كيفيّة الاغتسال وموجباته
يختلف الاغتسال عن الوضوء في حكمه وموجباته، وكذلك في صفته وكيفيّته، ويُقسم إلى نوعين: الأوّل كامل، والثّاني مجزّئ. فالكامل: هو أن ينوي الشّخص ثمّ يسمّي، ومن بعدها يغسل يديه ثلاثاً، ثمّ يقوم بغسل ما أصابه الأذى، ويتوضّأ وضوء الصّلاة، ثمّ يمسح على رأسه ثلاث مسحات يراعي بها أن يروي أصول شعره، ثمّ يسكب الماء على بقيّة جسده، ويبدأ بشقّه الأيمن، ثمّ بشقّه الأيسر ويدلك بدنه، ويراعي أن يصل الماء إلى جميع بدنه وشعره، والأصل في ذلك ما ورد في الصّحيحين عن السيّدة عائشة ـ رضي الله عنها ـ أنّ الرّسول صلّى الله عليه وسلّم إذا قام ليغتسل من الجنابة بدأ بغسل يديه، ثمّ يفرغ بيمينه على شماله فيقوم بغسل فرجه ثمّ يتوضّأ وضوء الصّلاة، ويأخذ الماء ويدخل أصابعه في أصول الشّعر، ويرشّ على رأسه ثلاث رشّات، ثمّ يفيض الماء على سائر جسده، ثمّ يقوم بغسل رجليه.
الاغتسال من الجماع والاتّصال الجنسي
يعدّ الاغتسال من الجماع والاتّصال الجنسي واجباً سواءً للرّجل أو المرأة؛ حيث يحتوي الماء على فوائد عديدة تؤثّر في العمليّة الجنسيّة؛ فهو ينشّط الرّجل ويهيّئه لاتّصالٍ جنسيٍّ ثانٍ أو ثالث، كما أنّ لاغتسال الرّجل وزوجته قبل الجماع أو بعده معاً، وما يرافقه من مداعباتٍ وملاطفات له أثرٌ إيجابيّ على نفسيّة الرّجل والمرأة، فالماء بشكلٍ عام إذا تواجد أثناء العمليّة الجنسيّة فإنّه يعطيها نكهةً خاصّة؛ إذ يجدّد النّشاط، ويبدد الملل.
الاغتسال من الحيض
ودم الحيض: هو دم أسود قاتم ومنتن يُخرجه رحم المرأة، ويجب انقطاعه حتّى يكون الاغتسال صحيحاً، ويُغني عن الوضوء لأنّ الحدث الأصغر يدخل في الحدث الأكبر، والعكس غير صحيح.
وبحسب المفتي السّابق للمملكة العربيّة السعوديّة العلّامة عبد العزيز بن باز: المرأة تستنجي من حيضها ونفاسهاِ، وتغسل ما حول الفرج من آثار الدم وغيره، ثم تتوضّأ وضوء الصّلاة، وبعد ذلك تفيض الماء على رأسها ثلاث مرّات، ثمّ على بدنها، من ثمّ على الشقّ الأيمن، ومن بعدها على الشقّ الأيسر، ثمّ تكمل الغسل، وهذه هي السنّة، وهذا هو الأفضل لها. وإن صبّت الماء مرّةً واحدة على بدنها فهذا يكفي، وأجزأ هذا في الجنابة والحيض والنّفاس. ويستحبّ أن تقوم المرأة بالاغتسال من الحيض بماءٍ وسدر، فهذا هو الأفضل لها، أمّا الجنب فلا يحتاج للاغتسال بالسدر، والماء كافٍ.
الاغتسال من دم النّفاس
مرحلة النّفاس: هي المرحلة الّتي تمرّ بها المرأة عقب الولادة، ويخرج فيها الدّم من المرأة، والاغتسال هنا يُغني عن الوضوء.
الاغتسال المستحب
يعدّ الاغتسال يوم الجمعة مستحبّاً، وقد قيل بوجوبه، وغسل العيدين، وغسل من غسل ميّتاً، بالإضافة إلى الاغتسال للإحرام للعمرة أو الحج.