[rtl]* النكوص (Regression) [/rtl]
[rtl]وهي حيلة، يرتد بوساطتها الشخص إلى مراحل سابقة من النمو، إذ ينكص إلى تصرفات بدائية، لا تلائم سنّه الحالية. وتلاحظ هذه الحيلة في أمراض نفسية كثيرة. ومن أمثلتها، الطفل الذي يبلغ ثمانية أعوام، وأصبح يتحكم في مخارجه، ثم ولد له شقيق صغير، مما أثر في نفسيته، من دون أن يدري، جلعه ينكص إلى مرحلة مبكرة، ففقد السيطرة على التبول الوظيفي، أثناء النوم. وبالطريقة نفسها قد تحدث التهتهة (Stuttering)، كعرض نكوصي. وقد يكون النكوص شديداً، إلى درجة فقْد السيطرة والإرادة الكامل، كما في حالات الفصام العقلي (Schizophrenia).[/rtl]
[rtl]* التبرير (Rationalization) [/rtl]
[rtl]وهي حيلة دفاعية، تبرر بوساطتها السلوك، أو الدوافع، أو المشاعر غير المقبولة، بخلق أسباب لتفسيرها. ويلجأ إليها الشخص لتقليل الصراع، ومحاولة قبول ما يبرره. وكثيرون يستخدمون تلك الحيلة الدفاعية، استخداماً مَرضياً، إذ يسرون في تبرير سلوكياتهم أو دوافعهم أو مشاعرهم، تجنّباً للشعور بالذنب أو التقصير. وهذا يقلل من دافعيتهم لإصلاح أنفسهم، ويجعلهم يصطدمون بالواقع، وبمن يعايشونهم. وعليهم أن يعوا ذلك، ويقللوا من تبريراتهم، ويصلحوا من أنفسهم، ومن سلوكياتهم، بدلاً من التبريرات، التي يضيق المحيطون بالإفراط فيها. [/rtl]
[rtl]* التكوين العكسي (Reaction Formation) [/rtl]
[rtl]وهي حيلة دفاعية، يسيطر بها الشخص على دافع أو شعور غير مقبول، بتكوين عكسه. فالكراهية الشديدة، تظهر في شكل حب مبالغ فيه. وأوضح مثال لها ما يظهره الطفل الصغير، الذي يبلغ أربعة أعوام، لأخيه الذي يصغره بعامَين. فعندما يجرح الأصغر جرحاً بسيطاً، وينزعج الأكبر، بشدة، ويظل يبكي حزناً على جرح أخيه بصورة مبالغٍ فيها، فإنه يظهر، بذلك، تكويناً عكسياً، في محاولة للتغلب على مشاعر الكراهية، التي يستشعرها تجاه أخيه الأصغر. [/rtl]
[rtl]* الإسقاط (Projection) [/rtl]
[rtl]وهي حيلة لاشعورية، ينسب بها الشخص إلى الآخرين أفكاره ومعتقداته، ومشاعره ونزعاته اللاشعورية، الخاصة به، وغير المقبولة، أي يسقطها عليهم. وهي حيلة لحمايـة الشخص مـن القلق، الذي ينشـأ عن الصراع الداخلي. وأوضح مثال لذلك ما يدعيه طفل وحيد، من أن أبيه (أو أمه) لا يحبه، فهذا إسقاط من الطفل لمشاعر عدم الحب، التي يشعر بها، ويسقطها على أبيه. [/rtl]
[rtl]* النقل (التحويل) (Displacement) [/rtl]
[rtl]وهي حيلة دفاعية، يعيد بها الشخص توجيه انفعالاته المحبوسة تجاه شخص أو موقف، خلاف الأفكار والأشخاص والمواقف الأصلية، سبب الانفعال. مثل الموظف الذي يهينه رئيسه في العمل، فلا يستطيع الرد أو إخراج انفعالاته. ولكنه عندما يعود إلى بيته، يصب غضبه على زوجته، من دون سبب، أو لسبب تافه. وتبادر الزوجة، بدورها، إلى إفراغ غضبها على أولادها. وهكذا تكون حيلة النقل، التي مارسها الزوج، من دون أن يعي، قد أساءت إلى أولاده إساءة غير مباشرة. ويتكرر ذلك كثيراً، داخل البيوت، من دون وعي ممن يمارسونه. [/rtl]
[rtl]* الانشقاق (Dissociation) [/rtl]
