[rtl]أسباب العدوان [/rtl][rtl]أولاً: العوامل البيولوجية [/rtl][rtl]1. الوراثة [/rtl] [rtl]وهي أحد العوامل المهمة المسببة للعدوان؛ فهناك قول قديم: إن "وصمة الإجرام، تجري في عائلات معينة"، وتؤكد ذلك الدراسات التي أجريت على التوائم، والتي وجدت أن الاتفاق في الإجرام، بين التوائم المتماثلة، أكثر منه بين التوائم غير المتماثلة. إذ تذكر إحدى الدراسات، أنه إذا كان أحد التوائم مجرماً، كان الآخر كذلك، بنسبة ثلاثة من كل أربعة. بينما في التوائم غير المتماثلة، صدق هذا بنسبة واحد من كل أربعة. [/rtl] [rtl]وبعض المحللين يرى، أنه لا يمكن إغفال دور تربية التوائم المتماثلة، بيئياً واجتماعياً. كما أن كلاًّ منهما، يؤثر في الآخر. ولكن، هناك تأكيدات لدور الوراثة، من خـلال دراسات عن أطفال عدوانيين، فصلوا عن والدِيهم، وتبنّاهم آباء آخرون. إذ وجد ارتباط ذو دلالة إحصائية، بين هؤلاء الأطفال وبين آباء بيولوجيين مضادّين للمجتمع، أو أقارب بيولوجيين مضادّين للمجتمع. وبعض الدارسين يرى، أن التفسير الوراثي للإجرام، لم يبرهن عليه بصورة كافية، وأنه يعد تبسيطاً للسلوك، الذي يرجع إلى تأثيرات معقدة، شخصية وأُسَرية وبيئية. [/rtl] [rtl]2. شذوذ الصبغيات الوراثية (Chromosomal Abnormalities) [/rtl] [rtl]يزداد عدد الصبغيات إلى (47)، بدلاً من (46)، ويصبح تمييزها الجنسي ( (XYY) أو(XXY) ) ولوحظ أن السلوك العدواني، والمضادّ للمجتمع يكثر لديهم، خاصة في النوع (XYY) ،، الذي تكثر لديه الذكورة، المتمثلة في الصبغ الذكري الزائد (y)، والتي تجنح إلى السلوك العدواني. ويصاحب العدوان لديهم باضطراب العاطفة ونقص الذكاء.[/rtl] [rtl]3. اضطراب وظيفة الدماغ [/rtl] [rtl]وجد شذوذ في تخطيط الدماغ، لدى (65 %) من معتادي العدوان، الجانحين. بينما كان (24.4 %) لدى الجماعة الضابطة من المساجين غير العدوانيين. وكان معدل هذا الشذوذ (12%) فقط، بين عامة الناس. كما لوحظ أن هناك تشابهاً في تخطيط الدماغ للعدوانيين البالغين، وتخطيط الدماغ للأطفال الأسوياء؛ مما يشير إلى أن هؤلاء العدوانيين لديهم نقص في نضج الجهاز العصبي ونموّه، بما يجعل نشاط الدماغ، يشبه الأطفال في تخطيط الدماغ الكهربائي. [/rtl] [rtl]ومن المعروف أن بعض أمراض الدماغ، قد تصاحب بسلوك عدواني، وأن عدداً من الأمراض، التي تصيب الجهاز العصبي، قد تبرز نفسها كسلوك عدواني. [/rtl] [rtl]4. عوامل بيولوجية أخرى [/rtl] [rtl]من بينها خاصية البناء الجسماني العضلي، الذي لوحظ لدى العدوانيين والمجرمين، أو الذين ولدوا مبتسرين[1]، أو الذين تعرضوا لكثير من الحوادث والإصابات، في الطفولة، التي تعكس نقص الضبط الداخلي، وإهمال الأسْرة في حماية أطفالها، كما أن الإدمان كثيراً ما يسبب السلوك العدواني، بما