ذآت الہۧردآء الأحہہۧمہرۦۦ *¤§(*§متميزة§*)§¤* معلوماتاضافية
المشاركات : 2107 التقييم : 109 النقاط : 6637 العمر : 24 الجنس : الدولة : الهواية : المزاج : الشلة : شلة الهبل | موضوع: حاجات نفسية السبت يوليو 09, 2016 2:21 pm | |
| حاجات نفسية زود الله الإنسان بعدد كبير من الحاجات، منها ما هو ضروري للمحافظة على بقائه، كالحاجة إلى الطعام والماء والراحة، ومنها ما هو ضروري لبقاء النوع والمحافظة عليه، كالجنس. ويُطلق على هذا النوع "الحاجات الفسيولوجية"، وهي حاجات فطرية أولية، يشترك فيها الحيوان مع الإنسان. أما النوع الثاني من الحاجات، فيُطلق عليه "الحاجات النفسية"، وهي حاجات ضرورية للتكيف والتوافق مع الآخرين، سواء أكانت حاجات شعورية يدركها الفرد، أو حاجات لا شعورية لا يدركها وتحتاج إلى متخصص للكشف عنها وإجلائها. والحاجات النفسية ذات أهمية كبيرة في حياة الإنسان؛ فعدم إشباعها يؤدي إلى الشعور بالإحباط، وإلى إعاقة الصحة النفسية؛ بينما يؤدي إشباعها إلى النمو النفسي السوي، وعدم الإصابة بالاضطرابات النفسية الحادة. ويحتاج إشباع هذه الحاجات إلى حرية التعبير اللفظي، أي حرية الفرد في التعبير عما يرغب فيه، وحرية التعبير عن الذات والبحث عن المعلومات، وتوافر البيئة النفسية المواتية والسوية أيضاً. كما أن تصور الواقع الاجتماعي عن إشباع الحاجات عموماً، يمكن أن يفجر لدى الأفراد العديد من المشكلات، التي تنعكس آثارها على الفرد والمجتمع ذاته. ولما كانت الحاجة هي أم الاختراع، فإن هذا يُشير إلى القوة الحافزة للحاجة التي تدفع الفرد للبحث عن حلول مبتكرة لما يعترضه من مشكلات؛ فالحاجة هي التي توجه الفرد إلى التركيز على موضوع المشكلة أو محورها، وإلى البحث والدراسة حولها، وإلى المثابرة في أداء الأعمال وزيادة كفاءة البحث والتقصي. وللحاجة أهميتها الخاصة في عملية التعلم؛ فالحاجة إلى الإنجاز والتحصيل وتحقيق المكانة العلمية، تستثير سلوك الفرد وتوجهه نحو تعلم خبرات جديدة دائماً. فإذا ما تحقق له ذلك انخفض توتره. ويكون انخفاض التوتر هو المكافأة التي يحصل عليها، نتيجة بذله للجهد في عملية التعلم. أما عن الأهمية المجتمعية للحاجات النفسية، فتتجلى في أن وقوف الدول والمسؤولين على الهوة التي تفصل بين الأفراد وحاجاتهم، من ناحية، والواقع الذي يعيشون فيه دون أن يحقق لهم الإشباع، من ناحية أخرى، يؤدي بالمجتمعات إلى وضع السياسات التربوية والدينية والتعليمية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية، واتخاذ الإجراءات لإغلاق تلك الهوة أو ردمها ورفع المعاناة عن الأفراد، حتى يمكنهم أداء أدوارهم الحقيقية بالكفاءة المطلوبة. ولإشباع الحاجات النفسية دور هام في تحقيق النمو النفسي، خلال المراحل الارتقائية المختلفة؛ فقد تبين –مثلاً- أن الشعور بالأمن النفسي يكمن في شعور الفرد بتقبل الآخرين له وحبهم إياه، وأنهم يعاملونه بدفء ومودة، وشعوره بالانتماء