التكتـم: المفهوم وعلاقته بالصحة والمرض
.د قريشي عبد الكريم
أ.زعطوط رمضان
جامعة قاصدى مرباح ورقلة-الجزائر
الملخص:
تلعب الانفعالات دورا هاما في صحتنا النفسية والجسدية ؛ويشير مصطلح التكتم alexithymia
إلى العجز عن إدراك الانفعالات وتمييزها عن الإحساسات الجسدية او التعبير عنها بواسطة اللغة .
ومنذ أن نحت
Sifneos هذا المصطلح كمقابل معرفي يشمل التفكير العملياتي pensée operatoire كما تراه مدرسة Marty في البسيكوسوماتيك ؛ والبحوث جارية لتحديد علاقته بالأمراض النفسية والجسدية.ونحاول في هذا المقال تناول المفهوم وتعريفه وأهم النظريات المفسرة،والإشارة لدوره في الصحة والمرض.
تمهيد :
إن المتصفح لتاريخ علم النفس الحديث يفاجأ بظاهرة هي من مفارقات علوم الإنسان في القرن العشرين ألا وهي عدم تركيز علم النفس على قضية جوهرية في الصحة النفسية والجسدية مثل الانفعالات والعواطف، حيث لم يبدأ الاهتمام بها إلا في أواخر القرن الماضي. ويعود ذلك إلى تأثير المدرسة السلوكية التي تحاشت البحث في الانفعالات على أساس أنها عمليات داخلية وذاتية لا يمكن قياسها ولم يتجرأ الباحثون على معاكسة هذا التيار.
لكن تقدم العلوم الحيوية مثل الطب وعلوم الأعصاب وظهور علم النفس الفيزيولوجي وعلم النفس الحيوي وعلم النفس العصبي، أرجع الأمر إلى نصابه وبدأت الانفعالات تأخذ مكانتها من الدراسة والبحث، بل وتتصدر أسباب الصحة النفسية والجسدية؛ لذلك ليس غريبا أن لا نعثر على تعريف لمصطلح التكتم Alexithymia في أغلب الموسوعات أو المعاجم الحديثة سواء اللغوية أو النفسية التي بين أيدينا لأن ظهور هذا المصطلح كان على يد Sifneos سنة 1972 ولم يبدأ الاهتمام به إلا في التسعينات من القرن الماضي.
لقد لاحظ العلماء منذ فترة طويلة علاقة الانفعالات وطريقة التعبير عنها بالأمراض النفسية والجسدية وحاولت مدرسة باريس النفسجسدية على يد Marty وزملائه ثمAli Sami بعد ذلك التأكيد على مفهوم التفكير العملياتي pensée opératoire وهو تفكير مغلق يركز على حوادث الحياة اليومية دون أدنى توظيف للمشاعر والأفكار ، ويمتد إلى الأحلام فتغيب عنها الرموز والأفكار والخيالات والرغبات اللاشعورية ، وذلك دليل على انخفاض القدرة على تعقيل ما قبل الوعي وهو طريق الإصابة بالأعصبة الطبائعية وبالتالي الأمراض النفسجسمية.غير أن مدرسة بوسطن (NemiahوSifneos) توسعت في هذا المفهوم بمقارنة عصبية معرفية.ويعتبر التكتم مؤشرا هاما للدلالة على دور الانفعالات في ظهور الجسدنة سواء كانت الأسباب نفسية أو عضوية أو بيئية .
ويشير Taylor (2001) إلى أن التطبيقات السريرية لهذا المفهوم تبدو واعدة ، وأهمها :
1- أن المتكتمين يظهرون نماذج من التعلق المرضي وأشكالا من سوء التكيف وعدم الضبط الانفعالي
2- أن التكتم يستعمل كمؤشر تنبؤي وبنجاح في أسباب الوفيات بغض النظر عن عوامل الإختطار الأخرى.
3- أثبت العلاج النفسي أن خفض التكتم يؤدي إلى فوائد صحية جمة.
7 وهكذا تبدو أهمية التكتم خاصة في علاقته بالجسدنة والاكتئاب لدى مراجعي العيادات العامة.
