كيفكن يا اعضاء وزوار منتدانا الحميل
ان شاء الله بخير
ارجوا ان تكونوا في تمام الصحة وعافية
اليوم وبعد غيااب طويل
جئت لكم بموضوع جديد وجميل
واتمنى ان ينال اعجابكم
ما الخلق في الأدب؟...ما الابتكار الأدبي؟...
سؤال ليس من السهل الجواب عنه في عبارة...فالخلق ليس معناه أن تخرج من العدم وجوداً.
إنما الخلق في الأدب وفي الفن-وربما في كل شيء-أن تنفخ روحاً في مادة موجودة ..كذلك صنع أعظم الخالقين يو أوجد آدم.
ف
هو تعالى مد يده أولاً إلى الطين-مادة أوجدت قبل آدم -فسوى منه ذلك المخلوق الحي...
لا شيء إذن يخرج من لا شيء..كل شيء يخرج من كل شيء...ذلك هو الدرس الأول في الخلق..أريد لنا ان نتلقاه عن الخالق الأكبر..
كذلك ليس الابتكار في الأدب والفن ان تطرق موضوعاً لم يسبقك إليه سابق,ولا أن تعثر على فكرة لم تخطر على بال غيرك....إنما الابتكار الأدبي والفني أن تتناول الفكرة التي قد تكون مألوفة للناس,فتكسب فيها من أدبك وفنك ما يجعلها تنقلب خلقاً جديداً يبهر العين ويدهش العقل...أو أن تعالج الموضوع الذي كاد يبلى بين أصابع السابقين,فإذا هو يضيء بين يديك,بروح من عندك....
وإذا تأملنا أغلب آيات الفن,فإننا نجد موضوعاتها منقولة عن موضوعات سابقة موجودة,فالكثير من موضوعات((شكسبير))نقل عن ((بوكاشيو))...على أن أرجح الرأي أن الموضوع في الفن ليس بذي خطر.
وليست الحوادث والوقائع في القصص والشعر والتمثيل بذات قيمة, ولكن القيمو والخطر في تلك الأشعة الجديدة التي يستطيع الفنان أن يستخرجها من هيكل تلك الموضوعات والحوادث والوقائع.
إن الفن ليس في الهيكل.إنه في ثوب.الفن هو الثوب الجديد الذي يلبسه الفنان للهيكل القديم.إنه الكسوة المتجددة لكعبة لا تتغير.
بالموضوع الطريف أو المطروق..وقد تسألني بعدئذ:ما الابتكار الفني؟فأقول لك بسرعة وبساطة:هو أن تكون أنت...هو أن تحقق نفسك,هو أن تسمعنا صوتك أنت,ونبرتك أنت...إن أعظم معجزة في الكون للخالق الأعظم جل شأنه,هي ((شخصية الأنسان))..ملايين الملايين من البشر تتوالد وتتعاقب.فلا تطابق شخصية منها شخصية أخرى تمام الانطباق,في الأجسام والمشاعر والعقليةوالروح والذوق والطبع..كل شخص يظهر في الأرض جديد جدة تنبثق معه وتختفي معه إلى أبد الآبدين.
والروح والذوق والطبع..كل شخص يظهر في الأرض جديد جدة تنبثق معه وتختفي معه إلى أبد الآبدين.
فالإنسانهو الإنسان,ولكنه في كل مرة يولد,إنما يولد جديداً..لا يكرر بالضبط إنساناً غيره,ولا يشابه بالضبط شخصاً سواه..فملايين الملايين من الناس في كل زمان مثلهم كمثل بصمات الأصابع لا يمكن أن تتطابق كل التطابق..ياله من معين لا ينضب من الخلق الإلهي!..
للكاتب:توفيق الحكيم
اتمنى انو الموضوع ايكون قد نال اعجابكم
وارجوا ان لا تنسوني من كل شي جميل