حُب الاستطلاع
يُعَد حُب الاستطلاع من الدوافع التي تحرك سلوك الكائن الحي وتوجهه. فرغبة الحيوان في استكشاف ما حوله، ورغبة الطفل في التعرف على بيئته، ورغبة الراشد في استجلاء العالم المحيط به، تدل جميعها على وجود دافع حب الاستطلاع لدى الكائن الحي.
ويُشكل حُب الاستطلاع المحرك الأول للدافع إلى المعرفة والفهم؛ لأنه يوجه الفرد لتلقي المثيرات والانتباه إليها، ويعقب ذلك ترميزها ومقارنتها بغيرها من المعلومات الموجودة في بنية الفرد المعرفية، وذلك لتحديد مدى جدتها أو قدمها. وقد أدى هذا بالباحثين إلى أن رأوا حُب الاستطلاع أحد مظاهر تشغيل المعلومات ومعالجتها.
إن حُب الاستطلاع عامل مؤثر في كثير من جوانب التعلم الإنساني. وقد بينت الدراسات أن هناك درجة عالية من الاحتمال في ارتباط التحصيل الدراسي بمستوى حُب الاستطلاع المرتفع، إذا قورن بتحصيل التلاميذ منخفضي حُب الاستطلاع. وقد فسر العلماء ذلك بأن التلاميذ من مرتفعي حُب الاستطلاع، تطول فترة استكشافهم للأحداث والموضوعات، ويستخدمون حواسهم كمصادر متعددة للمعرفة بدرجة تفوق التلاميذ منخفضي حُب الاستطلاع. وثمة دليل آخر على دور حُب الاستطلاع في التحصيل، هو ما توصل إليه العلماء من وجود علاقة موجبة وقوية بين درجات حب الاستطلاع، ودرجات كل من الإنجاز، ومفهوم الذات الإيجابي، والتكيف الأسري والمدرسي، والتحصيل الأكاديمي.
وإذا كان لحُب الاستطلاع هذا الدور المؤثر في التعلم الإنساني، فإن ذلك يمكن تفسيره بناءً على:
· المعرفة والفهم والتحصيل الأكاديمي، مؤشرات أساسية للمستوى المعرفي لحُب الاستطلاع.
· يتعلق حب الاستطلاع المعرفي بالاستفسار عن المعلومات، ويظهر ذلك واضحاً عندما يُفكر التلميذ تفكيراً عميقاً في حل مسألة علمية، أو فهم قطعة لغوية.
· التساؤل وتركيب المعنى للأشياء، من العوامل الأساسية في حب الاستطلاع.
· هناك علاقة موجبة بين حُب الاستطلاع والفهم القرائي.
· يُعَد الدافع المعرفي والرغبة في الفهم والمعرفة، وإعادة صياغة المشكلات وحلها، عوامل لها أهمية كبيرة في التعلم ذي المعنى؛ لأن الدافع يستمد من حُب الاستطلاع وما يصاحبه من ميول للاستكشاف والمعالجة والفهم.
ولحب الاستطلاع دوره في ابتكارية الأفراد. فمرتفعو التفكير الابتكاري يتميزون بالشغف العلمي والبحث عن الجديد، وإعادة النظر في المألوف. وقد حدا ذلك بأحد الباحثين إلى أن يُطلق على حُب الاستطلاع "الابتكارية الأولية"، ويرى أنها تأتي من اللاوعي أو اللاشعور. وهي مصدر الاكتشافات الجديدة والخبرة الحقيقية والأفكار، التي تتجاوز الواقع المألوف. كما يرى أحد المتخصصين في مجال الابتكار، أن حُب الاستطلاع هو أحد الدوافع الأساسية التي تكمن وراء الإنتاج الابتكاري، والتي قد تميّز المبتكرين عن غيرهم. ويرى إمكانية الاستفادة منه في تفسير ظاهرة الإنتاج الابتكاري، وفي التعرف على من سيسهمون في تطور الحضارة. وقد بينت إحدى الدراسات وجود علاقة دالة بين حب الاستطلاع وقدرات الابتكارية الثلاث: (الطلاقة، والمرونة، والأصالة)، لدى الذكور والإناث. ونظراً لهذه العلاقة الوثيقة بين حُب الاستطلاع والابتكار، تضمنت نماذج وبرامج تنمية الابتكار حُب الاستطلاع كمكون أساسي وشرط ضروري.