إلى الجماعة، وأن له دوراً فيها، وإحساسه بالسلامة وندرة شعوره بالخطر أو التهديد أو القلق. إن الشعور بالأمن النفسي يعني أن البيئة الاجتماعية بيئة صديقة، كما يحقق شعور الفرد بأن الآخرين يقبلونه داخل الجماعة. إن الفرد الذي يشعر بالأمن والإشباع في بيئته الاجتماعية في الأسرة، يميل إلى أن يُعمم هذا الشعور؛ فيرى في الناس الخير والحب، ويتعاون معهم. أما الفرد غير الآمن نتيجة لعدم إشباع حاجاته النفسية، فيكون في خوف دائم، ويعيش في حالة من عدم الرضى، ويرى أن البيئة تمثل تهديداً خطيراً لذاته، ما يعوق نموه النفسي، ومروره بالمراحل الارتقائية بسلام. إن معرفة الحاجات النفسية يُمكِّن من قياسها، على نحو يؤدي إلى الوقوف على شدتها ونوعها، ما يعين على ضبط السلوك وتوجيهه، وإلى توظيف هذه الحاجات النفسية في مجالات التعلم والتدريب والإنتاج. أولاً: تعريف الحاجات النفسية يُقصد بها نقص شيء ما، بحيث لو كان موجوداً لأعان على تحقيق ما فيه صالح الفرد، أو تيسير سلوكه المألوف. أو هي توتر يتولد لدى الفرد نتيجة لنقص معين؛ أو هي قوة في المخ تنظم الإدراك والفهم والتفكير والمجهود العقلي، على نحو يكفل تحويل موقف غير مُرضي، إلى اتجاه مُرضي. وتُعرف الحاجة أيضاً، بأنها ذلك المظهر الطبيعي، الذي تتخذه الحساسية الداخلية، والذي يوقظ ميلاً إلى إنجاز فعل معين، أو ميلاً إلى البحث عن شيء بعينه؛ أو هي الميل إلى إنجاز أفعال معينة أصبحت عادات، أو الميل إلى استخدام أشياء معينة. كما تُعرف الحاجات النفسية بأنها قصور أو عدم اتزان، في الأنسجة يُطلق "السلوك"؛ فالحاجة -بصورة عامة- تعني أي شيء، يخل بالتوازن الأمثل. ومن الأمثلة السابقة لتعريف الحاجات، يتضح أن: 1. الحاجة تكوين فرضي يُستدل عليه من وجهة السلوك والهدف، الذي يسعى لبلوغه، ومن مثابرة الفرد واستمراره في بذل الجهد، سعياً لبلوغ الهدف المنشود. وكذلك من الانتباه الانتقائي والاستجابة لمثيرات معينة دون غيرها، ومن التعبير الانفعالي بالارتياح عند الإشباع، وبالضيق وعدم الرضا عند الإخفاق في الإشباع. 2. الحاجة كتكوين فرضي، تربط بين مثير واستجابة؛ إنها رابطة غير مرئية لا يمكن ملاحظتها مباشرة، بل يُستدل عليها. إنها إمكانية أو استعداد للاستجابة بطريقة معينة، في ظل ظروف معينة (مثل وجود نقص ما). 3. تُستثار الحاجة عندما يشعر الفرد بنقص ما، أو حرمانه من شيء معين؛ فغياب الأم يشعر الطفل بنقص الأمان عندئذ تُستثار حاجته للاطمئنان. ويؤدي هذا النقص إلى توتر الطفل على نحو يؤدي إلى زيادة طاقته وتوجيهها، لكي يخفض أو يزيل هذا التوتر. ثانياً: خصائص الحاجات النفسية 1. الحاجات النفسية تميز الإنسان؛ فهو يسعى إلى الحب والانتماء، لكي يشعر بالأمن والاطمئنان؛ ويسعى إلى الاستطلاع وكسب المعرفة، حتى يستطيع إنجاز ما يريد. وقد وضع العلماء تنظيمات مختلفة للحاجات النفسية، مثل التنظيم الهرمي عند "ماسلو". 