[rtl]الأعراض المصاحبة لاضطراب الشخصية الاضطهادية [/rtl]
[rtl]تتّسم الشخصية الاضطهادية بسرعة الاستثارة، وتعقيد الأمور. فالمصاب بهذا الاضطراب، يضخم الأمور الصغيرة (يعمل من الحبة قبة). ويصعب عليه الاسترخاء، أو يبدو مشدوداً. وهو يميل إلى الشجار، عند أي تهديد، وينتقد الآخرين، ويحيل الأمور، غالباً، إلى المحاكم؛ بينما لا يتقبّل انتقادهم إياه. وفاعلية صاحب الشخصية البارانوية محدودة، وقد يظهر (بارداً) تجاه الآخرين. وليس لديه إحساس حقيقي بالفكاهة. وقد يفخر بأنه دائماً موضوعي ومنطقي، وأنه غير انفعالي. وتنقصه الرقة، والمشاعر الطيبة، والرأفة. [/rtl]
[rtl]ويراه الآخرون، أحياناً، ملاحظاً حاسماً، ذا طاقة عالية، شكاكاً، وقادراً. بيد أنهم يرونه، غالباً، متصلباً، رافضاً الحلول الوسط، وكثيراً ما يختلق المصاعب والتعقيدات، ويثير الخوف لديهم؛ فهو غالباً، يخاف من فقْد استقلاله، أو يرغب في تشكيل قوة الأحداث طبقاً لرغباته. ويتجنب، عادة، الألفة، عدا مع أولئك، الذين يثق بهم ثقة مطلقة. ويظهر حاجة شديدة ليكون مكتفياً ذاتياً، بسبب التمركز الشديد حول الذات، وتضخيم أهميتها. ويتجنّب المشاركة في الأنشطة الجماعية، إلا إذا كان في موقع مسيطر. [/rtl]
[rtl]ويلاحـظ اهتمـام مـن يعـاني اضطـراب الشخصيـة الاضطهاديـة، بالإلكترونيات، والآلات الذاتية. ولا يهتم بالفن أو الإحساس أو الجمـال. ويعي، بشدة، موقع القوة، ومن هو أعلى، ومن هو أدنى. ويحسد، غالباً، مـن هو في مـوقع القوة، ويحتقر من يراهم ضعفاء أو مرضى. وهو عرضة للشعور بأعراض ذهانية (Psychotic Symptoms) عابرة، في فترات التعرض للضغوط. [/rtl]
[rtl]مسار اضطراب الشخصية الاضطهادية ومضاعفاتها ومآلها [/rtl]
[rtl]يبدأ في بداية الرشد. ولا توجد دراسات تتبعية طويلة للشخصية الاضطهادية، تحدد مسارها. ولكن، في بعض الحالات، يكون الاضطراب طيلة الحياة. وفي بعضها، يكون بداية للفصام، أو لاضطراب ضلالي. وفي بعضها الآخر، تقلّ حدّة الاضطراب، بالنضج. ونادراً ما يبحث المصاب به عن علاج، خاصة أن بعضهم متعاظمون ويمثلون أدوار قادة لجماعات متطرفة. والإعاقة تكون في صورة مشاكل في العمل، خاصة في العلاقة بالسلطة أو المساعدين. وفي الحالات الشديدة، تختل العلاقات بصورة بارزة . [/rtl]
[rtl]انتشار اضطراب الشخصية الاضطهادية [/rtl]
[rtl]يصل معدل انتشاره إلى 2.5 %، ولكن المرضى نادراً ما يمثلون للعلاج، على الرغم مما يسببونه من مشاكل لمن يعايشونهم. ينتشر بين الذكور، أكثر منه بين الإناث. كما يكثر لدى أقارب المرضى المصابين بالفصام العقلي. ولوحظ زيادة انتشاره بين المصابين بالشذوذ الجنسي المثلي (اللواط) (Homosexual)، والمعروفين بالجنوسيين. وكذلك المرضى المصابين بالصمم. [/rtl]
[rtl]يجب تمييز اضطراب الشخصية الاضطهادية من الآتي: [/rtl]