1. التعريف:
إن مصطلح التكتم في أصله الأغريقي Alexithymia مركب مما يلي :
A: بادئة تعني عدم وجود أو غياب.
Lexi: من lexis وتعني اللفظ أو الكلمة.
Thymia: من thymos وتعني مزاج أو عاطفة.
وعليـه تصبح الدلالة اللغوية للمصطلح هي صعوبة التعبيـر عن المـزاج أو عن الانفعـالات أو استحالته تماما.إن أول من نحت هذا المصطلح هو Sifneos (1972) ثم أنتشر بعد ذلك في نهاية القرن العشرين .
ويتضمن المفهوم النفسي للتكتم مجموعة من الخصائص المعرفية والانفعالية التي وُصفت أولا لدى المرضى النفسجسديين ثم بعد ذلك لدى أصناف من المرضى خصوصا الذين يعانون من بعض الاضطرابات مثل الإدمان أو الكرب التالي للصدمة (PTSD) أو اضطراب السلوك الغذائي كما في القهم Anorexia.وعربه الشربيني (2001) بعجز التعبير أو اللاوصفية ، ثم عرفه بأنه " عدم القدرة أو صعوبة الوصف للعواطف والانفعالات أو عدم الدراية بالمشاعر الداخلية ".
ويشمل التكتم كما عرفه Freyberger و Nemiah و Sifneos مايلي :
ا- عدم القدرة على التعرف ووصف المشاعر الذاتية.
ب- صعوبة التمييز بين الاحساسات الجسدية والعواطف.
ج- فقر في الخبرات التخيلية ، وفقر الحياة الحلمية ، وغياب الهوامات .
د- أساليب معرفية تتميز بالسلوك الموجه للخارج والتفكير العملياتي.
وهو نفس التعريف الذي أكـد عليه Rejan وBagby (1985) ثم تابعـهم Havilaul وSha
w (1991) وما زال معتمدا إلى اليوم حسب Taylor(2001). لم يجد هذا المفهوم طريقه إلى التصنيفات العالمية سواء في ICD10 أوDSMIV ،بل الغريب أن الاضطرابات الانفعالية لا يشار إليها إلا ضمن اضطرابات المزاج أو في فقرة عابرة تحت رقم 60 فيما يدعى "بالشخصية غير المتزنة انفعاليا ".
لذلك لجأ الباحثون إلى الاختبارات والمقاييس في محاولة قياس التكتم وأهمها:
1- استخبار BIQ : Beth Israel Questionnaire
2- الاختبار الفرعي ضمن الـ MMPI
3- مقياس سيفنيوس SSPS :Scaling Sifneos Personality Scale
4- مقياس تورنتو للتكتم TAS : Toronto Alexithy
mia Scale
ويعتبر الـTAS أفضلها جميعا من ناحية الخصائص السيكومترية، حيث استعمل
في آلاف الدراسات عبر العالم وأشارت إلى صدقه وثباته.
يقيس TAS-20 التكتم كما حدده Sifneos على أساس ثلاث عوامل هي :
العاملI : القدرة على التعرف وتمييز الاحساسات الجسدية.
العامل II: القدرة على التعبير عن المشاعر.
العامل III: التفكير العملياتي.
2. علاقة الانفعالات بالصحة والمرض
مازال أغلب الأطباء وحتى علماء النفس لا يرون أهمية كبرى للانفعالات في الأمراض العضوية و النفسية رغم البحوث الكثيرة التي تؤكد على أن الانفعالات هي الجس
ر الحقيقي بين النفس والجسد وأن علم النفس قد يصبح في المستقبل علم دراسة الانفعالات والعواطف، وكأنه يعود إلى مهده.
ورغم ظهور علوم واختصاصات جديدة جعلت الانفعالات محورها الرئيسي مثل علم النفس الفيزيولوجي والطب النفسجسدي وحديثا علم المناعة النفسي العصبي psycho
neuroimmunology وكذلك البحوث الرائدة لكل من Selye قديما و Damasio و Le-Doux و Taylor حديثا، إلا أن التطبيقات السريرية لم تواكب هذه الاكتشافات.
