منتدى منشدات
الجنون والمجنون Ooouso11
منتدى منشدات
الجنون والمجنون Ooouso11


منتدى منشدات للبنات
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

موقع أحلى بنة؛ يحتوي على تشكيلة وصفات طبخ جديدة وشهية سهلة وسريعة الرابط:

حصريا قناة منشدات على اليوتيوب

تجدون فيها كل حصريات المنشدات وأخبار نجوم طيور الجنة الجدد والقدامى ونجوم كراميش ونون بالإضافة إلى الأناشيد والصور والتحديات

شاطر
 

 الجنون والمجنون

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ʝǟƈӄ ʀǟռօʊƈɦǟ
ʝǟƈӄ ʀǟռօʊƈɦǟ


*¤®§(*§مراقبة §*)§®¤*

معلوماتاضافية
المشاركات : 2115
التقييم : 796
النقاط : 7665
العمر : 23
الجنس : انثى
الدولة : الجزائر
الهواية : المطالعة
المزاج : الجنون والمجنون 5810
الشلة : شلة الهبل
أوسمة منتدى منشدات : الجنون والمجنون Uoou-o30

الجنون والمجنون 1436548622073
الجنون والمجنون Jij345

الجنون والمجنون Empty
http://larra.forumalgerie.net/forum
مُساهمةموضوع: الجنون والمجنون   الجنون والمجنون Emptyالأربعاء يونيو 15, 2016 2:13 pm

أولاً: الهذيان  (Delirium)

         وهو اضطراب عقلي، يتميز، أساساً، باضطراب الوعي، والتغير المعرفي، الذي يحدث في فترة قصيرة، مع نقص قدرة المحافظة على الانتباه للمثيرات الخارجية، وصعوبة الانتقال من مثير إلى آخر، واختلال التفكير، كما يبدو، من اللف والدوران، أو عدم ترابط الأفكار بعضها ببعض، وعدم اتساق الكلام، مع نقص مستوى الوعي، واختلال الإدراك الحسي، واضطراب دورة النوم واليقظة، واضطراب النشاط الحركي، وعدم الاهتداء (عدم إدراك الزمان والمكان، أو عدم إدراك الأشخاص) وخلل الذاكرة. وعادة، تكون البداية سريعة، والمسار متموج، والمدة قصيرة.

         واضطراب الوعي في الهذيان، يُعَدّ العلامة الأساسية، إذ تختل حالة اليقظة، ووعي الشخص بنفسه والبيئة، من حوله، ويصاحبها خلل الانتباه، فتكون صعوبة المحافظة على الانتباه، وصعوبة الانتقال من مثير إلى آخر. ويسهل تشتت الشخص بمثيرات، ليس لها علاقة. ويجب تكرار الأسئلة، عدة مرات، بسبب عدم قدرة الشخص على تركيز انتباهه. ويصعب أن يندمج في محادثة، لأنه متشتت الانتباه، أو لأنه مواظب على تكرار استجابة لأسئلة سابقة. وينشأ عن نقص الانتباه فقد الذاكرة للأحداث القريبة، إلى حدّ ما.

         والمصاب بالهذيان، لا يستطيع المحافظة على اتساق التفكير. ويفقد وضوح التفكير المعتاد. كما يفقد الهدف، ويبدو متناثراً وغير مترابط. وكثيراً ما توجد اضطرابات الإدراك، في صورة خداعات أو هلاوس، وأغلبها بصرية، وغالباً ما يصاحبها اقتناع ضلالي بواقعية الهلاوس، ويصاحبها استجابة سلوكية انفعالية، ترتبط بمحتواها.

         وتختل دورة النوم واليقظة، حيث يصعب نوم المريض ليلاً، ويظل ساهراً. ويكثر انخفاض مستوى الوعي، الذي يتدرج من الدوخة إلى ما يشبه الغيبوبة. وتكثر الكوابيس، أثناء النوم، وقد ترتبط بالهلاوس. ويضطرب النشاط الحركي، في صورة عدم الاستقرار، وكثرة الحركة، وتحريك الأغطية، ومحاولة القيام من السرير، والخبط على الأشياء المحيطة به، وفجائية تغيير الوضع. وقد تقل الحركة إلى ما يشبه الذهول الكتاتوني. وغالباً ما ينتقل من نقيض إلى آخر (من كثرة الحركة إلى انعدامها).

الأعراض المصاحبة للهذيان

         وتشمل الخوف والقلق والاكتئاب، وسرعة الاستثارة، والغضب والسرور والتبلد. والخوف أكثرها، وسببه الهلاوس المهددة، أو الضلالات غير المنتظمة، وقد يزداد الخوف لدى المريض إلى درجة إيذاء نفسه، أو يهاجم من توهم، زيفاً، أنهم مهددون له. أما مشاعر الاكتئاب الشديدة، فقد تؤدي إلى إيذاء النفس والبكاء، وطلب المساعدة.

         والعلامات العصبية غير شائعة، في حالات الهذيان. والاستثناء الوحيد هو الحركات غير العادية (Abnormal Movements)، مثل مختلف أنواع الرعشة (الرعشة المرفرفة  Flapping Tremors)، التي تصاحب حالات الفشل في وظائف الكبد (Liver cell Failure)، وعلامات الجهاز العصبي المستقل (Autonomic Nervous System) (مثل سرعة ضربات القلب، والعرق، واحمرار الوجه، واتساع فتحة إنسان العين Dilated Pupil، وارتفاع ضغط الدم Hypertension ).

         وقد توجد اضطرابات أخرى لوظيفة قشرة المخ، تشمل عدم القدرة على تسمية الأشياء (Dysnomia)،  وعدم القدرة على الكتابة(Dysgraphia).

بداية الهذيان ومساره ومضاعفاته ومآله

         يبدأ الهذيان في أي سن. ولكنه شائع، بصفة خاصة، في الأطفال، وبعد سن الستين. وهو اضطراب قصير المدى. وأحياناً، يبدأ فجأة، كما في حالة إصابة الرأس. وأحياناً، يسبق بأعراض ممهدة، تظل عدة أيام أو ساعات (وتشمل عدم الاستقرار، وصعوبة التفكير الواضح، وزيادة الحساسية للمثيرات، السمعية والبصرية، والأرق ليلاً، والنوم نهاراً، والكوابيس). وظهور الأعراض، يكون ببطء، وأكثر في حالات الهذيان الناتج من مرض جهازي أو اختلال أيضي.

         ويُعَدّ تماوج الأعراض، من أهم مواصفات الهذيان. والشخص يكون أسوأ ما يمكن، خلال ساعات عدم النوم ليلاً، أو في الظلام. وأحياناً، يكون الشخص منتبهاً ومتسقاً في تفكيره. وتسمى هذه الظاهرة بفترة التحن المؤقتة (Lucid interval). وتحدث في أي وقت، ولكنها أكثر حدوثاً في الصباح، وهذا يساعد على تمييز الهذيان من المتلازمات العقلية الأخرى.

         وعادة، تظل نوبة الهذيان مدة قصيرة (حوالي أسبوع). ونادراً ما تظل لأكثر من شهر. وإذا عولج سبب الهذيان، يكون الشفاء كاملاً. وإذا ظل السبب موجوداً، فإن الصورة الإكلينيكية، تتحول، تدريجاً، من الهذيان إلى شكل آخر من الأمراض العقلية، أكثر ثباتاً (مثل الخرف)، أو تكون الوفاة.

         ومن أهم مضاعفات الهذيان، هي الإصابات الناتجة من السقوط من السرير، في محاولة المريض الهروب من الهلاوس (Hallucinations) المخيفة. وإذا أهمل العلاج فإنه قد يتحول إلى خرف، أو نساوة عضوية، أو اضطراب الشخصية العضوية.

تشخيص الهذيان

         عادة، يشخص الهذيان بجوار سرير المريض، إكلينيكياً. فهو يتميز ببداية مفاجئة للأعراض، وتتماوج هذه الأعراض (زيادة ونقصاناً) خلال ساعات اليوم. وهو يشترك في مواصفاته العامة باضطراب الوعي والمعرفة، ولكن يختلف طبقاً للسبب.

ويلزم تمييز الهذيان من الاضطرابات الآتية:

   الفصام والاضطراب فصامي الشكل، والاضطرابات الذهانية الأخرى: وذلك لوجود هلاوس وضلالات واختلال تفكير. إلا أنها في الهذيان، تكون غير منتظمة، مع تماوج المسار، ونقص الانتباه، سواء في استمرار تجاه مثير، أو انتقاله إلى مثير آخر، وخلل الذاكرة، والاهتداء، كلها سمات تميز الهذيان.
   الخرف: الذي فيه يوجد خلل الذاكرة، مثل الهذيان. ولكن في الخرف، يكون الشخص يقظاً. إلا أنهما قد يوجدان معاً. ولا يمكن أن يشخص الخرف، في حالة وجود الهذيان. ولكن يشخصان معاً، في حالة استقرار الخرف قبل الهذيان. عند الخلط بينهما، يفضل أن يشخص هذيان، لأنه يعطي الفرصة لعلاج فعال، إلى أن يتضح التشخيص الصحيح.
   استحداث أعراض نفسية (Factitious): إذ يكون تخطيط الدماغ (EEG) طبيعياً، يساعد على استبعاد الهذيان.

انتشار الهذيان

         يجد الأطباء النفسيون، عادة، الهذيان في الحالات، التي يدعون للاستشارة في شأنها، في أقسام الطب والجراحة، في المستشفيات العامة، حيث لوحظ أن حوالي 10% من كل المرضى، الذين يدخلون إلى المستشفيات العامة، يظهرون الهذيان بدرجة ما. ويختلف معدل الحدوث في أقسام المستشفى، فعلى سبيل المثال، يصل إلى 30% من المرضى، في أقسام الجراحة ذات الرعاية المركزة، وفي وحدات الرعاية المركزة لمرضى شرايين القلب التاجية؛ ويصل إلى 20% من مرضى الحروق الشديدة، تتراوح النسبة بين 40 و50 % من المرضى، الذين شُفُوا من جراحات عظام الحوض. ويكثر انتشاره بين الأطفال والشيوخ، كما يكثر بين المصابين بآفات في الدماغ، ومن سبقت إصابتهم بالهذيان. ويُعَدّ حدوث الهذيان علامة سيئة؛ فلقد قدر معدل الوفيات، خلال ثلاثة أشهر، لمن أصابهم هذيان، بنسبة 23 ـ 33%، وخلال سنة، وصلت إلى 50%.

أسباب الهذيان

         وأسباب الهذيان مركبة ومتعددة ومتداخلة، في خليط من ظروف موقفية وعوامل شخصية ودوائية. فمثلاً، سبب الهذيان، بعد عملية جراحية، يشمل ضغط الجراحة، وألم ما بعد العملية، والأرق وعلاج الألم، واختلال الكهارب (العناصر المعدنية الموجودة بالدم مثل الصوديوم والبوتاسيوم) والعدوى والحمى ونزف الدم.

ويمكن تصنيف الأسباب، كما يلي:

   أمراض جهازية (Systemic Disease)، مثل هبوط القلب (Heart Failure)، ونقص التغذية، وفقر الدم، والعدوى، والحمى، (Fever)، والجفاف (Dehydration)، وتسمم بالبولينا (Uremia)، وزيادة أو نقص إفراز الغدة الدرقية (Thyroid Gland)، وكل الأسباب، التي تؤدي إلى نقص الأكسجين في الدم. ويلاحظ أن هذه الأسباب، إذا تركت من دون علاج، تؤدي إلى مرض مخي، مثل الخرف.
   اضطرابات أيض (Metabolic Disorders)، مثل اختلال الكهارب (Electrolyte Imbalance) واختلال اتزان الحامض القلوي (Acid-Base Balance)، وزيادة أو نقص الكالسيوم في الدم.
   أمراض عصبية (Neurological Diseases)، مثل التهاب الدماغ، وإصابات الرأس، خاصة تلك التي تحدث تجمعاً دموياً تحت الأم الجافية.
   العقاقير، وخاصة مدرات البول (Diuretics)، (التي تسبب جفافاً، مع اختلال الكهارل في الدم) والملينات (Laxatives) (لنفس السبب)،  والمنومات (الباربتيورات) (Barbiturates)، والمطمئنات العُظمى (Major Tranquilizers)، والمهدئات، إذ إن لها تأثيراً مضاداً للأستيل كولين  (Acetyl choline) الذي يسبب هذياناً، وبصفة خاصة لكبار السن.
   احتباس البول الحاد، واحتباس البراز، يرتبطان، أحياناً، بحالات الهذيان.

وجمعت هذه الأسباب تحت التقسيم السببي للدليل الإحصائي التشخيصي الرابع للإضطرابات العقلية، كما يلي:

   هذيان بسبب حالة مرَضية جسمانية.
   هذيان بسبب الانسمام بمادة (Substance Intoxication).
   هذيان بسبب انسحاب مادة (Substance Withdrawal).
   هذيان متعدد السبب، ينشأ عن اثنَين أو أكثر من الأسباب السابقة.

علاج الهذيان

         يستلزم إدخال المريض مستشفى، حيث يُفحص جيداً، بحثاً عن السبب، الذي قد تكشفه الاستقصاءات المعملية. إضافة إلى علاج السبب، يلزم علاج عام للأعراض، يشمل تخفيف التوتر، ومنع المضاعفات والإصابات، والتغذية، ومراعاة الكهارل بالجسم والسوائل.

         ويعتمد العلاج على الموقف، الذي حدث فيه الهذيان. فمثلاً، في حالة الهذيان، الذي يتبع إزالة المياه البيضاء من العين (كتراكتا) (Cataract)، والناتج من عصب العينَين، يتحسن بعمل فتحة صغيرة في العصابة، لإدخال بعض الضوء. وفي حالة العزل الحسي (Sensory Deprivation)، المسبب للهذيان، فإن المريض، سيفيد من إضاءة حجرته ليلاً، وكثرة تردد أعضاء الفريق العلاجي، وأفراد الأُسرة إليه، وشرح الأمر له، وطمأنته، مع وضع تلفاز في حجرته.

         ويقتصر العلاج بالعقاقير على الضروري جداً منها، خاصة في حالة الفوران الداخلي (Agitation)، وعدم الاستقرار، لمنع المضاعفات والإصابات. والعقار المفضل هو الهالوبيريدول (Haloperidol) بجرعة تراوح بين 1.5 و50 مجم. وأحياناً، يلزم إعطاء دروبريدول (Dropridol)، حقناً في الوريد. وهو يشبه الهالوبريدول ومن مجموعته نفسها. ويجب تجنّب الفينوثيازين (Phenothiazins) تماماً، لنشاطها المضادّ للكولين (Anti-Cholinergic effect)، والذي يزيد حالة الهذيان. وفي حالة الأرق، يعطى بنزوديازبين (Benzodiazepines) قصير المفعول (Short Acting)، ويجب تجّنب الباربيتورات (Barbiturates).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ʝǟƈӄ ʀǟռօʊƈɦǟ
ʝǟƈӄ ʀǟռօʊƈɦǟ


*¤®§(*§مراقبة §*)§®¤*

معلوماتاضافية
المشاركات : 2115
التقييم : 796
النقاط : 7665
العمر : 23
الجنس : انثى
الدولة : الجزائر
الهواية : المطالعة
المزاج : الجنون والمجنون 5810
الشلة : شلة الهبل
أوسمة منتدى منشدات : الجنون والمجنون Uoou-o30

الجنون والمجنون 1436548622073
الجنون والمجنون Jij345

الجنون والمجنون Empty
http://larra.forumalgerie.net/forum
مُساهمةموضوع: رد: الجنون والمجنون   الجنون والمجنون Emptyالأربعاء يونيو 15, 2016 2:14 pm

[rtl]ثانياً: الخرف (Dementia) [/rtl]