أولاً: تعريف حُب الاستطلاع
لعل أشمل دراسة قدّمت تعريفاً لحُب الاستطلاع، هي تلك التي تناولت بالتصنيف تعريفاته. يتفق المعنى العجمي لحُب الاستطلاع، في إطاره العام، مع تعريفات الدارسين والباحثين في هذا المجال. فحُب الاستطلاع يُعرّف في قاموس الدراسة العملية أنه: "الرغبة في المعرفة والتعلم، والميل إلى الأشياء الغريبة والتشوق للأشياء النادرة والفذة؛ وأنه جزء من طبيعة الإنسان".
كما يُعرّفه قاموس التربية بأنه: "الميل إلى التعجب، والاستفهام، والتقصي، ويظهر كثيراً في النشاط الاستكشافي أو اليدوي".
كما يعرفه المعجم الوسيط بأنه: "استطلاع شيء طلب طلوعه ومعرفته"؛ بينما يرى لسان العرب أنه "استطلع رأيه أي نظر ما هو".
وتتعدد التصنيفات التي يضع الباحثون والدارسون حُب الاستطلاع فيها. إذ تُستخدم تصنيفات متباينة له على النحو الآتي:
1. تعريفات ذكرت أن حُب الاستطلاع: غريزة
صنف بعض علماء النفس حُب الاستطلاع على أنه غريزة؛ فمنهم من عدّه إحدى الغرائز، وأنه الاقتراب والفحص الدقيق للأشياء التي تستثير الاستطلاع. وأن المثير الأساسي لهذه الغريزة الأشياء المألوفة عادة، ولكن الاختلاف في كيفية إدراكها.
كما يعُرّفه أحد علماء النفس بأنه: "إحدى الغرائز التي تُمكّن الفرد من التعرف على البيئة، وتساعد على إعداده للحياة، وذلك من طريق استجابة الفرد للجديد وارتياد الأماكن الغريبة".
وتُشير "الموسوعة المختصرة في علم النفس والطب العقلي"، إلى أن غريزة حُب الاستطلاع تُثيرها جدة الأشياء وغرابتها، وهي تدفع الفرد للاستغراب والدهشة وتقصيّ الأمر بمرحلة الاقتراب من الموقف المثير، ثم يتناوله الفرد بالبحث مستخدماً كافة حواسه وسابق خبراته؛ وأضاف: أنها تُعطي للفرد مجالاً واسعاً للتدريب والحكمة، فهي باب المعرفة والترقي. ويُذكر أن هناك مصطلحات أخرى تُستخدم للتعبير عن حُب الاستطلاع، منها: التنقيب، والاستقصاء، والاستكشاف، والبحث. كما يُصاحب البحث والتنقيب معالجة الأشياء معالجة يدوية، وهذا يزيد من خبرات الفرد الحركية.
2. تعريفات ذكرت أن حُب الاستطلاع: ميل
صنف بعض علماء النفس حُب الاستطلاع على أنه مجموعة من الميول تأخذ طريقها في نفسية الإنسان، هي ميوله نحو الاستطلاع والكشف. فهو يود أن يعرف الحياة، ويرغب في معرفة الأشياء الموجودة حوله، وأن يكشف العالم الخارجي وطرقه المختلفة.
كما يُعرّف بأنه: "الميل إلى الاكتشاف والاقتراب نسبياً من المثيرات الجديدة والمعقدة والمتعارضة، والميل إلى النظر للمثيرات المألوفة بصورة جديدة".
ويُعرّف، أيضاً، بأنه: "الميل إلى الحركة واستكشاف الغرائب، بهدف اكتشاف واستعمال الأشياء التي تحيط بالفرد وتكون غامضة عليه، فيقوم المستطلع بفك الأجهزة والأدوات بهدف التعرف عليها".
ويُعرّف بأنه: "الميل إلى اكتساب أو تحويل المعرفة في الموقف، لتحقيق قدر من التوافق غير المباشر مع هذا الموقف".