[rtl]أ. الاضطراب الضلالي والفصام الاضطهادي، اللذان يتميزان بأعراض ذهانية ثابتة، من الضلالات والهوس وخلل الحكم على الأمور. [/rtl]
[rtl]ب. اضطراب الشخصية المضادّة للمجتمع، الذي يشترك معه في صعوبة إنشاء علاقات اجتماعية، ونقص الإنجاز الوظيفي. [/rtl]
[rtl]ج. اضطراب الشخصية شبه الفصامية، الذي يتميز بالغرابة والبرود والانزواء. ولكن، ليس لديه أفكار اضطهادية بارزة . [/rtl]
[rtl]علاج اضطراب الشخصية الاضطهادية [/rtl]
[rtl]يُعَدّ العلاج النفسي، هو المفضل، في هذه الحالة. ولكن، على المعالج، أن يعي، أن مناطق الثقة والألفة والتحمل، من قِبل المريض، هي مضطربة؛ فلا بدّ، إذاً، من تمرّسه بالعلاج. والعلاج الجماعي غير ملائم لهؤلاء المرضى. وأحياناً، يلزم بعض العقاقير، في حالات الفوران الداخلي أو القلق. وفي بعض الحالات، قد يكفي عقار (الديازيبام) (Diazepam) الذي يعرف، تجارياً، باسم الفاليوم (Valium). وأحياناً يلزم مضادّات ذهان (Antipsychotics)، بجرعات قليلة، ولفترات قصيرة. [/rtl]
[rtl]2. اضطراب الشخصية شبه الفصامية (Schizoid Personality Disorder) [/rtl]
[rtl]يتميز مرضاه بنمط، يسود حياتهم، من العزلة الاجتماعية، وعدم التمايز للعلاقات الاجتماعية، وضيق المدى الانفعالي، خبرة وتعبيراً، ويبدأ في أول الرشد. وهم لا يرغبون، ولا يستمتعون بالعلاقات الحميمة، فيفضلوا أن يظلوا وحيدين، ليس لهم أصدقاء مقربين، يثقون بهم. أو هم يكتفون بصديق واحد فقط، إضافة إلى أقارب الدرجة الأولى. لذا، فهم، دائماً، يختارون أنشطة فردية. وهم غير معبِّرين (عدم تمايز) (Indifference)، في حالات المدح أو الذم، ونادراً ما يخبرون انفعالات قوية، مثل الغضب والسرور؛ فهُم، في الحقيقة، حُصُر('حُصُرٌ : جمع حَصُور؛ وهو الذي يمتنع عن الشيء، عجزاً أو حياءً.')، لذا، يبدون باردين ومتباعدين، وجداناً، عن الآخرين. [/rtl]
[rtl]ويصاحب ذلك عدم القدرة على إظهار العداء، وغموض الأهداف، والانطواء. ونظراً إلى نقص المهارات الاجتماعية، أو الرغبة في خبرات جنسية، فإن الذكور المصابين بهذا الاضطراب، هم غير قادرين، عادة، على إيلاف[1] امرأة، أو تزوُّجها، ونادراً ما يتزوجون. [/rtl]
[rtl]البداية والمسار والإعاقة [/rtl]
[rtl]يبدأ اضطراب الشخصية شبه الفصامية، في الطفولة. وتظل إلى فترة طويلة. ولكن، ليس بالضرورة أن تظل طيلة الحياة. وليس معروفاً النسبة، التي تتحول منها إلى اضطراب الفصام. وتتمثل الإعاقة في ضيق العلاقات الاجتماعية. وقد يختل الأداء الوظيفي، خاصة إذا لزم الاندماج في آخرين. ولكن، من ناحية أخرى، قد يكون المصابون قادرين على زيادة الأداء الوظيفي في المواقف، التي تستدعي إنجازاً عملياً، في ظل ظروف معزولة اجتماعياً. [/rtl]
[rtl]انتشار اضطراب الشخصية شبه الفصامية [/rtl]