[rtl]          وهو فقد (نقص) القدرات الذكائية، أو نقصها، الذي يؤثر في أداء الشخص، الوظيفي والاجتماعي. ويظهر في صورة خلل الذاكرة والحكم على الأمور، ونقص التفكير التجريدي، وخلل الوظائف العليا لقشرة المخ، أو تغيّر الشخصية. [/rtl]
[rtl]          وخلل الذاكرة، هو أكثر الأعراض بروزاً. وهو أكثر للأحداث القريبة (Recent Events)، مثل نسيان الأسماء، وأرقام الهاتف، والاتجاهات، والمحادثات، وأحداث اليوم. وفي الحالات الأكثر شدة، ينسى كل الجديد وربما لا ينهي المهام، التي بدأها، لنسيانه. وهذا يسبب ترك صنابير المياه مفتوحة أو البوتاجاز مشتعلاً. وفي الحالات المتقدمة، ينسى أسماء المقربين إليه، أو وظيفته وتعليمه وتاريخ ميلاده. وأحياناً، ينسى اسمه، ويظهر تردداً، أثناء الفحص، في الإجابة عن الأسئلة.[/rtl]
[rtl]          وتظهر على المخرف علامات تدل على اختلال حكمه على الأمور، وأنه لا يستطيع التحكم في نزعاته. فيصبح سليط اللسان، يستخدم الألفاظ الجافة، لا يحترم القوانين أو العرف والتقاليد، كما أنه يلقي بنكات غير مناسبة. بالإضافة إلى إهماله لمظهره الشخصي ونظافته مما يؤدي إلى اضطراب واضح في علاقاته الاجتماعية. ويُعزى هذا السبب من الخرف إلى إصابة الفصوص الأمامية للمخ. [/rtl]
[rtl]          ويشمل الخرف اختلافات متفاوتة لاضطراب الوظائف العليا لقشرة المخ، فعلى الرغم من أن اللغة، ربما لا تتأثر في بعض الاضطرابات العصبية، التي تسبب الخرف، فإنها تصبح غير طبيعية في البعض الآخر؛ فقد يبدو الكلام غامضاً وظوبيا أو لغْواً، لا يعني شيئاً، أو تظهر الحُبسة (اُنظر فحص الحالة العقلية)، مثل حُبسة التسمية (صعوبة تسمية الأشياء). وفي الأشكال الشديدة للخرف، قد يصبح الشخص أبكم، وتضطرب قدرته التركيبية، فلا يستطيع رسم الأشكال ذات الأبعاد الثلاثة، أو يرتب أعواد الكبريت في شكل معين، ويفشل في تعرف الأشياء، على الرغم من سلامة الحواس(Agnosia). ولا يستطيع تنفيذ نشاط حركي معين، على الرغم من سلامة الوظيفة الحركية (Apraxia) (Motor Aphasia).[/rtl]
[rtl]          وتتغير الشخصية، في حالات الخرف، إما بتغير الطباع، أو تفاقم صفات الشخصية، التي كانت موجودة قبل المرض (الوسواسي تزداد وسوسته، والاضطهادي تزداد اضطهاديته). ولكن الشائع أن ينسحب الشخص، ويصبح متبلداً، وتقلّ علاقاته الاجتماعية، ويوصف من قبل الآخرين أنه تغير (عاد ليس هو نفسه). [/rtl]
[rtl]          والأعراض المصاحبة، قد تكون خفيفة، في صورة  قلق أو اكتئاب. وقد يحاول إخفاء قصور الذكاء، بأعراض تعويضية، مثل زيادة الترتيب، أو ربط الأحداث بتفاصيل دقيقة، لتجنّب فجوات الذاكرة، أو الانسحاب الاجتماعي. وأحياناً، تلاحظ الأفكار الاضطهادية، وتنتج اتهامات زائفة، وشجارات لفظية وجسمانية. والشخص الغيور، عندما ينتابه الخرف، قد يصاب بضلالات الخيانة الزوجية، ويعتدي، فعلاً على زوجته. [/rtl]
[rtl]بداية الخرف ومساره ومآله [/rtl]
[rtl]          والغالب في الخرف، أن يحدث في الشيخوخة. ولكن تحت تأثير عوامل معينة، يمكن أن يحدث الخرف في أي سن؛ إذ يشخص الخرف في أي سن، بعد استقرار معدل الذكاء (عادة، عند الثالثة أو الرابعة من العمر). فإذا كان الطفل في سن الرابعة، وأصيب بمرض عصبي مزمن تدخل مع وظائفه المكتسبة السابقة، إلى درجة تقلل ذكاءه، فإنه يُشخص خرفاً مع تخلّف عقلي. [/rtl]
[rtl]          ويعتمد مسار الخرف على العامل المسبب. فعندما يكون الخرف ناتجاً من نوبة واضحة لمرض عصبي، مثل نقص الأكسجين الواصل إلى المخ، أو التهاب المخ، أو إصابة الرأس ـ فإنه يبدأ فجأة، ويظل ثابتاً، نسبياً، لفترة طويلة. أما الخرف التنكسي الأولي، من نوع ألزهيمر (Alzheimer)،  فبدايته عادة متخفية، تتقدم ببطء، في مسار اشتدادي يصل إلى التدهور في عدة سنوات. وهناك الخرف الناتج من ورم في المخ، أو تجمّع دموي، تحت الأم الجافية، أو عوامل أيضية فتكون بدايته متدرجة. ويمكن علاج السبب، كما في نقص هرمون الغدة الدرقية؛ فإن الخرف، يمكن علاجه، وإيقاف مساره. [/rtl]
[rtl]          في الماضي، كان مصطلح الخرف يعني، أنه لا رجعة في مساره، ولا شفاء منه. ولكن، الآن، يوصف الخرف على أنه حالات متلازمة، ذات أعراض ومواصفات إكلينيكية فقط، ولا تحمل أي إشارة إلى التنبؤ بالمآل. فقد يكون الخرف متزايداً (اشتدادياً) أو ثابتاً أو متقطعاً أو متراجعا (متهاوداً)؛ وهذا يعود إلى طبيعة السبب، الذي يكمن خلف الخرف، والعلاج المتاح، في التوقيت المناسب وفاعليته. [/rtl]
[rtl]الإعاقة والمضاعفات لحالات الخرف [/rtl]
[rtl]          يشخص الخرف، عادة، عندما يكون الفقد في الذكاء كافياً لأن يتداخل مع الوظيفة، الاجتماعية أو المهنية. إلا أن درجة الإعاقة تتفاوت، وفي الخرف الاشتدادي، يصبح الشخص غير مدرك لما حوله، ويلزم له عناية دائمة. وقد يتجول ويفقد طريق العودة، أو يتعرض لحادث. وقد يؤذي نفسه أو الآخرين، أو ينتابه هذيان، بالإضافة إلى الخرف. [/rtl]
[rtl]تشخيص الخرف [/rtl]
[rtl]          يعتمد التشخيص الإكلينيكي للخرف، على معرفة التاريخ المرَضي، من المريض والمحيطين به؛ وعلى فحص الحالة العقلية. إذ يلاحظ، من التاريخ المرَضي، تغيّر في إنجاز المريض وسلوكه، سواء في البيت أو في العمل. كما يشكو المريض من النسيان، وقصور الذكاء لديه، أو ينكر ذلك ويبرره، في محاولة لإخفاء خلل الذكاء لديه، أو شكوى من حوله من الأعراض التعويضية، مثل الترتيب الشديد، أو الانسحاب الاجتماعي، أو ربط الأحداث بتفاصيل دقيقة، أو تلاحظ انفجارات من الغضب أو السخرية، أو الإلقاء لنكات غير مناسبة سخيفة، أو التقلب الانفعالي، أو التبلد الوجداني. ويمكن أن نلخص السمات التشخيصية، مع أسباب الخرف، في ما يلي: [/rtl]
[rtl]1. الخرف من نوع ألزهيمر (Alzheimer's Dementia) : [/rtl]
[rtl]ويتميز هذا الاضطراب ببداية متخفية، ومسار اشتدادي، يصل إلى التدهور، مع صورة إكلينيكية لخرف متنوع، يشمل مختلف القدرات الذكاء والذاكرة والحكم على الأمور والتفكير التجريدي Abstract Thinking ، مع تغيرات في الشخصية والسلوك، وباقي صور الخرف، التي سبق ذكرها؛ على أن تستبعد كل الأسباب الأخرى، التي تسبب خرفاً، من التاريخ المرَضي، والفحص الإكلينيكي، والاختبارات المعملية. [/rtl]
[rtl]ويبدأ اضطراب ألزهيمر، في أغلب الحالات، في الشيخوخة (بعد سن الخامسة والستين)؛ وفي بعضها قبل الشيخوخة، ونادراً قبل سن الخمسين، ببداية متخفية، ومسار اشتدادي، يصل بالمريض إلى التدهور. ففي المراحل المبكرة، يوجد خلل في الذاكرة، في صورة نقص معرفي ظاهر، وقد يوجد تغيرات في الشخصية، مثل التبلد (Apathy)، ونقص التلقائية، والانسحاب الاجتماعي، ويظل المصاب بهذا الاضطراب منظماً جداً، وحسن المظهر، متعاوناً. [/rtl]
[rtl]ويتصرف بطريقة مقبولة اجتماعياً، باستثناء سرعة استثارة، ينشأ عنها بعض الانفجارات الانفعالية، أحياناً. ولكن مع تقدم المرض إلى المرحلة المتوسطة، فإن الاختلالات المعرفية، تصبح واضحة تماماً، ويتأثر السلوك والشخصية بشكل واضح. وفي المراحل الأخيرة، قد يصبح الشخص أبكم (Mute) وغير منتبه تماما، ويصبح معوقا لا يستطيع العناية بنفسه، وتنتهي بالوفاة، خلال خمس سنوات، من بدء الأعراض، في حالة الخرف البادئ، في الشيخوخة . [/rtl]
[rtl]وينتشر مرض ألزهيمر في نسبة (2-4%) من جموع الناس، الذين يتجاوزون الخامسة والستين من العمر. وتزداد هذه النسبة مع تقدم العمر، خاصة بعد الخامسة والسبعين. ويكثر انتشاره بين الإناث، كما يكثر بين أقارب المصاب (قرابة درجة أولى)، عنه بين الناس، بصفة عامة. [/rtl]
[rtl]أسباب مرض ألزهيمر [/rtl]
[rtl]ما زال سبب مرض ألزهيمر غير معروف. ولكن افتُرض العامل الوراثي لزيادة انتشاره بين الأقارب. ولوحظ حدوثه بين أغلب المرضى بلزمة داون(Down's Syndrome)، الذين يظلون على قيد الحياة إلى العقد الثالث من العمر. كما اكتشف حديثاً، شذوذ في الجين الصبغي الرقم (21)، لدى مرضى ألزهيمر، وهو الجين الشاذ نفسه في لزمة داون: التسمم بالألومنيوم، الذي لوحظ وجوده، بمعدلات مرتفعة، في أنسجة الدماغ للمرضى المتوفين بسبب مرض ألزهيمر. كما لوحظ نقص في كمية الإنزيم، اللازم لتخليق الأستيل كولين (Choline Acetyltransferase). كما افترض أن السبب عدوى فيروسه، أو أنه مرض في المناعة الذاتية (Autoimmune Disease).[/rtl]
[rtl]ومن المشاهدات، التي دعمت نظرية نقص الكولين، كسبب للخرف، أن مضادات الكولين (مثل: الأتروبين وسكوبولامين)، تزيد من الخلل المعرفي في مرضى الخرف، بينما مماثلات الكولين (Agonists) مثل  (Physostiginin, Arecoline)،  وجد أنها تحسّن من قدراتهم المعرفية. ولوحظ أيضاً نقص النورا بينفرين (Norepinephrine)، في مساراته في منطقة  (Locus Ceruleus)، وذلك في الفحص الباثولوجي لأدمغة (Brains)، ضحايا ألزهيمر. وهناك ناقلان عصبيان متورطان أيضاً في مرض ألزهيمر (Somatostatin & Corticotropine) ، وهما من البيبتيدات النشطة عصبياً.[/rtl]
[rtl]علاج مرض ألزهيمر [/rtl]
[rtl]لا يوجد علاج محدد لمرض ألزهيمر. ولكن هناك محاولات علاجية، تستخدم عقاقير، تزيد من الأستيل كولين (Acetyl Choline) ، مثل تتراهيد روأمينوكريدين أو الكولين واللثيثين (Tetrahydroaminocridine, choline, lethithine)  ، التي يتكون منها الأستيل كولين. ولوحظ أن خلطه مع العوامل، التي تحفظ النشاط قبل المشبكي للخلايا العصبية، مثل البيراسيتام(Piracetam) ، الذي يعرف، تجارياً، باسم نوتروبيل (Nootropil). بالإضافة إلى رعاية المرضى، التي قد تصل إلى رعاية مستمرة، في الحالات الشديدة التدهور، وإعطاء عقاقير للأعراض النفسية، إذا لزم الأمر. كما يجب توجيه الاهتمام إلى أسرته التي تُعنى به، والتي قد يصيبها الملل من رعايته لفترة طويلة، دون تحسن.[/rtl]
[rtl]ويمكن تجنّب العقاقير ذات المفعول المضادّ للكولين (Anticholinergic)؛ يستثنى من ذلك عقار الثيوريدازين (Thioridazine)، الفعال في السيطرة على سلوك مرضى الخرف على الرغم من مفعوله المضادّ للكولين، خاصة عندما يُعطى بجرعات قليلة. كذلك البنزوديازبين القصير المفعول (Short Acting Benzodizepines). ويستخدم عقار التاكرين  (Cognex Tacrin) وهو مثبط للإنزيم، الذي يكسر الكولين، وأعطى تحسناً بنسبة تراوح بين 20 و 25%، في دراسات منضبطة منهجياً؛ وإن كان بعض المرضى لا يطيقونه، وقد يرفع إنزيمات الكبد لمرضى آخرين.[/rtl]
[rtl]يعطى المرضى علاجاً تدعيمياً وتعليمياً، يشرح لهم طبيعة المرض ومساره، يساعدهم على تقليل الإعاقة، مع تقوية وتدعيم الوظائف، التي تظل تعمل، ولم يصبها العطب بعد. كما يساعد المعالج المريض على تقوية الحيل التكيّفية، التي يستخدمها المريض، مثل وضع تقويم أمامه، لمعرفة اليوم، وعمل جدول لمعرفة الأنشطة اليومية، وكتابة نُبَذ عن المشكلات، التي تواجهه، وعدم الاعتماد على الذاكرة، مع مساعدة من يعنى به على تقليل الشعور بالذنب ولوم النفس. [/rtl]
[rtl]2. الخرف الوعائي (Vascular Dementia) [/rtl]
[rtl]ويطلق عليه، أحياناً، الخرف الناتج من احتشاءات متعددة  (Multi-Infarct Dementia) . وهوالخرف، الذي يكون التدهور المعرفي فيه، على شكل خطوات. ويترك، في البداية، بعض الوظائف المعرفية، نسبياً. كما توجد علامات عصبية بؤرية (Focal Neurological Signs) واضحة، مثل ضعف الأطراف، وعدم تماثل المنعكسات العصبية العميقة (Deep Neurological Reflexes)، وصعوبة الكلام، وضيق الخطوات في المشي، وذلك طبقاً لمناطق الدماغ، التي يصيبها التلف.[/rtl]
[rtl]ويوجد برهان على المرض الوعائي المخي، يظهر من خلال الفحص الجسماني، كارتفاع ضغط الدم، أو تضخم عضلة القلب، أو شذوذات وعائية دموية في فحص قاع العين (Fundus). وهذا المرض الوعائي، يجب أن يوضع على المحور الثالث (اُنظر الحالة النفسية).[/rtl]
[rtl]ويصاحبه نوبات من الضحك والبكاء، وصعوبة الكلام، وصعوبة البلع. وقد توجد فترات من تغيم الوعي (Confusion)، أو الإغماء (Coma)، والصداع واضطراب النوم، وتغيرات في الشخصية. ويلاحظ أن هذا النوع من الخرف، يبدأ في سن مبكرة عن مرض ألزهيمر. ويظهر الفحص الباثولوجي مناطق من التلين في الدماغ، مع تغيرات باثولوجية متفاوتة، في الأوعية الدموية.[/rtl]
[rtl]ويلزم تمييزه مما يلي: [/rtl]
[rtl]أ. نوبات القصور الدموي المخي العابر(Transient Ischaemic Attacks)، وهي فترات قصيرة من فقْد بعض الوظائف البؤرية العصبية، التي تقلّ عن فترة أربع وعشرين ساعة (عادة، بين 5 دقائق و 15 دقيقة). وهناك آلية، قد تكون مسؤولة عن هذه النوبات، هي صمات (Emboli)  صغيرة جداً، تسبب هذا القصور الدموي العابر، وتزول، تلقائياً، من دون تغير باثولوجي في أنسجة المخ. [/rtl]
[rtl]ب. مرض ألزهيمر (الذي سبق وصفه). [/rtl]
[rtl]انتشار الخرف الوعائي وأسبابه [/rtl]
[rtl]يقلّ انتشاره كثيراً عن مرض ألزهيمر. ويكثر بين الذكور. والمرض الوعائي الموجود، هو المسؤول عن الاحتشاءات في الأوعية  الدموية، الصغيرة الحجم والمتوسطة. ويترتب عليها ضمور خلوي، ينتشر في مناطق متسعة من الدماغ، وانسداد الأوعية الدموية بواسطة جلطات صغيرة، في أماكن أخرى في الجسم، أو من جراء تصلب شرايين المخ. [/rtl]
[rtl]علاج الخرف الوعائي (الناتج من الإحتشاءات المتعددة) [/rtl]
[rtl]علاج المرض الوعائي، وضغط الدم المرتفع، قد يمنع من تقدم المرض. كما أن التوقف عن التدخين يحسن من الوظائف المعرفية، إضافة إلى علاج الخرف بوجه عام، مثل الاهتمام بصحة المريض الجسمانية، وتوفير رعاية أُسَرية، وعقاقير نفسية، إذا لزم الأمر، مثل المنوم، في حالة الأرق، أو مضادّ الاكتئاب، في حالة وجود اكتئاب. [/rtl]
[rtl]3. الخرف بسبب حالة طبية عامة (General Medical Condition) [/rtl]
[rtl]وهو القصور، المعرفي والوظيفي، كالسابق ذكره في خرف ألزهيمر. وهذا القصور، ليس في مسار الهذيان، مع دليل من التاريخ المرَضي، أو الفحص الجسدي أو المعملي، أن الاضطراب نتيجة مباشرة للحالة الطبية العامة في القائمة الآتية: [/rtl]
[rtl]أ. خرف بسبب الإيدز  ( H.I.V). [/rtl]
[rtl]ب. خرف بسبب إصابة الرأس (Head Trauma) . [/rtl]
[rtl]ج. خرف بسبب مرض باركنسون (Parkinson) . [/rtl]
[rtl]د. خرف بسبب مرض هنتنجتون (Huntington) . [/rtl]
[rtl]هـ. خرف بسبب مرض  بـيك (Pick's Disease). [/rtl]
[rtl]و. خرف بسبب مرض   (Creutzfeldt-Jakob Disease) [/rtl]
[rtl]ز. خرف بسبب طبي غير الأسباب السابق ذكرها، مثل: نقص هرمون الغدة الدرقية (Hypothyroidism) أو ورم في المخ. [/rtl]
[rtl]وفي ما يلي لمحة عن كلٍّ منها: [/rtl]
[rtl]أ. خرف بسبب الإيدز(مرض نقص المناعة المكتسب) (H.I.V) :[/rtl]
[rtl]لوحظ وجود بؤر من التلف، في المادة البيضاء (White Matter)، وما تحتها من تراكيب، مع زيادة البروتين والخلايا الليمفاوية، في السائل النخاعي الشوكي (CSF). وتظهر أعراض الخرف مصاحبة برعشة، وعدم القدرة على أداء حركات سريعة متكررة، والرنح (Ataxia)، وزيادة  المنعكسات العصبية وشدتها، وصلابة ثني المفاصل (Rigidity). وعندما يحدث للأطفال يتسم بتأخر النمو، وصلابة ثني المفاصل (Hypertonia) ، وصغر حجم الرأس، وتكلس النوى القاعدية (Basal Ganglia).[/rtl]
[rtl]ب. خرف بسبب إصابة الرأس [/rtl]
[rtl]وهو ينجم بعد إصابة الرأس مباشرة. والخلل العقلي، يعتمد على مكان الإصابة والتلف الذي أحدثته. [/rtl]
[rtl]ج. خرف بسبب مرض باركنسون [/rtl]
[rtl]وهو مرض عصبي، بطيء التقدم، يتميز بالرعشة أثناء السكون (Static Tremors) وتصلب العضلات، وعدم ثبات الوضع. والخرف يصيب 20-60% من مرْضى باركنسون، ويزداد في المرضى كبار السن، أو الذين يشتد المرض لديهم. وكثيراً ما يتفاقم الخرف لدى مرْضى باركنسون، بسبب الاكتئاب. [/rtl]
[rtl]د. الخرف بسبب كوريا هنتنجتون (Huntington's Dis)[/rtl]
[rtl]وهو مرض وراثي، يصيب المعرفة والانفعالات والحركة. ويصيب الرجال والنساء على السواء،  ينقل بجين وراثي سائد أحادي (Autosomal Dominant Gene) على الذراع القصير للصبغي (Chromosome) الرابع. ويشخص، عادة، في نهاية الثلاثينيات من العمر وبداية الأربعينيات. ولكنه قد يبدأ مبكراً، في عمر 4 أعوام، في الشكل الذي يصيب الصغار، أو يظهر متأخراً، عند الخامسة والثمانين. وبدايته متخفية بتغيرات في السلوك والشخصية، بما فيها الاكتئاب وسرعة الاستثارة والقلق. وبعضهم يمثلون بشذوذات الحركة، تبدأ بما يشبه التململ العصبي، وتزداد إلى رقص وكنغ عام (Chorcoathetosis) ، وخلل الذاكرة، الذي يخل بأداء الوظائف، وسوء الحكم على الأمور. وهذا الاضطراب، قد يصيب 50% من أبناء المصاب به. وحاليا يوجد اختبار جيني (Genetic)، يمكن أن يحدد أي الأفراد أكثر عرضة لهذا المرض.[/rtl]
[rtl]هـ. الخرف بسبب مرض بيك (Pick's Disease) [/rtl]
[rtl]وهو مرض تنكسي (Demyelinating)، يصيب الدماغ، خاصة الفصوص، الأمامية والصدغية. ويحدث تغيراً في الشخصية، في مساره المبكر. بينما تحدث أعراض الخرف، في مساره اللاحق، حين يشتد الخرف، تدريجاً، مع تزايد الضمور (Atrophy)، الذي يلاحظ بواسطة تصوير الدماغ الطبقي، بواسطة الكومبيوتر (CAT)، أو الرنين المغناطيسي (MRI)؛ وهو السبيل إلى تمييز مرض بيك من ألزهيمر، إذ لا يمكن التفرقة بينهما، إكلينيكياً.[/rtl]
[rtl]و. خرف بسبب مرض كروتزفيلد - جاكوب : (Creutzfeldt-Jakob Disease) [/rtl]
[rtl]وهو مرض، يسبب التهاباً أقلّ من الحاد إسفنجي في المخ. ينشأ عن مجموعة من الفيروسات بطيئة التأثير، ويتميز بحركات لاإرادية خاصة (Myoclonus) ، وفترات من نشاط تخطيط الدماغ والخرف، ولكن ربع  المرضى، تقريباً، لا يمثلون بهذا الشكل النمطي. ويمكن الجزم بهذا المرض،  بعد فحص عينة من الدماغ، بعد الوفاة فقط. ويحدث عند أي سن في البالغين، ولكنه يكثر بين عمرَي40 و60 سنة. وبنسبة 5-15 %، قد يكون للوراثة دور في المرض. وأعراضه المنذرة (Prodromal)، قد تكون في صورة إجهاد وقلق، واضطراب الشهية، والنوم الكثير، ونقص التركيز. ثم بعد شهور، يظهر خلل التحكم، وتغيّر الرؤية، وخلل المشي (Gait) ، وحركات تشبه الرقص (الكوريا) (Chorea) أو الكنغ (Athetosis). ويظهر تخطيط الدماغ نوبات من الموجات  الثلاثية المتماثلة(Periodic sharp triphasic and synchronus discharges) . وهو يعدي في حالات نقل القرنية (Cornea)؛ إذ إن العامل الناقل للمرض، لا يهلك بالمطهرات؛ ولذا، تؤخذ الحيطة الشديدة، عند عمليات أخذ عينة من أدمغة المتوفين. [/rtl]
[rtl]4. الخرف بسبب تأثير ثابت لمادة [/rtl]
[rtl]ويحدث فيه القصور نفسه، المعرفي والوظيفي، السابق ذكره في خرف ألزهيمر. والقصور لا يحدث في مسار الهذيان، ويظل إلى ما بعد الفترة المعتادة للانسمام أو الانسحاب للمادة. ويوجد دليل من التاريخ المرَضي، أو الفحص الجسماني أو المعملي، أن سبب القصور هو التأثير الثابت لتعاطي مادة (مثل: الإدمان أو علاج بمادة معينة). [/rtl]
[rtl]5. الخرف بسبب متعدد [/rtl]
[rtl]ويحدث فيه أيضاً القصور المعرفي نفسه، السابق ذكره في خرف ألزهيمر. ويوجد برهان من التاريخ المرَضي، أو الفحص الجسماني أو المعملي، يشير إلى أن الاضطراب له أكثر من سبب (مثل: إصابة الرأس، وتعاطي الكحول المزمن، وألزهيمر، أو سبب وعائي). ولا يحدث هذا القصور في إطار مسار الهذيان. [/rtl]
[rtl]ويلزم تمييز الخرف، بوجه عام، من الآتي [/rtl]

