الحمد لله رب العالمين ،خالق السموات والأرض ، وجاعل الظلمات والنور، وصلى الله على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والرسل أجمعين، بشر وأنذر ،ووعد وأوعد ، أنقذ الله به البشر من الضلالة ، وهدى الناس إلى صراط مستقيم أما بعد:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه، ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه"
يحضرني في صدد هذه النصيحة النبوية:(حكمة لقمان). فقد روي أن (لقمان) كان يعمل في خدمة أحد الأسياد ، وهو طفل ، وكان رقيقا مملوكا.
وكان من سبب حريته وعتقه ما ظهر عليه من مخايل الحكمة والذكاء ، وحسن السمت والخلق.وأراد سيده أن يستزيد من حكمته ، فأرسله ذات يوم لذبح شاة ، وأوصاه بأن يأتي بأحسن ما فيها. ففعل لقمان ، ذبح وسلخ وقطع ، ثم حمل إلى السيد لسان الشاة وقلبها ، لم يحمل إليه الكتف أو الصدر أو الفخذ من اللحم الطيب الشهي.
وفي يوم اخر طلب منه سيده أن يذبح شاة أخرى ويأتيه بأخبث ما فيها ، فكرر (لقمان) حمل إليه القلب واللسان ،فقال له: عجبا لك..... طلبت إليك أن تأتيني بأحسن ما في الشاة وبأخبث ما فيها فأتيتني في المرتين بالقلب واللسان فكيف يكون ذلك ؟ فقال لقمان : إنهما أحسن ما فيها إذا حسنا ، وأخبث ما فيها إذا خبثا.
أيتها الأحبات:
يوصينا رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديثه الشريف بأن يكون لساننا ترجمان قلبنا ، يعبر عما فيه من ذخيرة الإيمان وكنوز اليقين.كما يلفت بصرنا وبصيرتنا إلى أن الاستقامة تتسلل من القلب إلى اللسان ، من الداخل إلى الخارج. فالاستقامة تنبع من الوجدان ، تسري في شريان ، وينطلق بها اللسان ، ثم تصب في محيط بني الإنسان.
وخطورة اللسان أنه أداة القول، ينقل الفكرة الاحساس إلى مبنى الكلمة ،لذا قيل :(لسانك حصانك إن صنته صانك وإن خنته خانك)وقيل (اللسان موكل بالمنطق).
فاحرصوا أن تكون قلوبكم مستنيرة بنور الله والإيمان به .
والســــــــــــــــــــــــــــلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته..