الحقد مرض نفسى وحالة للنفس مؤلمة لصاحبها وقد تكون سببا فى شقاء الانسان , وتدفعه لسلوكيات خاطئة واحيانا تدفعه لارتكاب جريمة وهويقدم عليها بتاثير ملح من انفعالاته المرضية التى تدل على خلل فى التكوين النفسى والاخلاقى والروحي ..
اسباب الحقد امران:
الاول : شعورالانسان بالظلم , قد يكون ظلما حقيقيا واحيانا يكون ظلما متوهما يكبر الى ان يسيطر على صاحبه فلا يستطيع التخلص من قبضته الا بسلوك الانتقام من ظالمه ولو ادى ذلك الى دمار حياته..ولا يزول هذا النوع من الظلم الا بزوال الاسباب المؤدية اليه عن طريق رفع الظلم عن المظلوم لكي يرتاح ويبقى اثر الظلم فى داخله ولا يزول , وقد يستيقظ فجاة من رقاده ولو بعد سنين..وقد يلتمس العذر للمظلوم اذا دفعه الظلم الى الحقد على ظالمه وهذا حقد مبرر وحتمي ..
الثانى: سيطرة الحسد على النفس , والحسد ينتج عن حالة نفسية مرضية تدل على هشاشة فى التكوين وضعف فى التربية النفسية وفراغ روحي وضعف فى الايمان , والحسد لا ينتج عن ظلم وانما ينتج عن شعور بالانانية فلا يقبل الحاسد ان يكون هناك من هو افضل منه او من يساويه او من يقترب منه , وقد يكون جارا لك لم يظلمك ابدا ولا يعرفك ومع ذلك تحسده على ما اتاه الله من خير ونعمة فى المال او النجاح او السمعة والجاه او محبة الناس, وتتمنى من اعما ق نفسك ان تزول النعمة عنه وان يصاب بمحنة لكي ترتاح انت من عذابك النفسى الداخلى لكيلا ينافسك فيما انت فيه ..هذه انانية مرضية تدل على خلل فى التربية والتكوين وشعور بالضعف الداخلى , والحاسد يخفى ضعفه الداخلى او فشله بتمنيات الشر للاخرين ولو لم يتسببوا له بالاذى والضرر , وقد يكون الحسد بين الاخوة والاقارب والجيران ومن يساويك او هو قريب منك , تجاهل حسد الحاسدين فلا سلطان لهم عليك الا اذا اخطات ..انهم يدلونك على اخطائك فاستفد منهم لكي تكون يقظا على الدوام...
الحقد فى قسميه الناتج عن الظلم او الحسد يدفع صاحبه لكل سلوك سيء ويفتك الحقد بصاحبه فيجعل نهاره ليلا وسعادته شقاءا. ويجب الحذر من الحاقد لانه يمكنه ان يفعل كل شيء سيء فى الوقت الذى يتمكن فيه من القيام بفعله وهو سيغدر بك لا محالة , فانتظره فى لحظة غفوتك ..واياك ان تامنه فالحقد نار محرقة ملحة لا تنطفئ ابدا , احرص على ان تخفف من حقد الحاقد بالاحسان اليه والابتعاد عنه لتخفيف ضرره عليك واحذره فهو قادم اليك مبتسما فى لحظة سقوطك ..ولا تصدقه وان بكى عليك حزنا فهو مبتهج بما يرى من المك ومحنتك ..
لا شيء كالتربية الايمانية الروحية التى تخفف من خواطر الشر لدى الانسان , وترتقى بمشاعره من صفات مذمومة الى صفات محمودة , ومن اهواء النفس الى سلوكيات نقية تعبر عن صفاء النفوس وطهارة القلوب ..الحقد يولد مشاعر القسوة ويبعد الانسان عن مشاعره الانسانية التى يحبها الله ..من لم يتخلق باخلاقيات الدين الاصيلة فلا يصدق فيما يدعيه من محبة الله والعمل فى سبيل الله.. لا مكان للحاقدين والحاسدين فى مجالس الاولياء والصالحين وتضيق القلوب بهم حيثما كانوا وقلما ينجحون فى عمل او يتوفقون فى دراسة او تجارة او صداقة او زواج لان القلوب تضيق بكل رموز الشر والانانية وكراهية الاخرين.