كما يُعرّف بأنه: "الميل إلى الاقتراب من واستكشاف ومعرفة مواقف جديدة غامضة أو فجائية مثيرة أو معقدة، متعارضة أو متنوعة، في وجود مواقف مشابهة مرت بخبرة الفرد السابقة".
3. تعريفات ذكرت أن حُب الاستطلاع: حاجة
صنّف بعض علماء النفس حُب الاستطلاع على أنه حاجة إنسانية أساسية. فَعّدَ علم النفس الإنساني حُب الاستطلاع ضمن نظام هرمي لتصنيف الدوافع والحاجات، وجعله تحت اسم "الرغبة في المعرفة والفهم"، ووضعه عند قمة الهرم بين حاجات تحقيق الذات. وعرّفه بأنه حاجة الفرد للتساؤل والاستفسار والمناقشة، وأن عدم إشباعها يؤدي بالفرد إلى نوع من الخوف والقلق. ويكون الفرد ذا رغبة مستمرة في المعرفة والفهم، مستخدماً التحليل والتنظيم وفحص العلاقات والمعاني.
ويُعرّف حُب الاستطلاع بأنه الحاجة للمعرفة، وأن الطفل يحاول دائماً أن يتعرف على كل شيء جديد في بيئته. وأن هناك وسائل متعددة لإشباع هذه الحاجة، منها: النشاط الذاتي والأسئلة واللعب، ومن طريقها يتعرف الفرد على الأشياء.
4. تعريفات ذكرت أن حُب الاستطلاع: سمة
تناول بعض علماء النفس حب الاستطلاع على أنه سمة، أي أنه استجابة الفرد الإيجابية للمثيرات الجديدة والغريبة والمتعارضة والغامضة في البيئة، والتحرك نحوها، ومحاولة استكشافها بدافع من الرغبة في زيادة التعرف على البيئة والذات، وبحثاً عن الخبرات الجديدة، والمثابرة في فحص واستكشاف المثيرات، من أجل معرفة المزيد عنها.
ويُعرّف حُب الاستطلاع بأنه: "سمة شخصية يتمتع بها جميع الأفراد، ويكون الاختلاف بينهم في الدرجة". كما يُعرّف بأنه: "استعداد الفرد للبحث وإعادة إدراك المفاهيم غير العادية والغريبة".
5. تعريفات ذكرت أن حُب الاستطلاع: حالة ذهنية
صنّف بعض علماء النفس حُب الاستطلاع بأنه حالة من الشك، تنتج عن تعرض الكائن الحي لنوعين من الاستثارة؛ إما استثارة رمزية فيُسمى "حُب الاستطلاع المعرفي"، أو استثارة غير رمزية فيُسمى "حُب الاستطلاع الإدراكي". كما أكد أحد التعريفات "أن حُب الاستطلاع قد يكون حالة من الاستثارة الناتجة عن تعرض الإنسان للمثيرات الغامضة، أو المعقدة، أو التي تتصف بالجدة وعدم الألفة".
6. تعريفات ذكرت أن حُب الاستطلاع: سلوك
عدّ بعض علماء النفس أن حُب الاستطلاع سلوك، أي أنه الأداء الذي يقوم به الفرد. كما يظهر في السلوك الحركي، الذي يهدف إلى إيجاد الصلة بين الكائن الحي، وجوانب مختارة من البيئة.
أو هو السلوك الذي يقوم به الفرد ويعمل على زيادة اتصاله بأشياء جديدة أو مختلفة، كما يزيد من مقدار المخزون الحسي والوضوح الإدراكي للأشياء المحسوسة. كما يُعد أحد بدائل الإنتاج السلوكية للتكوينات المعرفية، وأن المثيرات الجديدة تستثير السلوك الاستطلاعي، الذي يتمثل في الاقتراب الإيجابي من هذه المثيرات.
7. تعريفات ذكرت أن حُب الاستطلاع: دافع
صنّف بعض علماء النفس حُب الاستطلاع على أنه دافع داخلي، يظهر في الاستجابة للمواقف الخاصة فقط. وأن تلك المواقف تخلق صراعاً في المفاهيم فتؤدي إلى إثارة حُب الاستطلاع، ما يجعل الفرد يسلك سلوكاً يعكس دافع حُب الاستطلاع لهذه المواقف.
