تفسير سورة طه8 Hitskin_logo Hitskin.com

هذه مُجرَّد مُعاينة لتصميم تم اختياره من موقع Hitskin.com
تنصيب التصميم في منتداكالرجوع الى صفحة بيانات التصميم

منتدى منشدات
تفسير سورة طه8 Ooouso11
منتدى منشدات
تفسير سورة طه8 Ooouso11

منتدى منشدات

منتدى منشدات للبنات
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

موقع أحلى بنة؛ يحتوي على تشكيلة وصفات طبخ جديدة وشهية سهلة وسريعة الرابط:

حصريا قناة منشدات على اليوتيوب

تجدون فيها كل حصريات المنشدات وأخبار نجوم طيور الجنة الجدد والقدامى ونجوم كراميش ونون بالإضافة إلى الأناشيد والصور والتحديات

شاطر
 

 تفسير سورة طه8

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ʝǟƈӄ ʀǟռօʊƈɦǟ
ʝǟƈӄ ʀǟռօʊƈɦǟ


*¤®§(*§مراقبة §*)§®¤*

معلوماتاضافية
المشاركات : 2115
التقييم : 796
النقاط : 7657
العمر : 23
الجنس : انثى
الدولة : الجزائر
الهواية : المطالعة
المزاج : تفسير سورة طه8 5810
الشلة : شلة الهبل
أوسمة منتدى منشدات : تفسير سورة طه8 Uoou-o30

تفسير سورة طه8 1436548622073
تفسير سورة طه8 Jij345

تفسير سورة طه8 Empty
http://larra.forumalgerie.net/forum
مُساهمةموضوع: تفسير سورة طه8   تفسير سورة طه8 Icon_minitimeالثلاثاء يونيو 30, 2015 1:47 am

