اقدم لكم هذه القصص من عمان وقد وقعت قديما وهي حقيقية ارجو ان تنال شيئا من اعجابكم...................
"قصة الفريسي"(1)
يحكى أنه كان بوادي مستل في ولاية نخل شخص مشهور بالفروسية بالخيل والشجاعة والقوة حتى أن معاصريه أطلقوا عليه لقب (( الفريسي )) المشتق من الفرس وكان عنده فرس يعتني بها أشد من أعتناءه بأهله حيث يقول بيت الشعر العربي في وصف إكرام العرب للخيل :
مفداة مكرمة علينا
تجاع لها العيال ولا تجاع
وكان من فرط أهتمامه بها يطعمها العسل والسمن العماني ويعلفها باوراق البوت والعتم وقد ربطها في كهف هناك وكان من مغاوير الغارات ويجيد الضرب بالسلاح المتمثل في تلك الأيام بالصمع وكان أعداءه يرصدون له عند إغارته على الطريق ليقتلوه ولا يستطيعون وكان من فراسته أنه يلتف على الخيل وينزل أسفل بطنها وهي تجري به كالريح العاصفة و كان من عادته السير في طريق عبر المزارع وذات يوم عملوا له مصيدة حيث قاموا بحرث أحدى المزارع وقبيل وصوله قاموا بسقيها فلما جرت الخيل بها غاصت الى نصفها فقامت ولكن هوت مرة أخرى فنزل الفريسي من على ظهرها وقال كنتي تحمليني واليوم ساحملك ) فقام وحملها وأخرجها من الطين وحملها في ظهره وأنطلق بها كالريح على ظهرها ويذكر أنه كانت حرب في الرستاق وكان الفريسي وأصحابه يحاصرون المتحصنين بقلعة الرستاق وكان المتحصنون بالقلعة يوجد لديهم حصن أخر وكان كلما أرادوا أرسال حاجة إلى الحصن يرسلوه عن طريق خيل معودة بالجري من القلعة إلى الحصن والعكس وكانت سريعة كالريح فعجز المحاصرين عن أمساكها أو قتلها وذات يوم ترصد لها الفريسي على طريقها وعند وصولها بجانبه قام بالقفز في ظهرها ولكن لشدة عدوها لم يستطع السيطرة عليها فأدخلته الحصن فلما رأه الجنود قاموا بمسكه وتقييده وأخذوا سلاحه وخنجره وذخيرته وأودعوه السجن وأخبروا سيدتهم التي كانت تحكم القلعة وهي سيدة من أسرة ألبوسعيد فاستعجبت من هذا الفارس الذي تمكن من ركوب الفرس التي لا يشق لها غبار وأمرتهم بإكرامه وإرجاع ما أخذوه منه وأتحفته بالهدايا و100قرش وذخيرة