ذآت الہۧردآء الأحہہۧمہرۦۦ *¤§(*§متميزة§*)§¤* معلوماتاضافية
المشاركات : 2107 التقييم : 109 النقاط : 6638 العمر : 24 الجنس : الدولة : الهواية : المزاج : الشلة : شلة الهبل | موضوع: الحرمان من العناية الأمومية: اضطرابات النمو والسلوك السبت يونيو 18, 2016 1:19 am | |
| اضطرابات النمو والسلوك الحرمان من العناية الأمومية La carence de soins maternels
تطورت منذ الخمسينيات دراسات متعددة حول العلاقة بين الطفل وأمه أو بديلها والإضطرابات الناتجة عنها. الحرمان الامومي يعني نوعا من الإضطرابات ينتج عن نقص في العلاقة والعناية العاطفية والمنشطة من طرف الأم أو بديلها. وهذا النقص carence يعطي اضطرابات سلوكية، نفسية، اجتماعية، عقلية وحركية. حيث تكون ضخامة الاضطراب حسب ضخامة الحرمان. وكلما زادت مدة الحرمان كلما زادت خطورتها على مصير الطفل. حالات الحرمان: 1- التفريق: تفريق الطفل عن أمه (أو بديلها) لمدة طويلة دون توفير له وجه أمومي ثابت ومطمئن يؤدي إلى اضطرابه. ويحدث هذا خاصة في حالات الاستشفاء (مرض الطفل أو أمه)، وعن أسباب أخرى: الطلاق، وفاة الأم، أو لأسباب قضائية. ولكن عندما يرجع الطفل إلى أمه تزول تلك الإضطرابات تدريجيا. فالتفريق لا يؤدي دائما إلى الحرمان، خاصة إذا كانت العلاقة بين الطفل وأمه سيّئة وإذا وجد بديلاً مكافئًا ومطمئناً. 2- وضع الطفل بمؤسسة (حضانة مثلا): إن وضع الطفل بمؤسسة مثل الحضانة أو مؤسسة اجتماعية أخرى لأسباب مختلفة، حيث نجد الأطفال غير الشرعيين بنسب كبيرة تصل تقريبا إلى 90٪ والحالات القضائية واليتامى. تحدث حالات الحرمان الخطيرة بالمؤسسات وتؤدي إلى اضطرابات وخيمة. وتعتبر المؤسسات المحيط الأكثر خطورة على صحة الطفل النفسية والجسمية. وضع الطفل بمؤسسة والتخلي عنه بعد ستة أشهر بعد ما كوّن علاقة تعلّق مع أمه أو بديلها تجعل الطفل في حالات حداد en deuil حاد، يشكل خطراً على صحته النفسية وحتى على حياته لأن بعض الأطفال يموتون كأنهم لم يجدوا قوة لمتابعة الحياة بعد فقدان الموضوع اللبيدي. وضع الطفل بعد ميلاده: وهنا المؤشر ليس التفريق وفقدان الموضوع اللبيدي (أو التعلق) بل عدم وجود موضوع ثابت يتعلق به ويوظف فيه طاقاته اللبيدية والعدوانية. زيادة على هذا، تعاني المؤسسات الخاصة بالأطفال اليتامى أو المُتخلى عنهم من مشاكل عديدة: كنقص في العناية والتربية والتحريض stimulation بكل أنواعه (حسية، حركية-نفسية ...). 3- حرمان أمومي رغم وجود الأم: هنا تشير آنسوورث M.Ainsworth إلى كل التشوهات التي تطرأ على تلك العلاقة distorsions. الأم لا تبالي بطفلها أو تقسي عليه أو مفرطة الحماية. هذا النوع من الحرمان سمّاه Dan.G.H.Harlow بـ"الحرمان الكامن" larvée وهو خطير جداً لأنه مخفي نوعا ما ومحاطاً بكل دفاعات الوالدين. الحرمان الامومي هو نقص العناية والتفاعل الوجداني بين الطفل وأمّه أو بديلها. وتختلف آثاره حسب: o سن التفريق أو الإحباط. o مدّة الحرمان. o توفير أو عدم توفير وجه أو أوجه أمومية مكافئة وثابتة. o حسب نوع الحرمان (حسي، حركي، أو وجداني). o الأم البيولوجية ليست ضرورية بل ما يهم هو إمكانية تكوين علاقات في ظروف مادية مثيرة للنشاط الفكري والحسي-الحركي...