قال السدي، وقتادة، وابن زيد:كان يوم عيدهم.
وقال سعيد بن جبير:يوم سوقهم.
ولا منافاة. قلت:وفي مثله أهلك الله فرعون وجنوده، كما ثبت في الصحيح.
وقال وهب بن مُنَبِّه:قال فرعون:يا موسى، اجعل بيننا وبينك أجلا ننظر فيه. قال موسى:لم أومر بهذا، إنما أمرت بمناجزتك، إن أنت لم تخرج دخلت إليك. فأوحى الله إلى موسى أن اجعل بينك وبينه أجلا وقل له أن يجعل هو. قال فرعون:اجعله إلى أربعين يومًا. ففعل.
وقال مجاهد، وقتادة: ( مَكَانًا سُوًى ) مَنْصَفًا. وقال السدي:عدلا. وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم: ( مَكَانًا سُوًى ) [ مستوى ] يتبين الناس ما فيه، لا يكون صَوَب ولا شيء يتغيب بعض ذلك عن بعض مستوٍ حتى يُرى.
فَتَوَلَّى فِرْعَوْنُ فَجَمَعَ كَيْدَهُ ثُمَّ أَتَى ( 60 ) قَالَ لَهُمْ مُوسَى وَيْلَكُمْ لا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذَابٍ وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَى ( 61 ) فَتَنَازَعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ وَأَسَرُّوا النَّجْوَى ( 62 ) قَالُوا إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ يُرِيدَانِ أَنْ يُخْرِجَاكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِمَا وَيَذْهَبَا بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلَى ( 63 ) فَأَجْمِعُوا كَيْدَكُمْ ثُمَّ ائْتُوا صَفًّا وَقَدْ أَفْلَحَ الْيَوْمَ مَنِ اسْتَعْلَى ( 64 )
يقول تعالى مخبرًا عن فرعون أنه لما تواعد هو بموسى عليه السلام، إلى وقت ومكان معلومين، تولى، أي:شرع في جمع السحرة من مدائن مملكته، كل من ينسب إلى سحر في ذلك الزمان. وقد كان السحر فيهم كثيرًا نافقًا جدًا، كما قال تعالى: وَقَالَ فِرْعَوْنُ ائْتُونِي بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ [ يونس:79 ] .
( ثُمَّ أَتَى ) أي:اجتمع الناس لميقات يوم معلوم وهو يوم الزينة، وجلس فرعون على سرير مملكته، واصطف له أكابر دولته، ووقفت الرعايا يمنة ويسرة وأقبل موسى، عليه السلام، يتوكأ على عصاه، ومعه أخوه هارون، ووقف السحرة بين يدي فرعون صفوفًا، وهو يحرضهم ويحثهم، ويرغبهم في إجادة عملهم في ذلك اليوم، ويتمنون عليه، وهو يعدهم ويمنيهم، فيقولون: أَئِنَّ لَنَا لأَجْرًا إِنْ كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ * قَالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ إِذًا لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ [ الشعراء:41 ، 42 ] . ( قَالَ لَهُمْ مُوسَى وَيْلَكُمْ لا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا ) أي:لا تُخَيّلُوا للناس بأعمالكم إيجاد أشياء لا حقائق لها، وأنها مخلوقة، وليست مخلوقة، فتكونون قد