النظريات التي تفسر الدافعية
النظريات التي تفسر الدافعية : إعداد (ديار كمال أسعد جرمكا) *
إن أي سلوك إرادي يصدرعن الفرد لابد أن يكون مدفوعا بدافع معين أو عدد من الدوافع وقد تختفي الدوافع الحقيقية أحيانا خلف دوافع ظاهرية يعتقدها الفرد , ولهذا تعددت النظريات التي تفسر الدوافع , وفيما يلي تفسير تلك النظريات.
أولا: نظرية مدرج الحاجات
يشير (محمد حسن علاوي,1998) بأن ابراهام ماسلو (Maslow1970) قدم هذه النظرية التي حدد فيها سلسلة متدرجة مرتبة من أدنى مراتب الحاجات الانسانية الى أعلاها وأشار ماسلو الى ان الأفراد يشبعون حاجاتهم طبقاً لنظام طبيعي لأولوليات الجسم والعقل ، وقسم هذه الاولويات على فئتين هما :
- حاجات النقص:
تتضمن حاجات ضرورية حياتية أو الحاجات الأساسية للحياة التي تتضمن حاجات استهلاك الطاقة ، والحاجة للشعور بالامان التي لها اولوية في حياة الانسان.
- حاجات النمو:
“وتتضمن الحاجات النفسية والاجتماعية مثل حاجة الحب والانتماء والصداقة والحاجة الى تقدير الذات والحاجة الى تحقيق الذات” , “ونظرية (ماسلو) إشتهرت في ميدان الدوافع بسبب ابتعادها عن الغريزة في تفسير السلوك الانساني، مما ولدت الكثير من الدراسات وهذا دليل على ان النظرية اثارت اهتمام الدارسين والباحثين في ميدان علم النفس بشكل خاص” .
وأن هذه النظرية يمكن أن تجد لها تفسير من حيث النشاط الرياضي بشكل مباشر أو غير مباشر ، فلاعب المحترف يحتاج الى إستهلاك الطاقة وهنا نقصد بإستهلاك الطاقة الأكل والشرب ، وهذا يتحقق للحارس المحترف من خلال اللعب من أجل المال ، على إن الدافع هنا قد يكون الى جانب ذلك نابع من حاجات النمو من حيث تحقيق الذات وتقديره من خلال التفوق في النشاط الممارس.
ثانيا: نظرية الغرائز
” أصحاب نظرية الغرائز حاولوا تفسير دوافع السلوك على اساس الغرائز, وأشاروا الى ارتباط كل نشاط يقوم به الانسان بغريزة من الغرائز.والغريزه مصدرها وظيفة بدنية لأنها تصدر عن حالة اثارة بدنية أو دافع ملح أو توتر داخل الجسم والتي تتجه نحو موضوع معين لبلوغ هدف ما لكي يتحقق ازالة الاثارة والتوتر , وبالتالي حدوث اللذه والاشباع” ( ) , “وقد تبنى هذه النظرية العديد من العلماء مثل مكدوجل (Mcdogal ) في سنة (1908) وحددها بـ(14) غريزة ، منها المقاتلة وإنفعالاتها والغضب والخوف ، أما ثورندايك (Thorndike) فقد عرض (42) غريزة مثل الاكل والضحك ، كما عرض وليم جيمس (James) (32) غريزه ، وفرويد Frued)) صنف الغرائز الى غرائز الحياة وتتمثل بالحاجات الجسمية وغرائز الموت وتتجلى بقوى التدمير والعدوان” .
ثالثا: نظرية التنشيط- الاستثارة :
أشار (ويتج) (Wittig) في سنة (1992) الى إن الفرد لديه مستوى معين مناسب من (التنشيط- الاستثارة) ، وان السلوك يكون موجها لمحاولة الاحتفاظ بهذا المستوى.وهذا يعني بانه إذا كانت مثيرات البيئة عالية لدرجة كبيرة فإن السلوك يكون مدفوعاً لمحاولة (التنشيط- الاستثارة) , اما إذا كان مستوى (التنشيط- الاستثارة) منخفضاً جداً فإن السلوك عندئذ يكون مدفوعاً لمحاولة الارتقاء بمستوى (التنشيط- الاستثارة). ويمكن ان نجد لنظريتي الحافز ونموذج حرف ((U المقلوب تفسير لـ (التنشيط- الاستثارة) , فنظرية الحافز تشير إلى أن العلاقة بين الدافعية( الحافز) والاداء علاقة طردية خطية ، وكلما ارتفعت مستويات الدافعية ( الحافز) لدى الفرد كلما تحسن السلوك والاداء. في حين إن نموذج حرف (U) المقلوب يشير بصفة اساسية الى انه كلما ارتفعت مستويات (التنشيط- الاستثارة) ( الدافعية) كلما زادت جودة السلوك او الاداءالى نقطة معينة يصل فيها الاداء الى الافضل وبعد ذلك فإن الزيادة في (التنشيط- الاستثارة) (الدافعية) تؤدي الى هبوط مستوى جودة السلوك والاداء.
رابعا: نظرية التعلم الاجتماعي:
وتشير نظرية التعلم الاجتماعي في مجال الدافعية الى إن نجاح أو فشل إستجابة معينة تؤدي الى التعرف على الجوانب التي يمكن أن تؤدي الى نتائج ايجابية أو نتائج سلبية وبالتالي تنشأة الرغبة والدافع في تكرار السلوك الناجح. كما أن التعلم بملاحظة نجاح او فشل الآخرين قد يكون كافياً لانتاج حالات الدافعية. وقد أشار باندور (1990) الى أن نظرية التعلم الاجتماعي تتأسس على التعلم بالنمذجة أو القدوة أي التعلم بالتقليد ، فعندما يقوم المدرب الرياضي بإداء مهارة حركية فإن اللاعب بملاحظته لهذا الانموذج يكون مدفوعاً لتعلمه ومحاولة تقليده بصورة دقيقة قدر الإمكان , و يضيف باندورا إلى إن التعلم الاجتماعي يرتبط بالتعزيز الاجتماعي على اساس ان السلوك أو الاداء الذي يتم تعزيزه أو تدعيمه يكون بمثابة دافع او حافز أو باعث للفرد لتكرار مثل هذا السلوك أو الاداء مرة اخرى .