رسائل هامة للمصلين..
الحمد الذي جعل سعادة القلوب في مناجاته والإقبال إليه، والصلاة والسلام على رسولنا محمد الذي كان أسعدُ الناس بربه وأعظهم تقرباً إليه.
فبينما كان رسولنا صلى الله عليه وسلم نائم إذ بجبريل يقترب منه ، ومعه دابة يقال لها البراق ليرحلا سوياً نحو السماوات العلى.
يا ترى لماذا يرحلان ؟ ماذا ينتظرهم هناك؟
ويصلان للسماء الأولى ثم يفتح لهم وهكذا يتجاوزون سبع سماوات حتى ينتهي الأمر بالسماء التي فوقها الله جل وعز.
ويحصل الحوار بين الله تعالى وبين رسوله حول موضوع الصلاة .. وينتهي الحوار بأنها خمس صلوات في الفعل وخمسون في الأجر والثواب.
أيها المصلون : الصلاة طريق لسعادة القلب وسرور الروح.
ورسولنا صلى الله عليه وسلم ينادي "أرحنا بها يا بلال" ويقول عنها "وجعلت قرة عيني في الصلاة ".
ألا تتعجبون معي ممن ينام عن الصلاة ويقول : أريد أن أرتاح ، مسكين أنت ، والله إن الذي قام وصلى لفي راحةٍ أعظم منك أيها النائم عن الصلوات.
الصلاة مفزع المؤمن وملجأ الخائف والمضطر (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ )، وكان نبينا صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر فزع للصلاة.
أيها المهموم استعن بالصلاة ، أيها المريض استعن بالصلاة ، أيها المديون استعن بالصلاة ، أيها التائب استعن بالصلاة ، أيها المظلوم استعن بالصلاة .
الصلاة في المساجد فرصة لتحجز لك مكاناً تحت ظل العرش في يومٍ تقترب فيه الشمس من رؤوس الخلائق والعرق يتصبب منهم ( ورجل قلبه معلق بالمساجد ).
الصلاة نجاة من العذاب ، ولما ذكر الله العذاب في النار قال: (إِلَّا الْمُصَلِّينَ)(الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلاتِهِمْ دَائِمُونَ).
إن من أبواب الجنة باب الصلاة، أما اشتاقت نفسك لذلك الباب؟
في الصلاة دموع وخشوع وخضوع ، في الصلاة ركوع لله وتعظيم له وانكسار على عتبات بابه.
أيها الكرام ..
يصلي ذلك الرجل مع الرسول صلى الله عليه وسلم ويذكر ذنباً له ، فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم : ( أصليت معنا ؟ قال: نعم . قال : اذهب فقد غفر الله لك ). رواه البخاري .
وأنزل الله: (وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفِيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ).
إنها الصلاة التي تمحو الخطايا، في الصلاة سجود ، وأقرب ما يكون العبد من ربه و هو ساجد وصدق الله (وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ).
نعم اقترب يا مهموم من ربك ليكشف همك، اقترب يا مديون من ربك الرزاق لعله يقضي دينك، اقترب يا مريض من ربك الشافي لعله يشفيك مما أصابك .