[rtl]
..[/rtl]
[rtl] الاستجابة[1] Response هي السلوك الذي يأتيه إنسان كرد فعل[2] لمثير[3] ما. وقد تكون الاستجابة مجرد تغييرات جسمانية، مثل الانفعال عند رؤية منظر مخيف. وقد يكون سلوكاً بسيطاً كحركة الجسم، أو سلوكاً مُعقداً، مثل إعادة ترتيب البيئة المحيطة بالإنسان (كحجرته أو مسكنه). وكثيراً ما ترتبط استجابة معينة بمثير معين، مثل خوف مريض الرهاب من الأماكن المرتفعة. ونشأة هذا الخوف، يتم عند الارتباط، في ذهن الشخص، بين الخوف وتلك الأماكن، إما بصورة مباشرة، كالسقوط منها ذات مرة، أو مشاهدة من سقط منها، أو أنها ارتبطت بالخوف من شيء آخر، حدث متزامناً مع الوجود في مكان مرتفع، مثل مشاهدة جريمة قتل فيها، وجريمة القتل، هنا، هي المثير المخيف. ولكن نظراً إلى أنه وقع مرتبطاً بالمكان المرتفع، فإن الخوف انتقل، كشحنة انفعالية، لترتبط بالمكان المرتفع. ثم تم نسيان الارتباط بين المثيرين (جريمة القتل والمكان المرتفع)، وبقى الخوف من الأماكن العالية، كاستجابة مَرضية، تعوقه عن الوجود فيها، فيتجنبها من شدة الخوف الذي ينتابه. [/rtl]
[rtl] ويُلاحظ أن الطفل، يضع إصبعه في فمه، تلقائياً Spontaneous أي ذاتي أو عفوي، ومن دون قصد منه، في أول مرة، فيعطيه ذلك شعوراً بالراحة أو الأمان، كبديل من ثدي الأم. فيُكرر ذلك، ليحصل على الشعور نفسه. وهي استجابة تلقائية، يتعلم الطفل منها، أن وضع إصبعه في فمه يُطمئنه. وهي آلية مهمة في تعلم الإنسان. [/rtl]
[rtl] وقد تكون الاستجابة بسيطة، في صورة فعل منعكس بسيط Simple, Direct (مُفرد / سهل / أو واضح)، على مستوى منخفض من الأداء العصبي والدماغي، وربما تكون الاستجابة مُعقدة، وتتطلب مستوى من التفكير والقدرة على الحكم على الأمور، وهذا يعتمد على نضج الجهاز العصبي وسلامة الدماغ. وهذا النضج يتحقق مع تقدم سن الطفل. ويُلاحظ ذلك في عملية التبول. فالطفل الرضيع، في عامه الأول، عندما تمتلئ مثانته، تحدث إثارة (تنبيه) لجدران المثانة. وينتقل هذا التنبيه إلى الحبل الشوكي، بوساطة الأعصاب. فيُعطي الحبل الشوكي أمراً بالاستجابة البسيطة، لإفراغ المثانة، من دون النظر إلى أي ظروف خارجية، ومن دون فهْم للواقع. فيتبول الطفل في ملابسه، وقد يُبلل من يحمله. أما عندما يكبر الطفل، ويُصبح جهازه العصبي أكثر نضجاً، فإن امتلاء المثانة، يُنبه جدرانها، وينتقل هذا التنبيه إلى النخاع الشوكي، فيُرسل، بدوره، إشارة إلى المخ، الذي تنبع منه الرغبة في التبول. فإذا كانت الظروف غير مناسبة للتبول، فإن قشرة المخ ترسل إشارات عصبية، تثبط جدران المثانة، وتزيد من مرونتها، لتحمل كمية البول الموجودة في المثانة وما يزيد من بول، حتى تصبح الظروف مناسبة للتبول. وهنا، كانت الاستجابة معقدة. وبمنع عملية التبول حتى تتهيأ الظروف، يأخذ الشخص في البحث عن مكان مناسب للتبول. وحتى يتم العثور على المكان المناسب، ويتم إفراغ المثانة، تكون الاستجابة الكاملة لامتلاء المثانة كمثير. وهكذا يمكِن أن تتعقد الاستجابة، وتستغرق وقتاً لتتحقق، كرد فعل للمثير. وكلما حقق الإنسان نضجاً نفسياً وحضارياً، تعقدت استجاباته، وأصبح يحسب حسابها، قبْل أن ينفذها. إنه السعي على بصيرة وحكمة، وعلو عن بدائية الكائنات الأولية. [/rtl]
[1] الاستجابة Response عملية عضوية (عضلية) أو غددية يثيرها مثير أو تمثل سلوكاً مضمراً أو صريحاً، والاستجابة تعبير عام، وهو من أكثر التعابير شيوعاً في علم النفس.[2] رد الفعل Reaction ويُعرف بالرجع أو رجع الفعل أو الارتكاس.[3] المثير Stimulus ويُعرف بالمنبه. وهو إما عادي بالنسبة لعضو الحس المستقبل، وعندئذ يُعرف بأنه كافٍ، وإذا لم يكن عادياً سمي `غير كافٍ`. وهو إما خارجي يأتي من البيئة عن طريق الحس، وإما داخلي يأتي من داخل الكائن. وهو دافع فطري. والمثيرات (أو ما تُعرف بالمنبهات)، تزيد التوتر وتُحدث الألم، الذي يتخلص منه عند الإفراغ، عند استشعار الراحة، أو عند تحقيق الواقع.