  1. علامات الشيخوخة العادية: والتي لا يكون فيها خلل الذاكرة شديداً، ولا يكفي للتداخل مع الأداء، الوظيفي والاجتماعي.
  2. الهذيان: ويختلف الخرف عنه في وجود خلل الذاكرة، مع اليقظة، وثبات الأعراض، وعدم تماوجها.
  3. الفصام: وفيه يغيب السبب العضوي، خلافاً للخرف.
  4. نوبة الاكتئاب الجسيم: التي قد تسبب خلل الذاكرة، وصعوبة التركيز والتفكير، وهو ما يسمى بالخرف الكاذب (Pseudodementia). وفي حالة غياب السبب العضوي، مع وجود أعراض تشير إلى اكتئاب أو خرف، فمن الأفضل أن يشخص اكتئاباً، وتفترض أعراض الخرف ثانوية للاكتئاب، لأن فرصة الشفاء من الاكتئاب أفضل. وإعطاء مضادّات الاكتئاب، أو العلاج الكهربائي، قد يكشف عن التشخيص الحقيقي، حيث تتحسن حالة المريض المعرفية، إذا كان اكتئابياً.

[rtl]انتشار الخرف [/rtl]
[rtl]          ينتشر الخرف بنسبة  تصل إلى (5 %) من كبار السن، إلى درجة، تجعلهم غير قادرين على رعاية أنفسهم. وبنسبة (10 %) خفيفة الدرجة، ويزداد معدل انتشار الخرف مع تزايد السن، فيرتفع في سن الثمانين وما فوقها، إلى خمسة أمثال معدله في سن السبعين وما دونها. ونظراً إلى تزايد معدل الأعمار، في السنوات الأخيرة، وكثرة عدد المسنين، فإن الخرف أصبح مشكلة صحية عامة. [/rtl]
[rtl]علاج الخرف [/rtl]
[rtl]          يكون طبقاً للسبب. فإذا كان السبب قابلاً للعلاج، أمكن الشفاء إلى درجة كبيرة، مثل حالات نقص إفراز الغدة الدرقية، أو نقص حمض الفوليك (Folic acid)، أو الزهري (Syphilis)، أو التجمع الدموي تحت الأم الجافية (Subdural Haematoma) ، أو استسقاء الدماغ الطبيعي الضغط (Normal Pressure Hydrocephalus). لكن هناك أسباباً يجدّ العلم، حالياً، في الوصول إلى علاج لها، خاصة مرض ألزهيمر، ومرض نقص المناعة المكتسب (الإيدز).[/rtl]
[rtl]          مع علاج السبب، تراعى تغذية المريض، وعلاج المشكلات الطبية المصاحبة، مثل التهابات الجهاز البولي، ومراعاة الأنشطة الترفيهية، ودور العلاج النفسي ـ الاجتماعي، في إعطاء المساندة والتوجيه للمريض وأُسْرته. وينصح بعدم تعريض مرضى الخرف للمواقف الجدية المعقدة؛ لأنها تربكهم. ويفضَّل الجو الأُسرَي المألوف، الذي يتحسنون فيه، مع محاولة شغلهم، طيلة الوقت. [/rtl]
[rtl]          تعالج الأعراض المصاحبة للخرف، مثل القلق والاكتئاب، والأعراض الذهانية، بالمضادّ المناسب، على أن تكون بجرعات قليلة، وبحذر؛ لأن هؤلاء المرضى، لديهم قابلية لحدوث الهذيان من العقاقير النفسية.[/rtl]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ʝǟƈӄ ʀǟռօʊƈɦǟ
ʝǟƈӄ ʀǟռօʊƈɦǟ


*¤®§(*§مراقبة §*)§®¤*

معلوماتاضافية
المشاركات : 2115
التقييم : 796
النقاط : 7665
العمر : 23
الجنس : انثى
الدولة : الجزائر
الهواية : المطالعة
المزاج : الجنون والمجنون 5810
الشلة : شلة الهبل
أوسمة منتدى منشدات : الجنون والمجنون Uoou-o30

الجنون والمجنون 1436548622073
الجنون والمجنون Jij345

الجنون والمجنون Empty
http://larra.forumalgerie.net/forum
مُساهمةموضوع: رد: الجنون والمجنون   الجنون والمجنون Emptyالأربعاء يونيو 15, 2016 2:14 pm

الجنون والمجنون Tr

[rtl]ثالثاً: اضطراب النساوة (Amnestic Disorder)[/rtl]

[rtl]          يتميز هذا الاضطراب بخلل الذاكرة، القصيرة والبعيدة، التي تعزى إلى عامل جسماني  محدد، أو تأثير مادة؛ فيصبح الشخص عاجزاً عن تعلم شيء جديد (لفقْد الذاكرة للأحداث القريبة). وهذا هو سبب النساوة المتقدمة (Antrograde Amnesia)، وعدم القدرة على استدعاء أشياء، كان يعرفها في الماضي (لفقد الذاكرة طويلة الأمد). وهذا يفسر النساوة الراجعة (Retrograde Amnesia). ولا يمكن تشخيص النساوة، إذا وجد خلل الذاكرة، في إطار نقص قدرة المحافظة على الانتباه، وتحويل الانتباه من مثير إلى آخر (كما في الهذيان)؛ أو إذا كان مرتبطاً بخلل في التفكير التجريدي، وضعف الحكم على الأمور (Lack of Judgement) أو اضطراب وظائف قشرة المخ العليا (Higher Cerebral Function)، أو تغير الشخصية (كما في الخرف).[/rtl]
[rtl]          يصاحب اضطراب النساوة عدم الاهتداء (Disorientation)، الناتج من النساوة الشديدة، والاختلاق (Confabulation)، لملء فراغات الذاكرة (Amnestic Gaps)؛ وذلك بتخيل أحداث لم تقع أصلاً. وذلك مع عدم استبصار بفقْد الذاكرة، وإنكاره ، حتى مع وجود براهين عليه. وبعضهم يقبل المشكلة، ويظهر عدم الاهتمام. وكثيراً ما يصاحبها التبلد (Apathy)، ونقص المبادرة والبرود الانفعالي. وينشأ عن النساوة اختلال في وظيفة الشخص، الاجتماعية، والمهنية. وقد تسبب أخطاراً، مثل نسيانه ناراً مشتعلة، قد تسبب حريقاً. [/rtl]
[rtl]البداية والمسار والتنبّؤ بالمآل، في حالات اضطراب النساوة [/rtl]
          تكون بداية أعراض النساوة مفاجئة في أغلب الأحيان، إلا أن ذلك قد يختلف من مريض لآخر تبعاً لطبيعة مسبب الحالة. وقد يستعيد المريض ذاكرته كلياً أو جزئياً بعد فترة مرض تطول أو تقصر تبعاً لطبيعة مسبب المرض. ففي حالات النساوة المصاحبة لصرع الفص الصدغي أو لقصور الدم المغذي للمخ أو عند توقف عضلة القلب، يكون مسار المرض مزمناً وغالباً ما يستعيد المريض ذاكرته كاملة. ويكون العلاج في هذه الحالات بتعرض المريض لصدمات محدثة للتشنجات (Electroconvulsive Therapy) (ECT) وتعاطي عقاقير من مجموعة البنزوديازبين أو الباربتيورات. كما يوجد العديد من الحالات التي تسبب نساوة ثابتة مثل إصابات الرأس، والتسمم بغاز أول أكسيد الكربون، والنزف تحت غشاء الأم الجافية، والاحتشاء المخي (Cerebral Infarction)  والالتهاب الناشئ عن فيروس الهربس  (Herpes Simplex).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ʝǟƈӄ ʀǟռօʊƈɦǟ
ʝǟƈӄ ʀǟռօʊƈɦǟ


*¤®§(*§مراقبة §*)§®¤*

معلوماتاضافية
المشاركات : 2115
التقييم : 796
النقاط : 7665
العمر : 23
الجنس : انثى
الدولة : الجزائر
الهواية : المطالعة
المزاج : الجنون والمجنون 5810
الشلة : شلة الهبل
أوسمة منتدى منشدات : الجنون والمجنون Uoou-o30

الجنون والمجنون 1436548622073
الجنون والمجنون Jij345

الجنون والمجنون Empty
http://larra.forumalgerie.net/forum
مُساهمةموضوع: رد: الجنون والمجنون   الجنون والمجنون Emptyالأربعاء يونيو 15, 2016 2:15 pm

[rtl]رابعاً: اضطرابات جنون الفصام  (Schizophrenias) [/rtl]
[rtl]          يعد الفصام من أهم وأشهر أنواع الجنون. ويعرَّف بأنه مجموعة من الاضطرابات، تختلف في عواملها السببية، وفي الاستجابة للعلاج ومصير المرض. وتتفق في أنها لُزْمَة (Syndrome) مكونة من أعراض مميزة، ناشئة عن اضطراب التفكير والإدراك والوجدان والسلوك. وهذه الأعراض، تصل إلى درجة الذهان، في بعض الأوقات، خلال مسار المرض. أو هو اضطراب عديد من وظائف الأنا، ينتج منه عدم قدرة المريض أن يميز، بدقة وثبات، بين الواقع، الداخلي والخارجي، مع فشله في المحافظة على اتصاله بالعالم الخارجي. ولا يجوز أن يطلق عليه لفظ "انفصام"؛ إذ إن الفصام، يعني تفكك وظائف العقل، بينما الانفصام، يعني الانقسام، وهذا ما يحدث في حالات تعدد الشخصية (Multiple Personality)، والتي يطلق عليها "ازدواج الشخصية"، والتي ذكرت ضمن الانشقاق.[/rtl]
[rtl]ولقد بذلت محاولات عديدة لتحديد مفهوم الفصام، منها: [/rtl]

  1. محاولة (كريبلين) (Kreaplin): الذي أكد مفهوم التدهور العقلي المصاحب للمرض، مما دعاه إلى تسميته بالخرف المبكر. وقرر أن ملامحه الإكلينيكية هي السلبية والانسحاب وأسلوبية الحركة وفقْد الإرادة والانتباه، وضعف الحكم على الأمور، والتناقض بين الوجدان والتفاعل العام، واضطراب التفكير، وعدم التمييز بين الواقع والخيال؛ وأنه ليس ناتجاً من تسمم أو هستيريا أو صرع أو هذيان أو ذهان الهوس والاكتئاب.
  2. محاولة (بلولر) (Bleuler): الذي لم يرَ أن التدهور إحدى السمات المهمة لمرض الفصام. وقسم الأعراض المرَضية، في الفصام، إلى أعراض أساسية (جوهرية)، وهي اضطراب التفكير، المتميز بتفكك الروابط، واضطراب الوجدان، والذاتوية  (Autism)، وثنائية المشاعر(Ambivalence)، وأعراض مصاحبة وهي الهلاوس والضلالات. وبلولر هو أول من أسماه بمرض الفصام (Schizophrenia)، ومعناه الانقسام العقلي، وهذا المعنى يختلط لدى عامة الناس مع إزدواج الشخصية، الذي يطلق عليه، حالياً، اضطراب تعدد الشخصية.
  3. محاولة (شنيدر) (Schneider): الذي وصف عدداً من الأعراض، أسماها أعراض الدرجة الأولى (First-Rank Symptoms) ذات الأهمية في تشخيص الفصام، وتشمل : سماع المريض لأفكاره بصوت مرتفع، وهلاوس سمعية تُعَلِّق على سلوك المريض، وضلالات التأثير جسمانياً بواسطة قوى خارجية، وأن هناك قوى خارجية، تتحكم في تفكيره وتنشره على الناس، وضلالات الخضوع لسيطرة قوى خارجية، تتحكم في تصرفاته.

[rtl]          وما زالت المحاولات مستمرة، في صورة التصانيف الحديثة للأمراض النفسية. وكان آخرها التصنيف التشخيصي الإحصائي الرابع (DSM-IV) (1994)، اللذان استبعدا تشخيص مرض الفصام، من دون أعراض ذهانية، كما كان يحدث في الفصام، الكامن أو الحدي (Borderline) أو البسيط (Simple) ، وأصبحت تشخص على أنها اضطرابات شخصية. كما وضعا لاضطراب الفصام دلالات محددة، يشخص بها، إكلينيكياً، وفيما يلي وصف مفصل للصورة الإكلينيكية للفصام، تليها دلالات التشخيص، حسب التصنيف (حموده 1997) (1).[/rtl]
[rtl]للصورة الإكلينيكية لجنون الفصام، مميزات عامة، هي [/rtl]

  1. وجود أعراض ذهانية، خلال المرحلة الناشطة للمرض (Active Phase) .
  2. تشمل الأعراض المميزة العديد من الوظائف النفسية المضطربة.
  3. نقص الأداء الوظيفي، عما كان قبل (وفي حالات الأطفال والمراهقين، يكون نقص متوقع، في الإنجاز الدراسي والاجتماعي).
  4. المدة لا تقلّ عن ستة أشهر. وقد تشمل أعراضاً ممهدة (Prodromal Symptoms)، أو أعراضاً متبقية (Residual Symptoms) .
  5. في بعض مراحل المرض، يجب أن يشمل الفصام ضلالات (Delusions)، أو هلاوس (Hallucinations)، أو اضطرابات محددة ومميزة، في شكل التفكير والوجدان.
  6. ولا يعزى الاضطراب إلى حالة مرَضية جسمانية، أو إلى تأثير مادة. وليست الأعراض ناشئة عن اضطراب الوجدان ، أو الفصام الوجداني.