الخ. من هنا، نرى أن الحرمان ليس مرادفاً للتفريق. في النقد الموجه للدراسات على الحرمان الأمومي نجد النقد الخاص بالتفريق. التفريق هام في نمو الطفل وتتأسس عليه الإستقلالية. تقول E.Lehnisch: " أنّ أول تفريق يحدث عند الولادة، ينفصل الطفل عن جسم الأم وُيجبر على التنفس بمفرده ". ثم يأخذ مسافة عن الأم عندما يستقل في أكله وفي لبسه ... الخ، ثم الدخول إلى الحضانة، إلى المدرسة ... ما هو مهم هو تحضير الطفل للتفريق ومساعدته على تقبّله والإنتفاع منه بدلاً من يُشعره كإيداع أو نبذ. لذا يُطلب تحضير الآباء والطفل كي يُعاش هذا التفريق كترقية اجتماعية لا كنبذ أو تخلي. يخلق استشفاء الطفل أيضاً آثاراً على توازنه ونُمّوه لذا في العالم يُحضّر الطفل قبل الاستشفاء وتُعطي عناية وسند للوالدين كي لا يغمرهم القلق ويؤثرون بذلك على طفلهم من جهة، وأيضا كي يعتنوا به خلال الاستشفاء في زيارات ثابتة تأتي في وقتها كي يطمئن الطفل على حبهم له. ثم تكوين خاص يُعطى للفرق الطبية كي لا تكتفي بعلاج جسمي وتتخلى عن العناية. جمعيات تقوم بتنشيط الأطفال: موسيقى، رسم، مهرّج... وهذا كي لا يشعر الطفل بالعزلة وبالتخلي والنبذ وللتخفيف من القلق والشعور بالدونية. إذن التفريق ليس خاصاً بالأطفال في مؤسسات الرعاية فقط، بل يمس أيضا الأطفال بعد استشفائهم بسبب مرض عضوي، وخاصة الأمراض المزمنة وحتى الدخول إلى الحضانة أو الروضة. إذا كان التفريق مفاجئاً غير مُحضر والمحيط العائلي والمؤسسي غير مبالي وغير مُكيّف لحاجات الطفل، يمكنه أن يُخلّْف آثاراً وخيمة على نمو الطفل الجسمي والنفسي. آثار الحرمان الأمومي: 1- دراسات R.Spitz: وصف R.Spitz نوعين من الإضطرابات: "الخور الإتّكالي" و"داء المصحات". استنتج هذين اللوحتين المرضيتين عند أطفال فُرّقوا عن أمهاتهم (أمهات جانحات) ووضعوا في مؤسسة ذات مستوى مادي لا بأس به. قام بمقارنة الأطفال الذين يعيشون في مؤسسة مع أمهاتهم وأطفال في مؤسسة دون وجود الأمهات. رغم أنهم يعيشون في مؤسسة، أن الفئة الثانية تضطرب، أما الفئة الأولى تنمو بشكل عادي. هذا ما جعله يفسر الإضطرابات على أساس نقص في الانفعال والوجدان وسمّى هذه الإضطرابات بـ "الحرمان العاطفي". إذاً، كانت استجابة الطفل للتفريق من خلال: أ. الخور الإتّكالي: (dépression anaclitique) يظهر الاضطراب في عدة مراحل وتزداد خطورته حسب مدّة التفريق: o في الشهر الأول: بكاء الطفل متطلّب، يلتصق بالملاحظ ... البكاء لا يتوقف كأنه يحتج عن الوضع الأليم الذي هو فيه. o في الشهر الثاني: يَقِلٌّ البكاء، ضباح، ينقص الوزن ويتوقف النمو. o في الشهر الثالث: رفض العلاقة، انطواء، يختفي الاحتجاب. يعاني