من أسباب ذهاب لذة الطاعة والعبادة
إن المسلم قد يكون عاملاً خيراً ولكنه يحرم لذة العبادة ومناجاة الله ـ عز وجل ـ بسبب الذنب يصيبه.
عقوق الوالدين:
ومن الذنوب التي قد تكون سبباً في ذهاب لذة الطاعة والعبادة : عقوق الوالدين فإنه من كبائر الذنوب.
قال تعالى: "وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً"، فأمر الله ببر الوالدين بعد عبادته مباشرة، وقال - صلى الله عليه وسلم - : (لا يدخل الجنة عاق)، والجنة تحت قدم الأم، ورضا الله برضا الوالدين، وسخطه بسخطهما، فعلى من يغضب والديه أو أحدهما أن يقبل رأسهما ويدهما ويستسمحهما على ما مضى، وأن يطلب منهما العفو والمسامحة، وأن يطلب منهما أن يدعوا له بالتوفيق والسداد؛ فقد يكون الحرمان من لذة الطاعة بسبب إغضاب الوالدين أو أحدهما، فيجب التنبه لهذا فإنه مهم.
وقد جاء رجل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليجاهد في سبيل الله وليبذل نفسه في سبيل الله ولكنه ترك والديه يبكيان على فراقه وسفره فقال له النبي -صلى الله عليه وسلم-:(اذهب فأضحكهما كما أبكيتهما).
الغيبة:
ومن الذنوب التي تذهب لذة العبادة: الغيبة، والغيبة من كبائر الذنوب ومما جاء فيها التهديد والوعيد في الكتاب والسنة. قال تعالى:ولا يغتب بعضكم بعضاً أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه واتقوا الله إن الله تواب رحيم.
وقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : (الغيبة ذكرك أخاه بما يكره)، وقال النبي - صلى الله عليه وسلم - لإحدى أمهات المؤمنين – رضي الله عنها - لما قالت عن صفية - رضي الله عنها -: حسبك من صفية أنها قصيرة فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (لقد قلتِ كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجته).
واعلموا إخواني في الله أن فعل النوافل من السنن الرواتب والوتر وصلاة الضحى والصلاة بين المغرب والعشاء من الأمور التي تحبب إلى الله وتحب الله إلينا.
والنوافل بمثابة السياج للمحافظة على الفرائض، وكذلك النوافل بمثابة ما يدخره الإنسان عند وقوعه في دين بسبب نقص شيء من الواجبات.
وقد يفعل الإنسان الطاعة ولا تكون له فيه نية فسبب مداومته عليها، وسؤال الله التوفيق والبعد عن المعصية فيوفقه الله ويصلح نيته ويوفقه للإخلاص.
نصيحتي لنفسي ولكم..
أولاً: أن نرضي والدينا، وتستسمحهما، ونطلب رضاهما، وأن نطلب منهما أن يدعوا لنا – إن كانا على قيد الحياة -.
ثانياً: ترك الغيبة والتوبة من الغيبة السابقة، والندم على ما فعلنا سابقاً، والبعد عن مجالس الغيبة، فإذا اغتاب أحد أمامنا فيجب أن ننكر أو نقوم من المجلس إن أصر أصحابه على مداومة الغيبة.
ثالثاً: الحرص على نوافل الطاعات والعبادات ومجاهدة النفس على فعل الخيرات.
رابعاً: الابتهال إلى الله والتوسل إليه، والاستغاثة به ليتقبلنا عنده من الصالحات التقيات.
خامساً: الإكثار من ذكر الله وقراءة القرآن.
سادساً: البعد عن فضول الكلام والطعام، والبعد عن مجالس اللغو، والبعد عن مجالسة أهل الدنيا.
والحرص على مجالسة الصالحين وسماع المحاضرات والمواعظ وقراءة الكتب النافعة. وقراءة سيرة النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وسيرة الخلفاء الراشدين - رضي الله عنهم.