[rtl]ثانياً: النتائج المترتبة على الإغراق في أحلام اليقظة[/rtl]
[rtl] إن الإغراق في أحلام اليقظة، يعطي الشاب شعور بالرضا عن نفسه، ويجعله يعوض الواقع بالخيال، فيكون كالمدمن (Addict) سواء بسواء، فالمدمن يلجأ إلى مادة مخدرة ملموسة يتعاطاها للهروب من الواقع، وصاحب أحلام اليقظة يمارس أحلام اليقظة هروباً من الواقع، كذلك. فكلاهما يهرب من واقع مؤلم، إلى خيال متسع، سرعان ما يعود منه إلى الواقع ليجد الواقع وقد أصبح أكثر صعوبة، وكلما تكرر الهروب وطال، كلما أصبح الواقع أكثر إيلاماً. [/rtl]
[rtl] إن السرحان في أحلام اليقظة هو نفي لوظيفة الانتباه، وهي وظيفة عقلية معناها توجيه يقظة الشخص تجاه مثير معين، أو هي ما نطلق عليه، بوجه عام، القدرة على التركيز في شيء معين (مثير). ومن هنا، يصبح الشاب غير مركز في ما يفعله، فلا يدركه، ولا يسجله في ذاكرته. وهذه شكوى كثير من الناس، في جميع الأعمار، أنهم ينسون كثيراً من الأحداث (أو المذاكرة). والنسيان، هنا، لأنها لم تسجل أصلاً في الذاكرة، فالتسجيل يتطلب الانتباه، وهو وظيفة تُفْقَد عندما يشرد الشاب في أحلام اليقظ. [/rtl]
[rtl] وعندما يغرق الشاب في أحلام اليقظة، يهبط مستوى إنجازه الوظيفي أو الدراسي، ويرى نفسه وقد أصبح بطيئاً، فيتهم نفسه بالغباء، ويقل اعتباره لذاته وثقته بها، ويزداد إحباطه وتزداد أحلام يقظته، لتعويض هذا النقص الواقعي، ولكن هذا يزيد من عجزه أكثر، وتهتز ثقته بنفسه أكثر وأكثر. وهكذا، يدخل في دائرة مفرغة قد تنتهي به إلى التوقف والعجز التام، إضافة إلى ما قد يصاحب ذلك من الاكتئاب، الذي قد يصل إلى الانتحار، أو معاودة الهروب، بطريق آخر، قد يكون طريق الإدمان. [/rtl]
وأحياناً تزداد حدة أحلام اليقظة لدى بعض المراهقين لدرجة معايشتها، كالمراهقة التي تسمع صوت الفتى الذي تحبه، على الرغم من أن ذلك غير حقيقي، وهذا خيال عقلي (Mental Image) قد يجعلها تُتّهم خطأ بالجنون، لا من مخالطيها فقط ولكن، من بعض الأخصائيين قليلي الخبرة، بمثل هذه الحالات .