الطفل من الأرق، مرضية كبيرة، تأخر حركي، ويجمد تعبير الوجه كأنه لا يُبالي بشيء. o بعد الشهر الثالث: يثبت الجمود، يختفي البكاء، يزداد تأخّر النمو ويتحوّل إلى مغص marasme. هكذا، كلما ازدادت مدة التفريق، كلما زاد الاضطراب وفقدان الأمل والمرضية. لاحظ R.Spitz أنه إذا أُعيد الطفل إلى أمه أو لبديل مطمئن وثابت، بعد فترة قصيرة يستعيد الطفل قواه ويتجاوز الأزمة وتزول الإضطرابات. لكن حسب بحوث أخرى، يترك التفريق آثاراً خفية تتجلى في حساسية أكبر لكل تفريق أو حتى تهديد بالتفريق. ب. داء المصحّات: (Hospitalisme) عندما تتجاوز مدة التفريق أربعة شهور ولا يجد الطفل بديلاً أمومياً وبعد تجاوز مراحل الخور الإتكالي، يسقط الطفل في حالة خطيرة سمّاها R.Spitz بـداء المصحّات: "... الجمود، خلو الوجه من أي تعبير ... لا يستطيع الطفل حتى أن يلتفت لوحده في سريره، ثم تظهر اضطرابات حركية إيقاعية ... حركات غير مألوفة للأصابع ..." (R.Spitz. in lebovici, et soule p: 373). كلما زادت مدة الإستشفاء بدون بديل أمومي، كلما زادت الإضطرابات. تتبع R.Spitz 91 طفلاً في دراسة طولية لمدة 4 سنوات، قدم نتائجها في مؤتمر الطب النفسي بلشبونة سنة 1958، أثبت خطورة داء المصحات. وهذه بعض نتائجها: 20 طفلاً توفوا قبل إكمال السنة الثانية. 20 طفلاً لا يلبسون ثيابهم لوحدهم. 06 أطفال ليس لهم أي تحكم اسفنكتيري (تبّول، تبرّز ...) 06 أطفال لا ينطقون ولا كلمة. 05 أطفال ينطقون كلمتين. 01 طفل فقط يكوّن جمل. ج. تفسير آثار الحرمان العاطفي: قدم R.Spitz تفسيراً ميتاسيكولوجياً لهذا الإنهيار، على أساس العلاقات للموضوع اللبيدي ويقول: "غياب الموضوع اللبيدي يحرم الطفل من تفريغ نزوات العدوان في هذا الموضوع فيرجعها لذاته لأنها الموضوع الوحيد الذي يملكه وهذا يؤدي إلى الإضطراب". هنا يحدث فصب الدافع العدواني عن الدافع اللبيدي. من جهة أخرى عدم توظيف لبيدي في موضوع خارجي يجعل الطفل ينطوي وينكص إلى مستوى "االنرجسية الأولية" narcissisme primaire ولا يستطيع أن يوظف نزواته حتى في جسمه مثل ما يفعل في النرجسية الثانوية... "ويظهر كأن الدافع اللبيدي يستعمل لإبقاء القليل من القوى الحيوية التي تنطفء شيئاً فشيئاً". 2- مجالات الاضطراب: أ. الآثار الجسمية: يؤثر الحرمان على صحة الجسم. كل الباحثين يلاحظون ارتفاع مرضية الأطفال في اضطرابات متنوعة. تقول J.Aubry: "... الإحباط يمنع الجسم من تطوير مناعة ضد الميكروبات العادية وهكذا يظهر الإحباط كعامل أساسي في مرضية ووفيات الأطفال". في دراسة أقيمت على إحدى الحضانات بغرب الجزائر (ب.م.