كذبتم على الله، ( فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذَابٍ ) أي:يهلككم بعقوبة هلاكًا لا بقية له، ( وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَى * فَتَنَازَعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ ) قيل:معناه:أنهم تشاجروا فيما بينهم فقائل يقول:ليس هذا بكلام ساحر، إنما هذا كلام نبي. وقائل يقول:بل هو ساحر. وقيل غير ذلك، والله أعلم.
وقوله: ( وَأَسَرُّوا النَّجْوَى ) أي:تناجوا فيما بينهم، ( قَالُوا إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ ) هذه لغة لبعض العرب، جاءت هذه القراءة على إعرابها، ومنهم من قرأ: « إنْ هَذَينِ لَسَاحِرَانِ » وهذه اللغة المشهورة، وقد توسع النحاة في الجواب عن القراءة الأولى بما ليس هذا موضعه.
والغرض أن السحرة قالوا فيما بينهم:تعلمون أن هذا الرجل وأخاه - يعنون:موسى وهارون- ساحران عالمان خبيران بصناعة السحر، يريدان في هذا اليوم أن يغلباكم وقومكم ويستوليا على الناس، وتتبعهما العامة ويقاتلا فرعون وجنوده، فينتصرا عليه ويخرجاكم من أرضكم.
وقوله: ( وَيَذْهَبَا بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلَى ) أي:ويستبدا بهذه الطريقة، وهي السحر، فإنهم كانوا معظَّمين بسببها، لهم أموال وأرزاق عليها، يقولون: إذا غلب هذان أهلكاكم وأخرجاكم من الأرض، وتفردا بذلك، وتمحضت لهما الرياسة بها دونكم.
وقد تقدم في حديث الفتون عن ابن عباس [ قال ] في قوله: ( وَيَذْهَبَا بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلَى ) يعني:ملكهم الذي هم فيه والعيش.
وقال ابن أبي حاتم:حدثنا أبي، حدثنا نعيم بن حماد، حدثنا هُشَيْم، عن عبد الرحمن بن إسحاق، سمع الشعبي يحدث عن علي في قوله: ( وَيَذْهَبَا بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلَى ) قال:يصرفا وجوه الناس إليهما.
وقال مجاهد: ( وَيَذْهَبَا بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلَى ) قال:أولي الشرف والعقل والأسنان.
وقال أبو صالح: ( بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلَى ) أشرافكم وسرواتكم. وقال عكرمة:بخيركم. وقال قتادة:وطريقتهم المثلى يومئذ بنو إسرائيل، كانوا أكثر القوم عددا وأموالا فقال عدو الله:يريدان أن يذهبا بها لأنفسهما.
وقال عبد الرحمن بن زيد: ( بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلَى ) بالذي أنتم عليه.
وقوله ( فَأَجْمِعُوا كَيْدَكُمْ ثُمَّ ائْتُوا صَفًّا ) أي اجتمعوا كلكم صفًّا واحدًا، وألقوا ما في أيديكم مرة واحدة، لتبهروا الأبصار، وتغلبوا هذا وأخاه، ( وَقَدْ أَفْلَحَ الْيَوْمَ مَنِ اسْتَعْلَى ) أي:منا ومنه، أما نحن فقد وعدنا هذا الملك العطاء الجزيل، وأما هو فينال الرياسة العظيمة.
 