[rtl]وهي حيلة تتضمن عزل مجموعة من العمليات (الوظائف) النفسية، عن باقي الوظائف النفسية. وتعمل مستقلة، أو بصورة آلية، من دون وعي الشخص بها. فقد تعزل الذاكرة، مثلما يحدث في فقدان الذاكرة. وقد يعزل الوعي والحركة، مثلما يحدث في المشي أثناء النوم. وقد يكون العزل أكثر تعقيداً، ولعديد من الوظائف، كما يحدث في اضطراب تعدد الشخصية (اُنظر الاضطرابات الانشقاقية). [/rtl]
[rtl]* الإنكار (Denial) [/rtl]
[rtl]إنكار الأشياء، التي قد تسبب قلقاً، وإبعادها عن دائرة الوعي. ويختلف الكبت عن الإنكار، في أن الكبت يحدث عندما يحاول الدافع الغريزي، أن يكون شعورياً، وأن يعبّر عن نفسه في صورة سلوك. بينما الإنكار يجعل الشخص جاهلاً بحادث معين، ولكن لا يمنعه من التعبير عن دوافعه الغريزية ومشاعره. [/rtl]
[rtl]* التوحد (Identification) [/rtl]
[rtl]وهي حيلة دفاعية يوحّد بها الفرد هويته بهوية شخص آخر. مثال ذلك، ما يحدث للطفل في عمر ستة أعوام، عندما يتوحد بوالده، المتفاهم معه، والذي يحبه ويرغب أن يكون مثله عندما يكبر، فيتوجه إلى المدرسة، بحماسة، ليتعلم مثل أبيه. [/rtl]
[rtl]* التوحد بالمعتدى (Identification with the Aggressor) [/rtl]
[rtl]إذ يتحد الشخص، في داخله، بصورة عقلية للشخص، الذي يمثل مصدر الإحباط من العالم الخارجي، مثل التوحد الذي يتم في نهاية المرحلة الأوديبية، بين الطفل الذكر وأبيه، الذي يمثل إحباطاً لعلاقة الطفل بأمه، ولا يملك الطفل إلى مواجهه أبيه سبيلاً، فيضطر للتوحد به، اتقاء لأذى، قد يصيبه منه. [/rtl]
[rtl]* العزل (Isolation) [/rtl]
[rtl]وهي حيلة، تعزل فكرة، أو ذكرى، عن ما يرتبط بها من شعور، لتجنّب الانفعالات غير السارة، ولحماية الشخص من القلق. مثلما يحدث في حالات الوسواس القهري، من وجود فكرة معزولة عن المشاعر العدوانية المرتبطة بها، مثل فكرة قتل الأب لطفله، الذي يحبه جداً. [/rtl]
[rtl]* التسامي (Sublimation) [/rtl]
[rtl]وهي حيلة توجه الطاقة المرتبطة بنزعات غير مقبولة، إلى أنشطة مقبولة، نفسياً واجتماعياً. والتسامي يحقق درجة ضئيلة من الإشباع للنزعات الغريزية، مثل المراهق الذي يوجه طاقته لممارسة الرياضة، بدلاً من النزعات الجنسية غير المقبولة. وهي حيلة صحية، عندما توجد في مكانها؛ فلا يصح لعريس، مثلاً، أن يمارس التسامي، ليلة زفافه، فيترك عروسه، لممارسة الرياضة أو القراءة أو حتى العمل. [/rtl]
[rtl]* الإبطال (Undoing) [/rtl]
[rtl]وهي حيلة دفاعية، تتوخى إصلاح ما قد أُفسد، وهي غير مقبولة من الأنا. وهي حيلة بدائية، من قبيل الأفكار والأفعال السحرية، وذات طبيعة مترددة. وتلاحظ، غالباً، لدى مَرْضى الوسواس القهري، إذ يمارسون طقوساً غريبة تشبـه الأفعـال السحريـة، لإبطال ما يخافون أن يفلت منهم من نزعات عدوانية. وتتمثل في ذلك الطفل، الذي أحضره والده، شاكياً أنه، أي الطفل، يأتي بأفعال غريبة، قبل دخوله البيت. فهو يدور حول عمود الإنارة المواجه لمدخل البيت، ثم يدوس على بلاطة من التي تغطي الأرض، تاركاً التي تليها، ثم يصعد السلم، فيدوس درجة، ويترك الأخرى، ثم ليطأ بقدمه أول بلاطة في مدخل الشقة. وإذا أخطأ في أي من ممارساته تلك، عاد إلى الشارع، من جديد، ليتدارك ما وقع فيه من خطأ. وحين كان يسأله والده عن معنى ما يفعل، كان لا يجيب. [/rtl]