ميموني، 2011) لوحظ ان الطفل يعاني من أمراض عديدة، منها: القيء والإسهال في المرتبة الأولى déshydratation كعامل جفاف وعامل وفيات. التهابات جلدية. التهابات الأذن. هشاشة العظام أمام كل الفيروسات والجراثيم: زكام دائم، السعال، الالتهابات الرئوية بدون انقطاع خلال الشتاء ... الخ هذه الإضطرابات ناتجة من جهة عن الحياة الجماعية (عدوى) ونقص النظافة والعناية، ومن جهة أخرى تعزّز من طرف الإحباط الناتج عن الحرمان الأمومي. لوحظ أيضاً ضعف البنية الجسمية ونحافتها والكساح، ... الخ تأخر التسنين. ب. الآثار النفس-حركية: تأخر حركي جزئي أو شامل حسب الأطفال، تأخر في اكتساب الوضعيات مثل الجلوس، الحبو، المشي. اضطرابات نفس-حركية وإيقاعات مثل: التأرجح (الرأس أو كل الجسم في تمايل مستمر من الوراء إلى الأمام أو من اليمين إلى الشمال)، مصّ الأصابع، اللعب بالأيدي، إغلاق العينين بواسطة الأصابع. ضرب الرأس على السرير أو الحائط، وهناك حتى من يقضم خشب السرير بأسنانه خلال أوقات طويلة. تستعمل هذه السلوكيات الآلية stéréotypies من طرف الطفل لتهدئة القلق وكسلوك شهواني ذاتي. فأطفال الحضانة يُدوِّحون (يقصد به التأرجح) أنفسهم بأنفسهم كي يناموا "تقول إحدى البنات الراشدات من تربين في الحضانة: أٌدوِّحُ كي أنام". فالطفل كي ينام تدوحه الأم في حضنها أو في دوحة. أما اطفال الحضانة كما سبق الكلام يدوحوا انفسهم يستمر معهم هذا إلى سن الرشد. اضطرابات حركية فيما يخص القبض: عدم التحكم في اليد، ضعف التنسيق بين الحركة والعين (القبض في الفراغ)، ضعف الإهتمام بالأشياء. ت. اضطراب الذكاء واللغة: حسب J.Aubry "حاصل النمو (Q.D) ينخفض بقدر ما ازدادت مدة بقاء الطفل في المؤسسة". النمو يضطرب ومنه يحدث تدهور في: اللغة: تأخر شامل أو جزئي، لغة آلية فقيرة. الذكاء العام وتكوين المفاهيم والتجريد، ضعف الفهم والتركيز والإنتباه وعدم وضع العلاقة بين الأشياء وفهم ترابطها. ث. العلاقة الإجتماعية: نجد نوعين من الأطفال: o الصنف الأول: حركة دائمة يلمسون كل شيء، يتشبثون بكل من يدخل إلى الحضانة (غريب أو معروف) يلتصقون به ويطلبون منه حملهم والاهتمام بهم. مما يجعل المُلاحظ الغريب يظّن أن الأطفال اجتماعيون ولهم علاقات جيدة مع الآخر. لكن في واقع الأمر، هي علاقات سطحية تزول بزوال اهتمام الآخر. إن علاقاتهم سطحية وتعلقهم عابر مدى عبور الأشخاص، وهذا لتعدد أوجه الأمومية وعدم ثباتها. o الصنف الثاني: منطوي لا يبالي بالآخر، وعند الاقتراب منه يبكي أو يخفي وجهه أو ينسحب. ج. اضطراب معرفة الذات: ضعف معرفة الجسم. يتعرف الطفل على جسمه من خلال عناية ومعاملة الأم له توظيفها لجسمه وملاطفته ولمسه وتقبيله. لكن الطفل في الحضانة لا يحظى بهذه العناية الوجدانية ويعامل كأنه موضوع خلال الحماّم أو الأكل. أما الأوقات الأخرى، تترك اللامبالاة من المربيات الطفل في فراغ بدون مثيرات تساعد على الإحساس والإدراك بجسمه وبخصائصه. يظهر أيضا الاضطراب في الرعونة maladresse وعدم التحكم في الجسم وفي الحركة. يلاحظ عند أطفال 6 و8 سنوات تأخر بسنتين أو أربعة سنوات بالنسبة لأطفال يعيشون في عائلاتهم وهذا في: التحكم والضبط للجسم والحركة – تأخر في الجانبية مع خلط بين اليمنى واليسرى وفي التوجه في المكان والزمان.
