السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
(الأَخِلاَّءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلاَّ الْمُتَّقِينَ ) الزخرف
حذر الإسلام المسلمين من سوء اختيار الصحبة وبالذات رفقاء السوء
الذين يجاهرون بالمعاصي دون أي وازع ديني ولا أخلاقي لما في صحبتهم من الداء
وما في مجالستهم من الوباء وحث الإسلام المسلم على اختيار الصحبة الصالحة
والارتباط بأصدقاء الخير الذين إذا نسيت ذكروك وإذا ذكرت أعانوك
ومن الصفات التي ينبغي أن يتحلى بها الصديق حتى يكون صديقاً صالحاً
الوفاء – الأمانة – الصدق – البذل - الثناء
والصداقة إذا لم تكن على الطاعة فإنها تنقلب يوم القيامة إلى عداوة كما توضح الآيات والأحاديث
(الأَخِلاَّءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلاَّ الْمُتَّقِينَ) الزخرف - تفسيرها -
الأَخِلاَّءُ يَوْمَئِذٍ يريد يوم القيامة بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ )
أي أعداء يعادي بعضهم بعضاً ويلعن بعضهم بعضاً(إِلاَّ الْمُتَّقِينَ) فإنهم أخلاء في الدنيا والآخرة)
وذكر الثعلبي رضي الله عنه في هذه الآية قال: كان خليلان مؤمنان وخليلان كافران
فمات أحد المؤمنين فقال: يا رب إن فلاناً كان يأمرني بطاعتك، وطاعة رسولك،
وكان يأمرني بالخير وينهاني عن الشر ويخبرني أني ملاقيك، يا رب فلا تضله بعدي،
وأهده كما هديتني، وأكرمه كما أكرمتني فإذا مات خليله المؤمن جمع الله بينهما،
فيقول الله تعالى ( لِيُثْنِ كل واحد منكما على صاحبه ) فيقول : يا رب،
إنه كان يأمرني بطاعتك وطاعة رسولك، ويأمرني بالخير وينهاني عن الشر،
ويخبرني أني ملاقيك، فيقول الله تعالى
( نعم الخليل ونعم الأخ ونعم الصاحب كان )
قال: ويموت أحد الكافرين فيقول: يا رب، إن فلاناً كان ينهاني عن طاعتك وطاعة رسولك،
ويأمرني بالشر وينهاني عن الخير، ويخبرني أني غير ملاقيك، فأسألك يا رب ألا تهده بعدي،
وأن تضله كما أضللتني، وأن تهينه كما أهنتني؛ فإذا مات خليله الكافر قال الله تعالى لهما
( لِيُثْنِ كل واحد منكما على صاحبه ) فيقول : يا رب، إنه كان يأمرني بمعصيتك ومعصية رسولك،
ويأمرني بالشر وينهاني عن الخير ويخبرني أني غير ملاقيك، فأسألك أن تضاعف عليه العذاب؛
فيقول الله تعالى ( بئس الصاحب والأخ والخليل كنت) فيلعن كل واحد منهما صاحبه
وجاء عن النبي عليه أفضل الصلاة والسلام أحاديث عديدة تحثُ المسلمين لاختيار الصحبة الصالحة ومنها
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم (مَثَلُ الجليس الصَّالِح والجَليس السَّوْءِ)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ - قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: الرَّجُلُ عَلَى خَلِيله فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكُمْ مَنْ يُخَالِلُ .
الراوي:أبو هريرةالمحدث:الألباني - المصدر:صحيح الترمذي- الصفحة أو الرقم:2378
خلاصة حكم المحدث:حسن
(الحديث ضعيف )
اعلموا بأن المسلم مطلوب منه أن يحسن اختيار أصدقائه لأنه يتأثر بعملهم وأخلاقهم
فإن كانوا أصدقاء سوء تأثر بهم وبأخلاقهم السيئة وإن لم يشاركهم أعمالهم السيئة
فأنه وافقهم عليها وهذا أثم كبير يقع عليه ويصنف تبعاً لهم وصدق من قال
(عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه فكل قرين بالمقارن يقتدي)
وإن كانوا أصدقاء خير تأثر بأخلاقهم الحميدة وأعمالهم المرضية لله عز وجل ،
وكانوا له عوناً على طاعة المولى عز وجل ويبينون له مواطن العلل فيعمد إلى إصلاح نفسه ،
لأن هناك من يذكره بتقوى الله ويذكره بالموت وأجله والقبر وظلمته والقيامة و أهوالها والنار وعذابها والجنة و نعيمها
عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (مرآة المؤمن والمؤمن أخو المؤمن، يكفُّ عليه ضيعته ويحوطه من ورائه) رواه أبو داود
وتخيل كم من فائدة تجنيها من مجالسة الأخيار وكم من معصية وضرر يصيبك
من مجالسة الأشرار وأفضل ما يمكن ذكره هنا أن مجالسة الأخيار جالبة لمحبة الله
رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ : قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى وَجَبَتْ مَحبِتي لِلْمُتَحَابِّينَ فِيَّ وَالْمُتَجَالِسِينَ فِيَّ وَالْمُتَزَاوِرِينَ فِيَّ وَالْمُتَبَاذِلِينَ فِيَّ) رواه مالك وصحح إسناده ابن عبد البر والنووي
واعلموا إخواني أنه من الفوائد الأخرى التي يجنيها المسلم في مجالسة الأخيار أيضاً حصوله على بركتهم
وقد قال ابن الجوزي (رفيق التقوى رفيق صادق ورفيق المعاصي غادر)
نرجوا من الله أن نكون منهم
أوصيكم بالدعاء إلى الله عز وجل بأن يوفقنا وإياكم بصحبة صالحة
تدلنا على الخير وتُعينُنا على الطاعات وأن يصرف عنا أهل السوء ومجالستهم والتأثر بأعمالهم وأخلاقهم
اللَّهُمَّ وَفِّقْنا لِطاعَتِكَ وَحُسْنِ عِبادَتِكَ وَارْحَمْنِا بِتَرْكِ الْمَعاصِي أَبَداً ما أَبْقَيْتَنِا وارْزُقْنِا الإِخْلاَصَ فِي القَوْلِ وَالعَمَلِ واجعلنا ممن يسمعون القول ويتبعون أحسنه اللهم آمين
اللهم أجعل عملنا كله خالصا لوجهك اللهم آمين آمين آمين
أشرِكونا في الأجر.. ولا تنسونا من دعائكم