-245
الفصل الرابع
التقييم والحكم الإكينيكي والتدخل العلاج 247-301
التقييم والحكم الإكلينيكي:
ـ إجراءات التقييم والتقدير
ـ الحكم الإكلينيكي
ـ كتابة التقرير الإكلينيكي
التدخل العلاجي:
أولاـ مكان التدخل وشروطه
ثانياً ـ المقابلة التمهيدية الأولى
ـ الشروط الميسرة للعملية العلاجية
ثالثاً ـ مراحل التدخل العلاجي
ـ بناء العلاقة
ـ التقييم
ـ وضع الأهداف
ـ التدخل أو التنفيذ
ـ الإنهاء والمتابعة
ـ البحث وتقييم النتائج
ـ استنتاج وأسئلة
الفصل الخامس
أساليب العلاج النفسي
ـ العلاج الفردي
ـ العلاج الجماعي
ـ العلاج باللعب
ـ العلاج الأسري
ـ العلاج الزواجي
ـ العلاج الإيجابي
ـ استنتاج وأسئلة 345-420
الفصل السادس
استخدامات التكنولوجيا الحديثة في العلاج النفسي 421-459
ـأهمية التقنيات في العلاج النفسي
ـ العلاج النفسي باستخدام الفيديو وأهميته
ـ أهدف تقنية التغذية المرتدة بالفيديو في العلاج النفسي
ـ آراء حول شرائط الفيديو في العلاج النفسي:
ـ الشروط الأساسية لإنتاج شرائط الفيديو في العلاج النفسي
ـ أساليب استخدام شرائط الفيديو في العلاج النفسي
ـ العلاج بواسطة الكمبيوتر( الحاسوب)
ـ البريد الالكتروني
ـ استنتاج وأسئلة
الفصل السابع
تقييم فاعلية العلاجات النفسية 461-527
ـ مشكلات عامة حول ممارسة العلاج النفسي
ـ كفاءة بحوث العلاج النفسي وفاعليتها
ـ المشكلات الواجب ضبطها في العلمية العلاجية
ـ العوامل المحددة في ثبات التشخيصات الطبية والنفسية
ـ معايير تقييم العلاجات النفسية
ـ تقييم فعالية بعض العلاجات النفسية
ـ استنتاج وأسئلة
الفصل الثامن
تساؤلات أساسية حول قضايا العلاج النفسي 529-563
ـ تحديد عدة تساؤلات حول العلاج النفسي المتداولة بين الطلاب والعملاء وغيرهم
ـ تسليط الضوء على علم العلاج النفسي المعاصر
ـ فعالية العلاج النفسي
ـ العلاج النفسي طويل الأجل العلاج النفسي قصير الأجل
ـ أنواع العلاجات ذات الفاعلية في تحسين وظائف العميل النفسية
ـ استنتاج وأسئلة
الفصل التاسع
مستقبل علم النفس العلاجي 565-602
ـ طرق جديدة للعمل في المجال العلاج النفسي
ـ تسويق علم النفس العلاجي
ـ البحوث القائمة على الأدلة
الاتجاهات المستقبلية لعلم النفس العلاجي
ـ استنتاج وأسئلة
قائمة المراجع 603-629
ـ المراجع باللغة العربية
ـ المراجع باللغة الأجنبية
مسرّد المصطلحات 623-626
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة الكتاب
الأهداف والأنشطة والممارسات لعلم العلاج النفسي المعاصر تعد جذابة للكثير من المهتمين بالسلوك والعلاقات الإنسانية في العصر الحالي. فشعبية علم النفس أضحت واسعة الانتشار لدى الكثير من المهنيين الذين اختاروا العلاج النفسي مهنة لهم، علاوة على الاهتمام الإعلامي والبرامج التلفزيونية( الرائي) دليل على الفائدة الكبرى التي يقدمها العلاج النفسي. والهدف الرئيس النبيل لعلم النفس العلاجي هو استخدام مبادئ علم النفس لفهم السلوك البشري من أجل تعزيز الصحة النفسية والرفاه وجودة الحياة وذلك للحد أو التقليل من المشكلات التي يعاني منها. ويؤكد هذا الرأي ما قاله ماسلو(1957) " في يقيني أن موقع علماء النفس في عالم اليوم من أهم المواقع العلمية وأقواها على الإطلاق، أؤكد هذا، لأن المشكلات التي تواجه البشرية اليوم من حرب وسلام، ونظام وفوضى، وفهم وسوء فهم، وسعادة وشقاء، وحب وكراهية، جميعها يمكن حلها في ضوء فهم الطبيعة البشرية فهماً جيداً، وإلى هذا الهدف تتجه وظيفة علم النفس بكامله وبذاته".
