إذا كنت تشعر بالسلبية سيتحول العالم بأكمله من حولك إلى ليل حالك وعندها لن يكون هناك أي فجر أو صباح أمامك سترى الشمس تغرب فقط ولا تشرق ولياليك مظلمة جداً تختفي فيها حتى النجوم ظلمة كبيرة وليس لديك حتى شمعة صغيرة
الإنسان السلبي يعيش في الظلمة يعيش نوعاً من الموت
يموت لكن ببطء هذا ما يظن أنه الحياة ويستمر في تسميم نفسه بشتى الطرق
إنه يدمر نفسه ذاتياً ومن الطبيعي أن أي شخصٍ يقترب به سيقوم بتدميره أيضاً
الأم السلبية ستدمر طفلها الزوج السلبي سيدمر زوجته والزوجة السلبية ستدمر زوجها الأهل السلبيين سيدمرون أبناءهم المعلم السلبي سيدمر تلاميذه
قد خلق هذا في العالم نوعين فقط من الناس:
أولئك المخلصين أمثالك وهم يعانون من السلبية والإحباط والهمّ والألم
وأولئك الغير مخلصين الذين أصبحوا منافقين يستمرون في الحديث عن تعاليم الدين المضادة للحياة .. ومن خلف الأبواب يعيشون حياةً مختلفة تماماً
في الظاهر تراهم روحانيين وفي عمق باطنهم ماديين
أنا لست ضد المادية , لكن أنا ضد النفاق فأنا أود أن يكون الجميع روحانيين وماديين سوية لأنك ولدت كجسد وروح أنت الاثنين معاً فالله يشمل الله والكون , الخالق والخلق معاً الظاهر والباطن الروح والتجلّي المُلك ومالك المُلك الإله والوجود الوجود من صنعه لأنه انعكاسٌ له في كل شيء لكي ترى الله في كل شيء
كذلك جسدك هو انعكاس لك وتجسيدٌ لروحك
أوجدوا نوعين من الناس:
الناس المخلصين الذين كان عليهم أن يصرحوا معترفين بأنهم كانوا ماديين , وبأن هذا ليس شيئاً جيداً وبسبب تصريحهم هذا صاروا مسجونين في البعد الروحي
ومن ثم هناك الغير مخلصين الماكرين الذين يتحدثون عن الروحانية ويبقون ماديين
بإمكانك رؤية ذلك في كل بلد وكل دين
يتحدثون كثيراً عن الدين والروحانيات ويتفاخرون بها لكن كل تلك المفاخرات بالأحاديث والكلمات هي فقط للاختباء خلف الرايات لإخفاء حقيقتهم ونفاقهم....
كلما تظاهر بلد ما بالتدين أكثر وزادت معابده كلما كان منافقاً أكثر كما قال النبي: مساجدهم عامرة بالبنيان وقلوبهم خالية من الإيمان ومقسومٌ صار الإنسان
إما أن يصير زاهداً مسجوناً روحياً، أو أن يصبح منافقاً مصاباً بانفصام الشخصية
والخياران كلاهما خاطئان
نحن بحاجة لإنسان جديد إنسان يؤكد ويحب الحياة يحب الحب يحب الوجود كما هو موجود إنسان لا يطالب أولاً بأنه على كل شيء أن يكون مثالياً كاملاً
إنسان يحتفل بالحياة كما هي مع كل حدودها وذلك الإنسان الجديد هو المتأمل المنشود
أهل الحق المتأملون يبشرون بالإنسان الجديد الفرد الفريد
ببداية جديدة منفصلة و منقطعة عن الماضي البليد
لا أريدكم أن تكونوا منافقين بل صادقين بشراً حقيقيين
لجسدك عليك حقٌ فأحبوا أجسادكم اختبروها تماماً بكل ما فيها أحبوا غرائزكم رغباتكم وعيشوها بكلّيتها احترموها وباركوها فهي أقدس وأطهر معبد
وستندهشون: إذا أحببتَ حياتك ستبدأ الحياة بفتح أبوابها لك إذا أحببت ستباح لك الأسرار وتنكشف لك الخفايا والأنوار إذا أحببت جسدك ومسكنك عاجلاً أم آجلاً ستدرك الروح التي تسكنك
قال الحق: إني وهبت عبادي شيئاً مني.... عبادي وليس عبيدي... القرآن الحي هو الإنسان... وآياتنا في الآفاق.... لا في النفاق....
أنت فقط بحاجة لعيون لترى... وفقط عيونٌ بريئة إيجابية بمقدورها أن ترى...
العيون السلبية لا تستطيع أن ترى... فهي عمياء... لا ترى سوى الأخطاء...
يسألون عادة: "أنا أشعر بالسلبية تجاه نفسي.. فقل لي كيف تراني أنت؟"
إذا كان الله قد وهبك نعمة الحياة... فهذا دليلٌ كافٍ! لا حاجة لأي إثبات....لأنك بوجودك الآن تلبي حاجة جوهرية ما للوجود... وللمعبود...
ابدأ بمحبة نفسك... لأن تلك هي الطريقة الوحيدة لتحب الآخرين...والطريقة الوحيدة لتحب الله.....إذا لم تكن قادراً على محبة نفسك، فكيف ستحب من أوجدك؟
اقبل نفسك كما أنت.... وإلا ستصبح منافقاً....لا تقم بالكبت... فلا يوجد شيء سلبي فيك...الوجود إيجابي بكل ما فيه....عبّر.... أفصح عن أعمق مكنونات نفسك....عبر عن شعورك...لا أريدك أن تصبح منافقاً.... ومن هو المنافق؟
هو الشخص الذي يقول شيئاً ويؤمن به... ويعيش تماماً عكس ذلك الشيء....
يذكر ان هناك موظف حاول ان يظهر انه مهم
طرق رجل عليه الباب سارع الموظف إلى حمل سماعة الهاتف متظاهرا بأنه يكلم شخصا مهما..
فلما دخل الرجل قال له الموظف :"تفضل اجلس ولكن إنتظرني لحظة فأنا أحاول حل بعض المشاكل.."
وبدأ يتظاهر بأنه يتكلم بالهاتف لمدة دقائق..ثم أغلق السماعة وقال للرجل: تفضل ما هوسبب زيارتك؟
فقال الرجل : "جئت لإصلاح الهاتف يا أستاذ"!!
فلنقبل أنفسنا كما نحن..فإن الناس تكره المتصنع..