التنبؤ بالمستقبل
يُطلق عليه علمياً مُصطلح ( الإستبصار ) .. ولا نقصد هنا طبعاً أعمال ( المُنجمين والمُشعوذين ) وغيرهم .. هذه الأعمال تليق بالحواري والازقة فى البلاد التى تُعاني الجهل والتخلف ..
نقصد هنا موهبة غير طبيعية تُصيب بعض الأشخاص بإختلاف دياناتهم وثقافاتهم وجنسياتهم ، تجعلهم قادرين على رؤية أمور مُعينة بوضوح كامل ، قبل مدة من حدوثها ..
لا يُمكن بأي حال من الاحوال جمع كل حالات الاستبصار التى حدثت فى السنوات الماضية لأنها كثيرة جداً بشكل يجعل من المُستحيل حصرها .. ولكن من أشهرها تلك الحادثة فى العام 1978 وبالتحديد فى مُقاطعة ويلز البريطانية ، عندما تم القبض على أحد الأشخاص فى القطار المتوجه إلى مدينة جلاسكو الإسكتلندية ، لأنه لم يقم بدفع ثمن التذكرة .. يبدو أنهم فى الغرب يهتمون جداً بدفع تذاكر القطارات ، ولا يعرفون معني ( الشعبطة ) الذي تُمارسه بعض شعوبنا بشكل اعتيادي فى جميع وسائل المواصلات العامة ..
الرجل كان يتكلم بعصبية شديدة ، ويتعلل بأنه نسى أن يدفع ثمن التذكرة من فرط الإستعجال ، وأنه يجب أن يتوجه الى جلاسكو فى أقرب وقت ممكن بأي ثمن ليُحذر سكانها من زلزال مُدمر سيضرب هذه المدينة .. فلم يكن من رجال الشرطة سوى أن سخروا منه ، وتناقلت بعض الصحف المحلية خبر هذا الرجل الطريف الذي كان يُحاول أن يُقنع الشرطة بأن هناك زلزال مُدمر سيضرب اسكتلندا ، فقط ليُنسيهم موضوع التذكرة التى لم يقم بدفعها..
وبعد ثلاثة أسابيع ، ضرب زلزال مُدمر مدينة جلاسكو ، أصيب على إثره الكثيرون وتم تدمير الكثير من الأبنية !
مئات الوقائع المُسجلة
اذا كنت لا تُصدق هذه الحادثة ، فهل ستُكذب أيضاً تلك المرأة التى كانت تصرخ فى ميناء ساوثهامبتون البريطاني أثناء إبحار السفينة الضخمة ( تيتانيك ) ، والتى كانت تتوسل للجميع أن يوقفوا رحيل هذه السفينة لأنها ستتعرض للغرق ؟ .. وتجاهلها الجميع بإعتبار أنها مجنونة وتهذي .. ثم كان الحادث المروع بغرق السفينة العملاقة التى يعرفها الجميع الآن ..
وأخيراً ، هل كان ( نوستراداموس ) الشهير الذي تنبأ بوقوع الكثير من الاحداث فى زمننا هذا مُنجماً عرّافاً فعلاً ؟ .. ام انه كان يمتلك هذه الموهبة من الإستبصار والقدرة على رؤية احداث مُعينة فى المستقبل ، جعلته يتنبأ بالحادي عشر من سبتمبر ، والحرب العالمية الاولى والثانية ، وحرب الخليج ، والثورة الفرنسية ، وركوب الإنسان للطائرات ، وغيرها من الأحداث الكبيرة فى التاريخ الإنساني ، التى يستحيل على مُجرد عرّاف فقير يعيش في القرن السادس عشر أن يتصوّرها أو يتخيّلها أو يشعوذها ؟
أنا فقط أطرح وقائع مُسجلة ، وأعلم أن الكثيرين سيعترضون بشدة على مُجرد الإشارة لمثل هذه الأمور ( الغامضة ) .. وسيقولون أنها محض تنجيم وشعوذة .. ولكنها وقائع حدثت فعلاً وتحدث وستحدث.. ودورنا أن نُحاول أن نجد تفسير علمي لهذه الخوارقيات بدلاً من نفيها بإستمرار ، واختزال الموضوع كله بأنه ( ضد الدين ) مثل أي موضوع يُطرح من هذا النوع للعقول العربية !
يتبع....
اذا وجدت تفاعلا وطلبات ساكمل الاجزاء الباقية