كما يُعرّف بأنه: "دافع واستعداد فردي لبحث وإعادة حل الصراعات التصورية للكائن الحي". وأنه: "دافع يدفع الكائن إلى أن يبحث ويستكشف ويتساءل ويتناول الموضوعات في البيئة المعقدة أو الغريبة، التي تحتوي على الجديد والغامض".
ويُعرّف بأنه: "الدافع الذي يمثل نزوع الفرد لاستطلاع شيء أو موقف بفحصه وبحثه، وذلك عند مجابهته لمثيرات جديدة، أو مواقف وخبرات جديدة"، كما يُعد من أهم الدوافع التي أدت إلى اطراد العلم والمعرفة، وأن لهذا الدافع أربعة مستويات، هي:
أ. المستوى الحسي: ويتمثل في الرغبة في الرؤية والسمع والتذوق والشم والتحسس.
ب. المستوى الحركي: ويتمثل في الرغبة في تعلم المهارات الحركية، كالمشي والتسلق والعوم.
ج. المستوى المعرفي: ويتمثل في الرغبة في المعرفة والفهم والتعلم والتحصيل.
د. المستوى الانفعالي: ويتمثل في الرغبة في خبرة المشاعر الجديدة.
وترتبط هذه المستويات بالعمر الزمني؛ فالمستوى الحسي يمثل مرحلة الطفولة المبكرة، والمستوى الحركي يمثل مرحلتَي الطفولة المبكرة والوسطى، والمستوى المعرفي يرتبط بالطفولة المتأخرة، والمستوى الانفعالي يرتبط بالمراهقة.
ويُعرّف حُب الاستطلاع بأنه: "الحاجة إلى الفهم والمعرفة والرغبة في الكشف، ومعرفة حقائق الأمور".
ويتضح، من العرض السابق، تعدد تعريفات حُب الاستطلاع، ويرجع ذلك إلى أن:
· اختلاف تعريف حُب الاستطلاع هو اختلاف في الألفاظ الدالة على تكوين فرضي، يُطلق عليه "حُب الاستطلاع". والتكوين الفرضي مفهوم يُستدل عليه بمظاهره، التي تتبدى في نشاط يقوم به الكائن الحي.
· تعدد مظاهر حُب الاستطلاع نظراً لوجوده لدى الحيوانات، إضافة إلى الإنسان؛ أي وجوده لدى فئات متعددة من الكائنات الحية، التي تتفاوت في مُحركات سلوكها، وفي وعيها المعرفي، ومستواها العقلي.
· اختلاف النظرة إلى مكونات حُب الاستطلاع. فمن العلماء من عدّه مكوناً واحداً، ومنهم من رأى أن له عدة مكونات. ويمثل وجهة النظر الأولى تعريف حُب الاستطلاع بأنه "الاستجابة الإيجابية للعناصر الجديدة والغريبة وغير المتآلفة والغامضة في البيئة، إما باستكشافها أو تناولها". ويمثل وجهة النظر الثانية تناول حُب الاستطلاع على أنه "إدراكي ومفاهيمي، وأنه يرتبط بالمعالجة والتعامل مع الأشياء والظواهر المعقدة".
· اختلاف النظرة إلى مثيرات حُب الاستطلاع. فمثلاً: أولت نظرية الاستثارة المثلى اهتماماً كبيراً لوصف حالة الفرد النفسية الحركية، وأهملت كلاً من المتغيرات الاجتماعية والسمات الشخصية. أما نظرية التعلم الاجتماعي، فقد أولت اهتماماً بالتفاعل بين معلومات المثير الخارجية والداخلية.
· تنوع صور حُب الاستطلاع؛ فهناك حُب استطلاع تصوري إذا كانت المثيرات غير رمزية. أما إذا كانت المثيرات رمزية يكون حُب الاستطلاع معرفياً. وهناك حُب استطلاع متنوع، إذا كانت المثيرات غامضة أو معقدة أو غير مألوفة للفرد، أما إذا كانت المثيرات في مجال معين، وليست على الدرجة نفسها من الغموض، كان حُب الاستطلاع نوعياً. وهناك حُب استطلاع مرتبط بالمعالجة اليدوية للمثيرات، وحُب استطلاع إدراكي، وحُب استطلاع مستمد من ملاحظة المثيرات البيئية، وحُب استطلاع مستمد من سلوك البحث عن المعلومات، وحُب استطلاع مستمد من سلوك فحص الأشياء لتحويلها والاستفادة منها، وحُب استطلاع إنتاجي.