ح. اضطراب السلوك: اللاانضباطية، اضطراب يصيب الصغار والمراهقين والكبار. عدم الإنضباط الحركي والنفسي (ضعف الإنتباه والتركيز). وتبقى اللاانضباطية حتى سن الرشد في العلاقات وفي العمل والتكوين. العدوان في نوعين: o عدوان ذاتي، بان يضرب رأسه، يعضّ يديه ويلطم وجهه أو ينتف شعره، ارتماء على الأرض وتشنجات تحت تأثير الغضب و الإحباط. o عدوان نحو الآخر، وخاصة مع الأطفال، لأن الكبار لا يقبلونه فينتقم من الأصغر منه أو من المعوقين. تبّول دائم ومنتشر وتبقى نسبة منهم تتبول حتى سن المراهقة، وهناك نسبة قليلة يبقى التبول حتى سن الرشد. الأمراض السيكوسوماتية منتشرة عند الرّضع (قيء، اسهال، إكزيما exema، مشاكل تنفسية. ولوحظ عند الراشدين بقاء الإضطرابات السيكوسوماتية مثل صعوبة التنفس، قرحة المعدة، وشكاوي متعددة ومتنوعة حول الجسم وانشغال بالجسم وصحته). خ. الجنوح: حاولت بعض الدراسات ربط الجنوح مع الحرمان الامومي مثل باولبي Bowlby في دراسته لِلِصَـْيـنِ اثنين، لاحظ انهم عانوا عانوا من تفريق في طفولتهم. وحسب بعض الدراسات وقوع الجنوح مرتفع من 4 إلى 5 مرات عند المحرومين: تشرّد، البغاء عند الإناث، السرقة لاجل التعويض. تتبع كل من د.بيرز Beres و د.أوبرس Obers لـ 31 مراهقاً سبق وأن دخلوا مؤسسات الرعاية بين الأسبوع الثالث والسنة الثالثة من عمرهم. فدرسا نتائج الحرمان عند مراهقين بين 16 و18 سنة، فوجدا أن: o 04 فصاميين. o 12 عندهم اضطرابات طبع حادة. o 04 تخلف عقلي. o 02 فقط لهم تكيّف سوي أو مرضس (مقبول). وفي دراسة على مصير الأطفال المسعفين في سن الرشد في دار الطفولة، وُجد أن هناك 15 طفلاً ذكر معوقا (تخلف عقلي عميق، ذهان)، من بين 44 شاب متواجد بالمركز سنة 1992. وفي دار الطفولة إناث، يوجد 21 معوقة عقليا من بين 39 فتاة متواجدة بالمركز (الراشدات فقط، لم يحسب الصغار). ب.م.ميموني، 2011. ص: 175 د. الرسوب المدرسي: لاحظ س.حشوف (Hachouf, 1988) تأخر مدرسيا ورسوبا هاماً عند الاطفال، أغلبيتهم يدخلون المدرسة لكن لا يصل مستوى التعليم المتوسط إلاّ 8,6٪، و6,42٪ المستوى الثانوي. أغلبيتهم تمّر بالأقسام الخاصة نظراً لضعهم وعدم اهتمامهم بالدراسة. في إحدى الدراسات التي اجريت على دار للطفولة وبعد دراسة ملفات الراشدين المتواجدين بها نجد من بين 44 راشد دخلوا المؤسسة قبل سن العاشرة: 20 منهم لم يتجاوزوا مستوى الإبتدائي. 8 منهم وصلوا إلى المتوسط. 01 فقط مستوى ثانوي (وفشل في امتحان الباكالوريا). 15 منهم متخلفين عقليا وذهانيين. أما الراشدات المتواجدات بالمركز، فمن بين 21 "سويات"، واحدة منهن فقط تجاوزت المستوى الإبتدائي. إن الرسوب المدرسي في المؤسسة منطقي نظراً للمشاكل التي تصافدهم في المدرسة ونظراً لكل أنواع الحرمان التي عاشوها. توظيف المعرفة هو ناتج عن إعلاء مرتبط بنضج وجداني، كي توظّف المعرفة يجب أن يشعر بأهميتها ويعرف معنى التوظيف النفسي.
