هل تحن إلى أيام الطفولة؟
ما الذي كان يعجبك فيها؟
هل كنت تشعر بجماليتها آنذاك؟ أم إن طبع الإنسان الحنين إلى الماضي لأنه لن يعود؟
ثوب العيد، حلوى العيد، جَمعة العيد، الشارع الذي يشهد لمرة واحدة في السنة (عيد الفطر) فرشاً وسفرة وأوعية متنوعة من الطعام اليسير يحضرها الجيران!
وأنت كهل جاوز الأربعين هل أصبحت تستذكر أيام الشباب بلهفة وتفتقد ذلك العنفوان، وتحس برياح الصيف تهب على أحلامك الجميلة؟
أتراك حين تشيخ ستنظر إلى ماضيك كله بحسرة، وكأنك تتلقى الدرس الأخير من دروس الفشل بانقضاء عمرك حسرات على ما فات، أو تعاتب نفسك على تضييع الفرصة في وقتها ثم الندم عليها؟
قل لنفسك دائماً: لم يفت الوقت بعد!
(فريد عبد الخالق) حصل على الدكتوراه في سن 94 بامتياز من جامعة القاهرة، ويكاد يكون الرقم الأعلى في العالم، أمريكي حصل على الشهادة الجامعية بعد بلوغ 99 وقال مازحاً في مقابلة مع رويترز: استغرق الأمر مني 80 عاماً لتحقيق الحلم!
بمقدورك أن تمتع أطفالك وأطفال الآخرين وتعود معهم طفلاً بريئاً يحب المرح والبساطة ولا يقتل الأشياء بالتفكير فيها.
بمقدورك أن تمنح تجربتك لشاب يبحث عن طريقه وأن تكون المستشار الناصح له.
بمقدورك أن تلهم السائرين في الطريق روح الأمل والعمل والفأل، وأن تفتح لهم آفاق التطلع والبناء.
بمقدورك أن تقرأ الإيجابية في مرحلتك، شاباً جريئاً متحمساً، أو كهلاً محتفظاً بحلمه، أو شيخاً مصرّاً على الإصلاح والتغيير، واعياً بالسنن والنواميس، منيباً إلى ربه، مستعداً للقائه، لا تكن (نكوصياً) يلتفت أبداً للوراء، كن (واقعياً) يصنع فرحته وطموحه من أدواته الحاضرة.
وما خسرته من خصائص مرحلة فقد كسبت ما هو خير منه إن أردت، على حد قول علي بن جَبْلَة:
وَأَرى اللَيالي ما طَوَت مِن شرَّتي *** زادَتهُ في عِظَتي وَفي إِفهامي!
جميل أن نوقد النيران في الشتاء ونتحلّق حولها، وأن نتناول مشروبات وأطعمة خاصة تتناسب مع البرودة وتمنح الجسم دفئاً.
وأن يختلف الأمر في الصيف لباساً وطعاماً وشراباً ومجلساً وتوقيتاً للعمل والنوم.
جميل أن يكون للنهار نظامه المختلف عن الليل {وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا * وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا} (11،10) سورة النبأ، حتى مع السهر فلليل روحانيته وهدوؤه وللنهار عمليته وإنجازه.
لليل طعام يناسبه، ولباس، وناس، وجو .. وللنهار كذلك، هل نعي ذلك؟
ليس المهم ما مضى من عمرنا و لكن الأهم ما مضى من عمرنا بدون انجاز و لو كان بسيطا ...
لكن العيش ببساطة و عفوية و سعادة يجعلك تعيش بانجاز كبير ...
لا تقل يا رب لي هم كبير و لكن قل يا هم لي رب كبير ....
و كم أحن [ أنا شخصيا ] لتلك الأيام ... أيام الطفولة و مغامراتها و شقاوتها و بساطتها و فرحتها ,,, ليتها تعود و أعود أنا للعيش فيها يوما واحدا فقط ... كم كانت أيام بريئة و جميلة .... حبيبات قلبي من منكن تحن لهذه الأيام ؟ أعتقد ... كلكن
دمتن بود غالياتي ..