[rtl]ثانياً: الإدراك المتعدي حدود الحواسّ (الإدراك من غير الحواس) Extra Sensory Perception[/rtl]
[rtl] وهو إحدى الظواهر الميتاسيكولوجية، التي لا تخضع لقوانين الطبيعة. والذين يؤمنون بالإدراك المتعدي حدود الحواسّ، يرون أن هناك تفسيراً لذلك، قد يكشف عنه يوماً ما. ولكن الملاحظ أن ما يسجل في هذا المجال، يرد بصورة عشوائية، متجاهلا الطرائق المنهجية، مما لا يمكِن معه استبعاد عوامل المصادفة والاستنتاج العقلاني والإدراك الحسي الحادّ، كما لا يمكِن استبعاد الغش والتزييف في رصد هذه الظواهر. [/rtl]
[rtl] وقد يختل الإدراك، أي تحدث اضطرابات الإدراك Disorders of Perception، ويترتب عليه اضطراب إدراك المثيرات، بإحدى طريقتين: [/rtl]
- تشوهات الإدراك الحسي: إذ يختل إدراك الموضوعات الحقيقية، فيتم إدراكها بصورة مشوهة، وذلك كما يلي:
[rtl](أ) التغير في شدة الإحساس بالزيادة أو النقص: فقد تزداد شدة الإحساس بالمدركات، عند الانفعالات الشديدة. فمثلاً، عندما نكون في حالة خوف وقلق، فإن أي صوت إلى جوارنا سيزعجنا بشدة، على الرغم من أن هذا الصوت نفسه، في أوقات الاسترخاء، لا يزعجنا إلى مثل تلك الدرجة. وقد تقلّ شدة الإحساس بالمدركات، في حالات الاكتئاب. فالشخص المكتئب، يحتاج إلى مثيرات أكثر شدة، ليستطيع إدراكها. [/rtl]
[rtl](ب) التغير في كيفية الأشياء المدركة: لوحظ أن بعض المواد السامة، تشوه الإدراك البصري، فتلون كل الادراكات باللون الأصفر، أو باللون الأخضر، أو باللون الأحمر. [/rtl]
[rtl](ج) التغير في الحيز المكاني: تأخذ فيه المدركات أحجاماً أكبر من طبيعتها أو أصغر منها. فمثلاً، يشاهد النملة كأنها في حجم الشاة، وهذا قد يحدث في حالات الأحلام أو أمراض الشبكية، أو اضطراب تكيّف العين، أو خلل بالفصّ الصدغي من قشرة المخ، أو في حالات التسمم بالاتروبين أو الهيوسين ... وقد يدرك الشخص الأشياء بعيدة عمّا هي في الواقع. [/rtl]
- خداع الحواس Sense Illusion: أو الخداع[1] الحسي وهو إدراك خاطئ لمثير خارجي، ويعد من اضطرابات الإحساس والإدراك، ويتم، خلاله إدراك المثير بصورة خاطئة، وهو ما يُعرف بخطأ التأويل. وذلك مثل الطفل المصاب بحمى، ويرى ميزان الحرارة في يد الممرضة خنجراً ستقتله به. أو يتم الإدراك من دون مثيرات إطلاقاً، وهي الهلاوس. وذلك مثل المريض، الذي يسمع صوتاً يتكلم عليه، من دون وجود لأي صوت. وأهم أسباب الهلاوس، هي الانفعالات الشديدة، مثل الاكتئاب الشديد، والإيحاء، واضطرابات أعضاء الحس، مثل مرض العين أو الأذن، والحرمان الحسي، والفصام العقلي، والآفات المثيرة لمراكز الإحساس في قشرة المخ. وأنواع الهلاوس وخطأ التأويل، ترتبط بالحاسة التي تدرك بها. ولذا، فهي إمّا بصرية أو سمعية أو شمية أو تذوقية أو لمسية. ومن أمثلة الهلاوس البصرية والسمعية، ذلك الشاب السجين، الذي كان في حالة شلل هستيري، وقرر أنه يشاهد في زنزانته، ليلاً، سيدة تجلس قرب السقف، وترتدي ثياباً بيضاء، وتغني له ما شاء من أغاني أم كلثوم. ومرضى الصرع، يشمون، في بداية نوبات الصرع مباشرة، روائح لا وجود لها، أو يرون صوراً لا وجود لها، أو يشعرون بحركة غريبة في أحشائهم. ومدمنو الكوكايين، يشعرون بحركة البق في جلودهم (البق هو نوع من الحشرات، التي تتطفل على الدم، مثل البراغيث) ويحكّون جلودهم إلى درجة إيذائها.