ويؤكد العلماء أن عدم القدرة على التعبير عن الانفعالات تزيد من الاستعداد للاضطرابات النفسجسدية
(Sifneos 1973،Krystal 1979) ، وهو ما أكدته دراسات Cooper و Holmstrom (1984) ثم Fernande وصحبه(1989)، وكذلكMorrison(1990)؛وأكدت دراسات Todarello وصحبه (1989) علاقة التكتم بالسرطان وأمراض السلوك الغذائي أيضا (Sifneos، 1994)، كما وجد Todarello علاقة بين ارتفاع ضغط الدم والتكتم حيث عانى المرضى المصابون بضغط الدم من عدم القدرة على التعبير عن انفعالاتهم في 55% من الحالات وكذلك المرضى المصابون بتقرح القولون المزمن .وتؤثر الانفعالات على وظيفة الجهاز الهضمي خصوصا لصلته المباشرة بالجهاز العصبي ولطبيعة أنسجته وعلاقتها بالعالم الخارجي عن طريق الغذاء ويعتبر 66% من المصابين باضطرابات هضمية متكتمون.
إن التعبير عن الانفعالات تحكمه الثقافة والتنشئة الاجتماعية وتوزيع الأدوار ويشمل التعبير المباشر أو اللعب والضحك والبكاء والحركات والغناء والأحلام والهوامات التي يلجأ إليها المريض بالتداخل مع آليات الدفاع لتحقيق التوازن الانفعالي الذي يجنب الفرد آثار الانتباه الانفعالي emotional arousal حيث لوحظ أن المتكتمين يعانون من نشاط زائد للجهاز العصبي اللإرادي دون إمكانية التفريغ الانفعالي للشحنات المتراكمة، وهو ما أكدته دراسات Martin (1986) وWise (1990).
إن التصور الحالي لأثر الانفعالات في الصحة الجسدية والنفسية يمر عبر الدراسات العصبية والفيزيولوجية التي تؤكد مشاركة ثلاث أجهزة عضوية هي:
1 – الجهاز العصبي: خاصة اللاإرادي والجهاز الهرموني.
2 – الجهاز المعرفي: خاصة الخبرات الانفعالية والتعبيرات اللفظية عن المشاعر.
3 – جهاز الحركة والتعبير: تعبيرات الوجه ودرجة الصوت ووضعيات الجسم المختلفة.
وتتآثر هذه الأجهزة في تنظيم وضبط الانفعالات إضافة إلى أثر العلاقات الاجتماعية فيما يعرف بالضبط البينشخصي للانفعالات control of emotion interpersonal، ويتداخل كل ذلك مع أنساق الحياة وطرق التعبير عن العواطـف والانفعالات كما تظهر في طقوس العبادة أو الفرح أو الحـزن
أو الزواج أو الطلاق وغيرها.ومن أهم السياقات التي تظهر فيها أهمية التعبير عن الانفعالات طلب الرعاية الصحية حين يتقدم المريض إلى المؤسسات الصحية معبرا عن معاناته الجسدية أو النفسيـة ويصبح التكتم أو فقر التعبير عن الانفعالات عائقا حقيقيا في طريق تشخيص الاضطراب النفسي في غياب الأسباب العضوية لكنه في ذات الوقت مؤشر هام في متناول المتدربين من الأطباء والأخصائيين النفسيين لاستكشاف أعماق الفرد مما يعطي أهمية خاصة لإسهامات سامي علي في إطار مدرسة باريس التي ترى أن المرض غير موجود بذاته، بل الموجود هو المريض في سياق علائقي، وعليه فإن مصطلحات عضوي ونفسي تجاوزها الزمن لأن الجسدنة تعبير عن وضعية صراعية situation conflictuelle وجدت أمامها طريقا مسدودا Impasse ويصبح الفرد حينها مقطوعا عن عواطفه وانفعالاته كما يخبرها في مجاله النفسي أومن خلال الأحلام وهو ما يؤدي به إلى استثمار أعراض الجسد كلغة للمعاناة حسب Moschetti (0220).