قَالُوا يَا مُوسَى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَى ( 65 ) قَالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى ( 66 ) فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَى ( 67 ) قُلْنَا لا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الأَعْلَى ( 68 ) وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى ( 69 ) فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّدًا قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَى ( 70 ) .
يقول تعالى مخبرًا عن السحرة حين توافقوا هم وموسى، عليه السلام، أنهم قالوا لموسى: ( إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ ) أي:أنت أولا ( إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَى * قَالَ بَلْ أَلْقُوا ) أي:أنتم أولا ليُرى ماذا تصنعون من السحر، وليظهر للناس جلية أمرهم، ( فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى ) . وفي الآية الأخرى أنهم لما ألقوا وَقَالُوا بِعِزَّةِ فِرْعَوْنَ إِنَّا لَنَحْنُ الْغَالِبُونَ [ الشعراء:44 ] وقال تعالى: سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ [ الأعراف:116 ] ، وقال هاهنا ( فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى ) .
وذلك أنهم أودعوها من الزئبق ما كانت تتحرك بسببه وتضطرب وتميد، بحيث يخيل للناظر أنها تسعى باختيارها، وإنما كانت حيلة، وكانوا جمًّا غفيرًا وجمعًا كبيرًا فألقى كل منهم عصا وحبلا حتى صار الوادي ملآن حيات يركب بعضها بعضًا.
وقوله: ( فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَى ) أي خاف على الناس أن يَفْتَتِنوا بسحرهم ويغتروا بهم قبل أن يلقي ما في يمينه، فأوحى الله تعالى إليه في الساعة الراهنة أن ( وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ ) يعني:عصاه، فإذا هي ( تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا ) وذلك أنها صارت تِنِّينًا عظيما هائلا ذا عيون وقوائم وعنق ورأس وأضراس، فجعلت تتبع تلك الحبال والعصي حتى لم تبق منها شيئًا إلا تلقفته وابتلعته، والسحرة والناس ينظرون إلى ذلك عيانًا جَهْرة، نهارًا ضحوة. فقامت المعجزة، واتضح البرهان، وبطل ما كانوا يعملون ؛ ولهذا قال تعالى: ( إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى ) .
وقال ابن أبي حاتم حدثنا أبي، حدثنا محمد بن موسى الشيباني حدثنا حماد بن خالد، حدثنا ابن معاذ - أحسبه الصائغ- عن الحسن، عن جُنْدَب بن عبد الله البجلي قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا أخذتم - يعني الساحر- فاقتلوه » ثم قرأ: ( وَلا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى ) قال: « لا يؤمن به حيث وجد » .
وقد روى أصله الترمذي موقوفًا ومرفوعًا .
فلما عاين السحرة ذلك وشاهدوه، ولهم خبرة بفنون السحر وطرقه ووجوهه، علموا علم اليقين أن هذا الذي فعله موسى ليس من قبيل السحر والحيل، وأنه حق لا مرية فيه، ولا يقدر على هذا إلا الذي يقول للشيء:كن فيكون، فعند ذلك وقعوا سُجَّدًا لله وقالوا: آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ * رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ [ الشعراء:47 ، 48 ] .
ولهذا قال ابن عباس، وعُبَيد بن عُمَير:كانوا أول النهار سحرة، وفي آخر النهار شهداء بررة.
قال محمد بن كعب:كانوا ثمانين ألفًا، وقال القاسم بن أبي بزَّة:كانوا سبعين ألفًا.
وقال السدي:بضعة وثلاثين ألفًا.
وقال الثوري:عن عبد العزيز بن رُفَيْع، عن أبي ثمامة:كان سحرة فرعون تسعة عشر ألفًا.
وقال محمد بن إسحاق:كانوا خمسة عشر ألفًا.
وقال كعب الأحبار كانوا اثني عشر ألفًا.
وقال ابن أبي حاتم:حدثنا علي بن الحسين، حدثنا محمد بن علي بن حمزة، حدثنا علي بن الحسين بن واقد، عن أبيه، عن يزيد النحوي، عن عكرمة، عن ابن عباس قال:كانت السحرة سبعين رجلا أصبحوا سحرة وأمسوا شهداء.
قال ابن أبي حاتم:حدثنا أبي، حدثنا المسيب بن واضح بمكة، حدثنا ابن المبارك قال:قال الأوزاعي:لما خرَّ السحرة سُجَّدًا رُفعت لهم الجنة حتى نظروا إليها.
قال:وذُكر عن سعيد بن سلام:حدثنا إسماعيل بن عبد الله بن سليمان، عن سالم الأفطس، عن سعيد بن جبير قوله: ( فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّدًا ) قال:رأوا منازلهم تبني لهم وهم في سجودهم. وكذا قال عكرمة والقاسم بن أبي بَزَّة .