النظريات المفسرة للحرمان الأمومي: هناك ثلاثة نظريات تتظافر في تفسير الحرمان الأمومي وآثاره: - النظرية التحليلية وتركز على أهمية العلاقة (أم-طفل) والتوظيف الوجداني تعتبر الإضطرابات ناتجة عن الحرمان العاطفي وهي النظرية التحليلية. - نظرية التعلق التي تركز على أهمية التعلق كحاجة فطرية، وأن عدم إشباعها يؤدي إلى اضطرابات خاصة في تكوين العلاقة. - النظرية الإثارة (التعلم) وتركز على الإثارة والتحريض الحس-حركي والعقلي ودوره في النضج العصبي وفي اكتساب مهارات عديدة. 1- نظرية التحليل النفسي: يعيش الطفل خلال الأشهر الاولى في لا تمايز بينه وبين العالم الخارجي، الأم بثباتها واستجاباتها المكيّفة لحاجيات الطفل وتوظيفها له تعطي للطفل شعورا بالإطمئنان. تحت تأثير هذه العناية والنضج العصبي وتطور الإدراك، يبدأ الطفل يدرك شيئاً فشيئاً العالم الخارجي ويُكوِّن تدريجياً الموضوع المعرفي واللبيدي (Piaget-Spitz). قامت T.Goin Decarie بدراسة حول هذا المفهوم ولاحظت تزامن بين تكوين الموضوع المعرفي Piagetوالموضوع اللبيدي حسب ما وصفه Spitz، يسلك تكوين هذا الأخير ثلاث مراحل: بعد اللاتمايز يحدث إدراك جزئي للموضوع ثم تدريجياً إدراك وتعرّف على الموضوع. إذا كانت ديمومة الموضوع المعرفي تحدث عند 24 شهر، فديمومة الموضوع الأمومي تبقى هشّة خلال السنوات الأولى من الحياة وخاصة إذا كانت علاقة الطفل مع أمّه لا ترتكز على أسس متينة يسودها القلق والتفريق والحرمان. الموضوع المعرفي له سمات ثابتة (شكله، وزنه، لونه ...) يجعله ثالبتاً لا يتغير. بكن الموضوع اللبيدي لا يستثمر حسب سماته الموضوعية بل على أساس استهامي، وتعطى له صفات يمكنه اجتيافها introjection أو إسقاطها أو تملكها appropriation. أما على أساس العلاقة مع الموضوع اللبيدي الأول، تتكون المواضيع الداخلية كنماذج للعلاقات الإجتماعية. فإذا فقد الموضوع او كان خلل في العلاقة يؤدي هذا إلى اختلال التوازن ومفهوم العلاقات. التوظيف النفسي للطفل من طرف أمّه ومحيطه، يُعطي له الإحساس بالقيمة والتقدير والإستمرارية وهذا يؤدي إلى تكوين ثقة في الذات (مع توظيف جسمه وذاته وحبّها)، وفي محيطه مما يفتح له المجال بالمبادرة والإبتكار ويقوّي رغبته في الحياة وفي النمو. يترك الحرمان ثغرات في نرجسية الطفل وآثار الحرمان لها علاقة بموقف انهياري سبيتز؛ م.