النمو المعرفي في المراهقة
يصبح المراهق قادراً على استخدام المفاهيم المجردة، في ما يسمى بمرحلة التصور القبلي (أو التفكير المنطقي)، إذ يستطيع استخدام الرموز في التفكير، وإدراك النسبة والتناسب، وبناء النتائج على مقدمات توصل إليها، والقياس المنطقي، وقبول وجهة النظر المقابلة، وفهم نظرية الاحتمالات، والتفكير الثانوي (أي التفكير في التفكير). وهكذا، تصبح المراهقة بداية صحيحة للتفكير الراشد.
وفي المراهقة المتأخرة، يصبح المراهق قادراً على أن ينسلخ من مشاعره وأفعاله، ويدرك نتائج سلوكه أو أفكاره (وهو ما نسميه بملاحظة الذات). وهي مرتبطة بالنمو المعرفي، المرتبط بالإحساس بالزمن وما يتعلق بالمستقبل، والقدرة على افتراض مواقف متعددة، وتخيل نتائجها في عقله. وهو جزء مهم في التخطيط للمستقبل، وفي التواصل مع الكبار، وقبول التوجيه. وهنا، تصبح آراء رفاقه، ليست هي كل الحقيقة، ولكنه يقارن رأيه بآرائهم، ويحترم الكبار، ويتخذ قراراته بعد تفكير.
ويلاحظ أنه عندما يواجَه الفرد بمشكله، ويوجه تفكيره إلى حلها، فإنه يمر بالخطوات الآتية:
تعرف المشكلة، والبدء في الاتجاه إلى التفكير فيها.
تحديد المشكلة ومعرفة أبعادها وظروفها وملابستها، والعوامل المؤثرة فيها.
تقديم الافتراضات لحل المشكلة .
اختبار الافتراضات، واختيار أنسبها، كحل للمشكلة.
وفي مواجَهة المشكلة، قد يكون الشخص تقليدياً، يتبع الأساليب والطرائق، التي اعتادها في خبرته التعليمية السابقة. وهذا قد يعوق الشخص، ويمنعه من الإتيان بالجديد، فيتجمد إزاء المشكلة، التي تتطلب حلاً غير تقليدي. وقد يفكر الشخص بطريقة تباعدية، غير تقليدية، فيصِل إلى أكثر من حل غير تقليدي للمشكلة، فيُعَدّ شخصاً مبتكراً وقادراً على الإتيان بالجديد من الأفكار. ولا شك أن هذا النوع من التفكير (عندما يصاحب الذكاء المرتفع)، ينمّ على المبدعين والمخترعين، الذين قد يوصفون من قبل مجتمعاتهم بالجنون، لعدم قدرتها على قبول الجديد من أنماط التفكير.