[rtl]وقبل الاسترسال في عرض تفاصيل الصورة الإكلينيكية، علينا أن نأخذ في الحسبان ثلاثة أشياء: [/rtl]

  1. لا يوجد عرض مرَضي واحد (أو علامة مرَضية واحدة)، نشخص به الفصام؛ فكل أعراض الفصام، يمكن رؤية بعضها في عدد من الاضطرابات، العصبية والنفسية.
  2. تتغير أعراض المريض الواحد، من وقت إلى آخر.
  3. لا بد من الأخذ في الحسبان مستوى المريض التعليمي، وذكاءه، وثقافته البيئية. فمثلاً، عدم قدرة المريض على التجريد، قد يعكس تعليمه وذكاه، كما أن بعض المعتقدات الغريبة، قد تعكس نمطاً من الثقافة، البيئية أو الدينية.
  4. نقص الأداء الوظيفي مهما كان قبل إذ يتدهور إنجاز الشخص، على مستوى العمل والعلاقات الاجتماعية، واهتمامه بنفسه؛ ويلاحظ هذا التغير بواسطة الأهل والأصدقاء. وإذا بدأ  الاضطراب في الطفولة أو المراهقة، يحدث فشل في الوصول إلى الإنجاز الاجتماعي المتوقع له. ومن ثمَ، فإن العرض الواحد، مثل الضلال المتحوصل[1] (Encapsulated delusion)، من دون أن يصاحبه نقص في الوظيفة الاجتماعية، أو العمل، لا يشخص فصاماً، إذ يجب أن يشمل الفصام إعاقة (اضطراب)، في عديد من الوظائف النفسية.

[rtl]الأعراض المرَضية المميزة لمرض الفصام [/rtl]
[rtl]1. اضطراب التفكير، الذي يبرز، خاصة، في صورة اضطراب محتوى التفكير، والقوة المتحكمة فيه. [/rtl]
[rtl]أ. اضطراب محتوى التفكير، ويشمل الضلالات (Delusions)، التي قد تكون متعددة، أو مفرطة في الغرابة. وقد تكون ضلالات اضطهادية (Paranoid Delusions) ( كمن يعتقد أن هناك من يتجسسون عليه، أو يخططون لإيذائه، بدس السم له أو تشويه سمعته)؛ أو ضلالات الإشارة (Delusions of Reference) ( كمن يعتقد أن الناس تلمح إليه، أو تسخر منه، بالقول أو الإشارة)؛ أو ضلالات أخرى، مثل العدمية (Nihilism)، أو العظمة (Grandiose)؛ أو ضلالات الاعتقاد بأن قوة خارجية، تحكم أفعاله وتصرفاته  (Delusions of being Controlled).[/rtl]
[rtl]ب. اضطراب القوة المتحكمة في التفكير إذ يتوهم أن هناك من يسحب أفكاره من رأسه (شخص أو قوة، معلومة أو خفية) (Thought Withdrawal)، أو يتوهم أن أفكاراً توضع في رأسه، ليست خاصة به (Thought Insertion) ، وذلك من دون إرادة منه؛ أو أن أفكاره تذاع على الناس، في وسائل الإعلام (Thought Broadcasting)( الصحافة والإذاعة والتليفزيون).[/rtl]
[rtl]ج. اضطراب أسلوب التفكير (Form of Thinking)، ومن أكثر أشكاله شيوعاً فقدان روابط التفكير (بين الأفكار وبعضها) (Loose Association)؛ إذ ينتقل المريض من موضوع إلى موضوع آخر مختلف تماماً؛ أو أن العلاقة بين الموضوعَين عارضة، من دون وعي الشخص بذلك. وعندما يزداد فقدان الروابط، يأخذ التفكير شكل عدم الاتّساق. وقد يوجد فقْد في محتوى الكلام، فيكون مناسباً في الكمية، ولكنه يتضمن القليل من المعلومات، لغموضه، أو لأنه مجرد (Abstract)، أو عياني (Concrete) أكثر من اللازم؛ أو يتصف بالتكرارية أو الأسلوبية. وقد يوجد انسداد في مسار التفكير، ولكنه أقلّ شيوعاً، أو يتكلم بلغة جديدة.[/rtl]
[rtl]2. اضطراب الإدراك، في شكل هلاوس (Hallucination) متنوعة، ولكن أكثرها شيوعاً الهلاوس السمعية (Auditory)، التي تكون أصواتها مألوفة لديه، وغالباً، تكون ألفاظها مهينة له. وقد تكون لشخص واحد أو لعدد من الأشخاص. وقد يكون الكلام موجهاً إليه بصورة، مباشرة أو غير مباشرة (مثل وصف سلوكه).[/rtl]
[rtl]وقد تكون الهلاوس حسية (لمسية) (Tactile)، في صورة تنميل أو إحساس كهربائي، أو تكون هلاوس حشوية (Somatic hallucination)، مثل الإحساس بحركة ثعابين داخل البطن، ونادراً ما تكون هلاوس، بصرية (Visual) أو تذوقية (Gustatory) أو شمية (Olfacory). وجود الهلاوس، البصرية والتذوقية والشمية، في حالة غياب الهلاوس السمعية، يلفت الانتباه إلى وجود اضطراب عقلي عضوي. وهناك اضطرابات إدراكية أخرى، تشمل إحساسات التغير الجسماني، والحساسية الشديدة للأصوات والرؤى والروائح.[/rtl]
[rtl]3. اضطراب الوجدان، ويشمل، غالباً، فقدان الشعور (Apathy)، أو تناقض الوجدان (Incongrous Mood) أو عدم التمايز الوجداني (Indifferent Mood).[/rtl]
[rtl]4. الإحساس بالنفس، الذي يعطي الإنسان السوي الإحساس بالتفرد، واتجاه النفس الخاص. وأحياناً، يسمى ذلك تلاشي حدود الأنا (Loss of Ego-Boundaries)، ويظهر ذلك في صورة ارتباك هوية (Identity) (اُنظر الهوية) الشخص، ومعنى وجوده في الحياة، أو بعض الضلالات، خاصة تلك التي تحتوي التحكم بواسطة قوى خارجية. [/rtl]
[rtl]5. اضطراب الإرادة، باضطراب قدرة الشخص على المبادرة إلى أنشطة هادفة وموجهة، وقد يعوق ذلك أداءه لعمله، فيصبح غير مهتم بعمله، أو تصبح لديه ثنائية الإرادة (Ambivalence) ،التي تؤدي إلى توقف نشاطه الهادف، الموجه ذاتياً. [/rtl]
[rtl]6. العلاقة بالعالم الخارجي تتمثل في انسحاب المريض إلى العالم الخارجي، ويصبح تفكيره غير واقعي، ومنصباً حول ذاته. وعندما تزيد هذه الحالة، تسمى "الذاتوية" (ويشكو أهله من أنه يعيش في عالم خاص به، ومنسلخ، عاطفياً، عن كل ما حوله). [/rtl]
[rtl]7. السلوك، وستجسد في قلة حركة المريض ونشاطه التلقائي وتفاعله مع البيئة من حوله. وقد يزيد ذلك إلى درجة، يبدو فيها غير متيقظ للبيئة من حوله، (كما في حالة الذهول الكتاتوني). وقد يتصلب في وضع معين، ويرفض المحاولات لتغيير هذا الوضع (كما في حالة التصلب الكتاتوني). وقد يصبح السلوك غير محكوم وغير هادف (كما في حالة  الهياج الكتاتوني). [/rtl]
[rtl]          وقد يصاحب ذلك ملامح إكلينيكية أخرى، مثل: فقر التفكير أو التفكير السحري (اُنظر التفكير)، أو السلوك المتكرر، والقلق والاكتئاب، أو الغضب، أو اختلال الإنِّية[2] (Depersonalization)، واختلال إدراك البيئة(Derealization) من حوله، أو اضطرابات الذاكرة، أو عدم إدراك البيئة (Disorientation).[/rtl]
[rtl]          وعادة، يبدأ مرض الفصام في سن المراهقة، أو بداية الحياة الراشدة. وتشير الدراسات إلى أنه أكثر مباكرة إلى إصابة الرجال مبكراً منه إلى الإناث. ويلزم لتشخيص مرض الفصام، أن تستمر الصورة المرَضية لمدة ستة أشهر، وتشتمل على المرحلة الناشطة للأعراض الذهانية. وقد تشتمل على مرحلة منذرة(Prodromal)، أو مرحلة متبقية (Residual).  [/rtl]
[rtl]          وتتميز المرحلة المنذرة (الممهدة) (Prodromal Stage)، بانهيار مستوى الأداء الوظيفي للشخص، والانسحاب الاجتماعي، وبعض السلوك الغريب (Bizarre Behaviour)، وإهمال الشخص لنظافته، وتبلده العاطفي، وغرابة الأفكار، ونقص المبادرة والاهتمامات. ويلاحظ التغير بواسطة الأهل والأصدقاء. ويتفاوت طول هذه المرحلة، ويصعب تحديد بدايتها بدِقة. ويُعَدّ التنبؤ سيئاً، خاصة عندما تكون غامضة البداية والتدهور تدريجي، على مدى سنوات عديدة.  [/rtl]
[rtl]          وتتميز المرحلة الناشطة (Active Phase)، بالأعراض الذهانية : مثل الضلالات، والهلاوس، وفقدان الروابط بين الأفكار، وعدم اتّساق الأفكار، وفقر محتوى الكلام، والتفكير غير الواقعي، والسلوك المضطرب.[/rtl]
[rtl]          أما المرحلة المتبقية (Residual Phase)، فعادة، تتبع المرحلة الناشطة من المرض. وهي تشبه، إلى حدّ كبير، المرحلة المنذرة. إلا أن الجمود العاطفي، واضطراب الأداء الوظيفي، هما أكثر شيوعاً فيها منها في المرحلة المنذرة. وقد يظل فيها بعض الأعراض الذهانية، مثل الضلالات أو الهلاوس، ولكن من دون تأثير قوي. [/rtl]
[rtl]المسار والتنبؤ بمصير جنون الفصام [/rtl]
[rtl]          يبدأ الفصام، غالباً، بأعراض ممهدة، ويتبعها ظهور الأعراض الأكثر وضوحاً، وهي الذهانية (وهذه هي المرحلة الناشطة)، وذلك خلال أيام، إذا كانت البداية حادّة، أو خلال أشهر قليلة، إذا كانت البداية متدرجة. وقد تكون البداية مسبوقة بعامل مرسب (Precipitating Factor) ( مثل الانتقال من مكان إلى آخر للعيش أو الدراسة، أو تعاطي عقار مخدر، أو فقدان أحد الأقارب، بالوفاة، أو مرض جسماني).[/rtl]
[rtl]          والمسار التقليدي لمرض الفصام، يتمثل في اشتدادات، تتبادل مع فترات من الهوادة، وأحياناً، يلاحظ الاكتئاب بعد كل نوبة. ويستمر التدهور في التزايد لعدة سنوات (خمس سنوات في المتوسط)، ثم يقف، وتقل شدة الأعراض الموجبة، وتظل الأعراض السالبة (مثل الجمود العاطفي، والعزلة الاجتماعية، ونقص الأداء الوظيفي، وضعف الإرادة). وهذا يجعل حياة المريض بلا هدف، ويتكرر تنويمه في المستشفيات. أما أن يعود الشخص إلى سابق عهده، من الأداء الوظيفي قبل المرض، فذلك يندر حدوثه. [/rtl]
[rtl]وتوجد بعض العوامل، التي تنبئ بمصير حسن لمرض الفصام، منها: [/rtl]

  1. عدم وجود اضطراب شخصية، قبل المرض.
  2. الإنجاز الوظيفي المناسب، في فترة ما قبل المرض.
  3. وجود عوامل مرسبة للمرض.
  4. البداية المفاجئة للمرض.
  5. البداية في منتصف العمر (البداية المتأخرة للمرض).
  6. وجود أعراض وجدانية (Mood) (خاصة تلك التي ظهرت في الاكتئاب).
  7. وجود أعراض كتاتونية وبارانوية.
  8. عدم استمرار مسار المرض (تراجعه لفترات، يتحسن فيها المريض).
  9. وجود تاريخ عائلي لاضطراب الوجدان.
  10. المريض المتزوج.
  11. يلقى مساندة اجتماعية مناسبة.

[rtl]ويلاحظ أن عكس هذه الأشياء، ينبئ بمصير سيئ لمريض الفصام. [/rtl]
[rtl]الإعاقة التي يحدثها جنون الفصام [/rtl]
[rtl]          نلاحظ من عرض الصورة الإكلينيكية، ومسار الفصام ومصيره، أنه عند مرحلة معينة من المرض، تصبح الإعاقة في عديد من الوظائف اليومية، مثل العمل، والعلاقات الاجتماعية، والعناية بالنفس. وقد يلزم الإشراف على حالة المريض الغذائية ونظافته، وحمايته من نتائج سوء تصرفه وضعف حكمه على الأمور، أو أفعاله الناتجة من ضلالات أو استجابة الهلاوس. وبين النوبات، يتفاوت احتياجه للرعاية، من إعاقة تستدعي رعاية في مصحة، إلى تحسّن، يجعله يعتمد على نفسه. [/rtl]
[rtl]مضاعفات مرض الفصام [/rtl]
[rtl]للفصام مضاعفات، منها: [/rtl]

  1. الفشل الدراسي، على الرغم من أن المريض قد يتمتع بذكاء، متوسط أو فوق المتوسط.
  2. فشل المريض في عمله، أو ضعف مستوى أدائه، أو عدم قدرته على الاستمرار في العمل نفسه.
  3. الإقامة بالمستشفيات، لفترات طويلة من حياته.
  4. ارتكاب بعض جرائم العنف، المفرطة في الغرابة.
  5. قِصر حياة الفصاميين؛ إما لكثرة الانتحار بينهم، أو سوء التغذية، الذي ينشأ عنه الأمراض، أو لسوء الرعاية الطبية. وتجدر الإشارة إلى أن (50%) من مرضى الفصام، يحاولون الانتحار، وأن (10%) منهم ينهون حياتهم، فعلاً.

[rtl]انتشار جنون الفصام [/rtl]
[rtl]          لوحظ أن معدل حدوث الفصام (وهو عدد الحالات الجديدة، التي تشخص فصاماً، في سنة ما) هو حالة واحدة في كل عشرة آلاف من عامة الناس. بينما معدل الانتشار (عدد كل حالات الفصام، التي شخصت خلال عام، سواء جديدة أو قديمة)، يراوح بين (2, 0 %) و (2%) من عامة الناس. وحدوث الفصام، يكون بين الخامسة عشرة والأربعين من العمر، مع ازدياد معدل الحدوث في أواخر العشرينيات من العمر. ونسبة انتشار الفصام في الذكور، هي نفسها بين الإناث. ويكثر بين غير المتزوجين، وآخر الأطفال ميلاداً في الأسرة. وينتشر بين كل الأجناس، ويكثر انتشاره في المدن الكبيرة المزدحمة، وبين الطبقات الاجتماعية الدنيا (الفقيرة)، ويزداد ظهور الفصام في بداية الصيف، وفي فصل الخريف. [/rtl]
[rtl]          ولوحظ أن انتشار الفصام، يزداد بين الأقارب، فيَصِل إلى عشرة أمثاله بين عامة الناس. فإذا كان أحد الوالدَين مصاباً بالفصام، فإن نسبة الانتشار بين الأبناء، تصل إلى (15%). أما إذا كان كِلا الوالدَين مصاباً به، فإن النسبة تصل إلى(40%). وفي حالة إصابة أحد الإخوة، تكون نسبة الانتشار بين بقية الإخوة (7 ـ 10%). أما في حالة التوائم، فإن النسبة أعلى من ذلك كثيراً، خاصة في حالات التوائم المتماثلة. [/rtl]
[rtl]          وتشير إحصائيات المستشفيات العقلية، إلى أن نسبة مرضى الفصام، تراوح بين 50 و60% من المرضى، الذين ينزلون فيها. [/rtl]
[rtl]أسباب جنون الفصام [/rtl]
[rtl]          لقد حظيت دراسات أسباب الفصام بكمّ هائل من الدراسات. واعتادت الكتب التقليدية، أن تفرد لهذا المرض العديد من الصفحات. بيد أن كل ما تم أُنجز في هذا المجال، لا يعدو كونه نظريات فقط؛ ولم يعرف، حتى الآن، السبب الحقيقي للفصام. ولعل هناك من يسأل ما الداعي لذكر هذه الأسباب، إذا كانت  نظريات فقط؟ والجواب هو أن هذا التراث من البحث العلمي، يعد خطوة على طريق الوصول إلى المعرفة الحقيقية للأسباب. ومهما كانت هذه الخطوات متناثرة، وبعضها مبتعداً عن الهدف، إلا أن الكثير منها اقترب من الهدف، خاصة الجوانب البيولوجية. وإليها يرجع الفضل في ما أنجز من نجاح، في علاج بعض أنواع الفصام. هاكم أهم تلك النظريات (أو العوامل) [/rtl]
[rtl]1. العوامل الجينية  (Genetic Factors) [/rtl]
[rtl]من خلال الدراسات، التي تناولت أُسْرة الفصامي، لوحظ أن معدل انتشار المرض بين أفرادها، أكثر منه بين عامة الناس. ومن دراسات التوائم، لوحظ أن الانتشار بين التوائم المتماثلة، يصل إلى (47%)، وبين تلك غير المتماثلة (10-12%). وكشفت دراسات التبنّي (للأطفال الذين أخذوا من آبائهم الفصاميين، وربوا في أسرة غير فصامية)، أن معدل الانتشار بينهم، هو نفسه، كما لو ربوا مع آبائهم البيولوجيين. كما أن متابعة التوائم المتماثلة، الذين فُصِل بعضهم عن بعض، فنشأوا في أماكن متباعدة ـ كشفت عن معدل الانتشار نفسه، الناجم عن تنشئتهم معاً. واستخلص من ذلك أهمية العامل الجيني في حدوث مرض الفصام. وكشفت فَنِّيات البيولوجيا الجزيئية، أنه متعدد الجينات(Polygenetic inheritance)، وأن أكثر من نصف الكروموسومات، ترتبط بالفصام، ولكن أكثرها ارتباطاً هو الذراع الطويل للكروموسومات 5 و11 و18والقصيرة لكروموسمي 19وX. إلا أن عدم تطابق معدل الحدوث بين التوائم المتماثلة، يشير إلى أهمية العوامل غير الجينية أيضاً.[/rtl]
[rtl]2. العوامل البيوكيماوية [/rtl]
[rtl]وتعد من أكثر العوامل المسببة للفصام حظاً، في الدراسات، التي تناولت أسباب الفصام. وتقسم إلى: [/rtl]
[rtl]أ. الناقلات العصبية. [/rtl]
[rtl]ب. الإنزيمات. [/rtl]
[rtl]ج. الأندورفين. [/rtl]
[rtl]د. البروستاجلاندين. [/rtl]
[rtl]هـ. الجلوتين. [/rtl]
[rtl]و. المناعة. [/rtl]
[rtl]ز. الفيروسات. [/rtl]
[rtl]ح. المهلوسات والمواد شاذة المثيل. [/rtl]
ط. الجلوتامات.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ʝǟƈӄ ʀǟռօʊƈɦǟ
ʝǟƈӄ ʀǟռօʊƈɦǟ