2. لا تُدرك الحاجات مباشرة، شأنها في ذلك شأن كثير من المفاهيم الإنسانية؛ ولكن يُستدل عليها من السلوك؛ فالرضيع الذي يصرخ وهو شبعان، إنما يُعبر عن حاجته للأمن والاطمئنان، ورغبته في الشعور بالدفء الأمومي. ويُستدل على هذه الحاجات من تحرك الكائن نحو أهداف معينة، ومثابرته لتحقيقها. 3. يختلف ترتيب الحاجات، بحيث كلما ارتفعت الحاجة، كان ظهورها متأخراً في عملية التطور؛ فالحاجة للأمن تبدأ في الظهور (وفقاً لنظرية ماسلو) عندما تُشبع الحاجات الفسيولوجية، وتأتي حاجات الانتماء والحب متأخرة في النمو، وقبل الحاجة إلى التقدير. أما الحاجة إلى تحقيق الذات، فقد وضعها العلماء على قمة هرم الحاجات. 4. تظهر بعض الحاجات النفسية العليا في تنظيم الحاجات في أواسط عمر الإنسان، وقد لا تظهر على الإطلاق، كالحاجات الجمالية المتمثلة في حب النظام، والرغبة في إتمام العمل، وتكامل الأداء. 5. تكون الحاجات العليا في الترتيب، أقل إلحاحاً في الإشباع من الحاجات الدنيا، ومن ثم فإنها أقل علاقة بالبقاء؛ فحاجات الانتماء والحب أقل إلحاحاً من الحاجات الفسيولوجية، نظراً لأن الأخيرة ترتبط ببقاء الإنسان حياً؛ فحياته تتوقف بالدرجة الأولى على إشباع حاجاته الفسيولوجية على اختلافها. 6. يؤدي إشباع الحاجات العليا في الترتيب، إلى الشعور بالسعادة وراحة البال؛ فحاجة تحقيق الذات تُشعر الفرد برضائه عن نفسه وموقفه في الحياة، كما تجعله أكثر شعوراً بالعزة وترفع من روحه المعنوية. 7. يتطلب إشباع الحاجات العليا في التنظيم ظروفاً بيئية أفضل، كي تظهر وتؤدي وظائفها، ومع انتقال الإنسان من إشباع حاجة دنيا إلى حاجة تعلوها في التنظيم، تقل بالتدريج حاجاته الحيوانية وتزداد إنسانيته. 8. تختلف شدة الحاجات النفسية تبعاً لاختلاف مراحل النمو؛ فحاجات الرضيع النفسية تكون أكثر ارتباطاً بالحاجات الفسيولوجية، ويغلب عليها الحاجة للحب والطمأنينة الأمومية. أما حاجات المراهقين، فتظهر واضحة في الحاجة للمعرفة وللتذوق الجمالي، ولتحقيق الذات، وإلى تنمية المهارات الشخصية. فإذا ارتقى الشخص في سلم التعليم، تزداد حاجته للتحصيل وللتحمل المرتبط بالتحصيل. أما في الشيخوخة ولدى كبار السن، فتزداد الحاجة للمعاضدة والتواد والتكامل الذاتي. وتختلف شدة الحاجات النفسية وفقاً للبيئة؛ فأطفال المناطق النائية تزداد لديهم الحاجة للحب والعطف، والرعاية، والتوجيه، والتقدير الاجتماعي، وللحرية والاستقلال، والحاجة للثقافة، وللأمان النفسي والاقتصادي. كما تختلف الحاجات النفسية بناءً على الجنس؛ كذلك فحاجات الذكور هي التحمل والعطف على الغير، والحاجة للتغيير والاستقلال؛ بينما حاجات الإناث هي الحاجة للتحمل والنظام والعطف، والحاجة للاستعراض والخضوع. وتكتسب الحاجات خواصها من خلال الإطار الثقافي والاجتماعي، الذي يعيش فيه الفرد؛ فالحاجة إلى النجاح والإنجاز تظهران بوضوح لدى أبناء الطبقة الوسطى، التي يتوافر لها قدر من الثقافة والتعليم، وتسعى إلى تحقيق مستوى أعلى في المجتمع. 