يحدث من ضعف التحكم في السلوك والسيطرة على التصرفات، وسوء الحكم على الأمور. [/rtl] [rtl]ثانياً: العوامل الاجتماعية [/rtl][rtl]1. عوامل تتعلق بالأسرة وطريقة التربية [/rtl][rtl]من بينها خلل البيئة الأسَرية، في الطفولة، خاصة أن الطفل أكثر تأثراً بها من البالغ. ويلزم أن يرتبـط الطفل، عاطفيـاً، بشخص بالـغ، وأن يكون هـذا الارتباط دافئاً، ومدعماً، وثابتاً، وهذا لا يتحقق في حالة انفصال الوالدَين، أو هجران أحدهما للآخر، أو إدمانهما أو إدمان أحدهما، أو كان أحد أفراد الأسْرة شخصاً مضادّاً للمجتمع، أو كان أحدهما مريضاً نفسياً. كما أن فقر الأسْرة، وازدياد عددها، ينمّي السلوك العدواني لدى أطفالها؛ إذ إن الإحباط، ونقص الإشباع لحاجات الطفل، ونقص التنظيم داخل الأسْرة، وضعف الرقابة الوالدِيّة للأبناء، ينشأ عنها العدوان. ولوحظ أن كثرة تغيير الأسْرة لمحل إقامتها، لا يعطي أفرادها فرصة لإنشاء علاقات ثابتة بالجيران، بل يحبطهم ويجعلهم أكثر عدواناً. كما أن التربية القاسية، التي تقهر الطفل وتعاقبه، بدنياً، وتؤلمه نفسياً، تنمّي العدوان لديه، إذ يتعلم، من خلالها، أن العدوان من القوي إلى الضعيف، هو مقبول. كما أنه قد يأتي العدوان، طلباً للعقاب الذي يُعَدّ بديلاً من الاهتمام لديه. وبالمثل، فإن التسامح إزاء أفعال الطفل العدوانية، يجعله يتمادى في عدوانيته. لذا، فالأفضل هو الطريق الوسط، بين القهر والتسامح واللامبالاة، ومن دون عقاب بدني شديد. [/rtl] [rtl]2. عوامل تتعلق بالمجتمع [/rtl][rtl]إن انتشار العنف والعدوان، يعكس الوضع الأخلاقي للأمة. فالمجتمع، الذي يكثر فيه معدل الطلاق، والأُسَر الممزقة، وولادات السفاح ـ تزداد فيه جرائم العنف. كذلك، يسهم في ازدياد هذه الجرائم: عدم احترام السلطة في المجتمع، خاصة سلطة البيت والمدرسة والسلطة الدينية، وتخبط المجتمع في وسائل التربية، وفي توجهاته الاقتصادية، وعدم التخطيط القومي الواضح، وغياب الهدف القومي، الذي يمتص طاقات الشباب، وغياب العدو الخارجي، ونقص ممارسة الديموقراطية الحقيقية، وازدياد القهر في المجتمع، وانهيار القِيم الأخلاقية السائدة، واهتزاز القدوة، على المستوى الاجتماعي، والبطالة، والإحباط الذي يعيشه الشباب إزاء حلمه بمستقبله المنشود. هذا إلى جانب انهيار مستوى التعليم، والفراغ الفكري الذي يعيشه الشباب، ونقص الاهتمام بالرياضة البدنية، كسبيل إلى إفراغ طاقاتهم، إضافة إلى ما ينشر من أفكار عدوانية، تنمي العنف الممزوج بشحنة انفعال دينية أو عرقية. [/rtl] [rtl]ولا يمكن إغفال دور وسائل الإعلام في كل المجتمعات، خاصة التليفزيون، الذي يعايشه الأطفال أكثر من معايشتهم لوالدِيهم، مما يجعله أداة بالغة التأثير، خاصة إذا شاع العنف في ما يعرضه من مـواد، لأن