كان هناك عصفور صغير سقط في حفرة عميقة ضيقة في الأرض
و حاول كثيرون إنقاذ هذا العصفور بعضهم
قال نمد له خيطاً..و نلف الخيط حول عنقه و نسحبه…
و لكن لو فعلوا لأختنق العصفور و مات…و بعضهم قال
نلقي للعصفور بشريط من الورق الطويل و نضع على الورق صمغاً…يلتصق بالعصفور و نجذبه إلي أعلى
وبعض الناس أخذ يدعو الله أن يحقق المعجزة و يُنق…ذ العصفور
و بعض الناس أدرك أن العصفور ميت لا محالة
فأخذ يبكي عليه ثم انصرف إلى عمله
و جاء طفل صغير …و لابد أنه فكر في كل هذه الاحتمالات
و إن لم يظهر عليه ذلك…و فكر …و اهتدى إلى حل
هذا الحل هو نوع من المعجزة…
حيث جاء الطفل بزجاجة من الرمل الناعم…
و ظل يلقي الرمل بخفة و قليلاً … قليلاً…
و على مهل..و بصبر..فكان الرمل يهبط إلى قاع الحفرة الضيقة…فيتحرك فوقه العصفور
و بعد ساعات
ارتفع الرمل تحت قدمي العصفور …
فارتفع العصفور نفسه و امتدت يد الطفل و أنقذت العصفور
فالطفل بصبر و رفق رفع الأرض من تحت قدمي العصفور فارتفع العصفور
و هكذا نحن البشر
تأتي علينا فترات نظن فيها أننا سقطنا و ابتعدنا
و يسارع الآخرون بالتدخل لإصلاح حياتنا كما يتخيل البعض
فمساعدة البعض منهم تسبب لنا الاختناق أحياناً
و البعض الآخر يقدمون حلول واهية
و البعض يتضرع إلى الله راجين منه أن يغير حالنا بمعجزة من السماء
و البعض يرثي لحالك لبعض الوقت ثم يمضي في طريقه غير مهتم
و لكن هناك من يأخذ بيدك بصبر
و على مهل …و بكل الحب…لكي يرتقي بك درجة…. درجة ….
فهؤلاء هم أحباؤك…
و هؤلاء هم رفقاء دربك…..
فألتصق بهم…و بادلهم الحب…
و اشبك أياديك مع أياديهم….
لترتقي معهم و بهم …