الروح المرحة... تلك العملة الناذرة التي نحتاجها !
أعتقد أنه في زمننا هذا، صار من يمتلك حس الفكاهة وروح الظرافة عملة نادرة..
الروح المرحة ألم تلاحظ وأنت في مجلس ما أو تجمع بشري، إن ظهر إنسان صاحب نكتة وروح مرحة، تجد أن الكل يتودد إليه؟ لماذا في اعتقادك؟ أما عن تفسيري الشخصي فأظن السبب هو حاجة المرء منا اليوم عن كل ما يمكن أن يساعده على نسيان بعض متاعب اليوم، ويفرج عنه وينشط عضلات وجهه بالابتسامة أو الضحك المعقول، تجد أن خفيف الظل أو الدم كما تقول العامة، يتمتع بشباب دائم، حيث لا ترى أثراً لتجاعيد في الوجه أو أياً من تلك العلامات الدالة على وجود حزن خفي متجذر بالنفس، بل تجد أن الجلوس إليهم مريح ومحبوب ولا يكاد المرء يمل من مجالستهم لخفة دمائهم وروحهم الطيبة، لكن العكس نجده مع آخرين، أصحاب النفوس السوداوية المتشائمة، ثقيلة الدم إن صح التعبير.. تجد أن الكل يحاول التملص والتهرب كيلا يتورط أحدهم مع أي أحد من ذلك الصنف في جلسة أو نقاش.
ما المطلوب من كل هذا الكلام؟ لا شيء سوى أن نبدأ بأنفسنا..، هل يعني أن نتحول إلى أصحاب دماء خفيفة أو أرواح ظريفة، وخاصة أن الأمر أقرب ما يكون إلى الطبع؟ الجواب: نعم، وهل هناك ما يمنع؟ إن كانت الظرافة وخفة الدم طبعاً، فليس بمشكل أن نتطبّع ولو من بعد محاولات عديدة متكررة، حاول أن تتخيل أجواء السعادة، وحاول أن تعيشها اليوم وغداً وبعد غد..