مشاهـدة العنف، هي تنميـة له، خاصـة أن الأطفال والكبار غير الناضجين، يميلون إلى تقليد ما يشاهدونه على شاشة التليفزيون من مشاهد عنف. والأطفال، بعد مشاهدة مباراة في مصارعة المحترفين، يقلدون ما شاهدوه. وأحياناً، تهتز قِيم احترام القوانين لديهم، بتأثير مشاهدة أفلام رعاة البقر؛ إذ يسيطر قانون الراعي على قِيم الفيلم. [/rtl] [rtl]كما أن مشاهدة العنف، في حالة استرخاء جسماني، تؤدى إلى تراكم الانفعال، الذي يزيد التوتر والإحباط، ويزداد العنف. وذلك عكس الرياضة، خاصة أن لها قوانين تحكمها، وهي تخرج الطاقة والانفعال، فتحقق الاسترخاء. كما أن الكوارث الطبيعية، مثل الزلازل والبراكين والأعاصير والفيضانات والحرائق، تزيد من انتشار العنف والعدوان في المجتمع، الذي يصاب بها. ويلاحظ أن فقر المجتمع، ليس سبباً لانتشار العنف لدى أفراده؛ إذ يعانيه في أغنى دول العالم، وبالتحديد الولايات المتحدة الأمريكية والسويد وإنجلترا وفرنسا وألمانيا، بمعدلات أعلى من غيرها. [/rtl] [rtl]ثالثاً: العوامل النفسية [/rtl]
- اضطراب علاقة الطفل بالأم، أو من ينوب عنها؛ إذ إن هذه العلاقة، هي عامل مهم للنمو الاجتماعي. فلقد ثبت أن نمو الضمير، الذي هو إدخال قِيم الوالدين التوحد بها، يستلزم علاقة ثابتة، دافئة، بشخص الأم أو بديلها؛ إذ من خلال ارتباطه بها، يستدخل قِيمها، ثم يتوحد بتلك القِيم، فتصبح جزءاً من تكوينه. وهو ما يسمّى الأنا الأعلى (Super ego).
- نقص مستوى الذكاء، لدى معتادي العنف، عنه لدى أقرانهم الأسوياء. لذا، يسهل انقيادهم لمن يوجهونهم من الشخصيات المضادّة للمجتمع. فليس لديهم من القدرة الذكائية ما يجعلهم يقدرون الأمور حق قدرها، ويحسنون التصرف، فيصبحوا تابعين لآخرين في ممارسة العدوان، ومجرد أدوات في يد تلك الشخصيات لتنفيذ العدوان.
- سيطرة شخصية الأم، أو غياب الأب، في تربية الأطفال. إذ تضطلع الأم بدور مزدوج في الحب والرعاية والتربية والتقويم. ومن ثَم، فإنها، كأنثى، هي التي ستلقنه قِيم الصواب والخطأ. ومن دون وعي، ترتبط تلك القِيم بشخص الأم وجنسها، كأنثى، فيصبح السلوك الحسن نمطاً أنثوياً، من وجهة نظر الطفل. لذا، فعند نمو نزعة الذكورة، التي تحدث خلال المراهقة، أو قبْلها، يصبح الولد مضطراً لاشعورياً إلى انتهاج السلوك المخالف، بغية إثبات الذكورة.
- الشعور بالتعاسة والإحباط، والتعبير عن الرفض الداخلي. ويُعَدّ الإحباط من النظريات، التي تفسر حدوث العدوان.
- الشعور بالذنب، والحاجة اللاشعورية إلى العقاب. إذ يكون الشعور بالذنب، هو الدافع إلى السلوك العدواني. بل يقدم على ارتكاب ما يستوجب العقاب، لينال عقابه، وبعد أن يُعاقب، يشعر بالرضا والتوازن النفسي. ولكنه يكرر السلوك العدواني، لاشعورياً، كلما شعر بحاجة إلى العقاب.
|