قم فأنذر...
حينما أشرقت شمس الرسالة المحمدية ، يأتي النداء الرباني لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم (( يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ ))[المدثر:1] (( قُمْ فَأَنذِرْ ))[المدثر:2].
خطاب عجيب ، يحمل في طياته نداء الهمة والاستيقاظ والتحرك ورفض القعود .
يامن تدثرت بثيابك ، يامن لزمت بيتك ، هيا قم، قم من مكانك وتحرك ، قم وانطلق .
قم وامش نحو الرجال وباتجاه القبائل واعرض عليهم دعوة الإسلام .
يا محمد ، يا رسول الله! لقد مضى عهد النوم ، الناس في ظلمات الكفر ، وفي أخلاق الفسق وفي عادات الجاهلية ينتظرون رسالتك ، الناس متشوقون لأن يستنيروا بنور الوحي الذي نزل معك .
قم ولاتبال بالعقبات التي تواجهك ، فلقد مرت على الرسل من قبلك " فصبروا ".
قم يا رسول الله وسافر للبلاد وأخبرهم بأن الله يريد لهم الهداية ((وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ ))[النساء:27].
قم فأنذر ، وتحدث ، وبشر برسالة الإسلام وأنذرهم من عذاب الله، قم ولا تكن ممن رضي بالصمت .
قم ولا تكن ممن يخاف من المواجهات، قم ولا تكن ممن يفترض العقبات ويضع الصعوبات .
قم بالله ، مستعيناً به ، متوكلاً عليه، قم يارسول الله ولاتلتفت للمخذلين ولا للمنافقين .
قم وانطلق نحو الدعوة إلى الله التي فيها حياة الأرواح ونور القلوب وسعادة النفوس، قم يا محمد من غرفتك وانثر الخير للعالمين .
ويا دعاة الإسلام في كل بلد ، قوموا وأنذروا وبشروا، أما مللتم من القعود والسكون ؟ متى يا ترى تنفضون غبار الكسل وترتدون ثياب الجد والعزم ، دعاة التنصير يجوبون البلاد .
معاشر الدعاة ويا طلاب العلم ، متى تكون الحركة هي عنواناً ؟. لماذا نحتاج إلى من يذكرنا بفضل الدعوة وأهميتها ؟
إننا نعلم الكثير من النصوص في أهمية الدعوة ، ولكن بعضنا لازال ملازماً لمكانه ومسجده وبلده ودولته .. هذا لا يليق بمن يحمل شمعة الهداية .
ربنا يقول لنبيه " قم فأنذر " وأنت من أتباع نبيك ، إذن " قم فأنذر ".
هيا فلتقم بكل جد واجتهاد ، وذكاء وحكمة ، وشجاعة وصبر .
قم ولتقم معك صفات الداعية من الصدق والإخلاص والتجرد لله تعالى، نعم قم ولتأخذ معك نور القرآن والكلمة الطيبة الصادقة، قم بعاطفتك ورحمتك للناس لابقسوتك .
هيا قم في اتباعٍ لنبيك صلى الله عليه وسلم وليس ابتداع، قم هنا ، لتسجل لك حسنات تجري لك بعد موتك .
قم واشحذ همم القاعدين للقيام، قم مستشعراً أن الله يرى قيامك هذا وتعبك ونصبك لأجل دينه " قم فأنذر .".