[rtl]2. الرهاب الاجتماعي Social Phobia [/rtl]
[rtl]هو الخوف من الخزي، أو الارتباك في موقف عام. وينشأ عن ذلك خوف ثابت من المواقف، التي يتعرض فيها الشخص لإمكانية النقد من الآخرين. وقد يكون الرهاب الاجتماعي محدوداً، مثل عدم القدرة على التحدث في جمع عام، أو الاختناق بالطعام عند الأكل أمام الآخرين، أو عدم قدرته على التبول في مرحاض عام، أو ترتجف يده عندما يكتب أمام الآخرين. وقد يشمل أغلب المواقف الاجتماعية، مثل الخوف العام من التفوّه بأقوال غبية، أو من كونه غير قادر على الإجابة عن أسئلة في مواقف جماعية. [/rtl]
[rtl]ويشترط في الرهاب الاجتماعي ألاّ يكون سببه اضطراب آخر، مثل الخوف من حدوث نوبة هلع في اضطراب الهلع أمام الآخرين، أو الخوف من التهتهه في اضطراب التهتهه أمام الآخرين كذلك، أو الخوف من ظهور الرعشة في حالة مرض الباركنسون. [/rtl]
[rtl]والقلق المتوقع، في حالة الرهاب الاجتماعي، يحدث إذا فوجئ الشخص بضرورة الدخول إلى مكان مرهب له، فيتجنب هذا الموقف، عادة. وأحياناً، يضطر هو نفسه إلى اقتحام الأماكن (أو المواقف) الباعثة على الرهاب الاجتماعي، ولكنه يستشعر قلقاً حاداً، وعادة، يخاف أن يلحظ الآخرون علامات قلقه؛ إذ إن الخوف من المواقف الاجتماعية يسبب تجنّبها، وهذا يسبب ازدياد الخوف منها، والإمعان في تجنّبها؛ إذ يتولد لدى المريض دائرة مفرغة من الخوف والتجنب. وإلى حدٍّ ما، يعي الشخص أن خوفه غير مبرر، وشديد. [/rtl]
[rtl]ويشخص هذا الاضطراب إذا تداخل السلوك التجنبي مع الأداء الوظيفي، أو مع الأنشطة الاجتماعية المعتادة، أو العلاقات بالآخرين، أو وجود كرب ملحوظ حول حدوث الخـوف. وكثيراً ما يصاحب الرهاب الاجتماعي باضطراب الهلع والرهاب البسيط. [/rtl]
[rtl]بداية الرهاب الاجتماعي ومساره، والتنبؤ بمآله [/rtl]
[rtl]يبدأ الاضطراب، عادة، في الطفولة المتأخرة، والمراهقة المبكرة. وقد يصبح مزمناً في مساره. ولكن هناك براهين، تفيد أنه يقلّ كثيراً بعد منتصف العمر، ونادراً ما يكون شديداً ومتداخلاً مع الأداء الوظيفي، بسبب التجنب. ومضاعفاته الإدمان (للكحول ومضادّات القلق)، والاكتئاب، نظراً إلى اضطراب الأداء الوظيفي. [/rtl]
[rtl]ويجب أن يميز الرهاب الاجتماعي من الآتي: [/rtl]
- تجنّب مواقف اجتماعية معينة، تسبب، طبيعياً، الشعور بالكرب. ويشيع هذا الشعور عند كثير من الناس، مع خوف طبيعي من الحديث العام. ولا تنطبق عليه مواصفات الرهاب الاجتماعي.
- اضطراب الشخصية التجنبية، قد يوجِد قلقاً ملحوظاً، والتجنب لأغلب المواقف الاجتماعية. وهنا، يؤخذ في الحسبان مدى ارتباط الشخصية التجنبية مع الرهاب الاجتماعي.
- الرهاب البسيط: ينشأ عن مثير مرهب، وليس عن موقف اجتماعي.
- اضطراب الهلع، المصاحب بخوف الأماكن المتسعة؛ إذ يتجنب الشخص مواقف اجتماعية معينة مثل المطاعم، لخوفه من حدوث نوبة هلع.
[rtl]انتشار الرهاب الاجتماعي [/rtl]
[rtl]يراوح انتشار الرهاب بين 3 و5% من عامة الناس. ويستوي فيه الذكور والإناث. ولوحظ أن الخوف من الأكل في الأماكن العامة، أو الكتابة أمام الآخرين، أو استخدام المراحيض العامة، نادرة الانتشار، نسبياً. بينما الرهاب الاجتماعي، المتضمن للخوف من التحدث في جمْع من الناس، شائع لدى مرضى الرهاب الاجتماعي. [/rtl]
[rtl]أسبابه: [/rtl]
- العوامل البيولوجية: ليس لها دور في التسبّب بالرهاب الاجتماعي، إلا ما لوحظ في انتشاره بين الأقارب، مما يشير، من قريب أو بعيد، إلى احتمال تسبّب عوامل جينية بالرهاب.
- العوامل النفسية والاجتماعية: أوضح فرويد، في نظريته للتحليل النفسي، أن الرهاب يرجع إلى استخدام دفاعات الأنا في مواجهة النقد، والتجنب ضد الحفزات الأوديبية المحرّمة، وخوف الخصاء، أي أن الخوف انتقل من الحفزات إلى مواقف معينة، أو موضوع معين، وتبعه تجنّب هذه المواقف (أو الموضوع).
[rtl]أما النظرية السلوكية، فتفسر الرهاب بأن قلقاً في الماضي، ينشأ عن مثير مخيف فعلاً، وصاحب هذا الموقف مثير آخر (موقف أو موضوع) غير مخيف. وتكررت هذه المصاحبة فتقارن المثيران، وأصبح ما يثيره أحدهما يثيره الآخر. ثم أصبح المثير غير المخيف، وحده، مرتبطاً بالقلق، وباعثاً عليه. [/rtl]
[rtl]علاج الرهاب الاجتماعي [/rtl]
[rtl]تستخدم في علاجه عقاقير (الفنلزين) و(البرابرانولول) أو أتينولول (Atenolol). ومضادّات الاكتئاب ثلاثية الحلقات، في علاج هذا الاضطراب. وتستخدم، حالياً، مجموعة مثبطات إعادة أخذ السيروتونين انتقائياً (SSRIs)، ومن أمثلتها الفلوكسيتين والسيتالوبرام. وقد يلزم علاج سلوكي مع العقاقير، في الحالات الشديدة، وذلك بسلب الحساسية التدريجي من طريق تعريض المريض لمواقف الرهبة. [/rtl]
[rtl]ويمكن أن يرفَق ذلك ببعض العقاقير المهدئة، أو تمرينات الاسترخاء الإرادي. وهناك أسلوب الغمر (Flooding)، بتعريض المريض للموقف المخيف، دفعة واحدة، في تخيّل أو واقع. وينصح المحللون النفسيون بالعلاج التبصيري، الذي يجعل المريض فاهماً لمنشأ الرهاب، وظواهر المكسب الثانوي ودور المقاومة؛ لأن هذا يجعله قادراً على إيجاد وسائل أكثر سواء للسيطرة على القلق، مع حثه على أن يتعرض لمواقف الرهاب. [/rtl]