*¤®§(*§مراقبة §*)§®¤*

معلوماتاضافية
المشاركات : 2115
التقييم : 796
النقاط : 7665
العمر : 23
الجنس : انثى
الدولة : الجزائر
الهواية : المطالعة
المزاج : الجنون والمجنون 5810
الشلة : شلة الهبل
أوسمة منتدى منشدات : الجنون والمجنون Uoou-o30

الجنون والمجنون 1436548622073
الجنون والمجنون Jij345

الجنون والمجنون Empty
http://larra.forumalgerie.net/forum
مُساهمةموضوع: رد: الجنون والمجنون   الجنون والمجنون Emptyالأربعاء يونيو 15, 2016 2:15 pm

[rtl]أ. الناقلات العصبية [/rtl]
[rtl]أشارت الدراسات إلى أن ازدياد أو نقص ناقلات عصبية معينة أو تغيرها، في المستقبلات، قبل المشبكية (Presynaptic)، أو بعدها (Postsynaptic)، أو وجود داخلية مولدة للذهان، يعطي أعراض الفصام. وهذه الناقلات العصبية هي:[/rtl]
[rtl](1) ازدياد نشاط الدوبامين (Dopamine)، إما لازدياد إنتاجه، أو تراكمه، بسبب نقص الإنزيم المؤكسد للأمينات الأحادية، أو زيادة نشاط ثانوي لنقص مثبطات الجابا (GABA)، أو لازدياد حساسية المستقبلات بعد المشبكية، أو ازدياد تخلق مستقبلات دوبامينية.[/rtl]
[rtl](2) زيادة نشاط النورأدرينالين (Noradrenaline)، يسبب حساسية تجاه المثيرات الداخلة إلى المخ، مما يجعلها تبدو كأعراض ذهانية.[/rtl]
[rtl](3) نقص عصبونات الجابا(GABA-Neurons)، وهي أساسا مثبطة، خاصة في منطقة نواة (Accumbens)، مع ازدياد الدوبامين في المنطقة نفسها، كما لوحظ أن مضادّات الذهان، تزيد من نشاط الجابا؛ وأن الديازيبام (Diazepam)، الذي يعد ذا مفعول محبذ لنشاط الجابا، له  مفعول مضادّ للذهان، في بعض مرضى الفصام. ولكن بعض الباحثين، رأى أن نقص الجابا ثانوي، بالنسبة إلى الدوبامين والنورأدرينالين.[/rtl]
[rtl](4) نقص السيروتونين (Serotonin)، الدوبامين لوحظ أن مضادّات الذهان، تتحد بمستقبلات السيروتونين. ويقلّ مولد السيروتونين (التريبتوفان)، في حالات الفصام الحادّة، ويزداد مع التحسن الإكلينيكي. كما أن تعاطي الأمفيتامين، لمدة طويلة، يسبب نقص السيروتونين، وهذا يشير إلى أن لنقص السيروتونين دوراً في الفصام.[/rtl]
[rtl](5) زيادة الفينيل إيثيل أمين (Phenyl-ethylamine)، وهو ليس ناقل عصبي حقيقي؛ ولكنه يشبه الأمفيتامين، في تركيبه ومفعوله، إذا   وجد زائداً في البول والدم والسائل المخي الشوكي. ولوحظ أعلى تركيز له في الجهاز الطرفي الحشوي، خاصة في حالات الفصام البارانوي المزمن. ولكنه وجد زائداً أيضاً في مرض الهوس، مما يشير إلى أنه يسبب قابلية داخلية للذهان، أكثر من كونه عاملاً محدداً في مرض الفصام.[/rtl]
[rtl]ب. الإنزيمات [/rtl]
[rtl]لوحظت علاقة بين بعض الإنزيمات والأعراض الذهانية تتضح في: [/rtl]
[rtl](1) الإنزيم المؤكسد للأمينات الأحادية (MAO) : وهذا الإنزيم، يعد الطريق الأساسي لهدم الناقلات العصبية (خاصة النورأدرينالين والدوبامين والسيروتونين)، التي افترض أن لها  دوراً في إحداث الذهان؛ إذ إن نقص نشاط هذا الإنزيم، يسبب ازدياد الناقلات العصبية،  نسبتها أو ازدياد فاعليتها. ولما كان نشاط الإنزيم(MAO) في الصفائح الدموية نموذجاً لنشاطه في المخ، فإن نقصه فيها، لدى مرضى الفصام، بالمقارنة بالمجموعة الضابطة، عُدَّ دليلاً على ارتباطه بمرض الفصام. كما أنه لوحظ ارتباط بين انخفاض نشاط الإنزيم في الصفائح الدموية والهلاوس السمعية والضلالات والفصام الاضطهادي بصفة خاصة؛ ولكنه لوحظ في أمراض عقلية أخرى، منها الاضطراب ثنائي القطبية والكحولية.[/rtl]
[rtl](2) إنزيم الدوبامين بيتاهيدروكسيلاز (Dopamine Betahydroxylase) : وهو إنزيم يساعد على تحوّل الدوبامين إلى نورأدرينالين في الخلايا  النورأدرينالية. والعوامل التي تثبطه، تسبب تراكماً للدوبامين، الذي يزيد من الذهان، في مرض الفصام والهوس.[/rtl]
[rtl](3) إنزيم الكاتيكول أو ميثيل ترانزفراز(Catchol-O-methyl transferase): له دور مهم في تمثيل الكاتيكولامينات. واتهم بتورطه في إنتاج مواد شاذة المثيل. ولكن لا توجد أدلة ثابتة، تؤكد ازدياد هذا الإنزيم أو نقصه، في مرض الفصام. وافتُرض أن نقصه، يولّد عنه مواد، تشبه الهارمين (Harmine)، المحدثة للهلاوس، بدلاً من الميلاتونين (Melatonin)، ومن ثم تزيد الخلايا الصبغية في الجلد.[/rtl]
[rtl](4) إنزيم الكرياتين فوسفوكيناز: (Creatine phosphokinase): وجد زائداً لدى مرضى الفصام، ومرضى الذهان الوجداني، المتوفين حديثا في المستشفيات. كما لوحظ شذوذات، تشريحية وفسيولوجية، في نهايات الأعصاب الحركية للعضلات الإرادية، في بعض مرضى الذهان. وقد يكون هذا ناتجاً من شذوذ الناقلات العصبية المركزية، أو عدوى فيروسية.[/rtl]
[rtl]ج. الأندورفين (Endorphins) [/rtl]
[rtl]وهي مجموعة من البيبتيدات (Peptides)، التي تشبه الأفيون، وتوجد طبيعياً في المخ. إذ تعرف  بعض الدراسات نوعاً من الأندورفينات (جاما)، لها نشاط يشبه مضادّات الذهان؛ وعلاج بعض مرضى الفصام بها، أعطى بعض التحسن. ومن المحتمل، أن يكون لمستقبلات الأفيون دور في تنظيم تخليق الدوبامين والسيروتونين وإفرازهما، إلا أن الأدلة على دور الأندورفينات، في مرضى الفصام، ما زالت غير كافية.[/rtl]
[rtl]د. البروستاجلاندين (Prostaglandines) [/rtl]
[rtl]وهي مجموعات الأحماض الدهنية الضرورية، ومن بينها بروستاجلاندين (E)، الذي يقلل إفراز الكاتيكولامين. ولوحظ أن مضادّات الذهان، تثبط إفراز البروستاجلاندين، بينما تزيد الكاتيكولامينات من إفرازه. ولكن مضادّاته، ليس لها تأثير في أعراض الفصام، كما لوحظ أن البروستاجلاندين (E)، هو مثبط، في حالة نقص الأحماض الدهنية الضرورية، خاصة حمض اللينوليك؛ وأن تحسناً في بعض مرضى الاضطراب فصامي الشكل، نتج من العلاج بزيت بذور الكتان، التي يزيد فيها أحماض اللينوليك واللينولينك.[/rtl]
[rtl]هـ. الجلوتين (Glutin) [/rtl]
[rtl]وهو مادة بروتينية، توجد في دقيق القمح، وعُدَّت عاملاً مسبباً للفصام. إذ لوحظ أن هذا المرض، قد ازداد باستهلاك القمح، في الحرب العالمية الثانية، وازدياد معدل حدوث مرض السلياك (Celiac) بين مرضى الفصام. كما لوحظ ازدياد معدل حدوث الذهان، بين مرضى السلياك. وطرأ تحسّن على مرضى الفصام، الذين خلا غذاؤهم من الجلوتين واللبن، بحسب دراسة منهجية؛ ولكن الدراسات الأخرى، لم تؤكد ذلك. [/rtl]
[rtl]و. المناعة [/rtl]
[rtl]اقترح أن يعد الفصام أحد أمراض المناعة الذاتية (autoimmune)، الناشئة عن وجود أجسام مضادّة في دم الفصاميين، وكأن المستضد (antigen) هو أنسجة المخ. وينتج من ذلك نفاذية الجدار الخلوي، أو تحطيم الخلية، أو وجود مستعمرات من الخلايا اللمفية (Lymphatic cells) ، الشديدة الحساسية. إذ لوحظ أن معدل الأجسام المضادّة للدماغ، بين الأسوياء، وهو (3.5%) بينما يصل إلى (20.6%)، بين أقارب الفصاميين من الدرجة الأولى.[/rtl]
[rtl]ز. الفيروسات (Viruses) [/rtl]
[rtl]افتُرض أن مرض الفصام، ينشأ عن عدوى فيروسية، بطيئة المفعول، في أشخاص مهيئين جينيا. وبُرهن على ذلك بوجود أجسام مضادّة للفيروس، وجدت في الدماغ والسائل الشوكي المخي لبعض مرضى الفصام. كما أن التهاب المخ بفيروس الهربس (Herpes Simplex)، يسبب لزمة مرَضية، تشبه الفصام. [/rtl]
[rtl]ح. المهلوسات والمواد شاذّة المثيل [/rtl]
[rtl]لوحظ أن المسكالين (Mescaline)، الذي هو مادة محدثة للهلاوس، يشبه، في تركيبه، شكلاً مثيلياً من النورأدرينالين. وهذا أدى إلى اقتراح أن مواد شاذة المثيل، تنتج داخلياً، وتعد مواد مهلوسة. كما أن إعطاء مادة مطلقة لمجموعة الميثيل، مثل المثيونين أو البيتان (Betaine) ، يسبب تفاقم أعراض الفصام. إلا أن تتبع هذه المركبات، لم يؤكد الاختلاف في كميتها المثيلية، بين الفصاميين والأسوياء. [/rtl]
[rtl]ز. الجلوتامات (Glutamate) [/rtl]
[rtl]هو حمض أميني، وناقل عصبي منشط. قررت بعض الدراسات أن له دوراً في الأسُس البيولوجية للفصام. [/rtl]
[rtl]3. العوامل النيوروفسيولوجية (Neurophysiological) [/rtl]
[rtl]لقد أوحى التشابه في الأعراض، بين بعض آفات الدماغ البؤرية والفصام، بافتراض أن الفصام آفة في الدماغ. وأكد ذلك بوجود شذوذات في تخطيط الدماغ (EEG)، لدى مرضى الفصام، أكثر منها لدى عامة الناس. وكشف تحليل موجات التخطيط الكهربائي للدماغ، باستخدام الكومبيوتر، عن زيادة في موجات دلتا البطيئة، وموجات بيتا السريعة، مع نقص في موجات الألفا. ولوحظ أن هذا التغير يشبه ما يحدث للبالغين، عند تعاطيهم عقار (ال - إس - دي) (LSD) المحدث للهلاوس. كما لوحظ أن هذا النمط من زيادة موجات البيتا، ونقص موجات الألفا، يحدث في المجموعة الضابطة من الأسوياء، عند الإثارة الحسية، أو عند تنفيذ مهام عقلية. وذلك يشير إلى أن الفصاميين يكونون في حالة مزمنة من إزدياد اليقظة، التي قد تعني نقص ترشيح المداخل الحسية وتكاملها.[/rtl]
[rtl]أمّا طريقة رسم خريطة للنشاط الكهربائي للمخ (Brain Mapping)، التي تظهر خرائط ملونة من تخطيط الدماغ مع بيانات الجهد الكهربي المستثار(Evoked Potential)، فقد كشفت عن زيادة على الجانبَين، من نشاط دلتا، خاصة في المناطق الجبهية، وزيادة نشاط بيتا، خاصة في المنطقة الصدغية الجدارية اليسرى، في مرضى الفصام، المقارنة بالمجموعة الضابطة من الأسوياء.[/rtl]
[rtl]ونظراً  إلى ارتباط الجهاز الطرفي (Limbic System)، بالانفعالات، افتُرض أنه يتأثر بالفصام. كما بنيت مشاهدات الفحص، بعد الوفاة، لمرضى الفصام، نقصاً في حجم اللوزة والحصين والبروز المتاخم له (Amygdala, Hippocampus, Parahippocampal Gyrus) ؛ وتأيدت هذه المشاهدات بالرنين المغناطيسي (MRI) للفصاميين الأحياء.[/rtl]
[rtl]ومن المحتمل أن تكون النوى القاعدية (Basal Ganglia) مصابة لدى مرضى الفصام وذلك للملاحظات الآتية:[/rtl]
[rtl]أ. غرابة حركات، ومشي، وحركات وجه مريض الفصام. [/rtl]
[rtl]ب. تشابه اضطراب الحركة الملاحظ في مرضى الفصام مع اضطراب الحركة المصاحب لمرض  هنتنجتون Huntington's، وهو مرض يصيب النوى القاعدية. [/rtl]
[rtl]ج. كشفت بعض الدراسات عن نقص في حجم النوى القاعدية خاصة (Globus Pallidus & Substantia Nigra) وزيادة عدد مستقبلات (D2)، في (Caudate & Putamen)، لدى مرضى الفصام، إلا أنه لم يعرف ما إذا كانت زيادة تلك المستقبلات ثانوية لمضادّات الذهان، أم لا. وحالياً، يدرس دور السيروتوتين في النوى القاعدية، في مضادات الذهان غير النمطية، والمفيدة في أعراض الذهان، مثل (Clozapine, Resperidone). [/rtl]
[rtl]4. العوامل النيوروباثولوجية (Neuropathological) [/rtl]
[rtl]كشفت الدراسات (بحقن الهواء في الدماغ، أو بتصوير الدماغ المقطعي، باستخدام الكومبيوتر -CAT) عن ضمور في الدماغ، يؤدي إلى اتساع بُطيناته، خاصة البطين الثالث. ولوحظ أن هناك ارتباطاً بين اتساع البُطينات والأعراض المزمنة لمرضى الفصام، والتي لا تتحسن بالعلاج؛ وأن بطينات الدماغ، تكون طبيعية، في الحالات الحادة من الفصام، وهي التي تتحسن بالعلاج. ولوحظ عديد من الشذوذات العصبية الطفيفة، غير محددة الموضع، في (60 - 70%) من مرضى الفصام، ينتج منها علامات عصبية دقيقة (Fine Neurological Sign)، مثل قصور في التعرف اللمسي (Tactile Identification) والتحكم الحركي، والاتزان والمشية أوالرعشة؛ ووجدت علاقة بين هذه العلامات واضطراب التفكير.[/rtl]
