يقولوا التي هي أحسن..
لابد أنك لاحظت يوما ما حين كنت في حديث مع شخص أو أشخاص عديدين في مناسبة ما، وجدتهم لم يعيروك ذاك الاهتمام الذي تتمناه...
ووجدت برودة منهم تجاه ما تتحدث به، أو كانوا أقرب إلى المجاملة وهم يستمعون إليك دون تفاعل مرغوب.. فشعرت إثر ذلك بثقل حديثك عليهم إلى غير ذلك من مشاعر..
ألم تجلس بعدها إلى نفسك وتفكرت في السبب أو الأسباب التي جعلتهم يشعرون بثقل حديثك، وبالتالي ثقلك أنت شخصياً على قلوبهم وأسماعهم؟ لابد أن المشهد لم يمر سريعاً عليك..
فما السبب؟
ما حدث هو بسبب افتقارك إلى ما يمكن تسميته بحلاوة اللسان، وتكون تلقائية بنسبة ما عند من تكون سجاياهم وطبائعهم جميلة بالأساس، يستأنس المرء بهم وبأحاديثهم حتى لو لم تكن جادة، فإن الطبع الجميل والود الذي يضفيه صاحب كل قلب طيب على معاشريه، من شأنه أن يحول ما يقوله إلى كلام موسيقي له تأثيره على النفوس، ولكن مع ذلك فإن حلاوة اللسان التي قد تكون هبة إلهية، هي مهارة أيضاً، ولا يعني ذلك أن المسألة صعبة لمن يفتقر إليها.. إنها مهارة يمكن اكتسابها بالتدريب، شأنها شأن أي مهارة بشرية.
الله سبحانه يدعونا إلى الكلام الطيب والحسن الجميل: "وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن"، فإن تحدثت فقل الأفضل واختر الأجمل من الأقوال والعبارات ولكن بالحق، لا تجامل ولا تنافق ولا تداهن.. قل الحق وتفنن وأبدع في تجميل الأقوال لكي تعبر إلى القلوب قبل الآذان..
إن اكتساب مهارة تجميل الكلام وإضفاء الحلاوة على اللسان عملية معقدة ولكنها يسيرة.. فلو أراد شخص أن يكسب الناس بكلامه الطيب ولسانه الحلو، فإن ذلك يتطلب المهارة أولاً، وتلك المهارة يمكن اكتسابها بالتدريب المستمر، مع ضرورة صفاء القلب والنيات تجاه الآخرين قبل السعي لاكتساب المهارة.. وحول الأساسيات تلك،