يتم التعرف على المرض النفسي من خلال عملية تسمى ب"التشخيص النفسي العيادي"
التشخيص النفسي:
هي تلك العملية التي يقوم بها "الأخصائي النفسي" يجمع في سياقها البيانات والمعلومات عن الفرد ليعالجها معالجة خاصة تمكنه من أن يرسم صورة تحليلية متكاملة لشخصية هذا الفرد تتضمن وصفا دقيقا لقدراته وإمكاناته ومشكلاته وأسبابها وذلك بهدف وضع تصور أو إستراتيجية معينة لخطة عمل ملائمة تنفذ على هذا الفرد.
ماهي أهداف التشخيص النفسي؟
. هدف علمي معرفي :الحصول على المعلومات والبيانات الغزيرة هوليس هدفا رئيسيا لعملية التشخيص النفسي في حد ذاته .... ولكن الذي يبحث عنه الأخصائي الإكلينيكي /الطبيب النفسي, هو المعنى والدلالة التي تنطوي عليها البيانات والمعلومات التي يجمعها عن العميل ...إلا أن غزارة البيانات التي يجمعها الأخصائي تكون مفيدة عندما يخضعها لمعالجته التي يستنبط منها تشخيصه.والعملية التشخيصية تبدأ من الكثرة ( كثرة البيانات والمعلومات ) لا كهدف في حد ذاته . وإنما كنوع من الضمان العلمي لتغطية كافة جوانب الشخصية المطلوب تغطيتها . وينتهي الأمر باستنباط الدلالة والمعنى التي تنطوي عليها كثرة البيانات في أقل كم ممكن من التشخيصات التفسيرية . والهدف الذي يسعى لتحقيقه الأخصائي الإكلينيكي هو رسم الصورة الإكلينيكية النهائية للشخصية.
. الهدف التطبيقي :ونعني به العمل على وضع إستراتيجية عامة تتضمن خططا قابلة للتنفيذ الفعلي مع الحالة التي يتعامل معها الاخصائي الإكلينيكي . وكلما استطاع الاخصائي تحقيق الهدف الأول بأكبر قدر من الدقة والثراء كانت الخطة التي يرسمها أكثر قابلية للتنفيذ مع الحالة المعنية وكانت فرص نجاحها وفاعليتها اكبر .وتتضمن الخطة اقتراح تغيرات تتراوح بين التعديلات البسيطة في بيئة العميل أو توجيه بعض النصائح لأفراد أسرته أو التوصية بإلحاق العميل بأحد المؤسسات التي تقدم برامج مفيدة للحالة الخاصة به أو حتى التوصية ببرنامج علاجي مكثف يقتضي العزل في مصحة أو دار علاج متخصصة .وإذا لاحظنا تغيرات على شخصية العميل ايجابية تعد بمثابة مؤشر دال على تقدم الحالة واستفادة العميل من البرامج التي وجه إليها .
عناصر التشخيص:
تتكون من ثلاثة عناصررئيسية /
· القدرات العامة والخاصة : وهي تشمل الذكاء وقدرات الفرد الخاصة من قبيل القدرة المكانية والقدرة الحسابية والقدرة اللغوية ..الخ .. كما يجب أن يغطي الإكلينيكي على جوانب تتعلق باهتمامات الفرد وميوله وإمكاناته واستعداداته واتجاهاته النفسية .. الخ
· الخصائص الشخصية :كل ما يكشف عن جوانب القوة أو الضعف فيها سواء من الناحية الجسمية أو النفسية .. ومنها ... قدراته الجسمية وحالته الصحية وتاريخه الطبي .. وأيضا سماته كالانطوائية أو الانبساطية أو وجهة الضبط لديه .
مراحل التشخيص
مرحلة التقويم :وهي تلك المرحلة التي تبنى فيها العلاقة بين الأخصائي وبين العميل .. وتعد حجر الزاوية في فاعلية التشخيص والعلاج النفسي . وفي هذه المرحلة يستكشف الأخصائي القدرة العامة لدى العميل والقدرات الخاصة بالاعتماد على خبراته السابقة وعلى استخدام مجموعة من الاختبارات والمقاييس النفسية الملائمة .. اختبارات الذكاء, اختبارات القدرات, وقوائم الملاحظة السجلات والبطاقات التراكمية وعليه أن يسجل البيانات التي يحصل عليها أولا بأول وبطريقة مقننة تيسر علية التعامل مع هذه البيانات في الخطوة اللاحقة .
مرحلة دراسة بناء الشخصية : وهنا يتقدم الأخصائي خطوة تجاه جوانب أكثر عمقا في الشخصية ويغطي بيانات على درجة اكبر من الصعوبة من حيث إمكانية الحصول عليها واكتشاف معناها ودلالاتها ... ولا يتضمن هذه المرحلة الكشف عن خصائص ومميزات الشخصية وعن نقاط القوة والضعف فيها وحسب وإنما يتعدى ذلك إلى تفسير الكيفية التي يوظف بها الإنسان هذه الخصائص الموجودة بالقوة ليحولها إلى خصائص موجودة بالفعل وهذا يقتضي من الأخصائي العمل على إلقاء الضوء على العوامل التي تؤدي إلى تحسين أو إعاقة الأداء النفسي والاجتماعي لدى العميل ويجب أيضا الكشف عن الظروف التي تزدهر في ظلها إمكانات العميل والظروف التي تتعطل فيها امكاناتة أو تتعاظم فيها اعراضة أو مشكلاته المرضية . ويعتمد الأخصائي على وسائل قياس غير مباشرة من أهمها الاستبيانات ووسائل التقدير الذاتي واختبارات الشخصية والوسائل الاسقاطية ودراسة تاريخ الحالة .
مرحلة تحليل ومعالجة البيانات واستنباط النتائج : فالمعلومات المتوفرة حتى الآن تحتاج إلى تنظيم وتنسيق يكشف الدلالة والمعنى وراء المسالك الجزئية الظاهرة تحتاج إلى ذلك الفعل الختامي الذي يكشف العلاقة بين المقدمات والنتائج ... بين العوامل والمتغيرات المستقلة والمحصلة النهائية .. الصورة الإكلينيكية الكلية لشخصية العميل .