يَصْحُو النَّهَارْ .
الوِسَادَةُ مُبتَلَّةٌ بِدِمَاءِ الرُّؤَى المُهَشَّمَة .
الحُلْمُ شَظَايَا تَمرَحُ علىَ جَبِينِي ،
وَ الجُدرَانُ حَبلَى بالتَّملمُلْ ، تَتَفَقَّدُ النَّوَافِذَ وتُذيبُ حبَّةَ " أسبِرينْ " .
ليسَ فِي الحُجرَةِ مَا يبعثُ الغَيرَةَ مِنَ الشَّمْس ،
سِوَى المرآة العَتيقَة المُعانِقَة حَائِطَ البَاب ؛
( ناهِدٌ مُثَقَّلَةٌ بنَشوَتِها قدْ تَناسَلَ عنْ جانِبَيْهاَ الغُبَارْ ) .
..
2.
أفتَحُ الصُّنبُورْ ،
أستَعيدُ فِي صَفحَةِ المَاءِ حُرُوفَ وجهِي ،
فَيَهرُبُ فيهَا مَائَةُ شَقٍّ يَبُثُّ تَسَاؤُلاتٍ مُبهَمَة .
يَنزَوِي الصَّمتُ فِي عَيْنَيَّ لَحَظاتْ ،
يُثْقِلُ فِي عُمقِهِ الطُّقُوسَ المُحَمَّلَةَ بالنَّشِيجْ ..
ثمَّ يَصحُو ، وَ أَمُدُّ إليَّ كَفِّي ،
فَتصفَعُنِي القَطَرَاتُ وَ تتَهَشَّمُ صَفحَةٌ وجهِي ..
وَ أفقِدُنِي رُوَيْدًا، مِنْ ألَمِ الصَّفعَة .
( أغلِقْ ) .
3.
تَلتئِمُ تَعَاريجُ كَفِّي ،
فَأشدُّ عُنُقَ ثَوبِي ،
وَ أَحْمِلُ ماَ ظلَّ مِنْ قَلبِي وَ رِئَتَيَّ
فِي اِتِّجَاهِ صُندُوقِ البَرِيدْ .
تَسرِقُ عَيْنَايَ مَلامِحَ صَمتْ ،
تَتَأمَّلُ فُصُولَ الرَّسائِلِ القَدِيمَة .
( حَبِيبَتِي ! )
( اللَّيْلُ يأبَى كلَّ خُطُواتِ الشُّرُوق .. )
( وَ لاَ أجِدُ الفُرصَةَ لأكُونَ معكِ .. )
( لا يَزَالَ أمَامِي الكَثيرُ مِنَ الرَّحِيلْ .. )
( فَلاَ تَخاَفِي .. وَ أدعِي لِي )
( لأكُونَ شَجَرَةً وَ تَنَامِي فِي ظِلِّي ... )
أضُمُّكِ إليَّ بِشِدَّةْ ! / أحِبُّك .)
4.
تُقَبِّلُنِي الرِّسَالَة ، فَاُلَملِمُهَا بحرصٍ فِي الظَّرْف ..
.. وَ أدُسُّهَا فِي العُلبَة .
.. وَ بينَ الحَيْرَةِ وَ الحَنينِ ، أنْزِفُ دَمْعَة ،
تَهيمُ فِي شَوارِعِ وَجْهِي ،
تَضرِبُ أوتَارَ قَلبِي علىَ مَقامِ الذِّكرَياتْ ،
كَنردٍ يتَقَاذَفُهُ الزَّمَن ..
عَلىَ طَاوِلَةِ الحُبْ .
5 .
أعُودُ بِطَرَفِي ، وَ أُعِدُّ فِي عَجَلَةٍ سَوَادَ صُبحِي ..
أخطِفُ رَشْفَة ،
رَشْفَتَيْن ..
وَ بينَ الرَّشْفِ وَ الرَّجفَة ،
أترُكُ جِلدَ شَفتَيَّ علىَ الكُوب ..
وَ اِبتِسامًا مُفتَعَلْ ...
..................