· تطور أساليب البحث والدراسة، سواء لكيفية القياس، أو للتحليل الإحصائي لنتائج القياس. فقد استُحدثت عدة طرق وأساليب لقياس حُب الاستطلاع، منها: التقدير الذاتي، وتقديرات المعلمين، وتقديرات الرفاق، وقائمة خصائص الشخص مُحب الاستطلاع، وتحليل محتوى القصص المكتوبة، واستخدام الصور والمثيرات الحسية والأدائية. ويُلاحظ على تلك المقاييس استخدام بعضها مثيرات بصرية، وبعضها الآخر مثيرات لفظية، وبعضها مثيرات حسية أدائية.
أما التحليل الإحصائي، فقد انتقل من استخدام الإحصاء الوصفي، الذي يقدم مؤشرات إحصائية توضح حُب الاستطلاع، إلى استخدام الإحصاء الاستدلالي، الذي يسعى ـ من بين أهدافه ـ إلى تحديد مكونات حُب الاستطلاع وأبعاده.
ثانياً: عوامل إثارة حُب الاستطلاع وتنميته
لأساليب المعاملة الوالدية أثرها على حُب الاستطلاع لدى الأبناء. فقد بينت الدراسات أن من العوامل الأسرية، التي تُنمي حُب الاستطلاع، توافر العدالة والمساواة والديموقراطية في التعامل، وتشجيع الأطفال على التساؤل والتجريب، وممارسة التخيل، وعلى الاستقلالية.
كما تبيّن وجود علاقة موجبة بين التعبير الإيجابي للأم عن مشاعرها وحُب الاستطلاع لدى الأطفال، ووجود علاقة سالبة بين إهمال الأم لطفلها وحُب الاستطلاع، وعلاقة سالبة بين عقاب الوالدين للأبناء والتعبير عن حُب الاستطلاع لديهم.
كما بينت الدراسات دور تقليد الطفل للوالدين والرفاق في إثارة حُب الاستطلاع. وكل هذا يتضمن نماذج حية يمكن للطفل تقليدها والنهج على منوالها. وينبغي التأكيد على أن حُب الاستطلاع ليس نتاجاً للتقليد فقط؛ ولكنه نتاج للدافع لحل المشكلات والصراعات، وتحقيق السيطرة على كل ما يُحيط بالطفل.
وللعب تأثيره على تنمية حُب الاستطلاع، مثل اللعب بالموضوعات والمثيرات الجديدة، والسماح للطفل بالمعالجة اليدوية للعب، وخصوصاً الغريبة غير المألوفة، واستخدام الألعاب المتباينة في التعقيد، مثل رسوم المكعبات الملونة والألعاب الخاصة بالانتباه، واكتشاف الأشياء الناقصة، وعرض الصور المتناقضة والمعقدة، واكتشاف الصور المخبأة والمتاهات.
أما المدرسة، فينبغي عند وضع الكتب الدراسية أن يُراعى اختيار مثيرات تتسم بالجدة والتعقيد والغرابة، واختيار طرق التدريس المناسبة؛ لأنها تساعد على جذب انتباه الطفل والتدرج به إلى مواقف التعلم الجديدة، دون ملل أو نفور؛ لأن المواد المعروضة على الطفل إذا كانت بسيطة، فإنه يُصاب بالملل. أما إذا كانت ذات خبرات جديدة، فإن الأطفال سيندهشون بما يدفعهم إلى البحث عن استعادة اتزانهم المعرفي، وحل الصراعات المفاهيمية.
ويسهم في ذلك عرض القصص المصورة على الأطفال، وتوجيه أسئلة تتجاوز حدود الصورة المعروضة، وعرض أشكال معقدة ومتباينة في درجة تعقيدها، واستخدام أساليب المناظرة أو المقابلة في جو التعلم التعاوني، واستخدام إستراتيجية التساؤل اللفظي، والزيارات للمعالم الموجودة في البيئة المحلية، والمتاحف والآثار.