9. قد تسيطر حاجة معينة على السلوك، إلا أن السلوك، عادة، يكون محدداً بحاجات متعددة؛ أي أن ثمة مركباً متشابكاً من التفاعلات بين الحاجات، وإن كانت كل حاجة تميل إلى أن تربط نفسها بموضوع، أو موضوعات معينة، وبذلك يتكون ما يُسمى بمركب الحاجة، الذي يتحقق ويظهر في سلوك صريح. وقد لا يفعل ذلك ويظل كامناً يؤثر؛ ولكن لا يظهر. ثالثاً: تصنيفات الحاجات النفسية تعددت تصنيفات الحاجات النفسية وكيفية تنظيمها، وفيما يلي بعضاً من الأمثلة: 1. التصنيف إلى حاجات ظاهرة تُعبر عن نفسها مباشرة، في صورة أفعال أو تعبيرات موضوعية، مثل التحصيل أو الإنجاز، الخضوع، النظام، الاستعراض، الاستقلال الذاتي، التواد، التأمل الذاتي، المعاضدة، السيطرة، لوم الذات، العطف، التغيير، التحمل، الجنسية الغيرية، العدوان. أما النوع الثاني، فهو الحاجات الكامنة، وهي التي لا تُعبر عن نفسها مباشرة، بل تُعبر عن نفسها في صورة مقنعة تخيلية، أو تعبيرات شبه موضوعية، كالأخاييل والأحلام والإسقاطات. ومن هذه الحاجات لوم الذات المكبوت، العدوان المكبوت، المعرفة المكبوتة، السيطرة المكبوتة، الاستعراض المكبوت، الجنس المكبوت. 2. حاجات محورية متمركزة، وحاجات منتشرة؛ فبعض الحاجات يرتبط ارتباطاً وثيقاً بأنواع معينة من الموضوعات البيئية، في حين يُعمم بعضها بحيث يمكن استخدامه في أي موقف بيئي. 3. حاجات الأداء وحاجات الكمال وحاجات النفع أو التأثير: ويقصد بحاجات الأداء النزعة إلى أداء أعمال معينة، بهدف الأداء في حد ذاته. أما حاجات النفع، فهي الحاجات التي تؤدي إلى حالة أو نتيجة نهائية مرغوب فيها. ومن ناحية أخرى، تتضمن حاجات الكمال أداء شيء ما، على درجة معينة من الامتياز والجودة. ويظل النشاط الذي يقوم به الفرد موضعاً للمكافأة والإثابة. وتُشبع حاجات الكمال بواسطة امتياز الشكل، والوضوح والتماسك المنطقي، والعادات الاجتماعية، والأناقة اللفظية. 4. يرى أصحاب الاتجاه السوسيوسيكولوجي (الاجتماعي النفسي) أن الحاجات النفسية إنسانية وموضوعية خالصة؛ فهي لا توجد عند الحيوانات، وهي ليست أولية أو ثانوية، ومنها الحاجة للانتماء، والحاجة إلى التعالي، والحاجة إلى الارتباط بالجذور، والحاجة إلى الهوية، والحاجة إلى إطار مرجعي. 5. يرى أنصار التحليل النفسي الحديث، أن الفرد يكتسب الحاجة وهو يحاول العثور على حلول لمشكلة اضطراب العلاقات الإنسانية. وتكون هذه الحاجات عصابية (تُشير إلى اضطراب نفسي) نظراً لكونها حلولاً غير منطقية للمشاكل. وهذه الحاجات هي: أ. الحاجة العصابية للحب والتقبل. ب. الحاجة العصابية إلى شريك يتحمل مسؤولية حياة الفرد. ج. الحاجة العصابية إلى تقييد الفرد لحياته داخل حدود ضيقة. د. الحاجة العصابية إلى القوة. هـ. الحاجة العصابية إلى الاستقلال عن الآخرين. و. الحاجة العصابية إلى المكانة المرموقة. ز. الحاجة العصابية إلى الإعجاب الشخصي. ح. الحاجة العصابية إلى الاكتفاء الذاتي والاستقلال. ط. الحاجة العصابية إلى الكمال واستحالة التعرض للهجوم. 