[rtl]ومن بين الملاحظات النيوروباثولوجية، اتساع أخاديد قشرة المخ (Cortical Sulci)، الذي يوحي بضمور القشرة المخية (Cortical Cerebral Atrophy)، الذي لوحظ في بعض مرضى صغار السن، وفي بدايات المرض، مما يؤكد أنه ليس ثانوياً للعقاقير التي أعطيت. ووجدت علاقة موجبة بين كلٍّ من اتساع البُطينات وضمور قشرة المخ، وبين العلامات العصبية الدقيقة، وضعف الشخصية قبل المرض، والأعراض الفصامية السالبة. واستجابة هؤلاء المرضى لمضادات الذهان ضئيلة جداً، ومصيرهم عدم التحسن.[/rtl]
[rtl]ولاحظت الدراسات المجهرية زيادة التليف في الخلايا العصبية (Gliosis)، في منطقتَي الدماغ، الأوسط (Midbrain) وتحت المهاد (Hypothalamus)، بنسبة تصل إلى (70%) من الفصاميين المزمنين، الذين تبرز في صورهم الإكلينيكية الأعراض السالبة، (عادة، ينجم التليف عن استجابة لتلف عصبوني)، ويحدث بكثرة في المناطق القاعدية الجبهية من الدماغ. وهي متفقة مع ملاحظة اتساع البُطينات في نسبة معينة من مرضى الفصام. وهذا التلف العصبوني، يؤكد القول أن الفصام ناتج من عدوى فيروسية، في بعض أنواعه.[/rtl]
[rtl]وهذه المشاهدات، تؤكد مفهوم أن الفصام، في بعض أنواعه، يعد مرضاً في الدماغ، خاصة تلك الأنواع التي لها أعراض سالبة، واستجابة ضئيلة للعلاج. ومصيره عدم التحسن. [/rtl]
[rtl]5. العوامل النفسية [/rtl]
[rtl]ويمكن  تلخيصها في ما يلي: [/rtl]
[rtl]أ. نقص ترشيح المثيرات الحسية : يصف بعض الفصاميين خبرة ذاتية، مكتسبة من تغير الإدراك؛ إذ يواجهون  بفيض من المثيرات، في الحالات الحادّة، تسبب تشتتهم. ويفسر الانسحاب والتصلب الكتاتوني (Catatonic Rigidity)، أنهما  محاولتان لتقليل فيض المثيرات. كما تفسر الضلالات، أنها إعادة لتنظيم هذه المثيرات المضللة، التي لا يمكن فهْمها في ضوء العلاقة بالواقع. ومن ثَم، استنتج أنه لدى الفصاميين نقص في ترشيح المثيرات الحسية، أو اختلال وظيفة المداخل الحسية؛ مما يسبب حملاً زائداً من المثيرات، ينشأ عنه ازدياد اليقظة.[/rtl]
[rtl]ب. الصراع (Conflict): أكد (فرويد) أن الذهان، يشبه العصاب في وجود الصراع اللاشعوري؛ ولكن فيه انهيار الدفاعات (Defences) في مواجهة النزعات (instincts). وينكص الفصامي (Regression) إلى مراحل مبكرة من النمو النفسي. [/rtl]
[rtl]ج. ضعف الأنا (Ego): وقد يكون فطرياً أو مكتسباً، نتيجة لنقص الأمومة. وينشأ عنه نقص التمييز بين النفس والموضوع، ونقص تناغم الوظائف النفسية وتكاملها، وبدائية الدفاعات والصراع المتولد حول العدوان؛ مما يؤدي إلى نقص المقاومة لكل أنواع الضغوط، وفقْد العلاقة بالواقع. [/rtl]
[rtl]د. اضطراب العلاقة بالآخرين: ويعود إلى مراحل نمو الطفل الأولى، التي تتسم بانعدام الثقة بالآخرين، والحساسية الشديدة تجاه رفضهم إياه؛ الأمر الذي يجعله هشاً يميل إلى الانسحاب والذاتوية، كحيل للمحافظة على أمانه الداخلي، وتقديره لذاته، وتجنّبه القلق. وهذا يفصله عن الواقع أكثر، ويزيد من رفض الآخرين   إياه، فيزداد إحباطه، أكثر ويتهدد تقديره لذاته أكثر. [/rtl]
[rtl]هـ. اختلال العلاقة الباكرة بالموضوع : رأت (ميلاني كلاين)، أن الأشهر الأولى من حياة الطفل، وما ينشأ خلالها من مشاعر، موجبة أو سالبة، تجاه النفس والآخرين ـ هي أساس الموقف البارانوي الفصامي، وتكوين دفاعات مرَضية تظل إلى الحياة البالغة. بينما ركز (فيربيرن) في انشقاقات الأنا (Ego Dissociations)، التي تتداخل مع وظائفه التكيفية وتكامله واختباره للواقع. وهذه، مع العلاقات غير الناضجة للموضوع، تمنع الانتقال من الاعتمادية الفمية إلى الاعتمادية الناضجة، المبنية على التمييز بين النفس والآخر. وأكد (وينكوت)، أن تكامل الأنا المنفصل، يتبلور في إحساس ثابت بالنفس؛ وأن الأم الطيبة تنمي نفساً حقيقية، بينما تنمي الأم غير الطيبة نفساً زائفة، تتحطم في الذهان. [/rtl]
[rtl]6. العوامل البيئية [/rtl]
[rtl]وتتمثل في التفاعل الأُسري، وعلاقة الوالدَين بالطفل: [/rtl]
[rtl]أ. الرابطة المزدوجة في التعامل مع الأطفال: تتمثل في أن يصدر أحد الوالدَين أمراً إلى الطفل، ويقصد عكسه، فيَصِل  الأمران معاً (افعل ولا تفعل) إلى إدراك الطفل، فيربكه، خاصة إذا عوقب على أي منهما (الفعل أو عدم   الفعل). وهذا يعكس عدم وضوح التفكير المنقول إليه من العالم الخارجي. وهذه النظرية وضعها  (باترسون)، عام 1956.[/rtl]
[rtl]ب. سيطرة أحد الوالدَين، وانعزال الآخر وضعفه: وهذا هو مفهوم (Skew) ، مع الطلاق العاطفي بين الوالدين، وهذا هو مفهوم (Schism)؛ الأمر الذي ينشأ عنه تشوّه في هوية الأطفال، مما يهيئهم لمرض الفصام. وهذه نظرية  (ليدز)، عام 1965.[/rtl]
[rtl]ج. التفكير المختل في عائلات الفصاميين وهو مع التهيئة الوراثية، يؤديان معا دوراً مشتركاً في إحداث الفصام. إذ لوحظ اضطراب التفكير في (45%) من آباء الفصاميين، المقارنة بنسة (19%) من آباء غير  الفصاميين. ويشبه هذا بوضع برامج خاطئة (مختلة) في كومبيوتر، هو أصلا معيب. وهذه نظرية  (واين وسنجر).[/rtl]
[rtl]د. التعرض لكرب (Stress) : إدراك الشخص لموقف الكرب، واستشعاره الخطر المصاحب بإفراز وفرة من الأدرينالين، يحدثان خطأ بيوكيماوياً، ينتج مواد سامة، مولدة للذهان. وهذا يزيد من الشعور بالكرب، وما يتبعه من استشعار الخطر فازدياد الخطأ البيوكيماوي. ويظل الفصامي في دائرة مفرغة من الكرب والمرض. [/rtl]
[rtl]علاج جنون الفصام [/rtl]
[rtl]          نظراً إلى أن مرض الفصام، يعد، في نسبة كبيرة منه، مرضاً مزمناً؛ إذ يمثل (50-70%) من المرضى، الذين تطول إقامتهم بالمستشفيات العقلية. وغالباً، لا يعود الشخص إلى سابق عهده، من الإنجاز والأداء الوظيفي؛ مما يجعل مبدأ (الوقاية خير من العلاج) مهماً جداً، إضافة إلى علاج الحالات المرَضية ما أمكن ذلك. [/rtl]
[rtl]1. العلاج الوقائي: دون زواج الفصامي، ما أمكن. كان لا بدّ منه، فلتكن زوجته غير فصامية، وألاّ ينجب إلاّ طفلاً واحداً؛ لأن التهيئة الوراثية للمرض، تنتقل إلى الأبناء، بنسبة (15%-40%). كما ينصح بعدم الزواج من أقاربه. [/rtl]
[rtl]2. العلاج للحالات المرَضية: إن الاختلال، الذي يصيب العديد من الوظائف النفسية، في مرض الفصام، يتطلب عدة مداخل علاجية، تسهم معاً في الأخذ بيد المريض إلى الشفاء أو التحسن. وهذه المداخل هي: [/rtl]
[rtl]أ. العلاج الكيمياوي: ويشمل، حالياً، العلاج بمضادّات الذهان(Antipsychotics)  (أو مضادّات الفصام) أساساً، وهي مجموعة المطمئنات العظمى (Major Tranquilizers) ، ومن أمثلتها عقار (الترايفلوبرازين) (Trifluperazine)، الذي يعرف، تجارياً باسم الستلازين أو استلازيل (Stellasil)، وعقار الهالوبيريدول (Halloperidol) الذي يعرف تجاريا باسم السافيناز أو السريناز (Serenace).[/rtl]
[rtl]وهناك مضـادّات الذهان غير النمطية : مثل رسبريدون  (Resperidone) ، الذي يعمل كمضادّ لنشاط السيروتونين والدوبامين معاً، ويخفف الأعراض، السالبة والموجبة. ولوحظ أيضاً، أن إعطاء مضادّات الذهان غير النمطية، ذو تأثير ملحوظ في نشاط السيروتونين؛ إذ إنها تضادّ مفعوله، عند مستقبلاته، وتقلل الأعراض الذهانية، مثل (Clozapine, Resperidone, Ritanserin).  وقد أشارت بعض الدراسات، إلى أنه كما يتورط السيروتونين في اضطرابات الوجدان، في إحداث السلوك الانتحاري والاندفاعي، فإنه أيضاً متورط في الفصام حيث تلاحظ السلوكيات نفسها.[/rtl]
[rtl]مضادات التشنج: التي لوحظ أنها تقلل من نوبات العنف، في بعض مرضى الفصام؛ ولكنها لا تعالج الأعراض الذهانية. [/rtl]
[rtl]العلاج بالنوبات المحدثة كهربائياً: ويستخدم في بداية الفصام، أو في الحالات الحادّة، أو المصاحبة بأعراض تصلبية (كتاتونية)، أو في حالات الخمول والتبلّد، أو حالات الفصام، المصاحبة بأعراض اضطراب وجداني. وأحياناً، يكون مبرر إعطائه، هو تقليل جرعة مضادّات الذهان، اللازمة للسيطرة على الأعراض الذهانية. [/rtl]
[rtl]ب. العلاج النفسي[/rtl]
[rtl](1) العلاج النفسي الفردي[/rtl]
[rtl]ويهدف إلى تدعيم المريض، من خلال العلاقة العلاجية، التي قد يصعب تكوينها، بسبب شكه  وقلقه وعدم راحته للألفة الحميمة، وخوفه من نزعاته التدميرية. ولكي يتغلب المعالج على ذلك، يجب أن يكون نشيطاً، مهتما، وصادقاً، ومتعاطفاً. والفهم الدينامي، يمكن أن يقلل من قلق المريض، ويجعله يتخلص من ضلالاته، ويشجعه على التعامل مع الحياة الواقعية من حوله. ويمكن أن يعمل المعالج كأنا مساعد (Auxiliary Ego) للمريض، بهدف مساعدة المريض على تعرّف الحياة الواقعية والمشاكل اليومية والتعامل معها.[/rtl]
[rtl]ونادراً ما يمكن عمل علاج نفسي عميق، في حالات الفصام، لأنه يستلزم مريضاً مناسباً؛ إذ إنه يعتمد على قوة الأنا لدى المريض، إلى الحد الذي يمكّنه من تحمّل انفعالاته العنيفة، والتحكم في نزعاته، والتمييز بين نواحي الطرح في العلاقة العلاجية. فمن خلال الفهْم التدريجي لأعراضه الذهانية ومعناها، ومواجهة مخاوفه وصراعاته تجاه الجنس، والعدوان، وتحمّل صراعاته، الداخلية والخارجية، من دون نكوص لدفاعات ذهانية ـ يحقق إحساساً ثابتاً بالنفس، وقدرة على التآلف والتوافق النفسي، بحل الصراعات النفسية (أو قبولها)، وتقبّل العالَم، والتكيّف معه. [/rtl]
[rtl]وتعد العلاقة العلاجية النفسية، هي المدخل إلى كل الطرائق العلاجية المختلفة، سواء كانت جسمانية أو اجتماعية أو نفسية. [/rtl]
[rtl](2) العلاج النفسي الجماعي [/rtl]
[rtl]ويتحقق بوضع المريض ضمن مجموعة من المرضى، في وجود المعالج ومساعده، حيث تنمى المهارات الاجتماعية والتفاعل مع الآخرين، مع إعطاء التدعيم والمساندة من المجموعة للمريض. وقد يأخذ صورة ممارسة أنشطة جماعية. [/rtl]
[rtl](3) الجو العلاجي [/rtl]
[rtl]يوضع المريض في جو علاجي مُعَدّ مسبقاً، بواسطة فريق العلاج الذي يستطيع، من خلال المشاركة المبدئية، مساعدة المريض على ضبط نزعاته، واختبار الواقع، وتقليل القلق والإثارة البيئية، مع  مساعدته على العناية بنظافته ورعاية نفسه. كما يشجع الفريق العلاجي المريض على الاندماج في المجموعة والتفاعل مع المرضى الآخرين، مع السماح ببعض الخصوصيات للمريض. [/rtl]
[rtl]ج. العلاج الاجتماعي [/rtl]
[rtl]ويشمل جانبَي الأُسرة والعمل. [/rtl]
[rtl](1) علاج الأُسرة [/rtl]
[rtl]ويكون بشرح حالة المريض للأُسرة، ومساعدتها على تقّبل مشاكله. وقد يلزم إجراء بعض التغيير في سلوكياتها وتقليل الانتكاس لحالة المريض؛ إذ إن لوحظ أن العداء، وكثرة الانتقاد الموجه إلى  لمريض، أو الانغماس معه في أعراضه الذهانية، تزيد من معدل انتكاسه وهذه المؤشرات الثلاثة (العداء والانتقاد والانغماس)، تصف الجو الانفعالي في الأُسرة، والذي كلما ازداد، كان سبباً لانتكاس المريض. [/rtl]
[rtl](2) العلاج المهني [/rtl]
[rtl]ويتمثل في استمرار المريض في عمله، ما أمكن؛ أو إيجاد عمل مناسب له، إذا أصبح غير قادر على أداء وظيفته السابقة. وقد يكون ذلك داخل المستشفى، بعد تحسّنه كعلاج بالعمل؛ ولكن يفضَّل إخراجه،  وإلحاقه بعمل مناسب. [/rtl]
[rtl]مكان العلاج [/rtl]
[rtl]          أما مكان العلاج، فهل يكون داخل المستشفى أو خارجه؟ وما هي دواعي إدخال المريض الفصامي مستشفى أمراض عقلية؟ يلاحظ أن أُسرة المريض، خاصة في المجتمع المترابط، هي الأكثر حرصاً عليه وعلى رعايته، وحسب توجيهات الطبيب المعالج. ولذا، يفضَّل علاج المريض ضمن أُسرته، لربطه بالواقع، وعدم عزله عن حياته العادية، خاصة إذا كان جو الأسرة الانفعالي مناسباً، وضغوطها النفسية ضئيلة. ولكنْ، هناك دواعٍ لإدخال المريض المستشفى، وهي: [/rtl]

