ماهية الأرق[1]
الأرق Insomnia هو صعوبة بدء النوم، أو المحافظة عليه، أو الشعور بعدم الراحة، بعد النوم، الذي يبدو كافياً في مدته، إلى درجة تجعل الشخص يشكو ذلك. وينتج من الأرق الشعور بالإجهاد، خلال ساعات النهار، مع سرعة استثارة. وقد يحدث خلل في الأداء الوظيفي اليومي للشخص. ويبدأ اضطراب الأرق عند أي سن، ولكن يصبح متزايداً مع تقدم العمر. وهناك تفاوت كبير في الوقت الطبيعي الذي يستغرقه أي شخص للدخول في النوم. كما أن هناك تفاوتاً في فترة النوم الطبيعية، اللازمة لأي شخص، ليشعر بالراحة والتيقظ. ولكن غالبية الناس، يبدءون نومهم خلال ثلاثين دقيقة من تهيئة الجو المناسب للنوم، والاستلقاء في الفراش. ويظل النوم، عادة، من أربع إلى عشر ساعات. وعند معاناة الأرق، قد يلجأ الشخص إلى علاج نفسه بتعاطي حبوب مهدئة، أو كحول، الأمر الذي يحمل خطر أن يصبح مدمناً.
[1] الأرق في اللغة هو السُهد، وسَهِدَ سُهاداً بمعنى أرق. ويُقال في عينه سُهد وسُهاد. ويُقال فلان ذو سَهْدَة في أمره بمعنى ذو يقظة. والأرق من الناحية الاصطلاحية بمعنى سُهد وسُهاد وقلة النوم أو امتناع النوم Insomnia, Asomnia, Sleeplessness وسُهادي Insomnious بمعنى مؤرق. وهو عبارة عن استجابة وقتية (طارئة) لإثارة أو لاضطراب انفعالي. وقد يكون خاصية دائمة تميز نمط نوم الفرد. ويرتبط الأرق الوقتي بالحالة الفيزيقية كالتعب الشديد، أو تغيير مكان النوم، أو تغيير نوع الطعام المعتاد، أو تناول بعض العقاقير أو الأدوية التي تؤدي إلى الأرق. ويؤدي القلق والخوف والشعور بالذنب إلى الأرق. وقد يكون الأرق عرضاً بسيطاً ولكنه يرتبط بحالات مرضية كالاكتئاب والهعوس. وترتبط شدة الأرق بشدة الاضطراب الانفعالي وخصائص الشخصية.
علاج الأرق
يعتمد العلاج على شخصية المُعالج ووضعه النفسي، كما يعتمد على قواعد الصحة للنوم وعلى اختيار أنسب التقنيات المساعدة، وفقاً لوضع المصاب ومحيطه وإمكانياته المادية وقدرته العملية على متابعة اقتراحات الطبيب.
1. القواعد الصحية للنوم
لكل عنصر مكانه في النوم: الفرد، محيطه، ومكان النوم.
بالنسبة للفرد، فذلك يشمل حياته اليومية، بتفاصيلها، بحيث يؤخذ في الاعتبار وجبة العشاء وطبيعة الغذاء، القهوة والشاي، وقت العشاء وعلاقته بساعة النوم، الهدوء العائلي والشخصي أو المشكلات العائلية، السهر أمام التليفزيون، أو الشعائر على اختلافها، انتظام وقت النوم واليقظة، والتأهب النفسي للنوم، ..الخ.
بالنسبة للمحيط وتأثيره، فإن هناك ارتباطاً للأرق بالعديد من الحالات الاجتماعية والعاطفية، وحيث تؤثر هذه العلاقات تأثيراً كبيراً على قلة النوم، مثل فقدان قريب أو صديق. وبينما يُعد مكان النوم الجيد والهادئ من العوامل المساعدة على النوم كما تساعد الظلمة على الاستراحة والهدوء.
2. التقنيات المساعدة
وهي عديدة تعتمد على العلاج بالمنومات، التي زاد استخدامها في المجتمعات الصناعية.
3. المعالجة النفسية بالاسترخاء Relaxation
تُستخدم في حالات الأرق النفس ـ جسمي، والمتابعة المنتظمة تُعطي نتائج ممتازة. وهي وسيلة منتشرة في الغرب، وتؤدي دون طبيب. وهذه الوسيلة لم تأخذ مكانها في العالم العربي.
4. المعالجة المائية
للماء فعل مزدوج، فهو مريح ومخفف للألم. لذلك يُنصح برش الماء مساءاً على العمود الفقري بحرارة مقبولة وفي حال توافر أحواض في الحمامات، فإن الركون في الحوض المملوء بالماء الفاتر لمدة 10 ـ 15 دقيقة قبل النوم يُساعد كثيراً في حالات الأرق.
5. المعالجة بالأعشاب
من الأعشاب التي تساعد على الراحة والنوم، المليسة، الشبث، الناردين، خزامة (لاوندة)، قويضة (قويسة)، الشوفان (فرطال) والزيزفون.
وعادة تستخدم 30 ـ 40جرام من هذه الأعشاب في اللتر، وتؤخذ نصف ساعة قبل الطعام أو بعد ساعتين منه، على أن يكون العشاء مبكراً.