[rtl]على الرغم من ملاحظة انتشار هذا النمط من اضطراب الشخصية، الذي قد يصل إلى 7.5 % من عامة الناس، وإصابته الذكور أكثر من الإناث، بنسبة (1:2)، فإن حصره في الممارسة الإكلينيكية، لا يزال قليلاً؛ إذ لا يسعى مرضاه للعلاج، كجزء من تجنبهم وعزلتهم الاجتماعية، فهم يميلون إلى اختيار أعمال، يقلّ فيها الاحتكاك بالآخرين، أو ورديات العمل الليلية. [/rtl]
[rtl]ويلزم تمييز اضطراب الشخصية شبه الفصامية من الآتي: [/rtl]
[rtl]أ. اضطراب الشخصية فصامية النوع (Schizotypal): يعاني المصابون به شطحات غريبة، في التفكير والسلوك. ولهم أقارب فصاميون (مرضى بالفصام) بخلاف شبه الفصامية. [/rtl]
[rtl]ب. اضطراب الشخصية التجنبية: يلزم مرضاه العزلة الاجتماعية، تحرّجاً من الرفض. وعلى الرغم من رغبتهم علاقات اجتماعية، فإنهم يحرصون على ضمانات قوية للقبول، وعدم النقد من الآخرين. [/rtl]
[rtl]ج. اضطراب الشخصية الاضطهادية: ويتميز ببروز الأفكار الاضطهادية، وتوقع الأذى من الآخرين. [/rtl]
[rtl]علاج اضطراب الشخصية شبه الفصامية [/rtl]
[rtl]يشبه علاجه العلاج في حالة اضطراب الشخصية الاضطهادية. ولكن صاحب الشخصية شبه الفصامية، يتفق مع توقعات المعالج، من القدرة على الاستبطان (Intorspection) ورؤية الذات من الداخل؛ غير أنه قد يفرط في الخيال، مستغلاً ثقة المعالج. والعلاج الجماعي مفيد له، كذلك (شريطة أن تحميه الجماعة من نوباته العدوانية)؛ إذ يتيح له تفاعلاً اجتماعياً.[/rtl]
[rtl]3. اضطراب الشخصية فصامية النوع(Schizotypal Personality Disorder) [/rtl]
[rtl]يتميز اضطراب الشخصية فصامية النوع، بنمط متعمق من غرابة التفكير، والمظهر، والسلوك، وقصور في العلاقات بالآخرين، وهو ليس شديداً بما يكفي لتشخيص الفصام. ويضطرب فيها محتوى التفكير، إذ يشمل أفكاراً اضطهادية (Delusional Ideas)، والتشكك، وأفكاراً إشارية (Ideas of Reference)، واعتقادات غريبة، وتفكيراً سحرياً (Magic Thinking)، لا يتفق مع أسوياء بيئته، ويؤثر على سلوكه وتصرفاته، مثل اعتقاد الخرافات، والكشف والتخاطر (Telepathy)، أو الحاسة السادسة (عندما لا يكون ذلك جزءاً من نظام الثقافة السائدة). وفي حالة الأطفال والمراهقين، قد توجد خيالات غريبة، أو انشغالات، أو خبرات إدراكية غير معتادة، قد تشمل الخداعات (Illusions) أو عدم التناسق (Loose Association) . ويكون الكلام غامضاً، أو غير ملائم التجريد (Abstraction). وقد يعبّر عن المفاهيم بغرابة وغموض. وقد تستخدم الكلمات بطريقة غير معتادة. والمصابون بهذا الاضطراب ذوو سلوك ومظهر غريبَين وهامشيَّين.[/rtl]
[rtl]وعلاقاتهم بالآخرين مختلة، إلى حد كبير، بسبب نقص التعبير الوجداني، وسخافتهم البادية؛ فنادراً ما يظهرون تعبيرات بالوجه، مثل الابتسام أو الإيماء. وليس لهم أصدقاء مقرَّبون، ويكتفون، أحياناً، بصديق واحد فقط. وينتابهم القلق، إلى أقصى درجة، في المواقف الاجتماعية، التي تضم أشخاصاً لم يألفوهم. [/rtl]
