الامـــــــــــــــــــــــــل

الأمل هو ألق من نور ينبض كل يوم في سواد الأيام....فنحيا و نعمل بحثاً عن مصدر ذاك النور حيث تقبع هناك السعادة.... الأمل ينبت في زحمة أحاسيس مفعمة بالحب مغمورة بالصدق و النقاء...... الأمل قبس من نور نستمده من عذوبة ابتسامة من سحر نظرة...من عطر كلمة... الأمل أزهار تتكدس في سويداء القلب تداعب نبضه تنشر عبقها السحري الذي نستمد منه قوتنا...ذاك العبق الذي يلفنا كلما أصابنا الحزن فنجفف دمعنا...نهزم انكساراتنا أمامة و ننهض و نبتسم رغم الألم...لأننا نملك بعض الأمل... فلماذا لماذا؟؟؟ينطفئ ذاك النور فجأة لنلفي أنفسنا في ليل حالك السواد ....لماذا يتراكم الظلام في قلوبنا فجأة...ويرحل ذاك الألق و ذاك و النور فيسكننا ضياع و نسكن يأساً خيم و طوق عالمنا لماذا؟؟؟ لماذا تتحطم أعذب الأحاسيس التي كانت تبث فينا الأمل؟؟ لماذا ينتهي مصير تلك الأزهار العابقة بريح الأمل إلى الموت و الذبول لماذا؟؟؟ علمتني الحياة....أنك عندما تكون إنساناً صاحب قلب يضج بالمشاعر يمتلئ بالأحاسيس...و نفس لا تعرف الحقد و الشر نفس نقية صافية كما السماء...إنسان لا يتعامل إلا بإنسانيته إنسان ألغى عقله و أنهى حساباته و دمر تفكيره و جعل القلب و البراءة و العفوية الرسول بينه و بين الناس...ستكون إنساناً تفقد الأمل بسهولة و تغرق في بحور اليأس دون أي محاولة للتشبث بالحياة... لأنك بنقائك و صفائك تمنح الحب دون تفكير و الثقة دون تردد... و لكن عندما يرد عليك الناس بالخيانة و الحقد و الغدر، عندما يأتي ذلك اليوم الذي تُخلع فيه الأقنعة و ترفع الستائر، فترى و تبصر أشياء ما كنت تحسب لها حساباً و تتعلم مفاهيم جديدة لم تخطر لك مطلقاً.... فتفقد الأمل دفعة واحدة رغم أنه كان أملاً كبيراً عظيماً ما ظننت أن الرياح يمكن أن تنثره و تبدده بهذه البساطة.. تفقد الأمل دفعة واحدة لأنك زرعت كل الأمل في من ليس أهلاً أن يكون منبعاً لأملك و نوراً لك في هذه الحياة... تفقد الأمل دفعة واحدة لأنك منحت نفسك و كيانك لمن لا يدرك عمق و بعد و عظمة ما منحته.... علمتني الحياة أنك إذا أردت أن تنعم بالسكون بالراحة أن تنبت بعيداً عن الألم...عن الانكسار... عليك أن تبني علاقاتك مع الآخرين على أساس السطحية ...أن لا ترى في هذا الإنسان و ذاك سوى ما يظهره لك أن لا تحاول التعمق في الأنفس و الإبحار رواء الخبايا....أتظن نفسك باحثاً في نفس هذا و ذاك عن بريق يغلفه الكبرياء أو قلب رقيق يختبئ بين الأضلاع أتسعى أن تفتح له قلبك و تبحر في قلبه لتجعله يطلق أحاسيسه التي لا يجب أن تبقى حبيسة خلف الجدران...لا تفعل حتى لا تصعق...لا تفعل حتى لا تفقد إيمانك بهذا الإنسان... و لا تبحث عن شيء اندثر مع الأيام و مع عبث الزمان....لا تبحث عن مفقود أنت موقن أنك لن تجده لا تكذب على نفسك و تدعي أنك لا بد ستجده يوماً.....فما بعثرته الرياح و العواصف لا سبيل لجمعه..علمتني الحياة أن أمنح نفسي لمن لا يمكن أن يخطئ في إدراك ما يجول في نفسي....علمتني الحياة أن أصدق معة أن أثق به دون تردد...أن أناديه و أكتب له كلما شعرت بالوحدة فهو يذكرني دائماً...لن ينساني يوماً....علمتني الحياة أن لا أشكو إلا إليه...علمتني الحياة أن أجعله الأمل و الحلم...أن أرسم الغد و أحيا لما هو آت لأجله و في سبيله....علمتني الحياة أني معه لا يمكن أن أعرف الانكسار و اليأس معه لا يمكن أن أعود خائبة أبداً أبداً أبداً....... إنه هو إلهي و مولاي...أأبحث عمن يدرك نفسي و أنت فاطر نفسي؟؟؟ أأبحث عمن يغمر قلبي بالسكون ...من يسمعني و يصغي لبوحي و أنت ما نسيتني يوماً؟؟؟!.... بل أنا المقصرة دوماً و أنت المسامح الكريم....أنا البعيدة دوماً و أنت القريب القريب... لن أفقد الأمل بعد اليوم ما دمت أستمده منك.... لن أفجع بالأصدقاء مادمت الصديق و الحبيب... لن أخشى شيئاً ما دمت وصلت إلى الأمان الحقيقي و السلام الحقيقي اللذين لم أترك مكاناً إلا و بحثت فيه عنهما دون أن أدرك أنهما قريبان قريبان في داخلي يسكنان روحي التي هي جزء من روحك..ياالله.
قلب