[rtl]وخاف الأب أن يكون في ابنه خلل عقلي، فأحضره إلى العيادة النفسية. وبعد عدة جلسات، تبيّن أنه يحب والدته جداً، ولكنه يجد منافسة في حبها من أبيه وأخيه الأصغر. ومن ثَم، فلديه عدوان شديد تجاههما، وهو يخاف من عدوانه هذا، أن يخرج في فعل يضرهما. لذا، مارس أكثر من حيلة دفاعية، من دون أن يدري، فعزل (حيلة العزل)، فكرة العدوان عما يرتبط بها من مشاعر، وكبت (حيلة الكبت) الحفزة العدوانية وما يصاحبها من مشاعر. ولخوفه من أن تفلت الحفزة من خط الدفاع الأول، وهو العزل، كوّن خط الدفاع الثاني لإبطال (حيلة الإبطال) الحفزة الغريزية، بفعل وسواسي (وهو الممارسات التي سبق وصفها). وكان، مع ذلك، يظهر مشاعر خوف شديدة عليهما، وهي (حيلة التكوين العكسي). [/rtl]
[rtl]والأنا الأعلى (Super Ego)، هو العامل الثالث من عوامل الشخصية. ويُعَدّ الممثل الداخلي للقِيم التقليدية للمجتمع وأخلاقياته. ويتكون باستدخال الطفل لقِيم وأخلاقيات الوالدَين، ثم التوحد بها. ويُعَدّ الأنا الأعلى نموذجاً لِمَا هو مثالي، وليس لِمَا هو واقعي. ويميل إلى الكمال، بدلاً من اللذة. وعندما يكتمل تكوّن الأنا الأعلى، يصبح هو السلطة الداخلية، سلطة الوالدَين التي استُدخِلت، وأصبحت جزءاً من تكوين الطفل. وأهم وظائفه ما يلي:[/rtl]
[rtl](1) كف حفزات الهو، سواء كانت جنسية أو عدوانية.[/rtl]
[rtl](2) إقناع الأنا بالاضطلاع بدور المثالية، بدلاً من الواقعية.[/rtl]
[rtl]وهذه العوامل الثلاثة، التي تتألف منها الشخصية، الهو والأنا والأنا الأعلى، التي تكونت عبر مراحل النمو النفسي، ولكل منها شق شعوري وآخر لاشعوري ـ لإخراج شخصية سوية. وإن اختل توازنها، كان الاضطراب أو الصراع الداخلي. [/rtl]
[rtl]كانت هذه رؤية المدرسة التحليلية، التي أرساها سيجموند فرويد. ولكن هناك من التحليليين من أضاف أو عدّل رؤية المدرسة التحليلية، منهم: [/rtl]
[rtl]ب. كارل جوستاف يونج (Jung) ـ (1875 -1961) [/rtl]
[rtl]استدرك على فرويد فكرة اللاشعور الجمعي (Collective Unconscious)، الذي يجمع ذكريات الأجداد وخبراتهم. وعَدّه الأساس العنصري الموروث للبِنية الكلية للشخصية. وعليه يبني الأنا (Ego)، واللاشعور الشخصي (Personal Unconscious)، وجميع المكتسبات الفردية الأخرى، من خلال خبرات الشخص الخاصة، فيصبح بذلك متفرداً.[/rtl]
[rtl]ويرى يونج، أن العوامل الرئيسية للشخصية، هي الأنا، واللاشعور الشخصي، واللاشعور الجمعي، والقناع (Persona)، ثم الأنيما (Anima)، أو الأنيموس (Animus)، والظل (Shadow)، والاتجاهات، الانطوائية والانبساطية، ووظائف التفكير والوجدان، والإحساس، والحدس.[/rtl]
[rtl]ويقرر يونج، أن الأنا هو العقل الشعوري، الذي يتكون من المدركات الشعورية، والذكريات، والأفكار والوجدانيات. وهو مسؤول عن شعور المرء بهويته واستمراريته. وهو مركز الشخصية. [/rtl]
