دائما ما يكون من الصعب على أى فتاة فى مرحلة المراهقة أن تصل للتوليفة المثالية التى تمكنها من التعامل مع أهلها بسلاسة ودون خلافات مستمرة، مع الوضع في الاعتبار أنها تكون دائما تحارب لكى يعاملها أهلها سواء والدها أو والدتها كفتاة ناضجة ومسئولة. وبصفة عامة فإن الفتاة فى مرحلة المراهقة تشعر بالإحباط أنه بالرغم من تحملها الكثير من المسئوليات إلا أنها ترى أنها في أعين أمها وأبيها ما زالت فتاة صغيرة لا يمكنها تحمل المسئولية مما يؤدى إلى الكثير من النقاشات والخلافات والسلوكيات السلبية. وأحيانا يكون من الطبيعى أن تشعر الفتاة فى مرحلة المراهقة بالغضب لأن أهلها غير قادرين على إعطائها الثقة اللازمة. وبصفة عامة فهناك العديد من الأمور التي تتمنى الفتاة المراهقة أن يتركها أهلها تختارها بحرية، وخاصة أنها أصبحت أكثر مسئولية مثل اختيار ملابسك وطعامك ولون جدران غرفتك وكل ما يتعلق باختيار الأصدقاء بالإضافة لموعد نومك. يتحكم الأهل بكل ما يخص أبنائهم في مرحلة الطفولة، ولكن مع مرور الوقت ودخول الفتاة على سبيل المثال مرحلة المراهقة فإنها سترغب بالطبع أن تتغير الأمور. ولكن فى نفس الوقت فإن الأهل أيضا يكون من الصعب عليهم تقبل فكرة أن فتاتهم قد كبرت ونضجت وأصبحت مراهقة.
كونى حريصة دائما على التحدث مع أهلك بكل صراحة ووضوح عن شخصيتك والأمور التى تحبينها وتلك التى تكرهينها وبتلك الطريقة فإن أهلك لن يحتاجوا لتقصى المعلومات عن حياتك دون علمك، وهو الأمر الذي يقلل بدوره من مساحة الخلافات فى علاقتكم ببعضكم البعض. إذا شعرت أن والدك ووالدتك يضيقان الخناق عليك ولا يركزان إلا فقط على الأمور السلبية التى قد تقومين بها، فيمكنك أن تحاولي تغيير الموضوع وسؤالهما عن كيف كانا وهما في مثل عمرك وكيف كانا يتمنيان التعامل مع الأمور بطريقة أفضل وهما طفلان. احرصي على أن تستمعي بصدق واحترام وانتباه تام لكل ما يقولانه وهو الأمر الذى سيثير إعجابهما كثيرا. وفى حالة قام أهلك بانتقادك فيمكنك أن تسأليهم عن كل ما يتعلق بالخبرات التي جعلتهم يكونون الآراء التي ينقلونها لك. واهتمي دائما أن تناقشي كل الأمور مع أهلك بهدوء ودون أن تتخذي موقفا دفاعيا.
إذا شعرت أن أمك أو أبيك سيقومان بإعطائك نصيحة فحاولي أن تطلبيها أنت منهما أولا، وهو الأمر الذي سيجعلهما يشعران أنك تقدرين رأيهما كثيرا وبالتالي قد يظهران لك الكثير من التعاطف فى كل الأمور التى تقومين بها. حاولي أن تبتعدي تماما عن كل ما له علاقة بالكذب والأسرار، مع الوضع في الاعتبار أنه بالرغم من أن قول الحقيقة قد يبدو صعبا في لحظتها، ولكنه أمر شديد الإيجابية والمفيد فى علاقتكم على المدى الطويل. حاولي ألا تقومي بإخفاء أي أمر مهم عن والدك أو والدتك. اطلبي من أهلك أن يحكوا لك بعض الذكريات وقصص الطفولة ويمكنك فى تلك الحالة أن تقومي بالاعتذار عن الأخطاء التي ارتكبتها وأنت صغيرة. كوني حريصة على أن تعلمي أهلك عن الأمور التي تحتاجينها بالضبط، فهم لن يتمكنوا من قراءة أفكارك، واعلمي أن أهلك سيسعدون كثيرا إذا قلت لهم مثلا إنك تحتاجين لمن يدخل فى قلبك البهجة أو لمن يقدم لك النصيحة بشأن أمر معين. حاولي أن تجعلي أهلك سواء الأم أو الأب يشعران أنهما يمتلكان معلومات تحتاجينها وقد تفيدك كثيرا. احرصي على أن تقومي بتقديم الشكر لوالدك أو والدتك، وخاصة عندما يكون الأمر متعلقا بالأمور التي قاما بها لك ولم تلاحظي أنت ما فعلاه في وقتها. ولا تنتظري مناسبة معينة لكي تقدمي لهم إطراء رقيقا منك. لا تقومي بانتقاد أهلك أمام الأشخاص الآخرين من حولك، وحاولي حتى ولو للحظة أن تقومي بوضع نفسك في مكانهم والتفكير مثلهم.