[rtl]ويصاحب اضطراب الشخصية فصامية النوع، خليط من القلق والاكتئاب، وأحياناً، ملامح من الشخصية الحدّية. وخلال فترات التعرض للضغوط الشديدة، قد تظهر أعراض ذهانية، ولكنها لا تكفي لإضافة تشخيص الذهان (Psychosis). [/rtl]
[rtl]المسار والتنبؤ بالمآل [/rtl]
[rtl]لوحظ أن 10% من مضطربي الشخصية فصامية النوع، ينتحرون. وبعضهم يتحول إلى مرض الفصام العقلي. وتشير الملاحظات الإكلينيكية، إلى أن هذه الشخصية، هي شخصية قبل المرض (Premorbid Personality)، في حالات الفصام. ولكن العديد من أصحاب الشخصية فصامية النوع، يمكنهم أن يتزوجوا، ويعملوا، على الرغم من غرابة طباعهم.[/rtl]
[rtl]انتشـار اضطراب الشخصية فصامية النوع [/rtl]
[rtl]يصل معدل انتشار اضطراب الشخصية فصامية النوع، إلى 3%. ويكثر بين التوائم المتماثلة، وبين أقارب الدرجة الأولى للفصاميين. [/rtl]
[rtl]ويجب تمييز اضطراب الشخصية فصامية النوع من الآتي: [/rtl]
[rtl]أ. الفصام (النوع المتبقي) (Residual Schizophrenia): يتميز بأنه كان فيه تاريخ لمرحلة فصام ناشطة من الأعراض، التي تميز مرض الفصام العقلي. [/rtl]
[rtl]ب. اضطراب الشخصية، شبه الفصامية والتجنبية: لا يوجد فيه غرابة في التصرفات والتفكير والإدراك والكلام. [/rtl]
[rtl]ج. اضطراب الشخصية الحدّية: إذا وجدت دلالات من الأعراض المرَضية، تشخص كليهما، يوضع التشخيصان معاً. [/rtl]
[rtl]د. اضطراب الشخصية الاضطهادية: يسيطر عليه الشك، والأفكار الاضطهادية، من دون غرابة في التصرفات، كالذي يحدث في الشخصية فصامية النوع. [/rtl]
[rtl]علاج اضطراب الشخصية فصامية النوع [/rtl]
[rtl]تعطى مضادات الذهان (Antipsychotics)، للتخفيف من أعراض اضطراب التفكير والإدراك، إلى جانب العلاج النفسي. وتطبق عليه المبادئ نفسها، المتبعة في علاج الشخصية شبه الفصامية. ولكن يجب أن تؤخذ أفكار المرضى الغريبة، بحيطة وحذر من جانب المعالِج. [/rtl]
[rtl]4. اضطراب الشخصية المضادّة للمجتمع (Antisocial Personality Disorder) [/rtl]
[rtl]ويتميز السلوك المضادّ للمجتمع، بدءاً من الطفولة، أو بداية المراهقة، ويطاول الحياة البالغة. وعلاماته في الطفولة، هي الكذب، والسرقة، والهروب من البيت أو المدرسة، وانتهاك حقوق الآخرين، والشجارات، والاعتداء الجسماني على الآخرين. ويستمر النمط المضادّ للمجتمع، في الكبر؛ إذ يفشل الشخص في العيش شريفاً، كأب أو مسؤول. كما يفشل في المحافظة على عمله وفي امتثال قوانين المجتمع، فيكرر الأفعال المضادّة للمجتمع، فيكون عرضة للمساءلة القانونية. [/rtl]
[rtl]وأصحاب اضطراب الشخصية المضادّة للمجتمع، يكونون سريعي الاستثارة، عدوانيين، ويتصرفون بإهمال، من دون مراعاة لسلامة الآخرين (مثل قيادة السيارة، وهم مخمورون). وفي علاقاتهم الجنسية، لا يحافظون على علاقة واحدة لأكثر من سنة. ولا يلومون أنفسهم، عندما يسيئون بتصرفاتهم للآخرين. [/rtl]