3. النظريات المفسرة :
يمكن اعتبار التكتم متصلا بين السواء والمرض حيث يتموقع الإنسان على نقطة من هذا المتصل في فترة من فترات حياته نتيجة لعوامل ومتغيرات عديدة. ويشيع التكتم في عموم الناس بنسبة 5% إلى 23% حسب المقياس المستعمل وتركز أغلب المداخل النظرية على النموذج العصبي الفيزيولوجي والمعرفي والدينامي أو التكاملي كما في نظرية Taylor.
وتختلف المقاربات البحثية في اعتبار التكتم سمة مكونة للشخصية أو حالة ثانوية تتسبب فيها الرضوص الجسدية والنفسية، ويعتبر Freyberger من الأوائل الذين فرقوا بين التكتم الأولي والثانوي وأعتبر أن التكتم الثانوي حالة عابرة تسببها العوامل الكاربة أما الأولي فسمة تجعل الشخص أكثر استعداد للإصابة بالاضطرابات النفسية والجسدية. ويؤكد Sifneos أن التكتم الأولي يعود إلى الوراثة والنمو العصبي الفيزيولوجي بينما يعتبر التكتم الثانوي آلية دفاعية يستعمل فيها الرفض وكبت المشاعر كما تعود إلى عوامل ثقافية وبيئية.
3 . 1 .النموذج العصبي المعرفي :
أكد McLean ومنذ 1949 فرضية إصابة المرضى النفسجسديين بعجز دماغي وظيفي في توصيل المعلومات من المخ الشمي إلى مراكز اللغة في قشرة الدماغ وهو ما أكدته مدرسة بوسطن (Nemiah ،Sifneos ). ويدعى هذا التفسير بالنموذج العمودي أما النموذج الأفقي فيتبنى فرضية اضطراب التوصيل بين نصفي الدماغ الأيمن والأيسر، حيث لاحظ الباحثون ظاهرة التكتم لدى المصابين بظاهرة المخ المشطور split brain حين يعجز نصف الدماغ الأيمن المسؤول عن الإدراك الانفعالي في إيصال المعلومات إلى النصف الأيسر المسؤول عن اللغة والتعبير (Rane ،1996).
وتجمع الدراسات الحديثة على أن التكتم ليس فقط عجزا في القدرة على التعبير عن العواطف باستخدام ألفاظ اللغة بل يتضمن عجزا أساسيا في التجهيز المعلوماتي الانفعالي emotional processing deficit وأن نموذج المخ المشطور غير كاف لتفسير ظاهرة التكتم.
إن الانفعالات سلوك معقد تشترك فيه أجهزة الجسم المختلفة مثل الجهاز العصبي والغددي والحركي والمعرفي في إطار النسق العلائقي الثقافي والاجتماعي لذا يبدو التكتم عجزا مزدوجا:
أ – في الجزء الخاص بالخبرات الانفعالية المعرفية.
ب- في مستوى التنظيم الانفعالي البينشخصي.
حيث يعاني المتكتمون من عجز الإيصال والتعبير معا، واضطراب الإدراك الانفعالي للمؤثرات القادمة من البيئة. ويرجع بعض الباحثين ذلك إلى توقف في النمو العاطفي أثناء الطفولة حسب نظرية
Schartz وLane خاصة في مراحل ظهور التجريد والترميز اللغوي مما يؤدي إلى تشكيل الخطاطات المعرفية الانفعالية بالتدرج حيث تبدأ بالأحاسيس والانفعالات السطحية البدنية وتصل إلى مزيج من المشاعر والعواطف المركبة والمعقدة وقدرة الفرد على التمييز بينهما .