  1. ملاحظة المرض وتشخيصه، وإجراء الاستقصاءات، النفسية والاجتماعية والجسمانية، اللازمة.
  2. حماية المريض أو المحيطين به من نزعاته العدوانية التي لا يمكن ضبطها خارج المستشفى.
  3. إبعاده عن الضغوط، الأُسرية أو البيئية، التي قد تسهم في تدهور حالته.
  4. رفض المريض العلاج، وعدم استطاعة الأهل تنفيذ البرنامج العلاجي.

[rtl]استمرارية العلاج [/rtl]
          في حالة تحسّن مريض الفصام، تقلّل الجرعة إلى النصف أو الثلثَين من الجرعة المعطاة في المرحلة الناشطة. ويراعى أن يستمر علاج الفصام لمدة عام، من تحسّن المريض وخروجه من المستشفى، مع متابعته وتقييمه، في نهاية هذه المدة، وتقليل الجرعة، أو إيقاف العقاقير. ويفضَّل أن يكون ذلك بمضادات الذهان طويلة المفعول، التي تعطى حقناً في العضل.



[1]        الضلال المتحوصل: هو الضلال الذي استطاع المريض أن يغلقه بداخله ويعزله عن تصرفاته وسلوكه.
[2]        اختلال الإنِّية: يشعر فيها الشخص أنه ليس هو أو كأنه في حلم أو كأنه ينظر إلى نفسه من بعيد.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ʝǟƈӄ ʀǟռօʊƈɦǟ
ʝǟƈӄ ʀǟռօʊƈɦǟ


*¤®§(*§مراقبة §*)§®¤*

معلوماتاضافية
المشاركات : 2115
التقييم : 796
النقاط : 7665
العمر : 23
الجنس : انثى
الدولة : الجزائر
الهواية : المطالعة
المزاج : الجنون والمجنون 5810
الشلة : شلة الهبل
أوسمة منتدى منشدات : الجنون والمجنون Uoou-o30

الجنون والمجنون 1436548622073
الجنون والمجنون Jij345

الجنون والمجنون Empty
http://larra.forumalgerie.net/forum
مُساهمةموضوع: رد: الجنون والمجنون   الجنون والمجنون Emptyالأربعاء يونيو 15, 2016 2:16 pm

[rtl]سادساً: جنون الاكتئاب الجسيم، المصاحب بأعراض ذهانية (Major Depression with Psychotic Symptoms) [/rtl]
يُعَدّ الاكتئاب، عندما تصاحبه أعراض ذهانية، أحد أنواع الجنون.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ʝǟƈӄ ʀǟռօʊƈɦǟ
ʝǟƈӄ ʀǟռօʊƈɦǟ


*¤®§(*§مراقبة §*)§®¤*

معلوماتاضافية
المشاركات : 2115
التقييم : 796
النقاط : 7665
العمر : 23
الجنس : انثى
الدولة : الجزائر
الهواية : المطالعة
المزاج : الجنون والمجنون 5810
الشلة : شلة الهبل
أوسمة منتدى منشدات : الجنون والمجنون Uoou-o30

الجنون والمجنون 1436548622073
الجنون والمجنون Jij345

الجنون والمجنون Empty
http://larra.forumalgerie.net/forum
مُساهمةموضوع: رد: الجنون والمجنون   الجنون والمجنون Emptyالأربعاء يونيو 15, 2016 2:16 pm

ابعاً. جنون الهوس (الاضطراب ثنائي القطب). (Manic episode)
[rtl]ويتميز بالمرح المرَضي، والسرور الوجداني (أو الاستثارة) (Irritablity) الذين يسودان خلال فترة محددة، مع أعراض مصاحبة. ويكون الاضطراب شديداً إلى درجة ينتج منه اختلال أداء الشخص لوظيفته، المهنية والاجتماعية، أو يلزم إدخاله مستشفى، لمنعه من إيذاء نفسه والآخرين.[/rtl]
[rtl]وتشمل الأعراض المصاحبة، تضخّم الذات (Inflated Self Steem)، أو الشعور بالعظمة (التي قد تصل إلى درجة الضلال)، ونقص الحاجة إلى النوم، وزيادة الكلام، وضغط الأفكار وكثرتها وتطايرها (Flight Ideas)، والتشتت، وازدياد الاندماج في الأنشطة الموجهة إلى هدف، وازدياد النشاط الحركي، والإغراق في الأنشطة الترفيهية. المرحة، والتي غالباً ما تكون نتائجها مؤلمة، ولا يدرك تلك العواقب إدراكاً تاماً؛ وذلك من دون سبب عضوي، وليس طارئاً على اضطراب ذهاني آخر.[/rtl]
[rtl]والوجدان المرح، قد يوصف كسرور وانشراح زائد (Euphoria, Elation, Exaltation) على الطبيعي، ومُعدي (Infectious Mood)، للملاحظ غير المندمج (أي يجعله مسروراً). ولكنه يوصف من قبل من يعرفون الشخص جيداً، بأنه زائد على الحد. وقد يتسع الوجدان، فيتحمس الشخص للتفاعل مع الناس، من دون انتقاء. وقد تكون الاستثارة، هي العرض المسيطر، فتسهل، استثارة المريض، لأتفه الأسباب. [/rtl]
[rtl]أما تضخم الذات، فيراوح بين الثقة بالنفس، التي لا تتحمل النقد، والشعور بالعظمة، الذي قد يصل إلى درجة الضلال، التي تجعل صاحبها على إعطاء النصح للآخرين، في أشياء لا يعرف عنها شيئاً (مثل كيف تحل مشاكل العالم الاقتصادية)؛ وعلى الرغم من نقص الموهبة والمعرفة، فإنه قد يبدأ كتابة قصة، أو تلحين موسيقى، أو البحث عن الشهرة ببعض المخترعات. وقد تشمل ضلالات العظمة علاقة خاصة بالله أو بشخص معروف، سياسياً أو دينياً. [/rtl]
[rtl]وتقل الحاجة إلى النوم إلى حدٍّ كبير؛ إذ يستيقظ قبل موعده بساعات، مكتمل الطاقة. وقد يظل بلا نوم عدة أيام، من دون أن يشعر بتعب. [/rtl]
[rtl]أما الكلام، في حالة الهوس، فيكون، عادة بصوت مرتفع، وسريع، ويصعب مقاطعته، وغالباً ما يملأ بالنكات والقفشات والتلاعب بالألفاظ. والإضحاك غير المناسب، قد يصبح مسرحياً، بأسلوب تمثيلي، مع الغناء، ويهتم بإيقاع الألفاظ أكثر من معانيها؛ والرابطة بين الأفكار رابطة شكلية في إيقاع الألفاظ فقط، مع تطاير الأفكار، مما يجعل الكلام غير متسق. وإذا كان وجدان الشخص مستثاراً أكثر من مرحه، فإن كلامه يتميز بالشكوى والتعليقات العدائية والتهديدات الغاضبة. والتشتت يدل عليه سرعة التحول في الكلام والنشاط، كنتيجة الاستجابة للمثيرات الخارجية المختلفة، غير المرابطة، مثل الضوضاء المحيطة، أو الصور على الحوائط. [/rtl]
[rtl]ويشمل ازدياد النشاط عديداً من الخطط، والمشاركة في أنشطة عديدة (مثل الجنسية والوظيفية والسياسية والدينية). وتزداد اجتماعيته، فينشئ علاقات جديدة، ويتصل بأصدقائه في كل ساعات الليل دون أن يعي أنه يقحم نفسه عليهم، وذلك لاختلال حكمه على الأمور. إضافة إلى تصرفات حمقاء، وسلوك جنسي غير معتاد، وارتداء ملابس غير مألوفة، ذات ألوان زاهية، ووضع مساحيق التجميل بصورة مفرطة (في حالات الإناث). كما يوزع ما يملكه من طعام أو نقود، على العابرين الغرباء، فيما يسمى بالسلوك الممتد. [/rtl]
[rtl]والأعراض المصاحبة، تشمل عدم الاستبصار بمرضه، ورفض العلاج، مع هلاوس واضحة المحتوى، المتوافق مع الوجدان السائد، عادة، وضلالات، وقد تكون هناك هلاوس ذات محتوى اضطهادي، ومبنية على فكرة أن الشخص مضطهد، بسبب وضعه المميز وعلاقاته الخاصة، ونادرا ما يكون محتوى الضلالات والهلاوس غير متوافق مع الوجدان السائد. وقد توجد أعراض كتاتونية (Catatonic)، أو ذهول (Stupor)، أو بكم، أو سلبية الحركة.[/rtl]
[rtl]وفي حالة نوبة الهوس الخفيف (Hypomania)، تكون الأعراض متشابهة؛ ولكن شدتها أقل كثيراً، ولا تصاحبها ضلالات.[/rtl]
[rtl]البداية والمسار والمآل، في جنون الهوس [/rtl]
[rtl]عادة تبدأ نوبات الهوس، في بداية العشرينيات؛ وإن كان هناك حالات، تظهر بعد سن الخمسين. وتكون البداية فجائية، وسرعان ما تشتد الأعراض، وتصبح خطيرة، وتظل من أيام إلى شهور، وتنتهي فجأة، وأثناء اشتداد الأعراض، يحتاج إلى حمايته من الإضرار بنفسه وبمن حوله لسوء حكمه على الأمور، وكثرة حركته. وهذا ما يستدعي حجزه، إجباراً في مستشفى. ومن أهم مضاعفات نوبة الهوس، هو إدمان المواد المخدرة، وما ينتج من ذلك من أضرار. [/rtl]
[rtl]علاج نوبات جنون الهوس [/rtl]
[rtl]أ. التهدئة للمريض بمضادّات الذهان، أو جلسات العلاج بالكهرباء. [/rtl]
[rtl]ب. العلاج بأملاح الليثيوم، التي ثبت فاعليتها في علاج حالات الهوس. ويلزم أن تستمر مضادّات الذهان، لمدة أسبوع، مع أملاح الليثيوم (لأن الليثيوم لا يعطي تأثيره في الجهاز العصبي، قبل خمسة أيام). [/rtl]
[rtl]ج. مضادّات التشنجات، إذ لوحظ أن استعمالها، يفيد في علاج حالات الهوس والاضطراب ثنائي القطب، مثل الكاربامازبين (Carbamazepine) والفالبروات (Valbroate). [/rtl]
[rtl]د. العلاج النفسي.[/rtl]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ʝǟƈӄ ʀǟռօʊƈɦǟ
ʝǟƈӄ ʀǟռօʊƈɦǟ


*¤®§(*§مراقبة §*)§®¤*

معلوماتاضافية
المشاركات : 2115
التقييم : 796
النقاط : 7665
العمر : 23
الجنس : انثى
الدولة : الجزائر
الهواية : المطالعة
المزاج : الجنون والمجنون 5810
الشلة : شلة الهبل
أوسمة منتدى منشدات : الجنون والمجنون Uoou-o30

الجنون والمجنون 1436548622073
الجنون والمجنون Jij345

الجنون والمجنون Empty
http://larra.forumalgerie.net/forum
مُساهمةموضوع: رد: الجنون والمجنون   الجنون والمجنون Emptyالأربعاء يونيو 15, 2016 2:16 pm

[rtl]ثامناً. جنون الاضطرابات مشوهة النمو (Pervasive Developmental Disorders) [/rtl]
[rtl]ويحدث هذا النوع من الجنون للأطفال. ويتميز بإعاقة كيفية، في نمو التفاعل الاجتماعي، ومهارات التواصل، اللفظي وغير اللفظي، والأنشطة التخيلية؛ إما لأنها لم تنمُ إلى درجة مناسبة، أو لأنها فقدت في الطفولة المبكرة. وبوجه عام تؤثر هذه الاضطرابات في مجالات عديدة من النمو تظهر في المراحل المبكرة وتسبب إعاقة ثابتة، حيث يوجد قصور ملحوظ في مدى الأنشطة والاهتمامات، التي كثيراً ما تكرر بشكل آلي؛ والتعبير عن هذه الإعاقات وشدتها، يختلف من طفل إلى آخر. [/rtl]
[rtl]وهذا النوع من الجنون، كثيراً ما يرتبط بحالات أخرى، من تشوهات النمو أو تأخره، خاصة في الذكاء، فكثيرا ما يصاحبها التخلف العقلي. [/rtl]
[rtl]ولقد استخدمت تسميات عديدة، في وصف هذه الاضطرابات، منها : النمو الشاذ، والذهان الكفلي (التكافلي) (Symbiotic) وذهان (جنون) الطفولة، وفصام الطفولة.  ولقد أشارت دراسات باكرة، إلى أن هذه الاضطرابات، ترتبط بالذهان لدى البالغين. إلا أن دراسات قيمة، أجريت، حديثاً، نفت هذه العلاقة. ولهذا السبب، ولصعوبة تقدير ذهان الطفولة، فإن مصطلح الذهان، لا يستخدم، هنا، في وصف هذه المجموعة من الاضطرابات. أما تشوّه النمو فتصف بدقة أكثر طبيعة هذه الاضطرابات من وجهة النظر الإكلينيكية والذي تتأثر فيه عديداً من المجالات الأساسية في النمو النفسي في وقت واحد وبدرجة شديدة. يشمل هذا اضطراب الذَّاتَويَّة واضطراب رت (Rett's Disorder)، والاضطراب المفكك للقدرات العقلية في الطفولة، واضطراب أسبرجر(Asperger's Disorder). ولكن أشهر تلك الاضطرابات، هو الذاتوية (Autism).[/rtl]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ʝǟƈӄ ʀǟռօʊƈɦǟ
ʝǟƈӄ ʀǟռօʊƈɦǟ


*¤®§(*§مراقبة §*)§®¤*

معلوماتاضافية
المشاركات : 2115
التقييم : 796
النقاط : 7665
العمر : 23
الجنس : انثى
الدولة : الجزائر
الهواية : المطالعة
المزاج : الجنون والمجنون 5810
الشلة : شلة الهبل
أوسمة منتدى منشدات : الجنون والمجنون Uoou-o30

الجنون والمجنون 1436548622073
الجنون والمجنون Jij345

الجنون والمجنون Empty
http://larra.forumalgerie.net/forum
مُساهمةموضوع: رد: الجنون والمجنون   الجنون والمجنون Emptyالأربعاء يونيو 15, 2016 2:17 pm

[rtl]تاسعاً: اضطراب الذاتوية (Autistic Disorder) [/rtl]
[rtl]يتميز اضطراب الذاتوية بشذوذات سلوكية، تشمل ثلاث نواح أساسية، من النمو والسلوك، هي: [/rtl]
[rtl]أ. خلل في التفاعل الاجتماعي. [/rtl]
[rtl]ب. خلل في التواصل والنشاط التخيلي. [/rtl]
[rtl]ج. القلة الملحوظة للأنشطة والاهتمامات، والسلوك المتكرر آلياً. [/rtl]
[rtl]وكان أول طبيب نفسي، يهتم بالاضطرابات، التي تسبب اضطرابات عقلية شديدة لدى الأطفال، هو هنري مودزلي (Maudsly)، عام (1867)؛ وكان يعدها ذهانات. ولكن ليو كانر (Leo Kanner)، عام (1943)، أطلق على هذا الاضطراب الذاتوية الطفلية. وفي عام (1976) أطلق عليه (ونج) (لزمة كنر) (Kanner's Syndrome). ويطلق بعض المتخصصين على هذا الاضطراب اسم "التوحد"، كترجمة لكلمة (Autism)، بيد أن ذلك ليس صحيحاً، لغة، فإن كلمة "التوحد" (Identification)، كانت قد استخدمت كمفهوم لإحدى الحيل الدفاعية (Defensive Mechanisms)، بواسطة العالم النفسي (سيجموند فرويد)، قبل الثلاثينيات من القرن العشرين. ولا يصح أن تأتي كلمة بعدها (1943)، لتأخذ التسمية نفسها (مع اختلاف المفهومَين اختلافاً تاماً)؛ فالأسبق هي الأحق بالتسمية. ولذا، فإن كلمة ذاتوية، هي الأصوب.   [/rtl]
[rtl]الصورة الإكلينيكية  لجنون الذاتوية [/rtl]
[rtl]يتسم الطفل الذاتوي بخلل في التفاعل الاجتماعي. إذ يفشل في تنمية علاقات بالآخرين، وتنقض استجابته لهم واهتمامه بهم. ويظهر ذلك في عدم دفء معانقته، ونقص التواصل بالعينين والوجه، وعدم التمايز، أو كراهية العواطف والتلامس الجسماني. ونتيجة لذلك، يشك الوالدان، أن الطفل أصم. ولكن تجدر الإشارة إلى أن الصمم، نادراً ما يرتبط بعدم التمايز الاجتماعي. وقد يرتبط الطفل، آلياً، بشخص بعينه. وأحياناً، يكون ارتباط بعض الأطفال بوالديهم غريباً، مثل الطفل، الذي يبدو أنه يتعرف بوالدته، أساساً، من طريق الشم. وفي بعض الحالات، يتبع الاضطراب فترة من النمو الطبيعي، نسبياً، فيكون الطفل اجتماعياً، في سنواته الأولى. ولكن، يلاحظ، في الطفولة المبكرة، وجود فشل ثابت في نمو اللعب الجماعي، واللعب الخيالي، والصداقة. وقلة منهم، يصبحون أكثر وعياً اجتماعياً ويهتمون بالآخرين. وقد يصلون إلى مرحلة من الاندماج السلبي في ألعاب الأطفال الآخرين أو يستخدم الأطفال كوسائل ميكانيكية في سلوكه المتكرر آليا.[/rtl]
[rtl]اختلال التواصل والنشاط التخيلي [/rtl]
[rtl]يشمل خلل التواصل المهارات، اللفظية وغير اللفظية، فقد تغيب اللغة كلية. وقد تنمو؛ ولكن من دون نضج، وبتركيب لغوي ركيك، مع ترديد الكلمات (رجع الكلام) (echolalia) ، المباشر أو المتأخر، والاستعمال الخاطئ للضمائر، فيستعمل (أنت)، عندما يود أن يقول (أنا)، وعدم القدرة على تسمية الأشياء، وعدم القدرة على استعمال المصطلحات المجردة. ويكون للطفل نطق خاص به، يعرف معناه فقط من يخبرون ماضي الطفل؛ ولقد أسماها (كنر) لغة مجازية (Metaphorical Language) ،  ويكون الكلام على وتيرة واحدة. أما التواصل غير اللفظي، كتعبيرات الوجه والإيماءات، فغائبة، أو نادرة. وإذا وجدت، فإنها تكون غير مناسبة، اجتماعياً. وعندما لا توجد شذوذات واضحة في مهارات اللغة، فإن التواصل، غالباً، له خلل من اللف والدوران واللغو، الذي لا علاقة له. أما اضطراب فهْم اللغة، فيبرهن عليه بواسطة عدم القدرة على فهم النكات، والتورية في الألفاظ، والسخرية.[/rtl]
[rtl]وأما خلل النشاط التخيلي، فقد يشمل غياب الترميز، أو اللعب الخيالي باللعب (مثل الدمي وغيرها)، وغياب لعب أدوار الكبار، أو يكون اللعب التخيلي مقصوراً، ومتكرراً بصورة آلية، مثل محاكاة شخصية تليفزيونية. [/rtl]
[rtl]قلة ملحوظة للأنشطة والاهتمامات، ومقاومة للتغيرات الطفيفة في البيئة من حوله إذ يظهر الطفل تفاعلات مأسوية، عندما يتغير مكانه حول منضدة الطعام، مثلاً. وغالباً، يرتبط بموضوعات، مثل خيط، أو قطعة مطاط. والسلوك الحركي الآلي، يشمل التصفيق باليدين، وحركات غريبة بهما، والهز أو الترجح، أو ضبط الرأس والتمايل لكل الجسم. ويصر الأطفال الأكبر على اتِّباع الروتين (النظام)، بطريقة صارمة، مثل اتّباع الطريق نفسه إلى مكان ما. وقد يوجد الانبهار بالحركة، مثل حركة مروحة. وقد يكون ماهراً في الدوران حول نفسه وحول الأشياء. وقد يهتم بأزرار الملابس، وأجزاء جسم الإنسان، أو اللعب بالماء. [/rtl]
[rtl]وتشمل الآلية اللفظية (Verbal stereotypes)، تكرار الكلمات أو الجمل، من دون قصد المعنى. ولدى الأطفال الأكبر، تكون الآلية شاملة لذاكرة طويلة الأمد (مثل إعادة كلمات أغنية، سمعها قبل ذلك الوقت بسنوات، أو جداول القطارات، أو مناسبة تاريخية، أو معادلات كيماوية)؛ إذ إن هذه المعلومات، تكرر مرات عديدة من دون موقف اجتماعي أو مناسبة تستدعيها. فهُم يقولون أكثر مما يفهمون، ونصف الذاتويين، لا يتكلمون إطلاقاً، كلاماً مفيداً.[/rtl]
[rtl]الأعراض المصاحبة لاضطراب الذاتوية [/rtl]
[rtl]يلاحظ أن الطفل الأصغر أشد إصابة، وأكثر إعاقة، وأوفر أعراضاً أبرزها: [/rtl]

  • شذوذ في نمو المهارات المعرفية، من دون اعتبار لمستوى الذكاء العام. وفي معظم الحالات، يوجد تشخيص مصاحب من التخلف العقلي، هو غالباً متوسط الدرجة، أي أن معامل الذكاء (49-35).
  • شذوذ الوضع والحركة، مثل الآلية الحركية (رفرفة الذراعَين، والقفز، وحركات الوجه التكشيرية) والمشي على أطراف أصابع القدمَين، والأوضاع الغريبة لليد والجسم، وضعف التحكم الحركي.
  • الاستجابات الغريبة للإثارات الحسية، مثل تجاهل بعض الإحساسات (مثل الألم أو الحرارة أو البرودة)، بينما يظهر حساسية مفرطة لإحساسات معينة (مثل إقفال الأذنَين تجنباً لسماع صوت معين، وتجنّب أن يلمسه أحد). وأحياناً، يظهر انبهاراً  ببعض الإحساسات (مثل التفاعل المبالغ مع الضوء والروائح).
  • شذوذات في الأكل والشرب والنوم (مثل قصْر الطعام على أنواع قليلة، أو شرب السوائل بكثرة، والاستيقاظ المتكرر، ليلاً، المصاحب بهز الرأس وترجيحه أو ضبطه).
  • شذوذات الوجدان، مثل التقلب الوجداني (أي الضحك أو البكاء، من دون سبب واضح)، والغياب الظاهري للتفاعلات العاطفية، ونقص الخوف من أخطار حقيقية، والخوف المفرط، كاستجابة لموضوعات غير مؤذية أو أحداث، والقلق العام والتوتر.
  • سلوك إيذاء النفس، مثل خبط الرأس بعنف، أو خلع الشعر، أو عض الإصبع أو اليد وإيذائها، من دون أن يتألم.
  • الأسلوبية والنمطية، وتغيير ملامح الوجه، هي أعراض شائعة، عندما يترك الطفل وحيداً. وقد تقلّ في المواقف المرتبة (أي التي بها نظام وترتيب).
  • مقاومة الذاتويين التغير في المكان أو العادات اليومية. وقد يحدث عند التغيير هلع أو انفجارات مزاجية.
  • كثيرون منهم يستمتعون بالموسيقى، ويغنّون، وبعضهم يستمتع بتنبيه الاتزان، مثل الترجح من أعلى إلى أسفل.
  • فرط الحركة مشكلة شائعة لدى الذاتويين الصغار. بينما نقص الحركة أقل شيوعاً، وحين يوجد، فإنه يتناوب مع فترات من فرط الحركة.
  • العدوان والانفجارات المزاجية، من دون سبب.
  • قِصَر مدى الانتباه.
  • تشيع لدى الذاتويين أعراض البوال الوظيفي والتغوط، ومشكلات الأكل والأرق.
  • وبعض الذاتويين، توجد لديهم قدرات معرفية مبكرة، أو بصرية حركية فائقة إلى درجة غير عادية. وتعد وظائف منشقة أو جزراً من النضج المبكر، مثل الذاكرة غير العادية للحن موسيقي، أو القدرة الحسابية الفائقة. وأحياناً، تكون الطلاقة اللغوية الفائقة في القراءة  (Hyperlexia)  (على الرغم من أنهم لا يفهمون ما يقرأون).

