لحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإن الصلاة أعظم أركان الدين بعد الشهادتين، وقد جعلها رسول الله صلى الله عليه وسلم الحد الفاصل بين الكفر والإيمان فقال :~ بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة، فمن ترك الصلاة فقد كفر .~~ وهي أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة، لقوله صلى الله عليه وسلم :~ أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة الصلاة .~~ وصلاة الفجر من أعظم الصلوات وهي علامة فارقة بين الإيمان والنفاق، فقد قال صلى الله عليه وسلم :~ أشد صلاة على المنافقين وإذ كانت كذلك، فالواجب المحافظة عليها وعدم التهاون في أدائها. وهي ركعتان يجهر المصلي فيهما بالقراءة، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ فيها بين الستين آية إلى المائة آية. وصفتها: أن يقف المصلي مستقبلا القبلة متطهرا ساترا لعورته، ويرفع يديه حذو منكبيه، قائلا: "الله أكبر" ثم يضع يده اليمنى على يده اليسرى ويضعهما على صدره. ثم يقرأ دعاء الاستفتاح، فيقول: "سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك، ثم يستعيذ ويبسمل سرا، ثم يقرأ الفاتحة وسورة بعدها جهرا إذا لم يكن مأموما، ثم يركع مكبرا رافعا يديه حذو منكبيه، ثم يضعهما على ركبتيه كهيئة القابض عليهما، ثم يقول "سبحان ربي العظيم" ثلاثا، وإن زاد فهو أفضل، ثم يرفع رأسه رافعا يديه حذو منكبيه قائلا "سمع الله لمن حمده" وبعد قيامه يقول "ربنا ولك الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه" ثم يسجد مكبرا ويمكّن جبهته وأنفه ويديه وركبتيه وأطراف قدميه إلى الأرض، ثم يقول "سبحان ربي الأعلى" ثلاثا، ويستحب له أن يدعو في سجوده، ثم يرفع رأسه مكبرا ويجلس مفترشا رجله اليسرى ناصبا رجله اليمنى، ويقول "رب اغفرلي" وإن زاد فهو أفضل، ثم يسجد الثانية كالأولى، ثم يرفع رأسه مكبرا ويقف ويفعل في الثانية كما فعل في الركعة الأولى، فإذا رفع رأسه من السجدة الثانية جلس وقرأ التشهد والصلاة الإبراهيمية، وصيغته: "التحيات لله والصلوات والطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.. اللهم صلى على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد" ثم يستعيذ بالله من عذاب جهنم وعذاب القبر وفتنة المسيح الدجال وفتنة المحيا والممات، ثم يسلم عن يمينه -السلام عليكم ورحمة الله- ثم عن يساره كذلك، فإذا فعل ذلك تمت صلاته، وعليه استحضار القلب في الصلاة والخشوع، وأسأل الله أن يوفقنا جميعا لما يحبه ويرضاه، وللفائدة نحيل السائل إلى الفتوى رقم: 26202، والفتوى رقم:32474، على الموقع. والله أعلم.