لبخيل هو الممسك عن الإحسان وهو ضد الكرم وقد قال رسول الله (ص) "ثلاث مهلكات وثلاث منجيات وثلاث كفارات وثلاث
درجات، فإما المهلكات فشح مطاع وهوى متبع وإعجاب المرء بنفسه...." رواه الطبراني بسند صحيح.
هذا ما بدأ به الدكتور أحمد هارون، مستشار العلاج النفسي وعلاج الإدمان حديثه عن البخل حيث ذكر أنه في أكثر الصور التقليدية وأشهرها ظهوراً بخل المادة وبخث الحقوق، وبُخل الأغنياء أقبح من بخل غيرهم والشُح على الأبناء والأقارب والضيوف أبشع من الشح مع غيرهم.
ونفسياً، البخيل أشد الناس عناء وشقاء، يكدح في جمع المال والزاد ولا يستمتع به، وسرعان ما يتركه لورثة طالما حرمهم منه، فيعيش في الدنيا فقيراً وفي الآخرة يحاسب أشد الحساب.
وعن الدوافع النفسية للبخل حدثنا د.هارون أن كثير من الدراسات والبحوث النفسية أشارت إلي أن البخل نوع من أنواع ضلالات الإضطهاد والشك أن الفرد يشعر فيها أنه سوف يحتاج إلي كل قرش يمتنع الآن عن صرفه وأن من حوله سوف يبخلون عليه حين يكبر في السن أو يمرض أو يلازم الفراش فيقرر هو البخل عليهم قبل أن يبخلوا هم عليه في المستقبل.
وفي رأيي أن البخل سلوك نفسي فوضوي لا عقلاني وهو أقرب للوساوس فهناك وساوس الاستحواذ ومنها الاستحواذ على المال، وقد سمى الوسواس في بعض الدراسات حواذ (استحواذ) فيُفترض أن يكون صاحب المال غنياً ومعبراً عن غناه "فأما بنعمة ربك فحدث" ولكن في حالة الشخص البخيل نسميه نحن المتخصصين نفسياً بالغني الفقير فهو لا يستمتع بما يملك!