تم تطوير هذا النموذج الخطي من طرف Bucci الذي يؤكد أن التجهيز الحركي والمعرفي للانفعالات لا ينتهي بالوصول إلى مستويات أعلى من التجريد والمنطق بل هو عملية مستمرة؛ ويقترح لتفسير ذلك نظرية التشفير المتعدد
theory multiple code وحسب Bucci فإن الخطاطات المعرفية للانفعال تتشكل أولا بواسطة عمليات أولية مثل الاحساسات الحشوية والحركية ، ثم عن طريق الصور التجريدية والرمزية ، أما الخطاطات الانفعالية اللفظية فتنمو لاحقا مرتكزة على دلالات اللغة ومعانيها. ويشير إلى أن الخطاطات اللفظية وغير اللفظية ترتبط معا بطريقة نوعية دقيقة ولابد أن تتزاوج التمثلات الحسية الحشوية والحركية للانفعالات بالصور النوعية في المجال غير اللفظي قبل أن ترتبط بدلالاتها اللفظية في اللغة.إن التكتم حسب هذه الآليات المعرفية العصبية أكثر من كونه فقرا في ألفاظ اللغة المعبرة عن العواطف والمشاعر، بل هو عجز في ترميز الحالات الانفعالية البدنية سواء لفظية أو غير لفظية، وهذا ما يجعل الإستثارة الانفعالية التي تهز البدن بدون محتوى معرفي مقابل، بل ويزيد في أزمانها مما يؤدي إلى آثار خطيرة على الصحة النفسية والجسدية (Taylor،2001).
وقد ركزت الأبحاث العصبية الحديثة على المخ الشمي والجهاز الطرفي وعلاقتهما بقشرة الدماغ كما في الشكل1( تمبل،2002) .و أثبتت الدراسات التي استعملت وسائل استكشاف وظائف الدماغ مثل TDM و RMN و PET ، علاقة القشرة الحزامية الأمامية(
ACC) Anterior Cingulate Cortex بظاهرة التكتم إضافة إلى دائرة Papez والتكوين الشبكي في المخ المتوسط. وأكد Works و Hane أن هناك عجزا في وظيفة ACC كما يظهره تدفق الدم .Blood Flow
3. 2 .النموذج الدينامي :
رغم تخلص الطب النفسجسدي الحديث من النموذج التحليلي المبني على الصراع اللاشعوري كسبب وحيد للاضطرابات النفسية والنفسجسدية إلا أن ارتباط التكتم ببعض الاضطرابات مثل القهم والإدمان يعود بنا إلى العمليات النفسية وآلياتها الدينامية.
يعتبر التحليليون التكتم سمة تكشف عن تفكير حوادثي factual thinking أو عملياتي بسبب إخفاق في ترميز الصراعات واستحالة تشكيل صورة هوامية للجسد، ويتميز الاقتصاد النرجسي لدى المتكتمين بنقص في مفهوم الذات، وكبت للعدوانية والعواطف بشكل عام مما يؤدي في حالات كثيرة إلى اكتئاب أساسي
depression essential لا تظهر فيه أعراض الاكتئاب الانفعالية ويزيد استعداد المريض للإصابة بالأمراض النفسجسدية (Jeammet، 2000).أما التكتم كحالة فسببه الخوف من الإصابة بمرض عضوي خطير أو بسبب عوامل كاربة، ويعتبر التكتم حينها آلية دفاعية تركز على الرفض والإنكار لتجنب الشخص الخبرة الانفعالية المؤلمة في مواقف الضعف.
وقد أشرنا من قبل إلى مساهمة مدرسة باريس وبالخصوصSami Ali حيث أكدت أن المفهوم التقليدي للعرض العصابي (قلق كبت فشل الكبت عودة المكبوت ) لا يمكنه تفسير الجسدنة حيث يركـز سامي على مفهوم الأداء و الموقف الصراعي و الردب
fonctionnement) (situation conflictuelle, impasse, فحيث ينجح الكبت تقع المشكلة و لا يجد الإنسان مخرجا إلا في جسده على شكل أمراض عضوية أو جسدية .
4- خلاصة :
يعتبر التكتم أو فقر التعبير الانفعالي (
alexithymia) موضوعا هاما في مجال الصحة النفسية لعلاقته المباشرة بالاضطرابات الانفعالية ولأهميته في نشوء الأمراض النفسجسدية.
إن حداثة المفهوم واختلاف المقاربات النظرية في تفسيره وتداخله مع الممارسة العيادية سواء بالنسبة للأخصائيين النفسيين أو للأطباء تدعونا إلى التنبيه إلى أهميته و دراسته بعمق.