كيف سترى حسناتك يوم القيامة؟
تصور نفسك بعدما رأيت سجلات سيئاتك يوم القيامة، تمسك الآن بكتاب حسناتك، تبحث فيه عن كل عمل صالح يمكن أن يوازن تلك السجلات.
حسناتك يوم القيامة (هنالك تبلو كل نفس ما أسلفت)...سترى أعمالك يوما بيوم، ساعة بساعة.
تصور نفسك إن استعرضت الأيام- تلو الأيام لم تكسب فيها حسنة! صليت، لكن دون خشوع، فبالكاد سقط عنك الفرض لا لك ولا عليك، قمت بأعمال خير لكن خالطها رياء أذهب أجرها. ساعات طويلة ذهبت في تحصيل الدنيا أو في غير ما منفعة...كل ذلك مع سجلات السيئات: (أحصاه الله ونسوه).
وسط هذه الصحراء المقفرة نبتة صغيرة...عملٌ لعله لم يستغرق إلا بضع ثوان أو حتى جزءا من الثانية: ابتسامة في وجه مسلم، أذىً ركلته برجلك لتميطه عن الطريق، كلمة طيبة ترفع بها معنويات محزون، تغير ملامحك غضبا لحرمات الله أن تنتهك.
هذه الأعمال التي لم تستغرق وقتا قد تكون هي النقاط المضيئة في السجلات الطويلة من الساعات والأيام الفارغة من الحسنات.
صح عن نبينا صلى الله عليه وسلم أنه قال: (ما قعدَ قَومٌ مَقعدًا لا يذكرونَ اللهَ فيهِ ويصلُّونَ علَى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ إلَّا كانَ عليهِم حسرةً يَومَ القيامةِ وإن دخلوا الجنَّةَ للثَّوابِ) (قال ابن القيم: إسناده على شرط الشيخين).
تصور! قد تجلس ربع ساعة تكلم صديقك في أمر من أمور الدنيا المباحة، ولم تَغْتَبْ في هذا المجلس ولا قلت باطلا، ومع ذلك تندم على كل مجلس كهذا يوم القيامة لخلوه مما يضيء صحيفتك، حتى لو كنت في المحصلة من أهل الجنة.