[size=32]سرطان الثدي وعلاقته بالناحية النفسية [/size]
يدفع إلى انقسام غير طبيعي لخلايا الجسم ويفقده المناعة
باحثة: الاكتئاب يرفع معدلات سرطان الثدي في المملكة
كشفت دراسة سعودية أن الاكتئاب والمشاكل النفسية لدى السعوديات من أسباب ارتفاع الإصابة بمرض سرطان الثدي، الذي يعد الأكثر انتشاراً بين أنواع السرطانات الأخرى في المملكة وثاني أسباب ارتفاع حالات الوفيات بعد سرطان الرئة.
وقالت زينب علوي الهندول، الباحثة في قسم الدراسات العليا في جامعة الملك عبد العزيز في جدة "هناك علاقة بين مرض سرطان الثدي ومرض التوتر النفسي (الكآبة)، حيث إن زيادة نسبة بعض الهرمونات مثل الكورتيزول والاستراديول تؤدي إلى زيادة نسبة انقسام الخلايا، وبالتالي إلى النمو غير الطبيعي للخلايا المسببة للأمراض السرطانية".
وتوصلت الباحثة من خلال دراسة "علاقة الضغط النفسي والهرمونات بسرطان الثدي إلى أن انخفاض نسبة هرمون البروجستيرون يؤدي إلى انخفاض مستوى أنزيم سوبر أوكسيد ديسميوتيز، الذي يعمل على حماية الجسم من الشقوق الحرة التي تضعف جهاز المناعة وخصوصاً الخلايا القاتلة الطبيعية للسرطان، التي تعمل على حماية الجسم من هذا المرض.
وشمل البحث دراسة هرمونات التوتر مثل البرولاكتين والكورتيزول، إضافة إلى الهرمونين الأنثويين الاستراديول والبروجستيرون وكذلك الهرمون الذكري الاندروجين، إضافة إلى أنزيم سوبر أوكسيد ديسميوتيز وذلك في بلازما الدم لبعض المريضات السعوديات بهذا المرض.
وقد أسفرت الاختبارات السريرية على المريضات أن هناك علاقة بين الإصابة بهذا المرض والبلوغ في سن مبكرة، وعمر أول ولادة، البدانة، سن انقطاع الطمث، التداوي بالعقاقير، والهرمونات.
ولاحظت الباحثة أن المرأة التي تتداوى بالهرمونات لديها احتمال مضاعف للإصابة بسرطان الثدي أكثر من التي لم تتعاط هذه الهرمونات، وكذلك المرأة التي تتداوى بالعقاقير المخصبة لديها احتمال الإصابة بالمرض بأضعاف مقارنة بالتي لم تتداو بهذه العقاقير.
من جهة أخرى، أكدت لـ "الاقتصادية" رقية الهديان إخصائية نفسية، أن الضغط النفسي يؤدي إلى إفراز هرمونات عصبية تؤدي إلى زيادة هرمون الكورتيزول الذي يعرف بتأثيره المثبط للجهاز المناعي وهو نفسه الذي يعطى للمرضى عند نقل الأعضاء بهدف منع رفض الجسم لهذا العضو عبر تثبيط الآليات المناعية.
وأضافت "إن المستويات المرتفعة للكورتيزول تثبط عمل الخلايا المناعية المقاومة لأي عوامل خارجية كالجراثيم والفيروسات وغيرها، وبالتالي يكون المرء الذي يتعرض للضغط النفسي فريسة سهلة لأي مرض فيروسي، ما يفسر ضعف مقاومة المرض إذا كان المريض يعاني مشاكل نفسية".
وزادت الهديان "إن السرطان هو المسبب الثاني بعد أمراض الشرايين القلبية للموت في العالم ويعتقد العلماء أن الضغط النفسي الشديد قد يؤدي إلى نقص المناعة في مرحلة حرجة من تطور السرطان".
وأبانت الهديان، أن هناك عوامل كثيرة باتت واضحة التأثير في نشوء السرطان أو تدهور الحالة المرضية واستعصائها على العلاج، من تلك الأسباب زيادة حدوث السرطان في العائلة الواحدة، حيث كان المتهم دور الجينات كعامل مهم في حدوث السرطان ولكن البحوث أثبتت فيما بعد أن تلك الزيادة كانت أيضًا بسبب تشابه نمط الحياة وما يتعرضون له من ضغوط نفسية بين أفراد العائلة.
وأشارت إلى أنه من العوامل المهمة أيضًا في مسار المرض الدعم النفسي والاجتماعي الذي يتلقاه المريض، حيث أثبتت بعض الدراسات، التي أجريت على نساء أصبن بسرطان الثدي وجود علاقة واضحة بين ما تتلقاه المريضة من حب وطمأنة من قبل أفراد الأسرة ومقاومتها المرض وتحسن استجابتها للعلاج الفيزيائي ومنع حدوث الانتكاسات.