قَالَ آمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلافٍ وَلأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَابًا وَأَبْقَى ( 71 ) قَالُوا لَنْ نُؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَاءَنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا ( 72 ) إِنَّا آمَنَّا بِرَبِّنَا لِيَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَمَا أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ وَاللَّهُ خَيْرٌ وَأَبْقَى ( 73 ) .
يقول تعالى مخبرًا عن كفر فرعون وعناده وبغيه ومكابرته الحق بالباطل، حين رأى ما رأى من المعجزة الباهرة والآية العظيمة، ورأى الذين قد استنصر بهم قد آمنوا بحضرة الناس كلهم وغُلِب كل الغلب - شرع في المكابرة والبهت، وعدل إلى استعمال جاهه وسلطانه في السحرة، فتهددهم وأوعدهم وقال ( آمَنْتُمْ لَهُ ) أي:صدقتموه ( قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ ) أي:وما أمرتكم بذلك، وافتتم عليّ في ذلك. وقال قولا يعلم هو والسحرة والخلق كلهم أنه بَهْت وكذب: ( إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ ) أي أنتم إنما أخذتم السحر عن موسى، واتفقتم أنتم وإياه عليّ وعلى رعيتي، لتظهروه، كما قال في الآية الأخرى: إِنَّ هَذَا لَمَكْرٌ مَكَرْتُمُوهُ فِي الْمَدِينَةِ لِتُخْرِجُوا مِنْهَا أَهْلَهَا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ [ الأعراف 123 ] .
ثم أخذ يتهددهم فقال: ( فَلأقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلافٍ وَلأصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ ) أي:لأجعلنكم مثلة [ ولأقتلنكم ] ولأشهرنكم.
قال ابن عباس:فكان أول من فعل ذلك. رواه ابن أبي حاتم.
وقوله: ( وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَابًا وَأَبْقَى ) أي أنتم تقولون:إني وقومي على ضلالة، وأنتم مع موسى وقومه على الهدى. فسوف تعلمون من يكون له العذاب ويبقى فيه.
فلما صال عليهم بذلك وتوعدهم، هانت عليهم أنفسهم في الله عز وجل، و ( قَالُوا لَنْ نُؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَاءَنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ ) أي:لن نختارك على ما حصل لنا من الهدى واليقين. ( وَالَّذِي فَطَرَنَا ) يحتمل أن يكون قسمًا، ويحتمل أن يكون معطوفًا على البينات.
يعنون:لا نختارك على فاطرنا وخالقنا الذي أنشأنا من العدم، المبتدئ خلقنا من الطين، فهو المستحق للعبادة والخضوع لا أنت.
( فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ ) أي:فافعل ما شئت وما وَصَلَت إليه يدك، ( إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا ) أي:إنما لك تَسَلُّط في هذه الدار، وهي دار الزَّوال ونحن قد رغبنا في دار القرار .
( إِنَّا آمَنَّا بِرَبِّنَا لِيَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا ) أي:ما كان منا من الآثام، خصوصًا ما أكرهتنا عليه من السحر لنعارض به آية الله تعالى ومعجزة نبيه.
وقال ابن أبي حاتم:حدثنا أبي، حدثنا نعيم بن حماد، حدثنا سفيان بن عُيَيْنَة، عن أبي سعيد، عن عكرمة، عن ابن عباس في قوله: ( وَمَا أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ ) قال:أخذ فرعون أربعين غلامًا من بني إسرائيل فأمر أن يعلموا السحر بالفَرَمَا، وقال:علموهم تعليمًا لا يعلمه أحد في الأرض.قال ابن عباس:فهم من الذين آمنوا بموسى، وهم من الذين قالوا: ( [ إِنَّا ] آمَنَّا بِرَبِّنَا لِيَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَمَا أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ ) .
وكذا قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم.
وقوله: ( وَاللَّهُ خَيْرٌ وَأَبْقَى ) أي:خير لنا منك ( وَأَبْقَى ) أي:أدوم ثوابًا مما كنت وعدتنا ومنيتنا. وهو رواية عن ابن إسحاق، رحمه الله.
وقال محمد بن كعب القُرَظِي: ( وَاللَّهُ خَيْرُ ) أي:لنا منك إن أطيع، ( وَأَبْقَى ) أي:منك عذابًا إن عُصِيَ.
وروي نحوه عن ابن إسحاق أيضًا:
والظاهر أن فرعون - لعنه الله- صمم على ذلك وفعله بهم، رحمهم الله؛ ولهذا قال ابن عباس وغيره من السلف:أصبحوا سحرة، وأمسَوْا شهداء.
إِنَّهُ مَنْ يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِمًا فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لا يَمُوتُ فِيهَا وَلا يَحْيَا ( 74 ) وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِنًا قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ فَأُولَئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلا ( 75 ) جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ مَنْ تَزَكَّى ( 76 ) .
