همسات في التعامل مع الفتن... !
في زحمة الحياة تتجدد الفتن من هنا وهناك، ويصاب المسلمون بنوع من الهموم بسبب توالي الفتن، فيا ترى هل من همسات لمن نزلت بساحته الفتن، وأحاطت بمسكنه المصائب؟ الجواب : نعم.
الهمسة الأولى : من المتقرر في النصوص أنه في كل عام تزداد الفتن وتتسع دائرة الأزمات، كما في الحديث الصحيح (لا يأتي زمان إلا والذي بعده شر منه حتى تلقوا ربكم).
الهمسة الثانية : عند اشتداد الفتن ينبغي الفرار إلى الله تعالى والتقرب إليه، كما قال تعالى (ففروا إلى الله) وقال صلى الله عليه وسم: "العبادة في الفتن كهجرة إلي"، وهذا المعنى يغيب عند بعض الناس، فتجده عند الفتن مهموماً بمتابعة الأحداث لحظة بلحظة، غائباً عن عبادة ربه والقليل من يجمع بين إدراك الواقع وتحقيق الفرار إلى الله تعالى.
الهمسة الثالثة : المفزع عند الشدائد إلى الله تعالى، لذا يجب أن نتربى نحن ونربي المجتمع على تحقيق (التعلق بالله تعالى) وتفويض الأمور إليه والتوكل عليه والثقة بأنه قريب من عباده، كما قال تعالى (وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان) وأما البحث عن الحلول عند مجلس (الظلم لا الأمن) أو (الحلف الأطلسي) أو (جامعة الدول العربية) فهو غير مجدي كما أثبتت التجارب والأزمات، فيا أيها المسلمون ليس لكم إلا الرحمن الرحيم الذي يراكم ويعلم بحالكم فاصدقوا معه وتوجهوا إليه.
الهمسة الرابعة : الثقة بأن أقدار الله كلها خير، مهما ظهر لنا خلاف ذلك، كما قال تعالى (لا تحسبوه شراً لكم)، وقال تبارك وتعالى (كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم)، وفي الحديث الصحيح (والشر ليس إليك) فهذا الواقع الذي نتألم لتفاصيله وما يجري فيه من اضطهاد للمسلمين وإضاعة حقوقهم والاعتداء على الصالحين منهم وتفويت فرص الخير على الدعاة في مجالات كثيرة، كل ذلك وغيره لم ولن يخرج عن تقدير الله تعالى وعلمه وحكمته وتدبر قوله تعالى (أليس الله بأحكم الحاكمين)، ونحن عندما نتأمل اسم (الحكيم) الذي تكرر كثيرا في القرآن، لابد أن نتعبد لله تعالى بموجب هذا الاسم فنوقن بأن الله حكيم في تقدير كل ما يجري مما يعجبنا ومالا يعجبنا.