6. إضافة إلى الحاجات الفسيولوجية، توجد الحاجات الاجتماعية، مثل الحاجة للحب، والانتماء، والتشابه مع الغير. وحاجات الأنا. وكذلك الحاجات التكاملية، مثل الحاجة لخبرات تقوي الصلة بالواقع، والحاجة للانسجام والتوافق مع الواقع، والحاجة لتقدم الرمزية، وذلك بالتنظيم المستمر للخبرة والوصول منها إلى تصورات عامة وإلى رموز، والحاجة للتوجيه الذاتي المتزايد، والحاجة للتوازن المعقول بين النجاح والفشل، والحاجة لتكوين شخصية فردية متميزة، والحاجة لنفاذ البصيرة وانتقاء الأشياء والمواقف المتصلة بالحاجات النفسية، وتجاهل ما عداها. 7. وثمة تصنيف للحاجات بتصورها على شكل هرمي، أي مرتبة ترتيباً هرمياً على أساس قوتها. وعلى الرغم من أن جميع الحاجات فطرية (عند ماسلو)، فإن بعضها أقوى من الآخر. وكلما انخفضت الحاجة في التنظيم الهرمي، كانت أكثر قوة؛ وكلما ارتفعت في التنظيم، كانت أضعف، وكانت مميزة بدرجة كبيرة. ويوضح الشكل التالي التنظيم الهرمي للحاجات.
ومع انتقال الفرد من مستوى إلى آخر في التنظيم الهرمي للحاجات، تقل حيوانيته وتزداد إنسانيته. ويتقدم الفرد من مستوى لآخر بإشباع مجموعة من الحاجات، التي تخص المستوى الأدنى في التنظيم. 8. وضع بريسكوت تصنيفاً للحاجات النفسية، يتضمن: أ. حاجات خاصة بأفعال مرتبطة بأشياء غير حية، مثل الحاجة للتملك، والحاجة للصيانة، والحاجة للنظام، والحاجة لاستبقاء الأشياء أو الاحتفاظ بملكيتها، والحاجة للبناء. ب. حاجات خاصة بأفعال تُعبر عن الطموح أو إرادة القوة، والرغبة في التحصيل والمكانة، مثل الحاجة للتفوق، والحاجة للتحصيل، والحاجة للشهرة أو التقدير، والحاجة للظهور. ج. حاجات تُكمل حاجات التحصيل والشهرة، مثل الحاجة لصيانة حرية الذات وحفظ الكرامة، والحاجة لتجنب الحط من الشأن، والحاجة للانقياد، والحاجة للتشابه، والحاجة للاستقلال الذاتي، والحاجة للمغايرة. 9. وضع موراي تصنيفاً آخر للحاجات النفسية، من حيث طرق التعبير عنها ومستويات هذا التعبير. ومن هذه الحاجات، الحاجات المتحققة أو الواضحة الظاهرة الصريحة، وحاجات شبه متحققة، وحاجات ذاتية أو غير واضحة. وأشار موراي إلى وجود حاجات شعورية، وأخرى لا شعورية. 10. وضعت كول تصنيفاً للحاجات النفسية الخاصة بالمراهقين، والتي تُعبر عن نفسها في صورة مشكلات. ومن مجالات هذه الحاجات، تكوين ميول جنسية غيرية، التحرر من السلطة الوالدية، النضج الانفعالي، النضج الاجتماعي، النضج العقلي، تكوين فلسفة للحياة. ويتضح من العرض السابق للتصنيفات، اختلاف تلك التصنيفات وتباينها. يرجع ذلك إلى المنحى الفكري للمؤلف أو الباحث. فالتحليل النفسي مثلاً كمنحى فكري، يختلف عن المنحى السلوكي. وهذا المنحى يؤثر في تصور كل منهما للطبيعة السيكولوجية للفرد، وفي المنهج المتبع في الدراسة. فإذا كان التحليل النفسي يعتمد