الاكتئاب مرض منتشر لدى الصغار والكبار والذكور والإناث ، وقد يصيب حتى أطفال ما قبل عمر المدرسة بنسبة 0،3% ، وأطفال المدارس الابتدائية بنسبة 3،1% ، وفي أوائل سن المراهقة قد يصيب الاكتئاب المراهقين بنسبة 8% ، فيما تصل النسبة إلى 20% لدى المراهقين الكبار ، وذلك حسب بعض الدراسات العلمية .
كما أن نسبة الاكتئاب ترتفع لدى الأطفال مع إصابتهم بأمراض عضوية مزمنة ، حيث أظهرت الدراسات العلمية أن قرابة 10% من هؤلاء الأطفال لديهم اكتئاب نفسي ، بالإضافة إلى أن نسبة الاكتئاب تزداد لدى الأطفال المنومين في الأجنحة العامة إلى 20% ، ولدى المراهقين المنومين إلى 40% وخاصة الإناث .
وقد يستغرب البعض كيف يصاب طفل صغير بالاكتئاب وليس لديه هموم ولا ضغوط حياتية ، ولكن أسباب الاكتئاب كثيرة فبعض الأمراض التي تصيب الدماغ قد تؤدي إلى الاكتئاب ، بسبب تغيرات عضوية تحصل في الدماغ ، وحتى بدون أمراض عضوية فإن الاكتئاب – لدى الصغار والكبار – يصحبه خلل في النواقل العصبية التي تقوم بضبط مزاج الإنسان الطبيعي فإذا اختلت هذه المواد الكيميائية العصبية حصل الاكتئاب .
واكتئاب الأطفال قد يظهر في صورة حزن وملل مستمر ، وانخفاض في المزاج ، وفقدان للمتعة في معظم الأنشطة الحياتية اليومية ، وانعزال عن مشاركة الآخرين ، مع اضطراب في النوم وشهية الطعام .
أما علاقة الاكتئاب بالأمراض العضوية فتظهر في إحدى الصور التالية أو في عدد منها :
[size=32] *[/size] المرض العضوي قد يؤدي إلى خلل عضوي في الجهاز العصبي أو إلى اضطراب في بعض الغدد والهرمونات مما يؤدي إلى ظهور الاكتئاب .
[size=32] *[/size] غالبا ما يصحب المرض العضوي بعض الانعكاسات النفسية على الطفل أو المراهق وخاصة عندما يكون المرض العضوي مزمنا ، أو يتطلب تدخلات طبية متكررة ، أو يحتاج إلى دخول وتنويم متكرر في المستشفيات ، فقد تؤدي هذه الصعوبات إلى ظهور الاكتئاب لدى هذا المريض .
[size=32] *[/size] قد تكون الأعراض الجسدية المتكررة التي يشكو منها الطفل تعبيرا متكررا عن اكتئاب نفسي غير ظاهر ، وخاصة إذا لم يوجد تفسير طبي عضوي لهذه الأعراض الجسدية المتكررة .
[size=32] *[/size] قد تكون أعراض الاكتئاب تعبيرا عن وجود مرض عضوي لم يتم تشخيصه لدى الطفل .
[size=32] *[/size] بعض الأدوية الطبية قد تسبب اكتئابا لدى بعض الأطفال .
[size=32] *[/size] وجود الاكتئاب يسبب تأخر علاج بعض الأمراض العضوية .
العلاج :
يحتاج الطفل أو المراهق المكتئب المصاب ببعض الأمراض العضوية إلى الدعم النفسي المستمر ، وإلى تفهم حالته وإعطائه فرصة للتعبير عما يشعر به من آلام وانزعاجات نفسية بسبب مرضه العضوي ، وفي حالة استمرار الاكتئاب وتأثيره على حياة المريض فلابد من عرضه على مختص نفسي لتقديم العلاج الطبي النفسي ، إما عن طريق الجلسات النفسية أو عن طريق بعض الأدوية النفسية الآمنة .