بسم الله الرحمن الرحيم
انك تخطئ كثيرا اذا توهمت أن الحياة لابد أن تكون لصالحك مائة بالمائة , فهذا لا لن يتحقق الا في الجنة , أما الدنيا فان الأمر نسبي : فلن يتم كل ما تريد , بل سيقع شيئ من البلاء و المرض و المصيبة , فكن من الشاكرين في السراء , الصابرين في الضراء و لا تعش في عالم المثاليات , بحيث تريد الصحة بلا سقم و غنى بلا فقر و سعادة بلا منغصات
و زوج ( زوجة ) بلا سلبيات و صديق بلا عيوب , فهذا لن يحصل أصلا الا في الجنة , ووطن نفسك على غض الطرف عن السلبيات و الأخطاء و الملاحظات , و انظر الى الايجابيات
و المحاسن و عليك بحسن الظن و التماس العذر و الأعتماد على الله فقط , أما الناس فليسوا أهلا للآعتماد عليهم و تفويض الأمر اليهم : (( انهم لن يغنوا عنك من الله شيئا )) .
اذا أصبحت فتذكر أن الصباح قد أطل على آلاف البائسين و أنت منعم , على آلاف الجائعين و أنت شبعان , على آلاف المأسورين و أنت حر طليق , على آلاف المصابين و أنت سليم
اجلس جلسة مصارحة مع نفسك , و استخدم الأرقام و الاحصائيات : كم عندك من الأشياء و الأموال و النعم و المسرات و المبهجات , جمال و مال و عيال و ظلال و سكن ووطن و منن و ضياء و هواء و ماء و غذاء و دواء , فافرح و اسعد و احمد الله على لطفه و حفظه و كرمه .
* انظر للحياة نظر المحب المتفائل , فالحياة هدية من الله للانسان , اقبل الصباح باشراقه و بسمته الرائعة , اقبل الليل بوقره و صمته و اقبل النهار بسنائه و ضيائه , شم الزهر المسبح , تفكر في الكون معتبر , حول عطاءات الله و نعمه عليك الى رصيد من العون على طاعته و شكره و حمده , بل أعلم أن الخالق عز و جل ماخلق هذه النعم الا ليستعان بها على طاعته و هو القائل (( يأيها الرسل كلوا من الطيبات و اعملوا صالحا )) .
وصلى الله على سيدنا محمد و على آله و صحبه و سلم