من منَّا لم يقرأ قصة، أو رواية وعلقَ في ذهنه شيء منها، إسم بطلها، دمعته أو بسمته، فكرة القصة، شيء من الأحداث أو النهاية، جميعنا بالتأكيد تملكنا شعور ما ونحن نتصفح قصة، وهناك الكثير من القصص التي بقيت، وإستمرت ونستطيع أن نقول أنها تخلدت، فبعدما كانت تحيها الجدات للأطفال قبل النوم، صارت قصصاً مكتوية ،وبعدها تحولت إلى أفلام، وذلك بسبب حبكة القصة، وتأثيرها الكبير على النفس، وظرافة أسلوبها وأفكارها، وتد القصة القصيرة من الفنون الأدبية الشهيرة، والعالمية، وقد بدأت في الغرب، فهي فن غربي بالأساس، ومنه انتقلت إلى جميع أنحاء العالم، وبعدما كانت فن عفوي بسيط أصبح لها قواعدها، وقوانينها ونقادها، والآن تقام مسابقات عالمية ودولية في القصص القصيرة، ويؤخذ عليها جوائز ثمينة، وألقاب فخمة .
ولو أنكَّ تعتقد أنّك تملك الموهبة، والرغبة لتصبح كاتب قصة مشهور، عليكَ أنْ تتعلم كيفية كتابة القصة القصير ة ،لأنَّ لها حيثيات، وقوانين واضحة، ليسَ لها علاقة الموهبة، والإبتكار بل هي لازمة تميّز القصة عن غيرها من الفنون الأدبية النثرية.
أولاً :تعريف القصة : هي فن أدبي نثري، يصور حادثة من حوادث، تأتي في تسلسل معين، داخل وحدة الزمان والمكان، في سرد لغوي للصراع الداخلي والخارجي، تبدأ فيها الأحداث بالتصاعد وصولاً إلى لحظة التنوير، ثمَّ النهاية . وما يميز القصة القصيرة أنها تمثل حدثاً واحداُ في زمان ومكان واحد، البعض قد يحدد الزمان بساعة، والبعض لا يحدده .
عناصر القصة : توجد للقصة مكونات وعناصر لا يمكن الإستغناء عنها أثناء الكتابة، وهي لازمة ضرورية في كل قصة .
1- الحدث. 2- الزمان والمكان. 3- الشخصيات. 4- الوحدة القصصية. 5- اللغة القصصية.
هذهِ الأشياء هي أعمدة القصة، وعلى الكاتب المبتدئ دراستها وفهمها قبل، أن يبدأ في هذا المجال، والآن تعرف إلى خطوات كتابة القصة .
1- عليكَ أن تنتبه أنَّ حجم القصة القصير يمتد من صفحة واحدة إلى ثلاثين صفحة، والحجم ليسَ مهم بقدر الجوهر، والحبكة .
2- إختر حدثاً معيناً، قصيراً، وبسيطاً، لكنْ له أبعاد عاطفية، ونفسية، واجتماعية ممتدة، هذا المشهد الصغير هو الذي ستعمل عليه لبناء قصتك .
3- إختر شخصية ذات عمق إنساني ما، او ميزة نفسية واعمل علي دمجها مع الأحداث، وغالباً الحدث سيقودك إلى الشخصية، كذلك الشخصية ستقودك إلى الحدث، ولا تكثر من الشخصيات، لأنها غالباً تكون بعدد محدود في القصة القصيرة .
4- إختر الزمان والمكان بمحدودية عالية، مع تكثيف الأحداث وتركيزها .
5- البناء اللغوي مهم جداً، لأنه يميز كاتب عن كاتب، لذلكَ إقرأ كثيراً كي تكتسب أدوات اللغة، والصور، والبيان .
6- نهاية القصة، التي تكون مرتبطة بلحظة التنوير، واعلم أنه كلما كانت هذهِ النهاية مفاجئة، وغير متوقعة، تفاجئ القارئ فهي اكثر قوة وأكثر تأثير .
7- إبدأ بوضع تمهيد للقصة تكشف فيه الأحداث والشخصيات، ثمَّ زد في تصاعد الاحداث من خلال الصراع بينَ الشخصيات، حتى تصل للحظة كشف الستار، أو لحظة النهاية .
القصة القصيرة فن رائع، ومؤثر وله معجبين وجمهور راقي، وإذا أردتَ أن تكون من رواد هذا الفن فعليكَ بالقراءة، والإلمام بالكتاب الآخرين .