[rtl]بدء اضطراب الذاتوية ومساره [/rtl]
[rtl]يبدأ الاضطراب قبل الثالثة من العمر، في الغالبية العظمى من الحالات. وقليلاً ما يبدأ بعد ذلك، في الخامسة أو السادسة من العمر. وغالباً ما يصعب تحديد السن، التي بدأ عندها الاضطراب، ما لم يكن هؤلاء الذين يعْنَون بالطفل، قادرين على إعطاء معلومات دقيقة، عن نمو اللغة والتفاعل الاجتماعي. فالظاهر في مرحلة الرضاعة (العامَين الأولين من العمر)، أنه يصعب رصد مظاهر الاضطراب فيها. ففي الأشهر الأولى، قد تأخذ الأعراض صورة الهدوء المبالغ فيه، فتبدو على الطفل الطمأنينة، عندما يترك وحده، ولا يخاف من الغرباء، ولا يرتبط بهم، لا يتفاعل معهم، مع غياب الابتسامة الاجتماعية (التي تبدأ عادة في سن شهرَين)، وغياب ابتسامة التعرف (التي تظهر، عادة، في سن الأربعة أشهر)؛ فتشكو الأم أنه لا يعرفها، ولا يقبِل عليها، عندما تلتقطه من فراشه، أي لا يأتي حركات توقعية (التي يأتيها طفل الأشهر الأربعة، السوي). وربما لا يلاحظ الآباء الاضطراب لدى الطفل، إلا عندما يوجد مع أطفال آخرين (مثل دخول المدرسة). وقد يعدّون هذه هي البداية. إلا أن التاريخ المفصل الدقيق، سوف يكشف، غالباً، بداية مبكرة عن ذلك. وقد يرجع الوالدان التغير إلى حدث معين، مثل ولادة طفل أصغر، أو إصابته بمرض شديد، أو حادث أو صدمة عاطفية. [/rtl]
[rtl]وتظل مظاهر الاضطراب، في أغلب الحالات، طيلة حياة الشخص. وبعض الأطفال، يتحسن تواصلهم وتفاعلهم الاجتماعي، ومهارتهم اللغوية، بين الخامسة و السادسة. ويمكن أن يحدث البلوغ تغيراً في أي من الاتجاهَين (التحسن أو التدهور). وقد يتفاقم العدوان والعناد أو أي سلوك مضطرب آخر، ويظل لعدة سنوات. ونسبة قليلة من هؤلاء الأطفال، يصبحون قادرين فعلاً، على توجيه حياتهم بشكل مستقل، بأقل قدر من علامات الاضطراب. ففي المراهقة المتأخرة، يصبح لدى الذاتويين رغبة في الصداقات، إلا أن عجزهم عن الاقتراب، وعدم قدرتهم أن يستجيبوا لاهتمامات الآخرين وانفعالاتهم، ومشاعرهم، يعدان عقبة دون رغبتهم. والمراهقون الذاتويون لديهم مشاعر جنسية؛ ولكن نقص مهاراتهم الاجتماعية، يمنعهم من نمو علاقة جنسية. ويندر جداً أن يتزوجوا. ونادراً ما يستعملون المعاني، التي في ذاكرتهم، خلال عمليات التفكير، المقارنة بالأسوياء والمتخلفين عقلياً. وعندما يتعلمون الكلام بطلاقة، ينقصهم التوافق الاجتماعي؛ إذ أن محادثاتهم، لا تتميز بالاستجابات المتبادلة. [/rtl]
[rtl]وكقاعدة عامة، فإن الأطفال الذاتويين، ذوي معامل ذكاء فوق (70) والذين يستخدمون لغة تواصل، قبل سن 5 ـ 7 سنوات ـ لديهم مآل حسن. وأشارت الدراسات التتبعية للذاتويين الكبار، إلى أن ثلثَي الذاتويين البالغين، يظلون معوقين، ويعيشون في إعتمادية أو شبه إعتمادية كاملة؛ وأن 1-2% منهم فقط، يكتسبون حالة السواء والاستقلالية، ويتكسبون من وظيفة؛ وأن 5-20%، ينجزون حالة حدّية بين السواء والإعاقة، ويتحسن التنبؤ بمآلهم، إذا تحسنت البيئة، وظلت مساندة لهم. [/rtl]
[rtl]وهناك نسبة من 4 ـ 32%، تصيبهم نوبات من الصرع العظَمي، في طفولتهم المتأخرة أو المراهقة، وتؤثر، سلباً، في المآل. ولكن الاختلال الاجتماعي والحمق، قد يظلان لدى النسبة العظمى، الذين يظلون معوقين. من ذلك، يلاحظ أن أهم العوامل، التي تنبئ بمصير الاضطراب الذاتوي، على المدى الطويل، هي معامل الذكاء ونمو المهارات، الاجتماعية واللغوية. [/rtl]
[rtl]الإعاقة والمضاعفات ، في جنون الذاتوية [/rtl]
[rtl]تتفاوت درجة الإعاقة. ونادراً ما يكمل المريض بالذاتوية تعليمه الجامعي. وأشد المضاعفات، هي حدوث نوبات صرعية. والذين تحدث لهم النوبات الصرعية، غالباً، يقل ذكاؤهم (معامل الذكاء) عن (50) ولوحظ أن (25%) أو أكثر من حالات اضطراب الذاتوية، يوجد لديهم تاريخ لنوبة صرعية أو أكثر. ومن المضاعفات أيضاً حدوث الاكتئاب في بداية المراهقة أو الحياة الراشدة، كاستجابة للوعي الجزئي بالإعاقة، الناتجة من اضطراب الذاتوية. وفي حالة التعرض لضاغط، نفسي أو اجتماعي، يظهر المريض أعراضاً كتاتونية (تصلبية) خاصة التهيج، أو أخذ وضع ثابت، أو يظهر حالة ذهانية غير نوعية (أي ليست إحدى اللزمات المرضية الذهانية المحددة والمعروفة)، مع ضلالات وهلاوس؛ ولكنها جميعاً تزول بزوال الضاغط. [/rtl]
[rtl]انتشار اضطراب الذاتوية [/rtl]
[rtl]أشارت الدراسات، التي أجريت في كلٍّ من إنجلترا والولايات المتحدة الأمريكية، باستخدام دلالات تشخيصية، مشابهة لما سبق ذكره، إلى أن معدل انتشار اضطراب الذاتوية (4-5) أطفال من كل عشرة آلاف. وإذا وجد التخلف العقلي الشديد، مع بعض ملامح الذاتوية، يمكن أن يرتفع المعدل إلى 20 من كل عشرة آلاف. وكان يعتقد أن ذلك الاضطراب، هو أكثر شيوعاً في الطبقات الاجتماعية الراقية. ولكن، ثبت عدم صحة هذا الاعتقاد؛ سبب ذلك، هو عدم اكتشاف الاضطراب، وتحويله إلى العلاج، في الطبقات الفقيرة. وقدر معدل انتشار الاضطرابات مشوهة النمو بعشرة إلى خمس عشرة حالة، من كل عشرة آلاف طفل. وتنتشر الذاتوية بين الذكور أكثر منها بين الإناث، بنسبة (3-5) :1. ولكن البنات الذاتويات، يمِكْن إلى أن يكّن أشد اضطراباً وأكثر تاريخاً أسرياً للخلل المعرفي، من الذكور (حموده 1998) (2). [/rtl]
[rtl]ولقد لوحظ أن حوالي 40% من الذاتويين، لديهم معامل ذكاء، يقل عن (50 إلى 55)، وحوالي 30%، تراوح معامل ذكائهم بين (50 و70). ويلاحظ أن حدوث الذاتوية، يتزايد مع نقص الذكاء، فحوالي 20% من الذاتويين، لديهم ذكاء غير لفظي، سوي. ودراسة سجلات معدلات الذكاء للذاتويين، تعكس مشاكلهم مع التسلسل اللغوي، ومهارات التفكير المجرد، مشيرة إلى أهمية القصور عن الوظائف المرتبطة باللغة. [/rtl]
[rtl]أسباب اضطراب الذاتوية [/rtl]
[rtl]يُعَدّ اضطراب الذاتوية من الاضطرابات، التي تعزى إلى غير عامل سببي؛ عوامل بيولوجية وبيوكيماوية ونفسية وأُسرية وجينية وراثية. [/rtl]
[rtl]أ. العوامل البيولوجية [/rtl]
[rtl]يعتقد أن الحالات، التي تسبب تلفاً للدماغ، قبل الولادة أو أثناءها أو بعدها، تهيئ لحدوث الاضطراب، مثل إصابة الأم بالحصبة الألمانية (Rubella)، والحالات، التي لم تعالج من الفينيل كيتونيوريا والتصلب الحدبي (Tuberus Sclerosis)، واضطراب رت (Rett's)، والاختناق أثناء الولادة، والتهاب الدماغ، وتشنجات الرضع. فلقد أكدت دراسات، أن مضاعفات قبل الولادة، هي أكثر لدى الاطفال الذاتويين منها في غيرهم من الأسوياء، أو حتى المصابين باضطرابات أخرى. كما أن ملاحظة شذوذات خلْقية عضوية طفيفة لدى الذاتويين، أكثر منها لدى أشقائهم وأقرانهم الأسوياء ـ تشير إلى أن مضاعفات مهمة قد حدثت للحمل في الأشهر الثلاثة الأولى. ورصدت الدراسات، أن (4 ـ 32%) من الأطفال الذاتويين، سوف يحدث لهم نوبات عظمة صرعية في وقت ما من حياتهم؛ وأن حوالي (20 ـ 25%) من الذاتويين، يظهرون اتساع البطينات الدماغية، في تصوير الدماغ المقطعي، باستخدام الكومبيوتر. ولوحظت شذوذات متفاوتة لتخطيط الدماغ الكهربائي، في نسبة (10-83%) من الأطفال الذاتويين، وعلى الرغم من أنه لا توجد شذوذات محددة للذاتوية، في تخطيط الدماغ، فإن هناك برهاناً، إلى درجة ما، على فشل سيطرة أحد جانبَي كرة المخ على الآخر. وفي دراسة، استخدم فيها MRI ، كشفت شذوذات قشرية خاصة (Polimicrogyria) ، في بعض المرضى الذاتويين. وكشفت دراسة المخ، بعد الوفاة، نقص خلايا بركنج. وفي دراسة أخرى، يوجد زيادة منتشرة من أيض قشرة المخ خلال (positron emission tomography scanning).[/rtl]
[rtl]ب. العوامل البيوكيماوية [/rtl]
[rtl]لوحظ ارتفاع معدل السيروتونين في الدم، لدى ثُلث الأطفال الذاتويين. إلا أن هذا المعدل المرتفع، لوحظ أيضاً في ثُلث الأطفال المتخلفين عقلياً إلى درجة شديدة، وغير الذاتويين. ولاحظت دراسة لمجموعة صغيرة من الذاتويين، وجود علاقة ذات دلالة، بين معدل السيروتونين المرتفع في الدم، ونقص في السائل النخاعي الشوكي. [/rtl]
[rtl]ج. العوامل المناعية [/rtl]
[rtl]يفترض أن هناك عدم توافق مناعي بين خلايا الأم والجنين، مما يدمر بعض الخلايا العصبية للجنين، أثناء الحمل. [/rtl]
[rtl]د. العوامل قبل الولادة وأثناءها [/rtl]
[rtl]يبدو أن مضاعفات الولادة، تكثر في الأطفال الذاتويين عنها في غيرهم. كما أن متاعب الحمل بهم، هي أكثر من متاعب حمل الأطفال العاديين. وهم، في فترة ما بعد الولادة، أكثر عرضة لضيق التنفس وفقر الدم. [/rtl]
[rtl]هـ.  العوامل العصبية [/rtl]
[rtl]استنتج بعض الباحثين، أن هناك شذوذاً في الفص الصدغي، لدى الذاتويين. وذلك لما لاحظوا، من وجود لزمات تشبه الذاتوية، تحدث لمن يصابون بتلف الفص الصدغي. كما أن إتلاف الفص الصدغي، في حيوانات التجارب، أحدث فقداً في السلوك الاجتماعي المتوقع، وعدم استقرار مع سلوك حركي متكرر. [/rtl]
[rtl]و. العوامل الجينية [/rtl]
[rtl]لوحظ أن حوالي (2-4%) من أشقاء المصابين بالذاتوية يزداد لديهم معدل الذاتوية خمسين مرة أكثر من عامة الناس؛ وأن تطابق معدل الذاتوية في التوائم المتماثلة، هو (35%). ويبدو أن هناك ارتباطاً بين لزمة    (Fragile-X)الهشة، واضطراب الذاتوية؛ ولكن النسبة غير محددة. بينما في التوائم غير المتماثلة، وجد أن المعدل صفر.[/rtl]
[rtl]ز. العوامل النفسية والأُسرية [/rtl]
[rtl]في الماضي، كان يلقى العبء، في حدوث الاضطراب الذاتوي، على العوامل النفسية، وطريقة التربية. إذ كان يعتقد، أن شذوذات معينة في شخصية الأم، وطريقة تربية الطفل، تهيئان لحدوث الاضطراب. ولكن الدراسات المنضبطة، التي قارنت آباء الأطفال الذاتويين بآباء غيرهم من الأسوياء، لم تظهر فروقاً ذات دلالة؛ ومن ثم، لم تؤكد هذه الرؤية. ولكن بعض الأطفال الذاتويين، يستجيبون للضغوط النفسية الاجتماعية، مثل ميلاد شقيق أصغر، أو الانتقال من مسكن إلى آخر، بأعراض مبالغ فيها. [/rtl]
[rtl]علاج جنون الاضطراب الذاتوي [/rtl]
[rtl]يهدف العلاج إلى تقليل الأعراض السلوكية المضطربة، ومساعدة الوظائف المتأخرة، أو غير الموجودة، علي النمو، مثل وظيفة اللغة والعناية بالذات. كما أن الوالدَان، يلزمهما المساندة النفسية. ولقد لوحظ أن العلاج النفسي الفردي، التبصيري، غير مفيد، في هذه الحالات؛ والعلاج المفضل، هو العلاج السلوكي التعليمي. ويعد هذا العلاج نوعاً من التربية الخاصة، إذ يوضع الطفل في فصل مرتب، للتدريب على السلوكيات المقبولة، ورعاية نفسه واكتساب اللغة، ويدَّرب الوالدان على مساعدته في اكتساب مفاهيم اللغة، وتنمية السلوكيات المقبولة. ويتّبع الطفل الذاتوي برنامجاً يومياً منظماً، ما أمكن من ساعات اليوم، ويفضل أن يكون برنامجاً منفرداً لكل طفل مع مدربه، وتحت إشراف طبيب نفسي متمرس بمعالجة هذه الحالات. ولا توجد عقاقير لها دور في علاج الاضطراب الذاتوي. ولكن هناك عقاقير تستخدم لتقليل الأعراض السلوكية المضطربة (مثل فرط الحركة، والآلية الحركية، والانسحاب والتململ، وسرعة الاستثارة وتقلّب الوجدان)، من أهمها (الهالوبيريدول)؛ وعقار (Fenfluramine) الذي يقلل معدل السيروتونين بالدم، وهو فعال في قليل من الذاتويين، وعقار Naltrexane Trexan ، المضادّ للأفيونات، وهو يجرب، حالياً، في إقفال الأفيونات الداخلية، لتقليل الذاتوية. ويستخدم الليثيوم في تقليل العدوان وإيذاء النفس.[/rtl]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الجنون والمجنون
استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى منشدات :: منتدى الأسرة والمجتمع :: منتدي الطب والصحه النفسيه-