الظاهر من السياق أن هذا من تمام ما وعظ به السحرة لفرعون، يحذرونه من نقمة الله وعذابه الدائم السرمدي، ويرغبونه في ثوابه الأبدي المخلد، فقالوا: ( إِنَّهُ مَنْ يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِمًا ) أي:يلقى الله يوم القيامة وهو مجرم، ( فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لا يَمُوتُ فِيهَا وَلا يَحْيَا ) كقوله: لا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا كَذَلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ [ فاطر:36 ] ، وقال: وَيَتَجَنَّبُهَا الأَشْقَى * الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى * ثُمَّ لا يَمُوتُ فِيهَا وَلا يَحْيَا [ الأعلى:11- 13 ] ، وقال تعالى: وَنَادَوْا يَامَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ [ الزخرف:77 ] .
وقال الإمام أحمد بن حنبل:حدثنا إسماعيل، أخبرنا سعيد بن يزيد، عن أبي نَضْرَة، عن أبي سعيد الخدري قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « أما أهل النار الذين هم أهلها، فإنهم لا يموتون فيها ولا يحيون ولكن [ الناس ] تصيبهم النار بذنوبهم، فتميتهم إماتة، حتى إذا صاروا فحمًا، أذن في الشفاعة، جيء بهم ضبائر، ضبائر، فبُثُّوا على أنهار الجنة، فيقال:يا أهل الجنة، أفيضوا عليهم فينبتون نبات الحبة تكون في حميل السيل » فقال رجل من القوم:كأن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان بالبادية.
وهكذا أخرجه مسلم في كتابه الصحيح من رواية شعبة وبشر بن المفضل، كلاهما عن أبي مَسْلَمة سعيد بن يزيد به .
وقال ابن أبي حاتم:ذكر عن عبد الوارث بن عبد الصمد بن عبد الوارث قال:حدثنا أبي حدثنا حيان، سمعت سليمان التيمي، عن أبي نَضْرَة، عن أبي سعيد؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خَطَبَ فأتى على هذه الآية: ( إِنَّهُ مَنْ يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِمًا فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لا يَمُوتُ فِيهَا وَلا يَحْيَا ) ، قال النبي صلى الله عليه وسلم: « أما أهلها الذين هم أهلها، فلا يموتون فيها ولا يحيون، وأما الذين ليسوا من أهلها، فإن النار تمسهم، ثم يقوم الشفعاء فيشفعون، فتجعل الضبائر، فيؤتى بهم نهرا يقال له:الحياة - أو:الحيوان- فينبتون كما ينبت القثَّاء في حميل السيل » .
وقوله: ( وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِنًا قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ ) أي:ومن لقي ربه يوم المعاد مؤمن القلب، قد صدق ضميره بقوله وعمله، ( فَأُولَئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلا ) أي:الجنة ذات الدرجات العاليات، والغرف الآمنات، والمساكن الطيبات.
قال الإمام أحمد:حدثنا عفان، أنبأنا هَمَّام، حدثنا زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن عبادة بن الصامت، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « الجنة مائة درجة، ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض، والفردوس أعلاها درجة ومنها تخرج الأنهار الأربعة، والعرش فوقها، فإذا سألتم الله فاسألوه الفردوس » .
ورواه الترمذي، من حديث يزيد بن هارون، عن همام، به .
وقال ابن أبي حاتم:حدثنا أبي، حدثنا سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي، أخبرنا خالد بن يزيد بن أبي مالك، عن أبيه قال:كان يقال:الجنة مائة درجة، في كل درجة مائة درجة، بين كل درجتين كما بين السماء والأرض، فيهن الياقوت والحلي، في كل درجة أمير، يرون له الفضل والسؤدد.
وفي الصحيحين: « أن أهل عليين ليرون من فوقهم كما ترون الكوكب الغابر في أفق السماء، لتفاضل ما بينهم » . قالوا:يا رسول الله، تلك منازل الأنبياء؟ قال: « بلى والذي نفسي بيده، رجال آمنوا بالله وصدقوا المرسلين » .
وفي السنن: « وإن أبا بكر وعمر لمنهم وأنعما » .
وقوله: ( جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي ) أي:إقامة وهو بدل من الدرجات العلى، ( [ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأنْهَارُ ] خَالِدِينَ فِيهَا ) أي:ماكثين أبدا، ( وَذَلِكَ جَزَاءُ مَنْ تَزَكَّى ) أي:طهر نفسه من الدنس والخبث والشرك، وعبد الله وحده لا شريك له ، وصدق المرسلين فيما جاءوا به من خَبَر وطلب.
 