كلاين (Spitz ; M.Klein). يؤدي ضياع الموضوع اللبيدي بعد تكوينه إلى انهيار وخاصة في مرحلة "قلق الشهر الثامن" أين يخاف الطفل عند اختفاء الموضوع وأمام الغريب. هذا القلق ناتج عن ضياع الموضوع الذي يتّكئ عليه anaclitique. وفي نفس الوقت هذه الفترة تناسب الموقف الإنهياري لـ"كلاين" التي تقول أنّ الطفل يمّر بمرحلة انهياريه عندما يُوحّد الموضوع اللبيدي بعدما كان جزئياً. ونواياه العدوانية الموجهة للموضوع الخارجي كان بالإمكان أن تسيء في نفس الوقت إلى الموضوع الطيّب المجتاف. عندما يفرق الطفل عن أمّه في هذه الفترة يشعر به كعقاب له ولنواياه المحطّمة. 2- نظرية التعلق: ساهمت الدراسات على الحيوان في محيطه الطبيعي في فهم سلوك الصغار واتجاه الكبار. لاحظ لورنز C.Lorenz 1984 أن الطيّور بعد تفقيسها تتبع أي موضوع متحرك حتى وإن كان إنساناً. فتتعلق به وعند رؤية أمها البيولوجية لا تهتم بها وتلاحق الباحث، فإذا اختفى فإنها تبدي قلق تفريق خاص. فيما بعد تصبح هذه الطيور غير قادرة على تكوين علاقة مع أقرانها وتبحث عن الإتجماع بالإنسان. سمى C.Lorenz هذا السلوك بـ"البصمة" l’empreinte وعي أنساق من السلوك لاستجابات فطرية تضمن تكوين العلاقة بين الصغير والكبار منها: الضم، الصراخ، الرضاعة ... الخ.هدفها ضمان العلاقة والبقاء بقرب الكبار لحفظ البقاء، الحيوان الكبير يحمي الصغير من الحيوانات المفترسة. لقد نشر سنة 1959 مقالتان علميتان: الأولى عُنونت بـ "the nature of love, H.Harlow"؛ والثانية عُنونت بـ "the nature of child to his mother, J.Bowlby". تحدثت المقالتان عن سلوك التعلق (في مفهومه العلمي). منذ الميلاد، يبدي الطفل ميولا إلى الاقتراب من الأم وهو ليس نتيجة تعلم، بل هو حاجة فطرية لها وظيفة أساسية، هي حفظ النسل، وهي تدفع بالأم إلى الاهتمام بصغيرها وإعطائه الحنان والحماية وتلبّي حاجاته. يتطور هذا السلوك مع نمو الطفل، وتٌشير M. Ainsworth إلى المراحل التالية: o البكاء، التقلص، المص... o البكاء، المص، الابتسامة، التصويت وفي آخر هذه الفترة تظهر حركات الزحف نحو، الترحيب، إشارة بالأيدي (خذني). o ملاحقة الأم بالزحف، المشي، الترحيب عند رجوعها، البكاء عند غيابها. إن هذا السلوك الفطري أساسي لتكوين العلاقة. في دراسة على أمهات أطفال صغار قامت بها M. Ainsworth أن الأمهات أعلن أنهنّ تهتمّ بالأطفال أكثر مما يُردن لأن الطفل يحتّج ويُجبر الأم على الاهتمام به (صراخ أو متابعة، أو إغراء). التجارب على الحيوان وخاصة دراسات "هارلو" على القردة أثبتت مدى أهمية سلوك التعلق والحاجة إلى التعلق والآثار الوخيمة على صحة الصغير ومصيره عندما يحرم من تلبية هذه الحاجة. فبعد أن عزل "هارلو" القرد عن أمه لاحظ ما يلي: o رفض القرد لأي علاقة مع أقرانه حتى العلاقة الجنسية. o إناث القردة اللواتي حملن، رفضت صغارها او قتلتهم. وفي دراسة أخرى لـ"هارلو" 1952 على قردة صغار، درس فئات من القردة وفرّقها عن امها، لاحظ أن القرد يضطرب في تغذيته وسلوكه. في تجارب