[rtl]ويصاحب هذا الاضطراب أعراض الإدمان؛ والممارسات الجنسية المبكرة؛ وأعراض اضطراب التجسيد، مع التوتر وعدم القدرة على تحمّل الملل والاكتئاب؛ واضطراب العلاقة بالآخرين، الناجم عن الإساءة إليهم، والاقتناع بأنهم عدائيون؛ والفشل في المحافظة على علاقة حميمة، ومسؤولة، بأسْرة، أو أصدقاء، أو شريك جنسي. [/rtl]
[rtl]ويكثر ظهور أصحاب اضطراب الشخصية المضادّة للمجتمع، في صورة المحتالين (النصابين) (Con-men) ، الذين يجيدون خداع الناس، والاستيلاء على أموالهم، أو الأموال العامة. وأحياناً لا تظهر الشخصية المضادّة للمجتمع، في الطفولة. ولا تتداخل مع إنجاز الشخص الدراسي، فينجح في دراسته، بل قد ينجح سياسياً واقتصادياً، ولا تظهر عليه الصورة الكاملة للاضطراب. ويستغل موقعه، العملي أو السياسي، في مصلحته، من دون حسبان لمصلحة الآخرين أو لأي قِيم، أخلاقية أو إنسانية، ومن دون لوم للنفس، أو أدنى شعور بالذنب، تجاه ما تقترفه يداه. [/rtl]
[rtl]بدء اضطراب الشخصية المضادّة للمجتمع ومساره [/rtl]
[rtl]يتخذ الاضطراب صورة اضطراب السلوك، عادة، قبل سن الخامسة عشرة. ويبدأ لدى البنين في الطفولة، ولدى البنات في المراهقة. وينجم عنه، غالباً، فشل في الإنجاز الدراسي، وقد يؤدي إلى الهلاك من جراء السلوك المضرب العنيف، غالباً. وقد يقلّ السلوك السيئ المضادّ للمجتمع، بعد سن الثلاثين. [/rtl]
[rtl]انتشار اضطراب الشخصية المضادّة للمجتمع [/rtl]
[rtl]قُدِّر معدل انتشار اضطراب الشخصية المضادّة للمجتمع، في البلاد التي دُرِست فيها، مثل أمريكا، بنسبة 3% لدى الذكور، و1% لدى الإناث. وهو معدل ليس بالقليل، ولعل سببه شيوع اضطراب السلوك لدى الأطفال، في العقدَين الأخيرَين، الناجم عن انتشار أفلام العنف، وغياب الأب والأم وانشغالهما بالعمل. ومع أنه لا توجد دراسات انتشارية، يعتمد عليها، في الوطن العربي، إلا أن الانطباع العام، يوحي بازدياد انتشار الشخصية المضادّة للمجتمع، في الفترة الأخيرة، للأسباب الآنفة نفسها، فضلاً عن تشوّه القدوة، بل الافتقار إليها. ويكثر اضطراب الشخصية المضادّة للمجتمع، في الأحياء الفقيرة، والمزدحمة بالسكان، حيث يزداد عدد الأطفال في الأسْرة، بما يقلل رعاية الوالدين ومتابعتهمـا لهم. ويتضاعـف معـدل الانتشار خمـس مرات بين أقـارب الدرجـة الأولى مـن الذكور. وكـذلك يـزداد انتشار هذه الشخصية، بين أقارب مضطربي التجسيد (Somatization ) Disorder والمدمنين. [/rtl]
[rtl]
ويلزم تمييز اضطراب الشخصية المضادّة للمجتمع، من الآتي: [/rtl]
[rtl]أ. اضطراب السلوك (Conduct Disorder) يتكون، في الطفولة، من علامات نموذجية لاضطراب الشخصية المضادّة للمجتمع. ولكنه قد ينتهي، تلقائياً، أو يتحول إلى اضطراب آخر، مثل الفصام. ويجب ألاّ تشخّص حالات الأطفال باضطراب الشخصية المضادّة للمجتمع؛ فهو خاص بمن أكملوا الثامنة عشرة من العمر، وأظهروا نمطاً كاملاً، لفترة طويلة. [/rtl]