وعلم النفس العلاجي المعاصر يتغير ويتطور في وتيرة سريعة في هذه الأيام نتيجة الشدّات النفسية التي يعاني منها كثير من الناس جراء المجاعات والحروب والكوارث الطبيعية وغيرها من العوامل؛ فظهور خدمات الرعاية الصحية، والاحتياجات المتغيرة في عالم متغير الثقافات، علاوة على التغيرات في نماذج التدريب، وتحول المرأة إلى سوق العمل، والتكنولوجيا العلمية المتطورة، والمشكلات المعقدة في ثقافة اليوم، جميعها لها أثر كبير لكل من النظرية والممارسة في علم النفس العلاجي.
وبعض هذه التغيرات هي إيجابية ومفيدة في الواقع، ولا أحد ينكرها، ولكن بعضها الآخر سلبي. وبالرغم من التحديات التي تواجه علم النفس العلاجي، إلاّ أنه يبقى المجال الرائع والمثير للاهتمام في تقديم الخدمات النفسية للأفراد المحتاجين إليها، كما يزداد هذا الاهتمام بعلم النفس العلاجي بتزايد الأدلة البحثية والتجريبية المتعلقة بالتفاعل بين الجنبات البيولوجية والنفسية والاجتماعية على سلوك البشر. لذلك، ينحو علماء العلاج النفسي المعاصرين إلى دمج المعرفة الجديدة: النموذج البيولوجي النفسي ـ الاجتماعي، والنموذج التكاملي في العلاج لتطوير تطبيقات أفضل لفهم مساعدة الآخرين، على اعتبار أن هذا التكامل يعكس توسيع جهود عملهم في مجال علم النفس العلاجي.
فالعلاج النفسي Psychotherapy بشكل عام، هو تطبيق مستنير باستخدام الطرائق الإكلينيكية والمواقف الشخصية المستمدة من المبادئ النفسية التي وضعت بغرض مساعدة الناس لتعديل سلوكياتهم وإدراكهم وانفعالاتهم أو أية خصائص شخصية أخرى ضمن التوجهات التي يراها المشاركون في العملية( المعالج، المتعالج أو المستنصحcounselee) والرغبة في العمل بها. كما يعرَّف "فرانك وبيتلر" العلاج إجرائياً، بأنه العلاج عندما يستخدم في سياق الرعاية الصحية، والذي يشير إلى أي عملية يشارك فيها أحد مقدميها المدربين على تقديم المساعدة بناء على خبراتهم الشخصية والمهنية لشخص لديه مشكلة مرتبطة بمشكلات الصحة النفسية أو العقلية أو السلوكية. وتشمل الظروف التي يسعى الفرد للعلاج، كمشكلات المعيشة، والمشكلات النفسية والأسرية والزواجية، ومشكلات التوافق بين الأفراد، ويكون تقديم العلاج المناسب لتصحيح أو تغيير هذه الظروف أو المشكلات لدى المتعالج.
ويقدم هذا الكتاب رؤية للطالب والباحث حول مفاهيم الموضوعات الأكثر انتشاراً في كتب علم النفس العلاجي من منظور تكاملي، حيث يسلط الضوء على مختلف الأنشطة والأدوار والمسؤوليات التي يقوم بها المعالج النفسي ضمن فريق العمل العلاجي، إضافة إلى الأسس والمناهج العلمية المضبوطة التي يستخدمها في إدارة بحوث العلاج النفسي وفي الممارسة العملية في أثناء التعامل مع المرضى أو المتعالجين الذين يطلبون المساعدة. ويجب التذكير هنا، أن المؤلف استخدم بين طيات هذا الكتاب مفاهيم مثل المريض، المتعالج أو العميل، واستخدم أحياناً الأسلوب العلاجي أو الإرشادي، ويُسَوَّغ المؤلف هذا، في أن بعض المدارس العلاجية نحت إلى إدخال هذه المفاهيم في أثناء التعامل مع الحالات التي تقدم لها المساعدة، مثل نظرية التحليل النفسي التي تشير إلى مفهوم المريض، بينما المدرسة الإنسانية، فيكون مفهوم العميل هو المفهوم الدارج في كتاباتها، بينما أقطاب المدرسة المعرفية فيشيرون إلى مفهوم المتعالج، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى. جاء هذا المفهوم في ثنايا الكتاب متوافقاً مع الرؤية العلاجية لكل مدرسة من مدارس العلاج النفسي.
