بعنوان ( عَزَّ الْفِـرَاقُ )
خَطْبٌ أَلَمَّ وَدَمْعُ الْعَيْنِ مُنْسَكِبُ
وَالْقَلْبُ مِـنْ أَلَمِ الأَحْـزَانِ يلْتَهِبُ
وَمُهْجَتِي مَسَّهَا مِنْ بُؤْسِهَا سَقَمٌ
عَلَى فِرَاقِـكَ يَـا مَنْ لَيْلُهُ قُـرَبُ
كَمْ مُؤْمِنٍ بِالدُّعَا لِلشَّيْخِ مُنْشَغِلٌ
لِأَنَّـهُ لِلْعُـلا يَدْعُـوْ وَيَحْتَسِـبُ
وَصَالِحٌ نَعْيُهُ فِي الْقَوْمِ فَاجِعَـةٌ
هَزَّتْ مَشَاعِرَنَـا وَالدَّمْـعُ مُنْسَكِبُ
لَئِنْ طَوَى الْمَوْتُ نَجْمًا فِي تَأَلُّقِهِ
فَنَشْـرُ آثَـارِهِ لِلاقْتِـدَا يَـجِـبُ
مَحَـاسِنٌ يُبْهِـرُ الدُّنْيَا تَقَمُّصُهَا
وَلِلْجِـنَـانِ بِفَضْـلِ اللهِ تَنْتَسِـبُ
وَالْمَوْتُ يُسْرِعُ لِلأَخْيَارِ يَقْبِضُهُمْ
كَمَا رَوَى أَحْمَدٌ وَالسَّـادَةُ النُّجُبُ
إِنْ أَطْفَأَ الْمَوْتُ مِصْبَاحًا أَضَاءَ لَنَا
ثُمَّ ارْتَقَتْ رُوحُهُ وَانْزَاحَتِ الْحُجُبُ
فَقَدْ بَكَتْـهُ زَوَايَا الْعِلْمِ يَعْمُرُهَـا
وَأَرْسَلَ الدَّمْـعَ مَحْـزُونٌ وَمُكْتَئِبُ
عَزَّ الْفِـرَاقُ وَأَمْـرُ اللهِ يَحْكُمُنَا
وَالصَّبْرُ عُمْدَتُـنَا إِنْ جَلَّتِ النُّـوَبُ
أَصَالِحٌ كُنْتَ نِبَرَاسَ الْعُلُومِ وَهَلْ
لِصَالِـحٍ مَثَـلٌ تَعْـلُو بِهِ الْخُطَبُ
وَمَنْ كَمِثْلِكَ حَوْلَ الْبَيْتِ مُعْتَكِفٌ
يُرَتِّـلُ الآيَ أَوْ يَدْعُـو فَيَنْتَحِـبُ
وَمَنْ كَمِثْلِكَ لِلطُّلاَّبِ يَرْفِـدُهُمْ
بِكُلِّ نَافِعَـةٍ تَسْمُـو بِهَـا الرُّتَـبُ
بِالْعِلْمِ وَالْعَمَلِ الْمَبْرُورِ قَدْ مُلِئَتْ
صَحَائِفُ الشَّيْخِ وَازْدَانَتْ بِهَا الْكُتُبُ
سَلِ الشَّبَابَ وَمَنْ بِالْعِلْمِ زَوَّدَهُمْ
سَمَوا بِتَوْجِيهِهِ وَانْجَـابَتِ السُّحُبُ
تَزَوَّدُوا بِعُلُـومِ الشَّرْعِ تَدْفَعُهُمْ
إِلَيْهِ تَقْـوَى وَعَـزْمٌ صَـارِمٌ عَجَبُ
صُنْـدُوقُ بِرٍّ لِمَنْ بَاتَتْ بِمَسْغَبَةٍ
إِنْ هَدَّهَا الْفَقْرُ أَوْ أَوْدَى بِهَا الْعَطَبُ
وَكَمْ وَكَمْ شَيَّدَتْ يُمْنَاكَ مِنْ عَمَلٍ
بِرٍّ فَـأَنْتَ لِطُـلاَّبِ الْعُـلُومِ أَبُ
فَلاَ الْبَيَـانُ وَلاَ الأَشْعَارُ قَـادِرَةٌ
عَلَى الْوَفَاءِ وَلاَ الأَسْفَـارُ وَالأَدَبُ
نَمْ فِي النَّعِيـمِ بِفَضْلِ اللهِ مُغْتَبِطًا
يَحُفُّكَ السَّعْـدُ لاَ يَنْتَابُكَ الْوَصَبُ