اللهم يسر لي جليسا صالحـا
روى الترمذي والنسائي عن حريث بن قبيصة قال : قدمت المدينة فقلت : اللهم يَسِّر لي جليساً صالحا ...
جليسا صالحـا قال : فجلست إلى أبي هريرة ، فقلت : إني سألت الله أن يرزقني جليسا صالحا ، فحدِّثني بحديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم لعل الله أن ينفعني به.
فقال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم : يقول أن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة من عمله صلاته ، فإن صلحت فقد أفلح وأنجح، وإن فسدت فقد خاب وخسر، فإن انتقص من فريضته شيء قال الرب عز وجل : انظروا هل لعبدي من تطوع ؟ فيُكمل بها ما انتقص من الفريضة، ثم يكون سائر عمله على ذلك.
إن البحث عن جليس صالح في تلك الأزمنة الفاضلة والقرون الخـيِّرة ليس بالأمر العسير بل هو أمر ميسور ، لكثرة الأخيار وقلّة الأشرار، أما في زماننا هذا فلو قلّبت ناظريك فيمن جلس إليك – في مكان عام – لرأيت أنك أحرى بهذا السؤال ، وبهذه المسألة : "اللهم يسر لي جليسا صالحـا".
وليت رأس جليس السوء عليه ريشة حتى يُعرَف ويُحذر !، فقديما قيل : "الوِحدة خيرٌ من جليس السّوء"، وذلك أن صاحب الوِحدة يُحدّث نفسه، وحديث النفس معفوٌّ عنه، وجليس السوء يأمر بالسوء ، فله نصيب مِن وَصْف ( يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاء)، قال أبو الدرداء : "لَصَاحِبٌ صالح خير من الوِحدة، والوحدة خير من صاحب السوء ، ومُمْلِي الخير خير من الساكت ، والساكت خير من مُمْلِي الشر"، وقال ابن حبان : "العاقل لا يُصاحب الأشرار، لأن صحبة صاحب السوء قطعة من النار، تُعْقِب الضغائن، لا يَستقيم وِدُّه، ولا يَفِي بعهده".