[postbg=https://i.servimg.com/u/f55/14/83/59/48/lruwov10.png]
السسلأأأم عليككـم لو كان لك أكثر من ولد في بلد، وصرخت فيهم، يا ولد! فأجابك أحدهم: لبيك وسعديك، وبادرك بالسؤال والامتثال، في إشراقة روح وسرور بال، وتثاقل عنك الآخر، فأجابك متباطئًا يجرُّ خطاه في ملل وكسل، ويجيبك في ضجر وخدر، وجفاك الثالث بوضع أصابعه في أذنيه فلا يكاد يسمع، واستغشى ثيابه فوق رأسه، فلا يكاد يُبصر، فلمن ينصرف قلبك؟ وإلى من يتجه حُبّك؟
لا شكَّ في ميزان كلِّ عاقل أنه لا يستوي من يُبادر بالطلب مع من يُجاهر بالهرب!
ولله المثل الأعلى؛ هل يستوي في ميزان الله العدل من يُبادر إلى طاعته والتقرب إليه بمراضيه في تبتل وخضوع وحب وخشوع وذلٍّ وخنوع مع من لا يقوم إلى أمره إلا كمن يُساقون إلى الموت وهم ينظرون مع من إذا سمعوا أمر الله ولوَّا على أدبارهم وهم يجمحون؟!
والله! لا يستوون. قال الله تعالى: {أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَن نَّجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَّحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ ۚ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ} [الجاثية:21].
وروى جرير بن حازم عن الحسن قال: حضر الناس باب عمر ابن الخطاب رضي الله عنه وفيهم سهيل بن عمرو وأبو سفيان بن حرب والحارث بن هشام وأولئك الشيوخ من مسلمة الفتح فخرج آذنه فجعل يأذن لأهل بدر كصهيب وبلال وعمار وأهل بدر وكان يحبهم فقال أبو سفيان: ما رأيت كاليوم قط إنه ليؤذن لهؤلاء العبيد ونحن جلوس لا يلتفت إلينا فقال سهيل بن عمرو قال الحسن: ويا له من رجل ما كان أعقله!
فقال: "أيها القوم إني والله قد أرى ما في وجوهكم فإن كنتم غضابا فاغضبوا على أنفسكم، دُعي القوم ودعيتم فأسرعوا وأبطأتم، أما والله لما سبقوكم به من الفضل أشد عليكم فوتًا من بابكم هذا الذي تنافسون عليه".
وصدق والله! فلا يستوي عبد أسرع إليه كعبد أبطأ عنه، فإن استطعت أن لا تُسبق إلى الله تعالى فافعل، فإن بين يديك يوم التغابن!
يـارب يعجبكم الموضوع