أخرى درس الإحباط بدرجات مختلفة وآثاره على النمو والسلوك، أخذ أربع فئات من القردة: - الأولى أُرضعت من أم حديدية. - الثانية أٌرضعت من أم حديدية مكسوة بثياب (ناعمة). - الثالثة أُرضعت من أم حديدية مكسوة ومدفأة. - الرابعة أٌرضعت من أم حديدية مكسوة وتَرْبُتُ بيديها على الصغير المُحْتَضَنْ. لاحظ أن كل الفئات اضطربت مقارنة مع القردة الذين تربوا مع الأم لكن الفئة الأولى أكثر اضطرابا من الثانية التي اضطربت أكثر من الثالثة. أما الرابعة فهي أقل اضطراب، هذا يعني انه كلما اقترب النموذج الأمومي من النمط الطبيعي، كلما انخفضت الإضطرابات. هذا يعني ان الصغير في حاجة إلى نعومة، حرارة، ملامسة ... الخ. انطلاقا من هذه النتائج واخرى، استخلص الباحثون انه عندما لا تلبى حاجة الطفل إلى التعلق، يضطرب سلوكه وخاصة علاقاته مع أقرانه.
3- نظرية الإثارة (stimulation): التعلم استعمل ajuriaguerra مصطلح الحرمان الحس-حركي ويقول: "ما أسميه حسي هنا هو ما يأتي من الخارج (لأنّ ما يأتي من الداخل صعب ومرتبط بالنزوات) ونظرياً يساعد على تكوين الشخصية سواء بفعاليته في حد ذاتها أو بواسطة الرضي والإشباع أو الإحباط الذي يثيره في الفرد أو التوظيف النفسي الذي يكوّنه". يعني أن الحرمان العاطفي غير كاف لتفسير الحرمان الأمومي بل يٌضاعف بالحرمان الحسي والحركي. في بعض المؤسسات يعيش الطفل حياة نباتية (يأكل، يُنظّف، وينام) وليس هناك نشاط منظم يساعده على معرفة جسمه ومحيطه والتحكم في العالم الخارجي وفي حقيقته. لقد تعرض لآثار الحرمان الحسي تجارب ودراسات على الحيوان وعلى الإنسان. نسير إلى بعضها: - ظهرت اضطرابات في سلوك التعلم وسلوك الانسحاب عند حيوانات حرمت من كل مثير حسي أو اجتماعي لمدة طويلة. - أغمضت أعين قطط من الميلاد إلى الشهر الثالث، بعد هذه المدة فتحت، فبقيت القطط مكفوفة نهائياً. أما قطط أخرى أغمضت أعينها مدة قصيرة ثم تعرضت للضوء فاستعادت بصرها بعد مدة قصيرة. هذه التجارب أدت إلى تأويّل أن هناك فترة حرجة (phase sensible) تحتاج الاعضاء فيها إلى تجربة وإثارة كي تنمو الوظيفة وتنضج الأوساط العصبية المكلفة بها. فإذا تجاوزت هذه الفترة بدون إثارة وتجربة، تموت العصبونات. هذا يعني ان الجهاز العصبي يحتاج إلى مثيرات تأتي من العالم الخارجي كي يطور شبكة العلاقات ما بين العصبونات وله لدانة (مرونة وسلاسة) plasticité معتبرة، لكن هذه اللدانة لها حدود لا يمكن تعويض النقص. لكن السؤال هو كيف يمكن تحديد هذه الفترة؟ فإذا عانى الطفل من حرمان حسي في صغره هل هذا يعني انه يستحيل انعكاس وتصليح هذه النقائص؟ هل تقديم محيط مثير ومطمئن للطفل فيما بعد يساعد على تصليح النقص السابق. |
|