وَلَقَدْ أَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقًا فِي الْبَحْرِ يَبَسًا لا تَخَافُ دَرَكًا وَلا تَخْشَى ( 77 ) فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ بِجُنُودِهِ فَغَشِيَهُمْ مِنَ الْيَمِّ مَا غَشِيَهُمْ ( 78 ) وَأَضَلَّ فِرْعَوْنُ قَوْمَهُ وَمَا هَدَى ( 79 ) .
يقول تعالى مخبرًا أنه أمر موسى، عليه السلام، حين أبى فرعون أن يرسل معه بني إسرائيل، أن يسري بهم في الليل، ويذهب بهم من قبضة فرعون. وقد بسط الله هذا المقام في غير هذه السورة الكريمة. وذلك أن موسى لما خرج ببني إسرائيل أصبحوا وليس منهم بمصر لا داع ولا مجيب، فغضب فرعون غضبًا شديدًا وأرسل في المدائن حاشرين، أي من يجمعون له الجند من بلدانه ورَسَاتيقه، يقول: إِنَّ هَؤُلاءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ * وَإِنَّهُمْ لَنَا لَغَائِظُونَ [ الشعراء:54 ، 55 ] ثم لما جمع جنده واستوثق له جيشه، ساق في طلبهم فَأَتْبَعُوهُمْ مُشْرِقِينَ [ الشعراء:60 ] أي:عند طلوع الشمس فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ أي:نظر كل من الفريقين إلى الآخر قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ * قَالَ كَلا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ [ الشعراء:61 ، 62 ] ، ووقف موسى ببني إسرائيل، البحر أمامهم، وفرعون وراءهم، فعند ذلك أوحى الله إليه أن ( اضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقًا فِي الْبَحْرِ يَبَسًا ) فضرب البحر بعصاه، وقال: « انفلق بإذن الله فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ [ الشعراء:63 ] أي:الجبل العظيم. فأرسل الله الريح على أرض البحر فلفحته حتى صار يابسا كوجه الأرض؛ فلهذا قال: ( فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقًا فِي الْبَحْرِ يَبَسًا لا تَخَافُ دَرَكًا ) أي:من فرعون، ( وَلا تَخْشَى ) يعني:من البحر أن يغرق قومك. »
ثم قال تعالى: ( فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ بِجُنُودِهِ فَغَشِيَهُمْ مِنَ الْيَمِّ ) أي:البحر ( مَا غَشِيَهُمْ ) أي:الذي هو معروف ومشهور. وهذا يقال عند الأمر المعروف المشهور، كما قال تعالى: وَالْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوَى * فَغَشَّاهَا مَا غَشَّى [ النجم:53 ، 54 ] ، وكما قال الشاعر:
أنَا أبُو النَّجْم وشِعْري شِعْري
أي:الذي يعرف، وهو مشهور. وكما تقدمهم فرعون فسلك بهم في اليم فأضلهم وما هداهم إلى سبيل الرشاد، كذلك يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ [ هود:98 ] .
يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ قَدْ أَنْجَيْنَاكُمْ مِنْ عَدُوِّكُمْ وَوَاعَدْنَاكُمْ جَانِبَ الطُّورِ الأَيْمَنَ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى ( 80 ) كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَلا تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي وَمَنْ يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوَى ( 81 ) وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى ( 82 ) .
يذكر تعالى نعمه على بني إسرائيل العظام، ومننه الجسام، حيث نَجَّاهم من عدوهم فرعون، وأقر أعينهم منه، وهم ينظرون إليه وإلى جنده قد غرقوا في صبيحة واحدة، لم ينج منهم أحد، كما قال [ تعالى ] : وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ [ البقرة:50 ] .
وقال البخاري:حدثنا يعقوب بن إبراهيم، حدثنا رَوْح بن عبادة، حدثنا شعبة، حدثنا أبو بشر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال:لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة واليهود تصوم عاشوراء، فسألهم فقالوا:هذا اليوم الذي أظفر الله فيه موسى على فرعون، فقال: « نحن أولى بموسى فصوموه » رواه مسلم أيضًا في صحيحه .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
♪♫آلُِنجٍمة آلُِذَهـبَية♫
♪♫آلُِنجٍمة آلُِذَهـبَية♫


*¤®§(*§ مديرة §*)§®¤*

معلوماتاضافية
المشاركات : 9556
التقييم : 338
النقاط : 14922
العمر : 24
الجنس : انثى
الدولة : الجزائر
الهواية : الرسم
المزاج : تفسير سورة طه8 4210
الشلة : شلة الهبل
أوسمة منتدى منشدات : تفسير سورة طه8 Uoou-o39

تفسير سورة طه8 Jij345

تفسير سورة طه8 2rsudc

تفسير سورة طه8 F034d32be58b3

تفسير سورة طه8 61Isx8

تفسير سورة طه8 1436716096391

تفسير سورة طه8 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة طه8   تفسير سورة طه8 Icon_minitimeالثلاثاء يونيو 30, 2015 10:44 am


دائما متميز في الانتقاء
سلمت على روعه طرحك
نترقب المزيد من جديدك الرائع
دمت ودام لنا روعه مواضيعك

لكـ خالص احترامي

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
تفسير سورة طه8
استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» تفسير سورة طه9
» تفسير سورة طه1
» تفسير سورة طه2
» تفسير سورة طه3
» تفسير سورة طه4

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى منشدات :: المنتديات العامة :: المنتدى الإسلامي :: منتدى القرآن الكريم وتفسيره-