الحذر من فتنة النفاق..
بدأ النفاق بعد غزوة بدر: (إذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض غرّ هؤلاء دينهم) [الأنفال: 49].
تحذير القرآن والسنّة منه وخوف السلف:
القرآن:ذُكِر في 17 سورة، ابن القيم: "كاد القرآن أن يكون كله في شأنهم".
(إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار) [النساء: 145] (وعَد الله المنافقين والمنافقات والكفار نار جهنم) [التوبة: 68] (إذا جاءك المنافقون) (فما لكم في المنافقين فئتين) [النساء: 88] (إن المنافقين يُخادعون) [النساء: 142].
السُنّة:روى الطبراني عن عمران: (إن أخوف ما أخاف عليكم بعدي منافق عليم اللسان).
خوف السلف:جاء في الترمذي والبخاري عن ابن أبي مُليْكة: "أدركت ثلاثين من أصحاب محمد كلّهم يخاف النفاق على نفسه".
وأبو الدرداء يتعوَّذ من النفاق بعد التشهُّد فلما سُئل قال: دعنا عنك، فوالله إن الرجل ليقلب عن دينه في الساعة الواحدة فينخلع منه.
جاء في الترمذي والبخاري عن الحسن: "ما خافه إلا مؤمن، ولا أمِنَه إلا منافق".
عمر يسأل حذيفة صاحب سر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هل تجدني يا حذيفة من المنافقين، خشية على نفسه، وروى مسلم في صحيحه أنه دخل الصديق وحنظلة الأسيدي على رسول الله فقال حنظلة لرسول الله: نافق حنظلة يا رسول الله، فقال رسول الله: (وما ذاك) قلت: يا رسول الله نكون عندك تذكرنا بالنار والجنة حتى كأنا رأي العين، فإذا خرجنا من عندك عافسنا الأزواج والأولاد والضيعات نسينا كثيراً، فقال رسول الله: (والذي نفسي بيده إنْ لو تدومون على ما تكونون عندي وفي الذكر لصافحتكم الملائكة على فرشكم وفي طرقكم، ولكن يا حنظلة ساعة وساعة) [ثلاثة مرات].
وسُئِل أحمد: ما تقول فيمن لا يخاف على نفسه النفاق؟ قال: ومن يأمن على نفسه النفاق.
مظاهر النفاق:
1- المسارعة في الموالاة (ألم تر إلى الذين نافقوا يقولون لإخوانهم الذين كفروا) (بَشِّر المنافقين بأنّ لهم عذاباً أليماً الذين يتخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين أيبتغون عندهم العزة فإن العزة لله جميعاً) [النساء: 138139] (فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة ))[المائدة: 52].
2- المداهنة للظلَمة روى البخاري عن محمد بن زيد أن ناساً قالوا لجده ابن عمر: "إنا ندخل على سلاطيننا فنقول لهم بخلاف ما نتكلّم إذا خرجنا من عندهم؟ قال: كنّا نعُد هذا نفاقاً على عهد رسول الله".
3- ذا الوجهين:
وفي الحديث المتفق عليه من رواية أبي هريرة: (تجدون الناس معادن، خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فَقُهوا، وتجدون خيار الناس في هذا الشأن أشدّهم له كراهية، وتجدون شر الناس ...).
4- الكراهية لانتصار دين الرسول.
5- الاستهزاء بالدين وأهله.
(بل ظننتم أن لن ينقلب الرسول والمؤمنون إلى أهليهم أبداً وزُين ذلك في قلوبكم وظننتم ظن السوء وكنتم قوماً بوراً)[الفتح: 12].
6- يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف (المنافقون والمنافقات بعضهم من بعض يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف ويقبضون أيدِيَهم نسوا الله فنسِيَهم إن المنافقين هم الفاسقون) [التوبة: 67].
7- القسوة عند سماع القرآن (وإذا ما أنزلت سورة فمنهم من يقول أيّكم زادته هذه إيماناً فأما الذين آمنوا فزادتهم إيماناً وهم يستبشرون وأما الذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجساً إلى رجسهم وماتوا وهم كافرون) [التوبة: 124- 125].
8- منع الصدقة (هم الذين يقولون لا تُنفِقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا ولله خزائن السماوات والأرض ولكن المنافقين لا يفقهون) [المنافقون: 7] (الذين يلمزون المُطّوِّعين من المؤمنين في الصدقات والذين لا يجدون إلا جهدهم فيسخرون منهم سخر الله منهم ولهم عذاب أليم) [التوبة: 79] (ومنهم من يَلمِزُك في الصدقات فإن أُعْطُوا منها رضوا)(ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله لنصدقن ولنكونن من الصالحين فلما آتاهم من فضله بخلوا به وتولوا وهم معرضون فأعقبهم نفاقاً في قلوبهم إلى يوم يلقونه) [التوبة: 75- 77].
9- التثبيط في الجهاد (فرِح المُخَلَّفون بمقعدهم خلاف رسول الله وكرهوا أن يجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله وقالوا لا تنفروا في الحر قل نار جهنم أشد حراً لو كانوا يفقهون) [التوبة: 81] (ومنهم من يقول ائذن لي ولا تفتنّي ألا في الفتنة سقطوا وإن جهنم لمحيطة بالكافرين) [التوبة: 49]، (( ولو أرادوا الخروج لأعدوا له عُدة ولكن كره الله انبعاثهم فثبطهم وقيل اقعدوا مع القاعدين لو خرجروا فيكم ما زادوكم إلا خبالاً ولأوضعوا خلالكم يبغونكم الفتنة) [التوبة: 46-47].
10- التّخلُّف عن الصلاة (إن المنافقين يُخادعون الله وهو خادعهم وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى يراؤون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلاً) [النساء: 142].
وفي الحديث المتفق عليه في رواية عن أبي هريرة:(أثقل الصلوات على المنافقين: الفجر والعشاء) وروى مسلم من حديث ابن مسعود: (لقد رأيتنا مع رسول الله وما يتخلف عنها إلا منافق معلوم النفاق).
11- علامات: وفي حديث متفق عليه عن ابن عمرو: (أربع من كنّ فيه كان منافقاً خالصاً، ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها: إذا اؤتمن خان، وإذا حدّث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر).
12- إظهار الزهد في الدنيا والرغبة في الآخرة.
13- إظهار الغيْرة على الدّين (وَلْيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُواْ وَقِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ قَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَوِ ادْفَعُواْ قَالُواْ لَوْ نَعْلَمُ قِتَالاً لاَّتَّبَعْنَاكُمْ هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلإِيمَانِ يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِم مَّا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ) [سورة آل عمران: 167].
14- إظهار المحبة للناس مع وقوع القلب في الحقد والحسد.
15- ترك الاهتمام بالدين وإنما يهتمّون بأنفسهم (ثم أنزل عليكم من بعد الغم أمنة نعاساً يغشى طائفة منكم وطائفة قد أهمتهم أنفسهم يظنون بالله غير الحق ظنّ الجاهلية) [آل عمران: 153].
رة فلن يغفر الله لهم)[التوبة: 80].