[rtl] وهناك أنواع أخرى من الهلاوس[2] وهي تهيؤات عصبية Hallucination ، ليس لها علاقة بأعضاء الحس المتخصصة. وهي: [/rtl]
- الإحساس العميق بالألم: الإحساس بألم التمزق في الأعضاء، ينتاب مرضى الفصام المزمنين، فيشكون ألم التمزق في البطن، مثلاً.
- الإحساس بالسقوط في الهواء أو الغوص في الفراش: ويحدث في الحالات العقلية العضوية الحادّة، خاصة حالات الهذيان الارتعاشي، أي المصاحب برعشة.
- الإحساس بوجود آخر، عندما يكون الشخص بمفرده: ويحدث في الحالات العقلية العضوية، والفصام والهستيريا.
- هلاوس وظيفية: الهلاوس يكتسب بها مثير، ولكن الهلاوس والمثير كليهما هلوسة. مثل المريض الذي يخبر أن الرب تكلم إليه من خلال ضوضاء، والكلام هنا والضوضاء كلاهما، من قَبيل الهلاوس.
- الهلاوس المنعكسة: حينما يكون المثير في مجال حسي، يسبب هلوسة في مجال حسي آخر. مثل المريض الذي يحس ألماً عندما يسمع عطس آخر، إلى جانبه.
- هلاوس خارج مجال الحس، مثل الذي يرى شخصاً واقفاً خلفه.
- شبح المرآة المتخيل: إذ يرى المريض نفسه كأنه ينظر إلى مرآة. ويحدث في قليل من حالات الفصام، وفي حالات الهذيان (Delirium) أو ما يُعرف بالهُتر (اضطراب الوعي)، والصرع Epilepsy ، الذي تسببه المنطقة المؤخرية الجدارية.
- رؤية الذات السالبة: ينظر المريض إلى المرآة، فلا يرى نفسه. ويحدث ذلك في حالات الإصابة العضوية للمخ.
- رؤية الأحشاء الداخلية، عندما ينظر إلى المرآة.
- هلاوس جسدية: إذ يدرك الشخص خطأ حدوث أشياء في جسمه (غالباً حشوية).
- اختلال الإنية (Depersonalization) حين يشعر الشخص أنه غير حقيقي، أو غريب، أو غير مألوف لنفسه، أو أنه تغير. وتسمى أيضاً فقدان الشخصية أو فقدان الشعور بالشخصية أو هُذاء تغير الشخصية، وهي عبارة عن اضطراب يحس الشخص فيه بأن أحاسيسه وأفكاره ورغباته غريبة عنه.
- اختلال إدراك البيئة (Derealization) من حوله، وهو شعور ذاتي بتغير البيئة من حوله، أو أنها غريبة، أو غير حقيقية، وأن الناس حوله يبدون كممثلين، حتى والداه، ليسا هما، ولكنهما ممثلان يتقمصان دوريهما. ويُعرف أيضاً بهذاء تغير الكون.
- ظاهرة الانزلاق الإدراكي: وهو إدراك غير سوي. يرتبط بتعاطي العقاقير المحدثة للهلاوس (مثل عقار ـ إل. إس. دي ـ المحدث للهلاوس)، التي ترى فيها الموضوعات المتحركة على أنها سلسلة من الخيالات المتقطعة، والمتباعدة.
- عدم الإدراك: أو اضطراب الإدراك Disorder of Perception أي عدم القــــدرة على تعرف مثير حسي وفهمه، سواء كان مثيراً بصرياً، أو سمعياً، أو تذوقياً، أو شمياً، أو لمسياً.
- التجاهل للمرض: عدم القدرة على تعرف خلل عصبي حدث للشخص.
- التجاهل للجسد: عدم قدرة الشخص على تعرف جزء من جسده. فمثلاً، لا يمكنه تعرف يده اليمنى.
- عدم قدرة التعرف باللمس: (هلوسة لمسية) إذ لا يستطيع الشخص أن يتعرف الأشياء باللمس