[rtl]واللاشعور الشخصي، هو الخبرات المكبوتة. وهي تماثل ما قبل الشعور، عند فرويد؛ إذ يمكن الشعور أن يصل إليها. أما القناع، فهو الشخصية العامة، التي يظهرها الشخص للعالم من حوله. والأنيما هو النمط الأولي الأنثوي، لدى الرجل، الذي اكتسب أنوثة، نتيجة حياته مع المرأة عصوراً طويلة. والأنيموس هو النمط الذكري الأولي، لدى المرأة، التي اكتسبت الذكورة. وهذان النمطان، يعملان بوصفهما صوراً جمعية، تدفع كل جنس إلى الاستجابة لأفراد الجنس الآخر، لفهْمهم. فالرجل يتفهم المرأة، بفضل ما لديه من أنيما، والمرأة تتفهم الرجل، بفضل ما لديها من أنيموس. ولكن الأنيما والأنيموس، قد يؤديان إلى سوء فهْم، إذا ما أسقطت صورة النمط الأولي، من دون حسبان لسمات الشريك. فمثلاً، عندما يتزوج رجل امرأة، وبدلاً من أن تعامله طبقاً لصفاته، تسقط صورة النمط الأولي داخلها، من دون أن تفهم صفاته هو. [/rtl]
[rtl]وعدّ يونج الغرائز الحيوانية الموروثة، كنمط أولي، مسؤول عن الخطيئة لدى الإنسان، الذي يسقطه على الخارج، ويطلق عليه الشيطان. وأسماه الظل. وميز بين اتجاهَين أساسيَّين، تتخذهما الشخصية، هما الانبساط (Extrovert) (توجه الشخص إلى العالم الخارجي)، والانطواء (Enterovert) (توجه الشخص نحو العالم الداخلي)، وكلاهما يوجد في الشخصية.[/rtl]
[rtl]واختلف يونج عن فرويد، في أنه لم يحصر محددات سلوك الإنسان في أسبابه، (الخبرات التي مر بها الشخص في تاريخه). ولكنه يضيف أهداف الشخص وتطلعاته المستقبلية، كمحددات للسلوك، كذلك. وهو، بذلك، يربط ماضي الشخص بمستقبله، في تكامل يأخذ بيد الإنسان، بعيداً عن اليأس، المرتبط بعدم القدرة على إصلاح الماضي، ومتجهاً به صوب المستقبل. [/rtl]
[rtl]ج. ألفريد أدلر (Adler) ـ (1870 -1937 ) [/rtl]
[rtl]افترض أدلر، أن سلوك الإنسان، تحركه، أساساً، الحوافز الاجتماعية. وأن الإنسان كائن اجتماعي، في الأساس. وقلّل من أهمية الجنس في تكوين شخصية الإنسان، وعدّ الاهتمام الاجتماعي فطرياً فيه. وأن الأنماط النوعية للعلاقات بالآخرين، وسُبُل التفاعل الاجتماعي، التي تظهر في ممارساته اليومية، تكوّنها وتحددها طبيعة المجتمع، الذي ينشأ ويتربى فيه الشخص. ومن ثَم، فإن لأدلر وجهة نظر بيولوجية، لا تختلف عن وجهتَي نظر فرويد ويونج؛ فالثلاثة يرون، أن للإنسان طبيعة فطرية، تشكل شخصيته. [/rtl]
[rtl]وأضاف أدلر فكرة الذات الخلاقة، التي رأى أنها صاحبة السيادة في بناء الشخصية. وعدّها شيئاً، يحتل مكاناً متوسطاً بين مثيرات المرء واستجاباته. وأن الإنسان يصنع شخصيته، فهو يبنيها من المادة الخام. وأكد تفرد الشخصية، فرأى أن لكل شخص صياغة فريدة، من الدوافع والسمات والاهتمامات والقيم، فكل فعل يصدر عن الشخص، يحمل طابع أسلوبه الخاص، والمتميز، في الحياة. كما جعل أدلر الشعور مركز الشخصية، وأن الإنسان كائن شعوري، يعرف أسباب تصرفاته، والأهداف التي يحاول بلوغها، ويشعر بنقائصه. [/rtl]
[rtl]د. إريك إريكسون (E.Erikson) ـ (1902) [/rtl]
