الوسائل المفيدة لفعل الطاعات وترك المحرَّمات
لقد حفل القرآن الكريم والسنة المطهرة بالنصوص التي يصعب علينا عدُّها أو حصرها، وهذه النصوص تدعونا إلى المسارعة إلى فعل الخيرات، والإحجام والانتهاء عن فعل المحرَّمات...
قال تعالى: "فاستبقوا الخيرات"، وقال تعالى: "وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين"، وغيرها من الآيات كثير.
وقال – صلى الله عليه وسلم-: "بادروا بالأعمال سبعاً..." جزء من حديث أخرجه الترمذي من حديث أبي هريرة – رضي الله عنه- وقال: حديث حسن، وقد أثنى الله على من نهى نفسه عن فعل الحرام فقال تعالى: "وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى"، وقد ذم الله اليهود والنصارى، ولعنهم لفعلهم. المحرمات قال تعالى: "لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون".
وقال – صلى الله عليه وسلم-: "اجتنبوا السبع الموبقات..." الحديث متفق عليه البخاري ، ومسلم من حديث أنس – رضي الله عنه-.
والوسائل التي تعين العبد المسلم على فعل الطاعات وترك المحرمات كثيرة، نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر ما يلي:.
(1) قراءة القرآن الكريم بتدبُّر معانيه، والوقوف عند أوامره ونواهيه.
(2) قراءة سيرة المصطفى – صلى الله عليه وسلم- وسيرة سلفنا من الصحابة وغيرهم – رضوان الله عليهم- جميعاً.
(3) قراءة الكتب التي تتحدَّث عن فضائل الأعمال، وعظيم ثوابها في الدنيا والآخرة.
(4) قراءة الكتب التي تتحدَّث عن الكبائر، وعن أثر الذنوب والمعاصي في الدنيا والآخرة.
(5) قراءة الكتب التي ترقِّق القلوب بذكر الموت، والقبر، والبعث، والنشور، والحساب، والجنة، والنار.
(6) حضور مجالس الذكر، ومصاحبة أهل الخير من العلماء وطلبة العلم والدعاة، واجتناب مجالس أهل الفسق والشر والفجور والمجون.
(7) الابتعاد عن كل ما يغضب الله تعالى من مقروء، أو مسموع، أو مشاهد.
(8) تذكَّر نعم الله على العبد من نعمة البصر، والسمع، والعقل، والكلام، والمشي، إلى غير ذلك من النعم التي لا تحصى، و تذكَّر أن الله قادر أن يسلب هذه النعم ولا تستطيع رده سبحانه، و تذكَّر أهل الأمراض وأصحاب البلايا، وكيف أن الله منَّ عليك بالعافية والسلامة، فهذا يحثك على مزيد من الشكر وعمل الخير، وترك الشر.
(9) تذكَّر بأن الله مطَّلع عليك ويراك، فاجتهد بأن يراك حيث أمرك، ويفتقدك حيث نهاك.
(10) يجب أن يستقر في نفس المسلم أنه عبد لله فقط، وليس عبداً لأي شهوة من شهوات النفس، فإذا تحقَّق معنى العبودية في نفس العبد، فإن العبد يفعل كل ما يأمره به سيده، تقرباً له وحباً، وخضوعاً،وخوفاً، وطمعاً، ويبتعد عن كل ما نهاه عنه امتثالاً وطاعة لسيده للأسباب السالفة الذكر.
(11) تذكَّر دائماً بأنك إلى الله راحل وبين يديه واقف، وهو سبحانه سائلك عن كل كبير وصغير، عن الفتيل والقطمير، فأعد للسؤال جواباً، وللجواب صواباً.
(12) تذكَّر أهل الجنة وما هم فيه من النعيم المقيم، فاحرص أن تكون منهم، وذلك بفعل الأشياء التي توصلك إلى هذه الجنان، وطرق الخير كثيرة.
(13) تذكَّر أهل النار وما هم فيه من العذاب الأليم، والهوان العظيم، فاجتهد أن لا تكون من أهلها، وذلك بترك كل معصية أو ذنب يوصلك إلى هذه النار، أعاذنا الله وإياك منها.
(14) عليك بكثرة الدعاء واللجوء إلى الله بأن يوفقك لعمل الخير ويبعدك عن فعل الشر، فهو سبحانه الهادي إلى سواء السبيل، وقلوب العباد بين إصبعين من أصابعه يقلبها كيف يشاء سبحانه، لذلك كان النبي – صلى الله عليه وسلم- يكثر من قول: "يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك" أخرجه الترمذي من حديث أنس – رضي الله عنه – وقال: هذا حديث حسن وصححه الألباني.