على التحليل الكيفي، فإن المنحى السلوكي يعتمد على المنحى الكمي. وثمة عامل آخر أدى إلى تعدد التصنيفات، هو التفاوت في النظرة إلى مدى اتساع الحاجة النفسية. فقد تكون نظرة شاملة أو نوعية، وقد تكون هذه النظرة مرتبطة بتصور كل منحى فكري للطبيعة السيكولوجية للفرد. رابعاً: تعريف بعض الحاجات النفسية 1. الحاجة الفسيولوجية: هي الحاجة اللازمة لبناء جسم الإنسان ونموه، كالحاجة إلى الطعام والشراب، والحاجة اللازمة للمحافظة على النوع، مثل الحاجة إلى الجنس، وهي حاجات خاصة بالمحافظة على التوازن الفسيولوجي الضروري للجسم. 2. الحاجة للأمن: تمنح هذه الحاجة الفرد الشعور بأنه يحيا في بيئة متحررة من الخطر. وإشباع مثل هذه الحاجات تبدد مخاوف الفرد، وتشعره بأنه يعيش في بيئة تتسم بالأمن والأمان. 3. الحاجة للانتساب: وتعني تفضيل الفرد الانضمام للآخرين والوجود معهم، وتكوين الصداقات، وإظهار مشاعر التعاطف نحوهم، وتفضيل العمل مع الآخرين عن العمل منفرداً، والشعور بالمتعة والتقدير الإيجابي من خلال الاتصال بهم، والرغبة في الحصول على مساندتهم وجذب انتباههم، وكذلك الحصول على التقييم الذاتي من خلال المقارنة الاجتماعية بالآخرين. 4. الحاجة إلى التفاعل والاحتكاك بالآخرين: وهي تعبر عن رغبة الفرد في اكتساب خبرات ومهارات جديدة من الآخرين، ومعرفة أكثر بهم والاختلاط معهم، وتكوين صداقات جديدة، وتنمية العلاقات الاجتماعية، والمشاركة في المناقشات وتبادل الآراء، والاستفادة من خبرة الآخرين. 5. الحاجة للمعرفة: وهي حاجة الفرد لأن يتجول مستكشفاً، وأن يسأل ويشبع رغبته في الاستطلاع، وأن يدقق النظر ويرهف السمع ويفحص، وأن يقرأ ويبحث عن المعرفة، وأن يتزود بها في المجالات المختلفة. 6. الحاجة للاستقلال الذاتي: وهي قدرة الفرد على الذهاب والمجيء كما يرغب، وأن يكون له رأيه في الموضوعات المختلفة، وأن يكون مستقلاً عن الآخرين في اتخاذ القرارات، وأن يشعر بالحرية فيما يريد أن يقول ويفعل. 7. الحاجة للتأمل الذاتي: هي أن يحلل الفرد دوافعه ومشاعره، وأن يلاحظ الآخرين، وأن يهتم بمشاعرهم إزاء المشكلات التي يواجهونها، وأن يضع نفسه مكان الآخر، وأن يحكم على الناس بالأسباب (الأهداف) التي يعملون من أجلها، لا بما يعملون، وأن يحلل سلوك الآخرين ودوافعهم، وأن يتنبأ بطريقة سلوكهم في المواقف المختلفة. 8. الحاجة إلى تحقيق مكانة اجتماعية: وتعني رغبة الفرد في الوصول إلى مركز اجتماعي لائق، يرفع من قيمته بين أفراد أسرته ومعارفه، ومساعدة الآخرين على حل مشكلاتهم، والحرص على تنمية العلاقات الاجتماعية، وتكوين علاقات اجتماعية جديدة، والمساعدة في خدمة الآخرين، واكتساب تقديرهم، وتحقيق مركز قيادي بين معارفه. 9. الحاجة إلى حرمة الذات وحفظ الكرامة: وهي تشمل الرغبات والمحاولات، التي تؤدي إلى منع الاستهانة بالذات، وإلى أن يحفظ الشخص اسمه أو سمعته طيبة، وأن يسلم من النقد، وأن يحافظ على مستواه.
|
|