[rtl]وسَّع إريكسون نظريات فرويد في النمو وفهْم الشخصية. فجعل النمو في مراحل، تبدأ من الولادة وحتى الشيخوخة. وأطلق على مراحله النمو النفسي الاجتماعي، لأهمية الجانب الاجتماعي، التي أكدها في نمو الشخصية، وتفاعلاتها، عبْر مراحل النمو المختلفة، وفي كل مرحلة جديدة تحدٍّ (صراع) جديد. [/rtl]
[rtl]ففي السنة الأولى، يواجه الطفل صراعاً بين الأمان وعدم الثقة، تبعاً لعلاقة الأم بالطفل. فإذا نجحت في إنشاء علاقة، يشعر فيها الطفل بالأمان، فإنه يثق بالآخر (Basic Trust). وإذا فشلت، كان الشك والمخاوف من العلاقة بالآخر.[/rtl]
[rtl]وفي السنة الثانية، إذ تنمو عضلاته، ويقوى على المشي مستقلاً، ويستطيع أن يبتعد عن الأم. كما يستطيع التحكم في مخارجه، وإطعام نفسه، أي أنها بداية الاستقلال. فإذا شجعته الأم، مع توفير الأمان والحماية، عندما يسقط، من دون لوم، فإنه يجتاز هذا التحدي. أما إذا أشارت إلى أنه سيئ، فإنه حساس لِمَا يقال عنه، وسيتولد لديه الشعور بالشك في القدرات، والخجل. لذا، فإن إريكسون أسمى هذه المرحلة (الثقة في مقابل الشك والخجل) (Autonomy vs. Shame and Doubt).[/rtl]
[rtl]وإن الطفل، من الثالثة إلى السادسة، يبادر، في مقابل الإحساس بالذنب (Initiation vs. Guilt)، إلى الفضول، فيتطلع إلى اكتشاف الأشياء والشغف بها. وتكون مبادرته الأولى داخل الأسرة، فيتعلق بوالده من الجنس المقابل. ثم يبدأ بالتفرقة بين ما يريده هو، وما يطلب منه أن يفعل. وتزداد هذه التفرقة وتتسع، حتى يحوّل، تدريجاً، قِيم والديه على أنها طاعة لنفسه، وتوجيه لنفسه، وعقاب نفسه.[/rtl]
[rtl]ومن السادسة إلى الثانية عشرة من عمر الطفل، ينتقل إلى المدرسة. ويثابر من أجل تعلم مهنة، حتى يصبح لديه ثقة بنفسه، وبقدرته على استخدام أدوات الكبار. وإذا فشل، فإنه يشعر بالنقص والدونية. وأسمى إريكسون هذه المرحلة المثابرة في مقابل الشعور بالدونية (Industry vs. Inferiority).[/rtl]
[rtl]ثم يكون البلوغ، الذي يبرز فيه اختلاف المراهق عن نفسه قبل ذلك، وعمّا يرغب فيه والداه. ويسلمه هذا إلى غموض الرؤية (غموض الدور). وأطلق على هذه المرحلة الهوية في مقابل غموض الدور (Identity vs. Role Confusion)، وهي من الثانية عشرة إلى الثامنة عشرة. وفي هذه المرحلة، يتجمع المراهقون معاً في صورة شلل وجماعات، وإزاء واقع الكبار، الذي يرونه، يراود الشاب منهم الشط في ما تعلّمه من أخلاقيات وهو طفل. وأبرز ما يعانيه الشباب، في هذه المرحلة، هي أزمة الهوية (Identity Disorder)، ومحورها سؤالان أساسيان: من أنا؟ وماذا أريد؟[/rtl]
[rtl]وبدء الارتباط بعلاقة راشدة، من ألفة أو زواج هي بداية مرحلة الألفة، في مقابل العزلة (Intimacy vs. Isolation)، وعندما يصل الشخص إلى سن الأربعين، فإنه يفكر في معنى وجوده. ويسعى إلى إنتاج من أجل المجتمع، يحقق به معنى وجوده، في مقابل الخمول واللامبالاة (Generativity vs. Stagnation)، وعندما يصل الإنسان إلى الشيخوخة، ينظر إلى ما مضى من عمره، فيشعر بأن إنجازاته قد تكاملت، ويرضى عن نفسه، فيكون الرضا والقوة في مواجهة الموت، ومن دون ذلك يكون اليأس والخوف من الموت (Integrity vs. Despair).[/rtl]