وقد تضمن هذا الكتاب إحدى عشر فصلاً، تناولت المفاهيم الأساسية لعلم النفس العلاجي والتي تم إنتاجها من خلال العديد من كتب العلاج النفسي الأجنبية، حيث قام المؤلف بتوظيفها وإعادة صياغتها ضمن منحى علاجي متكامل يمكن أن يستفيد منه الطلبة والباحثين في مجال العلاج النفسي، المأمول أن يكون هذا العمل قاعدة أساسية لهم للانطلاق نحو فهم أفضل للعملية العلاجية عموماً، ومزيداً من الفائدة والتعمق في مجالات العلاج النفسي المختلفة وأساليبها. فعلى كل طالب أو باحث الرجوع إلى المراجع العلمية المختصة بكل مدرسة علاجية.
روعي في إعداد الكتاب الأسلوب التعليمي المتبع في أغلب كتب العلاج النفسي في العالم، فقد نحى أن يكون مخطط كل فصل من فصوله حاوياً أهداف الفصل، والمحتويات ذات العلاقة به ، مع وضع العديد من الجداول والرسوم التوضيحية لإغناء الفكرة العلمية، ثم ختم البحث بملخص للنقاط المهمة ، ثم تقديم بعض الأسئلة وقضايا النقاش لمحتويات ذلك الفصل. وربطاً بالفصل الثاني جاء الفصل الثالث مكملاً له في التطرق إلى النظريات العلاجية الأساسية في الميدان، وأهدافها وأساليب معالجتها للاضطرابات النفسية، مثل المدرسة التحليلية، والسلوكية والمعرفية والإنسانية، والنموذج الأسري. أما الفصل الرابع فتناول المعالج النفسي وإعداده ومؤهلاته، وأخلاقياته، والمناهج التي يتبعها في إدارة البحوث العلاجية والممارسة السريرية في الميدان. بينما تطرق الفصل الخامس إلى الإجراءات التي يقوم بها المعالج في تشخيص مشكلة المتعالج، والحكم الإكلينيكي فيما إذا كان يعاني من اضطراب نفسي أم لا، أما الفصل السادس فعالج الطرق العامة التي يتبعها المعالج في التدخل العلاجي مع المتعالجين، وربطاً مع الفصل السادس فقد جاء الفصل السابع ليقدّم تصوراً حول بعض الأساليب المتبعة في العلاج النفسي، مثل العلاج الفردي، والجماعي، والعلاج باللعب، والعلاج الأسري، والزواجي والإيجابي. ورغم أن هذه الأساليب التي تم عرضها تعد الأكثر انتشاراً لدى المتعالجين في أثناء ممارساتهم العلاجية. أما الفصل الثامن فقد تناول أثر التكنولوجيا بوصفها أدوات مساعدة في عملية العلاج النفسي، حيث تناول استخدامات بشرائط الفيديو والانترنت، والبريد الالكتروني التي شاع استخدامها في العالم المتقدم نتيجة للثورة التقنية، وسهولة استخدامها لدى كثير من أفراد المجتمع. وعالج الفصل التاسع بعض المشكلات والتحديات التي تعترض الممارسة العلاجية. أما تقييم فعالية العلاجات النفسية فقد جاء الفصل العاشر للحديث عن شروطها وخطواتها والرؤى التي تساعد المعالجين على تقييم العلاج على أسس علمية. وأخيراً، جاء الفصل الأخير من الكتاب للحديث عن مستقبل العلاج النفسي في الألفية الثالثة وإسهام المعالج النفسي في تطوير هذا العلم للارتقاء به إلى مصاف العلوم الأخرى القائمة على البراهين العلمية الدقيقة.
وأخيراً ، نأمل أن يجد الطالب والباحث في هذا الكتاب بعض الفائدة النظرية والتطبيقية في مجال عمله الإرشادي والعلاجي.
والله من وراء القصد
دمشق في 21/1/2015م