[rtl]ب. السلوك المضادّ للمجتمع، لدى البالغ، الذي لا يتفق مع المواصفات الكاملة لاضطراب الشخصية المضادّة للمجتمع، ولا يعزى سلوكه المضادّ للمجتمع، إلى اضطراب نفسي آخر. [/rtl]
[rtl]ج. الإدمـان (Addiction)، بما يصاحبه من سلوكيات مضطربة، بهدف الحصول على المادة المخدرة وتعذّره، ولكن الأساس فيه، ليس تكوين الشخصية. [/rtl]
[rtl]د. التخلف العقلي والفصام، لا يشخص مع أي منهما اضطراب الشخصية المضادّة للمجتمع، إلا في حالة وجود نمط واضح من السلوك المضادّ للمجتمع. [/rtl]
[rtl]هـ. نوبات الهوس (Manic Episode)، ويميزها غياب اضطراب السلوك في الطفولة، والطبيعة النوابية، ذات البداية المحددة. [/rtl]
[rtl]
علاج اضطراب الشخصية المضادّة للمجتمع [/rtl]
[rtl]قبْل بدء العلاج، يجب أن يجد المعالج طريقة لوقف سلوك الشخص التدميري لنفسه، وخوفه من الألفة والصداقة مع الآخرين، وجعله يتفاعل معهم، من دون خوف من الألم، الناجم عن التفاعل. ومن أكثر أجدى الطرائق العلاجية، تكوين جماعات من المرضى، لمساعدتهم (Self-Help Groups)؛ إذ يتعاطفون مع الشخص، ويعطونه الإحساس بالأبوة، التي حُرِمَها خلال طفولته. وأحياناً، تلزم عقاقير، لعلاج الأعراض المصاحبة، مثل القلق أو الاكتئاب. [/rtl]
[rtl]5.اضطراب الشخصية الحدّية (Borderline Personality Disorder) [/rtl]
[rtl]يتميز بالنمط المتعمق، من عدم استقرار صورة الذات، والعلاقات بين الأشخاص والوجدان. ويُعَدّ المصابون به على الحافة، بين العصاب والذهان. وأطلق عليه عدة أسماء (الفصام المتغير) و(الفصام العصابي الكاذب) (Pseudoneurotic Schizophrenia) و(الشخصية ذهانية السمات) و(الشخصية غير المستقرة عاطفياً). ويميزه، كذلك، اضطراب الهوية الثابت، وعدم التحديد في نواحي الحياة المختلفة، مثل صورة الشخص عن ذاته، وأهدافه البعيدة، واختيار العمل، ونوع الأصدقاء، والشريك الجنسي، والقِيم التي يتبناها. وغالباً، يسعر بعدم الثبات لصورة الذات، كإحساس مزمن بالفراغ. [/rtl]
[rtl]وعادة ما تكون علاقة صاحب الشخصية الحدّية بالآخرين، غير مستقرة، وحادة. وتتميز بتغيرات متطرفة، من المثالية الزائدة إلى الانحطاط القمي، مع عدم ثبات الانفعال، إذ يكون الغضب، أحياناً، غير ملائم للموقف. وغالباً ما يفقد الشخص سيطرته على نفسه، فيبدو كثير العراك والشجار، وهو مندفع في تصرفاته، خاصة في الأنشطة، التي تكون مدمرة للنفس، مثل الإدمان، وقيادة السيارة باستهتار، وسرقة المحلات. وكثيراً ما يهدد بالانتحار، ويشوه نفسه بهدف التلاعب بالآخرين. وعند ازدياد الضغط عليه، قد يصاب بخدر نفسي، أو اختلال الإنية (Depersonalization).[/rtl]
ويصاحب اضطراب الشخصية الحدّية، ملامح من الاضطرابات الأخرى للشخصية، مثل فصامية النوع، والهستيرية، والنرجسية، والمضادّة للمجتمع. وخلال فترات الضغط الشديد، قد تحدث أعراض ذهانية عابرة، ولكنها غير كافية الشدة أو المدة، لعمل تشخيص إضافي.